يضربون الجرس ويهربون.. كيف نحمي أطفالنا من الممارسات السيئة لأولاد الجيران؟

كيف أحمي أطفالي من سلوكيات أولاد الجيران؟

أنيسة أبو غليون:

بحكم ظروفي ووفاة زوجي، أعيش أنا وأولادي في منطقة شعبية، المشكلة أن أخلاق الجيران وأولادهم وسلوكياتهم مختلفة تمامًا عما تربي عليه أولادي، منعتهم كثيرًا عن اللعب والاختلاط، ولكن من الطبيعي أن يختلطوا معهم ويرونهم ويسمعونهم، فكيف لي أن أحميهم من ذلك؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

تجيب هويدا الدمرداش، مستشارة العلاقات الأسرية:

يجب وضع حدود في تعامل أولادك مع الجيران وأولادهم وحمايتهم من سماع لألفاظ الخارجة أو أي مشاكل لا تليق بأخلاقهم وتربيتهم، أو تؤثر على نفسيتهم بالسلب.

ومن الضروري أن تشرح الأم وتفهم الأولاد جيدًا أن الحياة بها شخصيات مختلفة وأناس بطباع وسلوك مختلفة، سواء في المدرسة والشارع، وكلما مر بهم الوقت كلما زاد تعاملهم مع هؤلاء الأشخاص المختلفين عنهم.

 يجب تربية الأبناء على المحافظة على المبادئ التي تربوا عليها، فحماية أولادك وبرمجتهم على السلوك الصحيح بدون التأثير عليهم وعلى أخلاقهم أهم رسالاتك في الحياة.

وهناك بعض القواعد التي يجب التشدد في تطبيقها لتلافي حدوث المشكلات مع أطفال آخرين، على الرغم من أننا نحب وجودهم مع أبنائنا ونفرح لكونهم من أصدقائهم، إلا أن هناك حدودا لكل شيء:

- وضع نظام واضح ومحدد لأطفالك: على الأم أن تكون صارمة في بعض المواقف، وأن تلتزم بتطبيق القواعد التي وضعتها مثلا هناك بعض الأمهات يمنعن أطفالهن من الخروج من المنزل قبل الساعة التاسعة صباحا، وقبل أن ينهوا ترتيب أسرتهم في المقابل ثمة أسر تعتمد مبدأ عدم السماح لأحد الأطفال باستقبال أي ضيف قبل الساعة العاشرة صباحا، أو بعد الساعة السادسة مساء، هناك من يضع قاعدة عدم دعوة الأبناء أصدقاءهم الى العشاء أو الغداء من دون أن يتفقوا مع أمهم أولا، لرؤية ما إذا كانت ظروفها تسمح بذلك، وإلا فمن غير المسموح لهم بدعوة أحد، وفي حال قرر الطفل إحراج والدته أو والده، من خلال دعوة صديقه أمامهما ومن دون اتفاق مسبق، فإنه يجب الرفض بأدب من خلال القول له: كنا نتمنى أن يبقى صديقك على العشاء، لكن هذه الليلة نحن مشغولان، لكن من المؤكد أنه في إمكانك دعوته مرة أخرى، هذا التصرف يعلم الأطفال وأصدقاءهم بأن للمنزل مسؤولا يدير شؤونه، ويجب استشارته، لا أن يتم وضعه أمام الأمر الواقع.‏‏

- الصراحة والحزم مع أبناء الجيران: ماذا لو خرج أبناء الجيران عن حدودهم وبدأوا في إثارة الفوضى في أرجاء المنزل؟ مهمة الأم الأساسية هي إفهام جميع الأطفال بمن فيهم أبناؤها أن المنزل يحتوي على أثاث وأشياء غير مسموح اللعب بها، عليها تحديد الغرف التي يمكنهم الوجود فيها، والتوضيح لهم أن عليهم ترتيب الأشياء بعد أن يلعبوا بها، من المهم جدا أن تضع الأم لائحة بالأشياء الممنوع أن يلمسوها مثلا ممنوع فتح الأدراج لاحتوائها على أدوية، وممنوع الصراخ كي لا ينزعج باقي أفراد الأسرة الذين يرغبون في الاستراحة.... من حق الأم أن تكون صريحة وحازمة مع أبناء الجيران، الذين يأتون لزيارة أبنائها في منزلها، وأن تعلن رأيها بوضوح في أي سلوك لا يعجبها، وأن تعتذر لهم ولا تسمح بدخولهم المنزل في الوقت الذي تريد فيه أن يكون هادئا، وأن تفرض عليهم قوانينها الخاصة لكن ماذا لو أصر أحد الأطفال على عدم الالتزام بالنظام المفروض؟ تعتقد بعض الأمهات أن استدعاء والدة الطفل، هو فعل غير محبب أو أسلوب غير سليم، أضف الى ذلك أن الطفل سيشعر بأنه تغلب على الأم، وبأنها غير جديرة باحترامه، لأنها أفشت أسراره، لهذا يستحسن دوما أن تتمكن الأم من السيطرة عليه، وأن تفرض احترامها ونظامها، هكذا يدرك الطفل أن لا مجال للتلاعب، وسيدرك أن احترام القوانين واجب في هذا المنزل، ومن المهم جدا ألا تظهر الأم المضيفة أنها ضعيفة أمام ابن الجيران الشرس، الذي يتردد على منزلها للعب مع أطفالها، وأن تفرض عليه التصرف ضمن الحدود التي رسمتها هي، وأن تكتسب ثقته بالحنان والحزم في الوقت ذاته، ما يرغم الطفل على الظهور أمامها بشكل لائق ومهذب، لكن هناك بعض الأطفال الذين لا تنفع معهم أي وسيلة تهذيب وتأديب، في هذه الحالة وجب إخبار أم الطفل بتصرفاته وأفعاله، شرط أن يحصل ذلك أمامه وبشكل هادئ.‏‏

- استراتيجيات المعلم الحكيم والواثق بنفسه: بالتأكيد لا أحد منا يرغب في أن يبدو في صورة ذلك العجوز، الذي يكره الأطفال ويبغضهم، أو ذلك الجار الغاضب الذي يخافه الأطفال ويهربون منه كلما شاهدوه، أو تلك الجارة التي يحاول الأطفال استفزازها دوما بدق جرس بابها والهرب بسرعة أو برمي النفايات في حديقتها، في الواقع إن التعامل مع الأطفال عموما، مسألة صعبة وليست سهلة، لكن يمكن النجاح فيها والتوصل الى التعامل معهم، في حال اعتمدنا استراتيجيات المعلم الحكيم والواثق بنفسه.‏ ‏

إن الأسلوب الذي نتعامل به مع أبناء الجيران، هو الذي يحدد سلوكهم معنا- فالمعلم الحازم الصارم والواثق بنفسه، الذي يعرف ماذا يريد، يستطيع أن يفرض النظام من حوله، لكن في حال افتقاره الى العاطفة والحنان، فإنه سيتحول إلى شخص مكروه، ومن هنا على كل أم التحلي بصفة المعلم الحكيم، الذي يجمع بين الحزم والصرامة والعاطفة والحنان، لكي تنجح في تعاملها مع أبنائها وأبناء الجيران معا.‏ ‏