«غسيل المخ»: يبدأ بـ «التشكيك والتجويع»!

غسيل المخ وسيلة الحرب النفسية

د. سامي محسن و د. احمد عبد اللطيف ابو سعد:

غسيل المخ هو عملية تطويع المخ أو إعادة تشكيل التفكير، وهو عملية تغيير الاتجاهات النفسية بحيث يتم هذا التغيير بطريقة التفجير، وهو محاولة توجيه الفكر الإنساني أو العمل الإنساني ضد رغبة الفرد أو ضد إرادته، أو ضد ما يتفق مع أفكاره ومعتقداته وقيمه.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

إن غسيل المخ عملية إعادة تعليم، وعملية تحويل الإيمان أو العقيدة إلى كفر بها، ثم الى الإيمان بنقيضها. إن توغل القوى النفسية البيئية في الانفعالات الداخلية للفرد هي من أهم الحقائق الهامة في عملية غسيل المخ وتطويعه، وإعادة تشكيل التفكير. ولقد استغل المشتغلون في الحرب النفسية دراستهم لعلم وظائف الأعضاء والجهاز العصي والعلاقة بين علم وظائف الأعضاء وسيطرتها على المخ.

ويمكن توضيح أبرز خطوات غسيل المخ على الشكل التالي:

 1- عزل الفرد اجتماعيا عزلا كاملا وحرمانه من أي مثيرات خاصة بالموضوعات المطلوب غسيلها، ووضعه في مستشفى أو معتقل أو سجن، ومناداته برقم وليس باسمه، واستغلال مؤثرات الجوع والتعب والألم والصدمات الكهربائية.

2- اضعاف الفرد عن طريق تقليل ساعات نومه أو الحرمان منه، ونقص الغذاء او الحرمان منه، وحرمانه من الملابس الكافية المناسبة، واستخدام كل ما شأنه ان يجعل الفرد في حالة اكتئاب شديدة والعمل على اضطراب التوجيه لديه، وإشعاره انه تحت ضغط تام.

3- تشكيكه في أصدقائه وفي الجماعات والمؤسسات التي ينتمي إليها، وفي معاييره السلوكية السابقة، ودفعه للاعتراف حتى يتم شفاؤه، وتعريضه للمرض الجسمي والعقلي حتى يتم الإشراف على الموت.

4- استخدام اللين والهوادة والتساهل والرفق والاعتذار عن المعاملة السابقة وإظهار الصداقة وإتاحة الفرصة أمام الفرد ليلمس ذلك، فالسجين يسمح له بالخروج إلى الشمس والهواء تحت حراسة مخففة أو حتى بدون حراسة. ويمسح له بتناول الطعام والتدخين وتناول الشاي والقهوة، وتتحول التحقيقات إلى مناقشات.

5- يشجع على الاعتراف وهذا يعتبر إجبارا على الاعتراف لأن الفرد قد أصبح يعرف أنه إذا اعتراف فإن المعاملة ستزداد تحسنا ويمكن له أن يعيش بأمان.

6- ثم يبدأ إقناعه عن طريق المقابلات الشخصية بوجهة النظر والأفكار المراد غرسها، وهي عملية إعادة تعليم حيث يتعلم الفرد أن ينتقد نفسه ويلعن كل ما كان منه.

7- يلي ذلك مرحلة اعتراف نهائي.

8- ثم يحدث تغيير في مفهوم الذات لدى الفرد ويستخدم أساليب مثل التنويم الإيحائي حيث يكون الفرد ماثلا تماما للإيحاء.

9- ثم يتم محو الأفكار التي يراد محوها تماما.

10- ثم تقدم الأفكار الجديدة، ويحمل الفرد ويشجع على تعلم معايير سلوكية جديدة، وأدوار اجتماعية جديدة، ويتم تحويل الفرد إلى فرد جديد.

*مقتبس من كتاب علم النفس الإعلامي