من تجمّع الأربعين المليوني: هنا يكمن الفرق بين التشيع الأصيل وغيره!

زيارة الاربعين دروس وعبر

خلقت الجموع المليونية من الزائرين ومن هيأ لهم الخدمات اللازمة التي يحتاجها الزائر .. تجمعا عظيما لا نظير له.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وقد اثبتت هذه التجمعات الشعبية القائمة على فطرة الايمان أن التشيع واحد وهو الأصيل، وهو التشيع الذي اسسته النصوص الدينية التي تضمنتها نصوص الكتاب العزيز والذي ميّز اهل البيت عليهم السلام عن سائر المسلمين بنزول الآيات القرآنية الكثيرة في فضلهم وعظيم شأنهم

حتى روي عن ابن عباس أن ثلث القرآن فيهم.

وأضاف اليها النبي صلى الله عليه وآله نصوصا أخرى كحديث الثقلين وحديث الأئمة اثنا عشر  وأمثالهما من نصوص نبوية شريفة أرادها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان تبقى دليلا على ولاية اهل البيت عليهم السلام في الائمة الاثني عشر الذين خلفوا تراثا عظيما جمعه العلماء والرواة في الكتب المعروفة.

وقد مرت خلال هذه القرون منذ بدء الدعوة الإسلامية والى يومنا هذا أحداث وظروف طُرحت بسببها رؤى تختلف عن الصراط المستقيم الذي اوضحه النبي صلى الله عليه وآله فطُرح مشروع الزيدية والإسماعيلية وطُرح مشروع مودة اهل البيت عليهم السلام وحبهم من دون إمامة وولاية.

وفي عصورنا المتأخرة حاول البعض تقسيم التشيع الى علوي وصفوي وحاول البعض تقسيم الشيعة الى عارفين بحق أهل البيت ومقصرين في معرفتهم، كما حاول اعداء الشيعة تقسيم التشيع الى عربي وفارسي.

وكل هذه الرؤى يبدو أنها لاتلامس الواقع ولم يصح في النهاية الا الصحيح وهو أن التشيع الأصيل واحد يتجسد في الائمة الاثنا عشر وشيعتهم الذين توارثوه جيلا بعد جيل حتى وصل الينا بهذه الخصائص التي نراها اليوم في التمسك بأهل البيت عليهم السلام والعمل بما وصل الينا من توجيهاتهم وارشاداتهم.

فإن هذا التشيع وحده الذي يمتلك مقومات البقاء والديمومة والصمود وهو الذي يخلق مثل التجمعات المليونية بدون أن تتصدى جهة لإدارتها وخلقها.

 وهذا الإعجاز العظيم لا يمكن تفسيره الا بوجود رعاية إلهية تظلله فتدفع عنه الكوارث والمحن والفتن ... ولعل إلى ذلك يشير التوقيع الشريف المروي عن الامام المنتظر (واما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس اذا جللها السحاب).

الحمد لله الذي وفقنا لدينه ونسأله العصمة والسداد انه ارحم الراحمين وهو حسبنا ونعم الوكيل.