هل تتألم لغيبة الإمام المهدي (ع)؟!

لابد أن نهيئ المجتمع لاستقبال الإمام الحجة (صلوات الله وسلامه عليه)، فنقوم بصبغه بالصبغة المهدوية، فنعمل على جعل مسألة الإمام المهدي مسألة اجتماعية ترتبط بتفاصيل حياتنا.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

فنهتم بالتثقيف في المسألة المهدوية، فنعقد المحاضرات، و الندوات، و الجلسات الحوارية، و نكتب الكتب، ونعمل على نشرها، و نسمي الأبناء بأسماء الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه)، و كذلك الحسينيات و المساجد، و نعقد جلسات الدعاء له، و جلسات التوسل والاستغاثة به، و نؤسس سفرة باسم الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه)، نستثمر كل شيء لجعل القضية المهدوية قضية اجتماعية تفاعلية، فيعيش جميع أبناء المجتمع همّ الإمام، و يشعرون بالحرمان لغيبته (صلوات الله وسلامه عليه)، فإن هذا من احياء أمره في المجتمع (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)، فهو إمام زماننا، و ولي أمرنا وولي نعمتنا، فينبغي أن نهتم به (صلوات الله وسلامه عليه) بأن نخلق في نفوس جميع أبناء المجتمع من صغار وكبار و ذكر اناث التفاعل الكبير مع الإمام (صلوات الله وسلامه عليه).

من الأمور التي يؤسف أن بعض الناس يمر عليه الأيام ولا يأتي على ذكره الإمام (صلوات الله وسلامه عليه)، و لا يشعر في نفسه بحرارة الغيبة و الفقد، و لا يتأذى للإمام (صلوات الله وسلامه عليه)، إن الإمام (صلوات الله وسلامه عليه) في الغيبة يتألم، فهناك أسباب أدت إلى غيبته وهو في هذه الغيبة يرى الفساد، و انتشار الإلحاد و الميوعة، و انتشار مخالفة أحكام الله، وهو غيور على أحكام الله، و يريد أن يُغيّر و أن يُبدل إلا أن الحكمة الإلهية حددت الظهور بوقت يعلمه الله تبارك وتعالى، وهو يُعاني(صلوات الله وسلامه عليه) و يتألم مما يرى.

في الرواية يقول الإمام الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) لما رأى إبراهيم (على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام) ملكوت السموات والأرض التفت فرأى رجلاً يزني دعا عليه مات، ثم التفت ورأى آخر دعا عليه مات، التفت رأى ثلاثة دعا عليهم ماتوا) فهو غيور على أحكام الله، و تأخذه الغيرة، ويتأذى فيما إذا رأى المعصية (فأوحى إليه الله تبارك وتعالى يا إبراهيم إن دعاءك مستجاب فلا تدعو على عبادي).

و الإمام في الغيبة يتألم لما يراه، وكل واحد منا ينبغي أن يتألم لألمه، و الذي يبكي لألم الإمام الحجة في الغيبة هو مصداق لقول الإمام الصادق (صلوات الله وسلامه عليه): (ما من بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله تبارك وتعالى)، فنحن الآن نعيش غيبة الإمام (صلوات الله وسلامه عليه)، ومع ذلك بعضنا لا يشعر بالحزن والهم وضيق الصدر لغيبته، بينما الإمام الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) كان يعيش قبل الغيبة ومع ذلك دخل عليه جماعة من أصحابه فوجوده جالس على الأرض يبكي بكاء الثكلى وهو يقول (غيبتك نفت رقادي وضيقت عليّ مهادي)، حق لنا أن نبكي لغيبته (صلوات الله وسلامه عليه)، و حق لنا أن نبكي لأن الإمام يريد أن يخرج ويأخذ بثأر الحسين (صلوات الله وسلامه عليه)، وهو ينتظر الخروج و الفرج وقلبه يعتصر ألماً، و نحن نأتي هذه المجالس المباركة لكي نعزي إمام العصر (صلوات الله وسلامه عليه) لما وقع على جده الحسين ونخاطبه بقلوب يعصرها الألم .

مات التصبر في انتظارك * أيها المحيي الشريعة

كم ذا القعود ودينكم * هدمت قواعده الرفيعة

تنعى الفروعُ أصولَه * وأصولُه تنعى فروعَه

فيه تَحَكَّمَ من أباح * اليومَ حوزته المنيعة

ماذا يُهيجُك إن صبرتَ * لوقعة الطف الفضيعة

أترى تجئ فجيعةٌ * بأمضَّ من تلك الفجيعه

حيث الحسينُ بكربلا * خيلُ العدى طحنت ضلوعه

   بيت يشق على الإمام

حملت ودائعكم إلى * من ليس يعلم ما الوديعة