هل نزل القرآن في ’ليلة القدر’ أم في غار حراء؟!

كيف نجمع بين نزول القرآن في شهر رمضان كما في سورة القدر "إنا أنزلناه في ليلة القدر" وبين لقاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بجبرائيل للمرة الأولى في غار حراء وقراءة خمس آيات من سورة العلق؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

الجواب من مركز الأبحاث العقائدية: 

هنالك آراء كثيرة حول هذا الموضوع ولكن الرأي المشهور هو:

إن للقرآن نزولين: الأول: دفعي ويسمى أيضاً اجمالي. والثاني: تدريجي أو تنجيمي وهو الذي استمر خلال فترة البعثة النبوية قرابة 23 سنة.

وعلى هذا الرأي فلا إشكال في أن أول ما نزل من القرآن كان الآيات الخمس الأول من سورة العلق الى آخر ما نزل كسورة تامة وهي النصر. 

أما في النزول الاجمالي أو الدفعي وهو المتحقق في ليلة القدر، فكان النازل لا هذا القرآن بسوره وآياته وأسباب نزوله المختلفة والمتفرقة، لأنها تابعة لحوادث شخصية وزمانية ومكانية لا تصدق عليها الا بحصولها أي حصول مواردها وحسب التعابير اللفظية من ماضي ومضارع أو الحال التي جميعها تستدعي النزول المتفرق! بل النازل هو حقيقة القرآن بعلومه ومعارفه الالهية ليتنور قلب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمعارف القرآنية.

وهذا الرأي ذهب إليه:

العلامة الطباطبائي في ميزانه، والسيد محمد باقر الصدر في مدرسته القرآنية، والسيد محمد باقر الحكيم في (علوم القرآن)، والشيخ ناصر مكارم الشيرازي في (الامثل9, والشيخ هاشم البحراني في براهنه، والشيخ جواد مغنيه في كاشفه.

وإليك الآراء الاخرى غير المشهورة:

1ـ المراد بنزوله في ليلة القدر افتتاح نزوله التدريجي حيث ان أول سورة وسورة الحمد نزلت في ليلة القدر، وهو خلاف ظاهر الآيات والاخبار.

2ـ انه نزل جملة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل نجوماً الى الارض.

3ـ معظم القرآن نزل في شهر رمضان فصح نسبة الجميع إليه.

4ـ كان ينزل في كل ليلة قدر من كل عام ما يحتاج اليه الناس في تلك السنة من القرآن.

5ـ رأي آخر يقول شهر رمضان الذي نزل في فضله القرآن أي فرضَ صيامه.

6ـ ورأي آخر يقول ان بدء نزول القرآن في ليلة القدر ولكنه يختلف عن القول الاول بأن القرآن الذي نزل في ليلة القدر هو هذا القرآن بسوره واسمه قرآن، والسور المتقدمة على ليلة القدر مثل سورة العلق ـ اوائل ـ وغيرها لم تجمع بما يسمى قرآن.

هذا ملخّص الآراء المطروحة والتي ترد من قبل أصحاب هذا الفن.