من هي ’زينب الصغرى’.. وهل حضرت واقعة الطف؟

من هي زينب الصغرى وهل حضرت واقعة الطف وأين توفيت ودفنت؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

أولاً: ذكر المؤرخون أنّ لأمير المؤمنين (عليه السلام) عدة بنات باسم زينب، والمقطوع به حضور زينب الكبرى، وأم كلثوم في واقعة الطف.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

 ثانياً: المعروفة بزينب الصغرى بنت أمير المؤمنين (عليه السلام) – من غير الزهراء (عليها السلام) – هي زوجة محمد بن عقيل بن أبي طالب، أمها أم ولد، ولدت له الفقيه والمحدث عبد الله بن محمد بن عقيل، وفيه العقب من ولد عقيل. (عمدة الطالب لابن عنبة، ص32، الطبقات الكبرى لابن سعد: 3 / 20).

ثالثاً: لا يمكن الجزم بحضور زينب الصغرى زوجة محمد بن عقيل، واقعة الطف، ولكنه محتمل جداً، وذلك لأنّ جماعة من المؤرخين ذكروا أنّ زوجها كان مع الأسرى، ونجا من القتل، لصغر سنه. (شرح الأخبار للقاضي النعمان: 3 / 196 – 197، الوافي بالوفيات للصفدي: 12 / 265).

وقال ابن عساكر: محمد الأصغر بن عقيل بن أبي طالب ... : كان مع ابن عمه الحسين بن علي حين توجه إلى العراق فلما قتل الحسين وأهل بيته استصغر محمد بن عقيل فلم يقتل وقدم به دمشق فيمن أقدم من أهل بيته وقد مضى ذكر قدومه في ترجمة الحسين. (تاريخ دمشق: 54 / 226).

وقيل: أنّ محمد بن عقيل استشهد في واقعة الطف. (مقتل الحسين للخوارزمي: 2 / 48، الجوهرة في نسب الإمام علي لمحمد بن ابي بكر الانصاري، ص67، بحار الانوار: 45 / 62 نقلاً عن المناقب لابن شهر آشوب، وسقط اسمه من مطبوع المناقب، الأخبار الطوال للدينوري، ص257، وقال: رماه لقيط بن ناشر الجهني بسهم فقتله.)

ولكن القول بشهادته غير مشهور بين المؤرخين.

وحضور زوجها في واقعة الطف، يقوّي حضورها أيضاً.

رابعاً: لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة السيدة زينب الصغرى، ولكنهم ذكروا أنها بعد وفاة زوجها محمد بن عقيل، تزوجها كثير بن العباس بن عبد المطلب، وولدت له كلثم [ام كلثوم]، وتوفيت عنده، ثم تزوج كثير بعد وفاتها اختها أم كلثوم الصغرى واسمها نفيسة فولدت له أم عقيل. (لاحظ: الأصيلي لابن الطقطقي، ص59، ومقتل أمير المؤمنين، لابن أبي الدنيا، ص122، انساب الأشراف، للبلاذري: 2 / 193).

وكان كثير بن العباس يسكن بقريةٍ على فراسخ من المدينة، وينزل المدينة كل جمعة فيصلي بها وينصرف. (أنساب الأشراف للبلاذري: 4 / 67، تاريخ الإسلام للذهبي: 6 / 175)

وتوفي كثير ودفن في المدينة، أيام عبد الملك بن مروان، في عشر التسعين للهجرة. (الثقات لابن حبان: 5 / 329، الوافي بالوفيات للصفدي: 24 / 242، تقريب التهذيب: 2 / 38).

وعبد الملك بن مروان توفي سنة 86 للهجرة، وعلى هذا يكون وفاة كثير بن العباس بين الثمانين والستة وثمانين، وبما أنّ زوجته زينب الصغرى توفيت قبله، ثم تزوج اختها وأولدها، فيكون وفاة السيدة زينب الصغرى، قبل هذا التاريخ، وبعد واقعة الطف. ( بين 61 – 84 هج ) وهذا التحديد مقطوع به.

ولو عثرنا على تاريخ وفاة زوجها الأول محمد بن عقيل، لاستطعنا أن نضيق دائرة تاريخ وفاتها أكثر مما ذكرناه.

خامساً: وأما مكان دفنها: فبما أنّ زوجها كثير بن العباس كان يسكن في قرية على فراسخ من المدينة، فمن المظنون قوياً أنّ زوجته السيدة زينب الصغرى، توفيت في تلك القرية أو في المدينة، ودفنت هناك.

الخلاصة: يحتمل قوياً أن تكون زينب الصغرى حضرت واقعة الطف، وتوفيت في المدينة المنورة ما بين سنة (61 هـ – 84 هـ ).