هذه الأم تساعد طفلها على الإدمان!

رافق اختراع الهواتف المحمولة ظواهر وسلوكيات كثيرة أخذت بالانتشار والتوسع رغم تأكيد الدراسات والبحوث والتجارب الشخصية على خطورتها وتأثيراتها السلبية.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

 وأبرزها التعلق الكبير والذي يتحول بمرور الزمن إلى إدمان والذي سمي بمرض العصر وبعد ان أصاب الكبار أولا اخذ يتفشى بين المراهقين وفي الآونة الأخيرة نلاحظ التعلق الكبير أو ما يسمى بالإدمان المبكر منتشر بين الأطفال والذين يبلغ عمرهم سنة فما فوق ويزيد تعلقهم به بزيادة إدراكهم واستيعابهم.

 فعند تصفحهم (للهاتف المحمول أو الآيباد) لما به من تطبيقات وفيديوهات تغريهم وتشد انتباههم تنتابهم حالة هدوء وتركيز عالي وهذا السلوك يريح الأهل وخصوصا الأمهات من مشاكل ومشاكسات وضجيج أولادهن ويعطيهن الفرصة لإكمال أعمالهن المنزلية وأمور أخرى دون مضايقات مما يدفعهن لمساعدة أولادهن على الاستخدام المفرط وقضاء أوقات طويلة في التصفح واللعب في الأجهزة.

وقد تستبعد اغلب الأمهات كلمة (مدمن) لوصف أبنائهن وتراه وصف مبالغ فيه رغم حالة السكينة والارتياح وهم يمسكون بين أيديهم الجهاز بينما يصابون بالحزن والصراخ والبكاء الشديد حين يبعد عنهم مما يجبرهن على الخضوع وتلبية رغباتهم لإلهائهم والكف عن الصراخ وهي علامات واضحة للإدمان المبكر.

وسواء كانت الأم على دراية وبينة بتأثيرات هذه الأجهزة أو لا فالأغلبية مستمرة على هذا النهج للفائدة التي ذكرناها آنفا رغم المشاكل النفسية والجسدية الآنية والمستقبلية والتي أكد عليها المختصون، إذ تؤثر على قدرتهم على التعلم في المستقبل لما تسببه من تشتيت للانتباه.

وأيضًا تحد من قدرة الطفل على الإبداع والخيال وتقلل التطور الحركي والحس البصري لديه بسبب الأوقات الطويلة التي يقضونها في التصفح واللعب دون حركة جسدية، ويعد عامل أساسي وراء ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق والاضطراب العقلي بسبب الألعاب العنيفة والتي تدفع الأطفال اتجاه العنف، ويجعلهم يعتقدون بأن السلوك العنيف هو مجرد وسيلة طبيعية للتعامل وحل المشاكل وكذلك يثير فيهم روح التقليد.

ومن المشاكل الجسدية ألم الرقبة وأمراض الأطراف نتيجة استعمالها للعب أوقات طويلة وطريقة الجلوس الخاطئة وأمراض عضوية كالسمنة الناتجة عن قلة الحركة وكذلك ضعف النظر والتهاب وجفاف العينين وهناك مشاكل مستقبلية منها ما أكدته الدراسات أن أحد أخطر الأمراض التي تصيب الأطفال بسبب الاستخدام الخاطئ لهذه الهواتف هو (التوحد الوظيفي) والناتج عن تعلق الطفل بعالم افتراضي وانعزاله عن محيطه الاجتماعي، كما قد يخلق خللاً سلوكيا وأخلاقيا في شخصية الأطفال عند مشاهدتهم مواقع مشبوهة وغير أخلاقية وهذه المشاهد والصور تؤثر على الصفاء الذهني للأطفال، فتصيبهم بالاكتئاب أو تولد لديهم العنف أو تثير لديهم رغبة الشذوذ.

 وحتى يكسب الأطفال الآثار الايجابية فقط من هذه الأجهزة خصوصا إنها تسهم في تفتح مداركهم وتوصلهم بالعالم من حولهم وتجعلهم ملمين بالأحداث وتعلمهم مهارات استخدام الأجهزة ومواكبة التطور على الأهل تقنين فترات الاستخدام والكل متفق على إن ساعتين هي أفضل الأوقات للأطفال جسديا ونفسيا ويسهم بجعل الأطفال يتحكمون بذاتهم وأنفسهم ورغباتهم ويبعدهم عن الإدمان ويحترمون الوقت ويقدرونه مع مراقبة الأهل المستمرة لتنقلات الطفل بين التطبيقات واختيار الألعاب.

*اخلاص داود