هل يحمل زلزال سوريا بشارات ظهور الإمام المهدي؟!

روى الشيخ النعماني بسنده عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " إذا أختلف الرمحان بالشام لم تنجل إلا عن آية من آيات الله.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة والرايات الصفر، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام، وذلك عند الجزع الاكبر والموت الاحمر، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها: حرستا، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي (عليه السلام) غيبة الشيخ النعماني ص306.

ثمّة أمور كالآتي: 

أولاً: الرواية، من حيث كون خسف حرستا علامة ظهور، رواها السنّة والشيعة، وليس لها إسناد صحيح، وحرستا قرية تبعد عن دمشق ميلا.

ثانياً: لو أغمضنا عن ذلك، فلا يمكن الاحتجاج بها، لإثبات كونها – على الاستقلال- من علامات الظهور؛ لأنّها علامة من ضمن عشرة علامات أو أكثر، فمتى ما اجتمعن العلامات العشر لا أقل، فهو وإلّا فلا.

ثالثاً: خسف (أو زلزال أو مجموعهما) حرستا، بما هو خسف بسبب الذنوب (=لا بما هو علامة ظهور) وردت فها روايات ضعيفة، مجموعها يورث الاعتبار بصدورها، وقد تكرر خسف حرستا في التاريخ كثيراً.

مع التنبيه، إلى كون المعتبر في روايات خسف حرستا، هو كونه عقاباً بسبب الذنوب، لا بما هو علامة ظهور، فلا يسوغ الخلط بينهما.

رابعاً: هل نستشعر من الأحداث الخارجية، والروايات عن أهل البيت (عليهم السلام)، أنّ المهدي (عليه السلام) سيظهر الآن؟!!

قلنا: هذا بيد الله تعالى، يفعل ما يشاء، لكن حسب مفروض السؤال، وحسب ما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) في الروايات الصحيحة، كلّا، لن يخرج المهدي الآن.

إذ ليست لدينا الأهليّة لأن نأتم به الآن (صلوات الله عليه)، ولا أنّ العلامات العشر لا أقل، متحققة كلّها، والله يفعل ما يشاء.