’الصاحب ساحب’: الصديق كالأرض.. تزرعها بما تشاء!

دور الأصحاب في اختيار السلوك الشخصي

كتب محمد مروان:

تعتبر علاقة الصداقة من أهم العلاقات التي قد تربط الإنسان بمن حوله من الناس، فالأصدقاء الحقيقيون هم من يقفون دائماً وأبداً مع أصدقائهم، في السراء والضراء، فيقدمون لهم كل ما يقدرون عليه من صنوف الدعم المعنوي، والمادي على حدٍّ سواء.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

إنّ الصداقة على مالها من ميّزات عديدة لا يمكن أن تُحصى، إلا أنّ لها العديد من المحاذير، خاصّة إن تعلّق قلب الإنسان بالأشخاص السيّئين الذين قد يجعلونه ينحرف عن جادّة الصواب، ويهوي في مستنقع الرذيلة والانحطاط، ومن هنا فإنّ على الإنسان أن يعرف صفات صديقه ورفيقه حتى يكون على بيّنة من أمره، وفيما يلي تفصيل عن دور الأصدقاء في تحديد سلوك الإنسان.

دور الأصدقاء في تحديد سلوك الإنسان الشخصي

 يلعب الأصدقاء دوراً كبيراً وهاماً في حياة من ارتبطوا وإياهم بعلاقة الصداقة العظيمة، وقد كثرت الأمثال الشعبية، والأقوال المأثورة التي ألمحت إلى دور الصداقة في تكوين سلوك الإنسان، فقالوا قديماً:(الصاحب ساحب).

تقليد الأفعال

إن أخطر ما في الأمر هو سعي الصديق إلى تقليد أصدقائه في كل أفعالهم وأقوالهم، وقضاء أطول وقت ممكن معهم، وهنا فإن كان هؤلاء الأصدقاء سيئين، فإنه سيبدأ شيئاً فشيئاً باقتراف ما يقترفونه من أعمال سيئة، تتنافى مع التعاليم الدينية، والتقاليد المجتمعية المختلفة، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على الأصدقاء الجيدين الذين قد يرفعون صديقهم إلى أعلى المراتب والمستويات، فليس هناك هدية أفضل من الأصدقاء أصحاب الأخلاق الرفيعة، وأصحاب طموحات عالية في الدنيا، والآخرة.

اتخاذ قدوات

أيضاً فإن من أبرز ما قد يحدد السلوك الشخصي للإنسان، هو القدوة، والمثل الأعلى، ولهذا الأمر ارتباط وثيق ولصيق بالأصدقاء، فاهتمامات بعض الأصدقاء قد تنعكس مباشرة على أصدقائهم، فتصير بالتالي بعض النماذج عظيمة في نظر هؤلاء، مع أنها قد تكون سيئة ولا تصلح لأن تكون قدوة البتة، وهذا يؤثر بشكل مباشر في سلوكيات الأفراد المختلفة.

التأثر بالأفكار

من الجوانب التي قد لا يُلتَفت إليها في بعض الأحيان، أنّ بعض الأشخاص وعلى الرغم من أنهم قد يتمتعون بأخلاق عالية وحسنة، إلا أنهم قد يحملون أفكاراً وأيديولوجيات سيئة، قد تمتلك القدرة على التأثير على الآخرين، خاصة الأصدقاء المقربين، مما قد يؤثر على السلوكيات الشخصية أيضاً في كثير من الأحيان، وذات الأمر ينطبق على أولئك الأشخاص الذين يحملون أفكاراً إيجابية وجيدة، بحيث إنّهم قد يؤثرون على الآخرين.

بما أن علاقة الصداقة عامة ولا يمكن حصرها بنوعية معينة فقط، فقد كانت صداقة الآباء مع أبنائهم هي النوع الأفضل من أنواع الصداقة والتي يمكن من خلالها وفي أغلب الأحيان تجاوز المشكلات العديدة السابقة، فليس أحرص على مصلحة الأولاد من آبائهم، لذا فإن توطيد العلاقة بين الآباء والأبناء وإيصال العلاقة بينهم إلى هذه المرحلة السامية، تعتبر على رأس الحلول التي يمكن بها ضمان اعتياد الأبناء على السلوك الشخصي القويم.