هل يتوقف ظهور ’المهدي’ (عج) على دراسة العلوم الدينية؟!

لا يمر يوم من الايام في زماننا هذا الا ونجد للقفزات العلمية والتطور النوعي الهائل صدى أو خبراً يحدثنا عن زاوية حصل فيها ابتكار أو برنامج ولو أخبرنا به قبل مشاهدته لكان ضرباً من الخيال واتهاماً للمتحدث به بالجنون.

فبين أيدينا التطور الهائل في وسائل الاتصال ونقل المعلومات الكترونياً وفي مجال الفضاء واكتشاف ما غير الأرض من الكواكب والمجرات، إذ يقف العقل ذاهلاً لما توصل إليه الإنسان من اكتشافات وحصل عليه من معلومات، والمسيرة في تقدم متسارع منقطع النظير فلا يكاد يمر يوم بل ساعة إلا وهناك قفزة علمية واكتشاف في مجال ما.

وإذا رجعنا إلى الروايات التي تتحدث عن التقدم العلمي في زمن الظهور المبارك لصاحب الزمان عليه السلام نجد ان بعضا منها تتحدث عن نسبة ما يصل إليه العالم من العلم قبل الظهور ونسبة ما سيصل إليه بعده، وأخرى تحدثنا عن جوانب من ذلك التطور أو الانقلاب الكوني الهائل في عصر الظهور.[1]

من هنا، فإذا كان الامام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف سيظهر ومعه هذا الازدهار في مجال العلوم، فلماذا ندرس العلوم الاكاديمية؟

إن نفس تطور العلوم قد يكون عاملاً مهماً في انتشار المعرفة، ففي الماضي كان من الصعب الحصول على المعلومة، أما في هذا الزمن فإن تطور وسائل نشر المعلومة قد يكون مهماً في نشر دعوة الحق المتمثلة بخط أهل البيت (عليهم السلام) والملاحظ في القرنين الأخيرين وبحسب الإحصائيات الرسمية فان الإسلام أصبح الدين الأول عالمياً من حيث سرعة الانتشار، ومن جهة أخرى فإن بعض العلوم قد يكون من الواجب شرعاً دراستها والتخصص بها اذا كانت الحاجة المجتمعية ماسة لها كما في بعض العلوم مثل الطب وغيرها.

كما أن المطلوب من الممهدين لدولة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) انتظار الفرج، وهذا الانتظار لابد أن يكون انتظاراً ايجابياً، بمعنى استمرار الحياة بشكلها الاعتيادي مع تزكية النفوس للتشرف بنصرته حال ظهوره.

وأما الاقتصار على دراسة العلوم الدينية دون غيرها، فهو وإن كان واجباً كفائياً، إلا أنه ليس العلة الأساسية والغاية القصوى التي يتوقف عليها ظهور الإمام (عجل الله فرجه) نعم هو عامل أساسي في إرشاد المؤمنين في زمن الغيبة لتعليمهم عقيدتهم وأحكامهم. [2]

 

[1] من مقال (الانقلاب العلمي زمن الظهور) نشر على مركز الإمام المهدي (عج)

[2] جواب مركز الرصد العقائدي التابع للعتبة الحسينية المقدسة