من قصص الزائرين: لماذا تحبون الحسين؟!

إن الهدف المشترك الذي جمع أعداد الزائرين الكبير، وتحدياتهم على المواصلة سيرا على الاقدام، الشاب والشيخ والمرأة والصبي، لزيارة الامام الحسين عليه السلام، يصف مستوى العشق وتأثير الجوارح بهذا العشق، فالقلوب مطمئنة والنفوس في حالة رضا والصدور تتسع لكل متغير وحادث، قاطعين المسافة ايام وليال.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

لماذا تحبون الحسين؟ 

سؤال طرحناه على مجموعة من الشباب حلوا ضيوفا في احد المواكب الحسينية ليريحوا اقدامهم المتعبة من المسير؟، فطال شرحهم وتوسع وصفهم وتعددت اسبابهم نذكر منها بعض ما قيل.

يقول الزائر محسن حميد: "حبنا للحسين واحد من طرق نيل القرب الإلهي المستمد من جده حبيب الله وخاتم انبياءه، واحب الناس لنبينا هم اهل بيته الاطهار وهذه الوشيجة تشابكت وتواصلت وامتدت عبر الأجيال".

ويضيف محسن "اتذكر دعاء أمير المؤمنين عليه السلام: "إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا، وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا إلهي أنت لي كما أحب فوفقني لما تحب"، وحبنا للحسين توفيق من الله وتقربا له في الوقت ذاته، والحب يورث الاخلاص ونحن على عهده مخلصون ومستمرون".

فيما يؤكد الزائر توفيق الحسناوي على كلام صديق السفر حميد والذي تعرف عليه خلال الطريق ويقول: عندما نبلغ المعرفة الحقيقة لإنسانية الحسين تنجذب الارواح وتتعلق في حبه، ان لتلك الجموع التي سَعت إلى إمامها بخطوات الأقدام سيرًا، وبلهفة القلب شوقًا، لم يكن فقط حب الفطرة او المتوارث ولكن اثبتته العقول بالفكرة والحجج والشواهد الكثيرة، واذكر منها مثلا في واقعة الطف كان الحسين كل حركة منه وفعل تسمو على الطبائع البشرية، فمن شواهد رحمته التي تجاوزت عقول البشر ورحمتهم، انه كان يسقي كتيبة معسكر الحر وهي جاءت لتقاتله ويذرف الدموع لانهم سيدخلون النار".

من جهته يقول الزائر احمد الجبوري: "لقد تميّزت وتفردت ادعية أهل البيت (عليهم السّلام) لبديع المعنى ورقي المفردات، ولكني الجأ الى الله في ادعية ومناجاة الامام عليه السلام والتي تستدر الرحمة الربانية، فأشعر بالطمأنينة والراحة واعلم أن الله تعالى يستمع لي وسيستجيب لدعائي".

ويذكر الجبوري دعاء الحسين عليه السلام والذي كان يدعو به في قنوته، ويقول هذا الدعاء الرابط الروحي بيني وبين الحسين والذي اردده كما كان الامام يردده في صلاته: "اللهم منك البدء ولك المشيئة، ولك الحول ولك القوة، وانت الله الذي لا إله إلا انت". فدعائه ومناجاته فيها الاستغفار والتوبة، ودروس لنا وللغافلين، والحكمة والموعظة والتأمل في وجودية الله التي ان اوجدها الانسان فهي تغني عن كل شيء، وحين اشعر بالتعب والضغوط النفسية بسبب مشاكل الحياة ومسؤولياتها، اردد هذا الدعاء فيذهب عني اليأس والحزن، "عميت عين لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقة عبدٍ لم تجعل من حبك نصيباً ".

بينما الشاب محمد جاسم الذي فقد ثلاثة من اصابع يده اليمنى في القتال ضد الدواعش شاركنا الرأي قائلا: يكفي ان نقول انه سيّد الشهداء، وسيّد شباب أهل الجنة، ويكفي ان نقول انه مسير النور والطريق المستقيم الذي حاول بنو امية ان يعتموا النور بالظلام ويحيدوا في استقامته، ولكن الله ورسوله وصمود الحسين وشجاعته رفع نير الظلم واختصر كل الفضائل في ملحمة الطف".

ويضيف محمد "ان الحب الحسيني ينمو ويستمر بالقيم السامية التي مثلّها وليس فقط لأنه ظلم وقتل، وتؤدي موجة المعلومات المضلّلة التي تبثها النفوس المغرضة والجاهلة حول شعائر الاربعينية، الى عدم فهم جوهر القضية الحسينية الأخلاقية والإنسانية والدينية، ومن اجل استقطاب الناس ولعل الشباب هم الشريحة الأكثر تأثرا بسبب نظرتهم السطحية للأمور التي لم تنضج وتتعمق بعد، نحتاج إلى التعاون وايجاد صيغة عقلانية واساليب الحوار تتماشى مع العقول التي عايشت العولمة والعالم المنفتح".

*نقلاً عن النبأ