هل لـ «الحظ» دور في نجاحنا أو فشلنا؟

الكثير من المجتمعات تعتقد بوجود الحظ أو البخت معتبرين أنه جزء من النجاح والتوفيق أو من الإخفاق والفشل.

على سبيل المثال لو ان فرداً أدى عملاً معيناً سيربطه البعض بالحظ بقولهم: "ياله من رجل محظوظ"، او يكون العكس لو كان هنالك من المشاكل بحياته يقال عنه: "ياله من حظ التعس". وهذا النمط السائد في التفكير عند الناس، لكن دينياً لو راجعنا النصوص من جهة القرآن المجيد والمرويات المعتبرة لا يوجد شيء باسم الحظ أو الصدفة، فالحياة تسير وفق علل وأسباب، فما من نكبة الا بذنب وما من خير الا بحسنة. وهنالك حقيقة اسمها «حسن التوفيق او سوء التوفيق».

فالأصل في ذلك الله تعالى تحدث عنه في الأمور الحياتية للإنسان بقوله: (وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيهِ تَجأَرونَ)، وقوله تعالى: (وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ).

لم يخلق الله تعالى أحداً محظوظاً والأخر سيء الحظ، فالعلم والنباهة والجد والعمل والامكانيات والقابليات هي السبيل لوصول الإنسان الى مرامه ومراده، فلا وجود للصدفة في العالم والأشياء التي نتصورها صدفة ليست بصدفه إنما عدم الإلمام بأسبابها وجهلنا بالحقائق فنراها حظ أو أتفاق الصدفة، فالاتفاق بعض الاحيان يجهل أسبابه.

بمعنى الذي نراه صدفة هو يتعلق بالجهل بالأسباب المحيطة بالتفاصيل التي لا نعرفها، لذلك عندما نرى أناس يتوفقون بمجرد قيامهم بأعمالهم، في المقابل تجد أناس يعانون من المصاعب بقيام أعمالهم، هذه الحقيقة اغلبنا يجهلها وعلمها عند الله تعالى فلها ارتباط أما بعدم تهيأ الأسباب والمسببات او تحقق المصلحة، وإلا كل السبل والطرق مهيأة إمام الانسان، ولكن بعض المرات هو من يصنع تلك الحواجز والموانع المؤصدة أمام نفسه، أو الآخرون من يوجدها إمامه.

عندها يلعب الإيمان بالاعتقاد بالحظ والبخت ويلقى تبعات كل شيء على عاتق الحظ والبخت والطالع.