هل جرّبت أن تكتب رسالة للإمام المهدي (ع)؟

اعلم أنّ ظهور حضرة صاحب الأمر (ع) لم يوقّت بوقت معيّن في الأخبار، وقد ورد في (غيبة النعماني) عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنّه قال لأبي بصير:

"إنّا أهل بيت لا نوقّت، وقد قال محمد (صلى الله عليه وآله): كذب الوقّاتون، يا أبا محمد، إنّ قدّام هذا الأمر خمس علامات، أوّلهنّ النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكيّة، وخسف بالبيداء"(1)

ونذكر هنا عريضة ترسل إلى حضرة حجة الله عجل الله تعالى فرجه نقلاً عن البحار (94/29):

تكتب هذه العريضة وتحصى وتوضع في طينة طاهرة ثم ترمى في نهر أو عين ماء، ويقول راميها عند ذلك:

"يَا سَيّدي يا أبا القاسم يا حُسين بن رُوْح سَلام عَلَيكَ اَشهدُ أَنَّ وفاتَكَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَاَنَكَ حيٌّ عِندَ اللهِ مرزوقٌ وقَد خاطَبتُكَ في حَياتِكَ الّتي لَكَ عَندَ اللهِ عَزَّ وجَلّ وهَذهِ رُقعَتي وحاجَتي إلى مَولاَنا عَليهِ السَلام فَسَلّمها اِليهِ فأنْتَ الثِقة الاَمينِ. (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

كَتَبْتُ إلَيْكَ يا مَولاَيَ صَلَواتُ الله عَلَيكَ مُسْتَغِيثاً وشَكَوتُ ما نَزلَ بِي مُستَجِيراً باللهِ عَزَّ وجَلّ ثمَّ بِكَ من أمرٍ قَد دَهَمَني واَشغَلَ قَلبَي وأطالَ فِكْري وسَلَبَني بَعضَ لُبّي وَغَيّر خَطِيرَ نِعمَةِ اللهِ عِنْدِي أسلَمَني عِندَ تَخيّلِ وُرُودِه الخَليلُ وَتَبرَّأَ مِنّي عِنَدَ تَرائي إقْبالِهِ اِليَّ الحِمِيمُ وعَجَزَتْ عَن دِفَاعِهِ حِيلَتي وَخَانَني في تَحَمُّلِهِ صَبْرِي وَقوَّتي فَلَجَأتُ فِيهِ إلَيكَ وَتَوَكَّلْتُ في المسْألةِ لِلّهِ جَلَّ ثَنَاؤهُ عَلَيهِ وعَلَيكَ وفي دِفَاعِهِ عَنّي عِلماً بِمَكَانِكَ مِنَ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ وَلِيّ التَّدْبِيرِ وَمَالِكِ الأُمورِ وَاثِقاً بِكَ في المسارَعَةِ فِي الشّفَاعَةِ إِلَيهِ جَلَّ ثناؤهُ في اَمْري مُتَيقِّناً لاِجَابَتِهِ تَبَاركَ وَتَعالى إيّاكَ بِاِعْطَاءِ سُؤْلي واَنتَ يا مَولايَ جَدِيرٌ بِتَحْقِيقِ ظَنّي وَتَصْدِيقِ اَمَلِي فِيكَ في أَمْرِ كذا وكذا (تَكتب حاجَتكَ)..

*المصدر: موقع الحجة بن الحسن

الهوامش:

(1) غيبة النعماني: 289 ح6.

(2) في البحار ثم تصعد النهر والغدير وتعهد بعض الأبواب إما عثمان بن سعيد العمري أو ولده محمد بن عثمان، أو الحسين بن روح، أو علي بن محمد السمري فهؤلاء كانوا أبواب المهدي (ع) فتنادي بأحدهم: يا فلان بن فلان،" ج 99 ص 235.

من كتاب وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام ج1 ص54 ـ الميرزا محمّد تقي الموسوي الاصفهاني