هل تؤثر الأفلام الإباحية على الصحة النفسية

موقع الأئمة الاثني عشر
زيارات:1537
مشاركة
A+ A A-
إن مشاهدة الأفلام الإباحية عادة شائعة جدًا لاسيما بين المراهقين، وقد أدّى توفر الإنترنت بشكل واسع إلى سهولة الوصول إلى المحتوى الإباحي، ما قاد بعض الأفراد إلى إدمان مشاهدتها بشكل روتيني دون قيود، ولهذه العادة تأثيرات سلبية عديدة على الصحة النفسية والجسدية، فما أهم هذه التأثيرات وكيف يمكن التخلص منها؟ ما هو تعريف إدمان المواد الإباحية؟

يشير إدمان المواد الإباحية إلى اعتماد الشخص على مشاهدة المواد الإباحية لإشباع رغباته لدرجة أنه يؤثر على حياته اليومية وعلاقاته وقدرته على العمل، وقد تستحوذ هذه المواد الإباحية على تفكير الفرد حتى ضمن العمل والمناسبات الاجتماعية، ما يؤدي إلى مشاهدتها في الأماكن العامة مثل: وسائل النقل العام أو الحدائق أو أماكن العمل.

بحسب دراسة أجريت عام 2019 تم تصنيف مشاهدة المواد الإباحية على أنها (إدمان) نظرًا لتحقيقها العوامل الثلاثة المرتبطة بالإدمان، وهي: عدم القدرة على ضبط الذات (وتتجلى في الرغبة الشديدة والمحاولات غير الناجحة للحد من السلوك)، فقدان الشغف بالأنشطة الاعتيادية، والعامل الأخير الاستخدام المحفوف بالمخاطر (والذي يتمثل باستمرار القيام بالسلوك رغم الوعي بآثاره السلبية)، وبينت الدراسة أن هذا النوع من الإدمان يعتبر شائعًا، ولكن نظرًا للافتقار إلى البيانات الحقيقية وصعوبة تصور النسبة الواقعية لانتشاره فإن معدلات الانتشار تتراوح فقط من 3% إلى 6%.

ما هي أعراض إدمان الأفلام الإباحية؟

لتحديد ما إذا كان الشخص لديه علاقة غير صحية مع المواد الإباحية أم لا، عادةً ما يكون قضاء الكثير من الوقت في مشاهدتها هو من أهم أعراض الاستهلاك المفرط للأفلام الإباحية، ولكن يمكن أن يترافق هذا بعدة أعراض في السلوك، ومنها:

  •  الإنفاق المفرط على المواد الإباحية، وقد يكون أحيانًا على حساب الضرورات.
  •  استخدام الإباحية كوسيلة لتفريغ المشاعر المكبوتة والقاسية مثل: الألم والقلق والحزن.
  •  استهلاك المواد الإباحية في الأوقات واللحظات الحرجة.
  •  عدم القدرة على الإقلاع عن الإباحية على الرغم من الجهود المبذولة.
  •  الشعور بالعار بعد مشاهدة الإباحية، وعدم القدرة على التوقف عن هذه العادة.
ما الذي يسبب إدمان مشاهدة المواد الإباحية؟

من الصعب تحديد السبب الرئيسي لإدمان مشاهدة المواد الإباحية، إذ يمكن للفرد أن يفضل مشاهدتها لاعتقاد أن مشاهدتها لا تسبب مشاكل جسدية أو نفسية، أو لأن الفرد يستمتع بالاندفاع والإثارة الذي تمنحه إياها هذه المواد.

أشارت دراسة إلى أن استخدام المواد الإباحية (عبر الإنترنت) قد يُنظر إليه أيضًا على أنه وسيلة للتعامل مع ضغوطات الحياة، خاصًة عند الأشخاص الذين يشعرون بالعجز، مثل: الأشخاص الذين يعانون من البطالة، أو غير القادرين على التكيف مع التغيرات المفاجئة في الحياة، وطرحت الدراسة مثالًا واقعيًا خلال وباء  covid-19، إذ زادت معدلات الوصول بشكل كبير على أحد مواقع المواد الإباحية في كل من أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا والمملكة المتحدة وروسيا وآسيا، إذ ارتفعت معدلات الوصول بنسبة 11.6٪ في 17 مارس، 13.7٪ في 20 مارس، و 18.5٪ في 24 مارس، وقد وصلت إلى 57٪ في (إيطاليا وروسيا) و61٪ في (إسبانيا).

وبالتالي فإن التأقلم السلوكي غير السليم مع الأحداث يمكن أن يخلق مشاكل قصيرة وطويلة الأجل، ومع مرور الوقت في مشاهدة المواد الإباحية قد يكون من الصعب التوقف، وبهذه الطريقة يتسلل ما يُسمى بإدمان المواد الإباحية إلى الأفراد.

ما تأثير مشاهدة المواد الإباحية على الصحة النفسية؟

إن هدف صناعة الأفلام الإباحية أن يعتقد مستهلكوها أن مشاهدتها ستجعل الشخص سعيدًا وراضيًا ومتمرسًا في عالم الرومانسية، ولكن في الواقع يمكن أن تسلبك الأفلام الإباحية الكثير فيما يخص العلاقة الحميمة الحقيقية، وعلى المدى طويل الأمد يمكن أن تؤثر الإباحية على الصحة النفسية للفرد من خلال ما يلي:

1- الاكتئاب

 يؤدي مشاهدة أي نوع من المواد الإباحية إلى تنشيط إنتاج الدوبامين وهي مادة كيميائية تشعر بالرضا وتثير مشاعر السعادة والرفاهية، إلا أن بعض الأبحاث أشارت إلى أن مشاهدة المواد الإباحية مرتبطة بالاكتئاب.

إذ أشارت دراسة أجريت عام 2019 ونُشرت في مجلة العلاج والوقاية أن استهلاك المواد الإباحية يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب لدى البالغين، ويعود ذلك بسبب اعتقاد بعض الأفراد أن مشاهدة الإباحية هو أمر غير محبذ وغير أخلاقي وبالرغم من ذلك يشاهدونها في فترات معينة، ما يرفع لديهم احتمال الإصابة بأعراض الاكتئاب أكثر من غيرهم.

2- مشاعر قلق نتيجة عدم الرضا عن العلاقة الزوجية

بينت دراسة نُشرت في عام 2018 ارتباطًا بين معدل استخدام المواد الإباحية والشعور بعدم الرضا عن العلاقة الزوجية، إذ شملت الدراسة عينة من 1036 مشاركًا، وأظهرت النتائج إلى أن استخدام المواد الإباحية بكثرة يؤدي إلى عدم الرضا عن العلاقة، والذي ينتج عنه شعور متزايد بالقلق والتوتر، الأمر الذي ينعكس سلبًا على استقرار الصحة النفسية للفرد وتأذي العلاقة الزوجية.

3- تقلبات مزاجية حادة

ترتبط التغيرات المزاجية بمشاهدة المواد الإباحية بشكل مباشر، إذ بينت دراسة أجريت في عام 2017 كيف أن لمشاهدة المواد الإباحية دور كبير في التقلبات المزاجية الحادة بين مشاعر مؤقتة من الرضا والسعادة وشعور بالذنب، بالإضافة إلى القلق نتيجة التفكير بطبيعة العلاقة الحقيقية مع الشريك، وبينت الدراسة أيضًا وجود ارتباط بين مشاهدة المواد الإباحية والمزاج العام، إذ سُئل المشاركون عن مزاجهم الحالي، وشدة الإثارة الجنسية قبل وبعد مشاهدة المواد الإباحية، وأظهرت البيانات حدوث اضطرابات وتقلبات مزاجية بعد مشاهدة المواد الإباحية.

في الختام، من المهم الحصول على المساعدة عندما يخرج الأمر عن السيطرة، لأن ذلك سينعكس سلبًا على كل مجالات الحياة سواء في العمل أو المنزل، كما تتأثر العلاقات الاجتماعية المحيطة بالفرد، ما يسبب له ضغوطًا نفسية عديدة أبرزها الاكتئاب.

*لبيه
مواضيع مختارة