طلقني وتزوّج غيري.. أسباب تجعل الرجل يضحي بالمرأة الجميلة؟!

ما هو السبب في تضحية الرجل بجمال زوجته وأناقتها ورشاقتها فيطلقها ويبتعد عنها ويستبدلها بأخرى أقل منها جمالا وأناقة ومستوى مادي وعائلي؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

بعض النساء أثناء الاستشارة يسألوني هذا السؤال، وأجيب عليهن بذكر معلومة أن جسد المرأة مثار إعجاب للرجل، ولكن الرجل يتعلق بزوجته الجميلة لو كان مرتاحا معها أو يشعر بالتقدير والاحترام، ففي مرحلة الخطوبة وبداية الزواج تركز عين الرجل على شيء واحد وهو جمال شكل المرأة وجسدها، وبعد عشرة وجيزة تبدأ عين الرجل تركز على أمرين، الأول على جمالها الشكلي والثاني وربما يكون هو الأهم على معاملتها له، وإذا تقدم أكثر في الحياة معها وكبر أولاده صارت عينه تركز على ثلاثة أمور جمالها ومعاملتها وثالثا احترامها له، أما تضحية الرجل بالمرأة الجميلة فله ستة أسباب الأول أن تكون المرأة مغرورة بجمالها والثاني أن تكون نكدية والثالث أنها متشائمة وسلبية فتحول دائما المواقف الحياتية إلى حزن وقلق، والرابع بسبب كثرة عصبيتها ولسانها الجارح، والخامس بسبب كثرة اتهامها له أو كثرة شكها به والسادس بسبب تكبرها عليه وأنانيتها، وأكثر ما يجذب الرجل في المرأة أربعة صفات هي الاحترام والحنان والدلع والمدح حتى لو كانت المرأة أقل جمالا فإنه يتعلق بها، فكثير من النساء الجميلات يعتقدن أنهن يسحرن الرجال بجمالهن وهذا المفهوم قد يكون صحيحا في العلاقات السريعة والمؤقتة، أما الزواج الدائم فللرجل نظرة أخرى، وأذكر امرأة كانت تشتكي بعدم رغبة الرجال بالزواج منها على الرغم من أنها آية في الجمال، وعند الحديث معها في التفاصيل عرفت أنها لها ماض مع الرجال وتاريخها فيه علاقات محرمة معهم، فقلت لها إن بعض الرجال يحب أن يستمتع بالحرام مع المرأة الجميلة ولكنه لا يقبلها أن تكون زوجة له، فالجمال يستغله الرجل لتحقيق شهوته المؤقتة وإذا أراد الزواج يفكر بمن يحفظ بيته ويحسن تربية أولاده ويحترمه ويقدره فيتزوجها ولو كانت أقل جمالا مما يطمح إليه ومثلما يستغل الجمال لتحقيق الشهوة فكذلك الحب يستغل لإطفاء الشهوة، والحب مشاعر تدخل في قلب المحب من غير استئذان، وقد يكون الحب قبل الزواج وقد يكون بعده، وقد يستمر الحب إلى بعد الوفاة وقد يموت الحب قبل موت المحبوب، والقرآن الكريم قدم لنا تعريفا جميلا للحب بثلاث عبارات (السكن، المودة، الرحمة)، ولو فهمنا معاني الكلمات الثلاث هذه لفهمنا حقيقة الحب، فالسكن غير المأوى لأن المأوى سكن للمشردين أما السكن فيكون في حالة الطمأنينة والراحة، والمودة غير الحب فالحب قد يبقى شعورا دفينا في النفس بينما المودة هي المحبة مع العمل وبذل التضحية والمساعدة، أما الرحمة فهي تختلف عن الشفقة لأن الشفقة تكون في حالة الضعف أما الرحمة ففي الحالتين القوة والضعف، وهذه زاوية أخرى لجمال المرأة فالجمال ينبغي أن لا يقتصر على جمال الشكل فقط وإنما يكتمل بجمال الروح والمعاملة والأخلاق والقيم، والحب بالعبارات الثلاث التي ذكرناها من معاني الجمال، وحتى مفهوم الحب اليوم تغير فصارت القبلة والمعانقة والملامسة وممارسة الزنا بين الرجل والمرأة تسمى الحب وهو ما تروج له الثقافة الإباحية، وخصص له عيدا وصار الدب رمزا له على الرغم من وحشية الدب، فصار الحب هو العيد وليس الزواج، وقد صور لنا القرآن مفهوم الحب والجمال بآية (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) واللباس فيه الدفء والزينة والوقاية والالتصاق والستر، وهذه العلاقة الطبيعية التي يستمتع بها كل من الرجل والمرأة وفق فطرته التي فطرهما الله عليه.

*د.المطوع