أشخاص شاهدوا الإمام المهدي (ع) وتحدّثوا معه.. تعرّف عليهم

 

إن من الثابت والمتواتر الحديث والخبر العلمي، أن جملة ممن رأوا الإمام المهدي (عليه السلام) في غيبته الصغرة من ذلك:

حديث عبداللّه بن جعفر الحميري قال: سمعت محمد بن عثمان العمري رضي ‌الله‌ عنه يقول: رأيته صلوات اللّه عليه متعلّقاً باستار الكعبة وهو يقول: « اللهم انتقم لي من أعدائي » (1).

حديث عبداللّه السوري قال: صرتُ الى بستان بني عامر فرأيت غلماناً يلعبون في غدير ماء، وفتىً جالساً على مصلّى واضعاً كمّه على فيه، فقلت: من هذا؟

فقالوا: م ح م د بن الحسن (عليه‌ السلام) وكان في صورة أبيه (عليه‌ السلام) (2).

حديث ابي محمد الحسن بن الوجناء النصيبي قال: كنت ساجداً تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجّة بعد العتمة وأنا أتضرّع في الدُّعاء، إذ حرّكني محرّك فقال: قم يا حسن بن وجناء.

قال: فقمت فإذا جارية صفراء نحيفة البدن أقول: إنّها من أبناء أربعين فما فوقها.

فمشت بين يديَّ وأنا لا اسألها عن شيء حتّى أتت بي إلى دار خديجة (عليها ‌السلام)، وفيها بيت بابه في وسط الحائط وله درج ساج يرتقى، فصعدت الجارية وجاءني النداء: اصعد يا حسن، فصعدت فوقفت بالباب.

فقال لي صاحب الزمان (عليه‌ السلام):

«يا حسن! أتراك خفيت عليَّ. واللّه ما من وقت في حجّك إلاّ وأنا معك فيه.

ثمَّ جعل يعدُّ عليَّ أوقاتي.

فوقعت [مغشياً] على وجهي، فحسست بيدٍ قد وقعت عليَّ فقمت.

فقال لي: يا حسن! الزم دار جعفر بن محمد (عليهما ‌السلام)، ولا يهمّك طعامك ولا شرابك ولا ما يستر عورتك.

ثمَّ دفع إليَّ دفتراً فيه دعاء الفرج وصلاة عليه، فقال: بهذا فادع وهكذا صلِّ عليَّ، ولا تعطه إلاّ محقّي أوليائي، فإنَّ اللّه جلَّ جلاله موفّقك.

فقلت: يا مولاي لا أراك بعدها؟

فقال: ياحسن، إذا شاء اللّه ».

قال: فانصرفت من حجّتي ولزمت دار جعفر بن محمد (عليهما ‌السلام). فأنا أخرج منها فلا أعود إليها إلّا لثلاث خصال: لتجديد وضوء أو لنوم أو لوقت الإفطار، وادخل بيتي وقت الإفطار فأصيب رباعيّاً مملوءاً ماءً ورغيفاً على رأسه وعليه ما تشتهي نفسي بالنهار. فآكل ذلك فهو كفاية لي، وكسوة الشتاء في وقت الشتاء، وكسوة الصيف في وقت الصيف.

وإنّي لأدخل الماء بالنهار فأرشّ البيت وأدع الكوز فارغاً، فاُوتي بالطعام ولا حاجة لي إليه، فاصّدّق به ليلاً كيلا يعلم بي من معي (3).

حديث الحسن بن وجناء، عن أبيه، عن جدّه انه سمعه يقول: أنه كان في دار الحسن بن علي (عليهما ‌السلام)، فكبستنا الخيل وفيهم جعفر بن علي الكذاب، واشتغلوا بالنهب والغارة وكانت همّتي في مولاي القائم (عليه‌ السلام).

قال: فاذا [أنا] به (عليه‌ السلام) قد أقبل وخرج عليهم من الباب وأنا أنظر اليه وهو (عليه‌ السلام) ابن ستّ سنين. فلم يرهُ أحدٌ حتى غاب (4).

حديث محمد بن اسماعيل بن موسى بن جعفر (عليهما ‌السلام) ـ وكان أسنّ شيخ من ولد رسول اللّه (صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله‌) بالعراق ـ قال: رأيت ابن الحسن بن عليّ بن محمد (عليهم ‌السلام) بين المسجدين وهو غلام (5).

حديث أحمد بن ابراهيم بن ادريس، عن أبيه انه قال: رأيته (عليه‌ السلام) بعد مضيّ أبي محمد حين أيفع ـ اي راهق العشرين من عمره وقبّلتُ يده ورأسه (6).

حديث الآودي ـ في حدود سنة ثلاثمائة ـ قال: بينا أنا في الطواف ـ وقد طفتُ ستّة وأريد أن أطوف السابعة ـ فاذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة وشابٌّ حسن الوجه، طيب الرائحة، هيوب، ومع هيبته متقرب الى الناس.

فتكلم فلم أرَ أحسن من كلامه ولا أعذب من منطقه في حسن جلوسه.

فذهبت اُكلّمه فَزَبرَني الناس، فسألت بعضَهم: من هذا؟

فقال: ابن رسول اللّه (صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله‌)! يظهر للناس في كل سنة يوماً لخواصّه، فيحدّثهم ويحدّثونه.

فقلتُ: مسترشد أتاك، فارشدني هداك اللّه.

قال: فناولني حصاة، فحوّلت وجهي.

فقال لي بعض جلساءه: ما الذي دفع اليك ابن رسول اللّه؟

فقلت: حصاة، فكشفت عن يدي فاذا أنا بسبيكة من ذهب، وإذا أنا به قد لحقني فقال:

« ثبتت عليك الحجة وظهر لك الحق وذهب عنك العمى، أتعرفني؟

فقلت: اللهم لا.

فقال المهدي: أنا قائم الزمان، أنا الذي أملأها عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً ... » (7).

الهوامش:

1) كمال الدين: ص ٤٤٠ ب ٤٣ ح ١٠.

2) كمال الدين: ص ٤٤١ ب ٤٣ ح ١٣.

3) كمال الدين: ص ٤٤٣ ب ٤٣ ح ١٧.

4) كمال الدين: ص ٤٧٣ ب ٤٣ ح ٢٥.

5) الارشاد: ج ٢ ص ٣٥١ ح ١.

6) الارشاد: ج ٢ ص ٣٥٣ ح ٧.

7) الغيبة لشيخ الطائفة: ص ١٥٢.

المصدر: موقع الحجة ابن الحسن المهدي

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام