ولدي يتابع حسابات الملحدين.. ما الحل؟

د. جاسم المطوع:

قال: أنا منزعج من ولدي الذي يبلغ من العمر (15) عاما لأنه يتابع حسابات الملحدين في تويتر وفيسبوك ومواقع أخرى.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

قلت: ما هو سبب انزعاجك؟

قال: أخاف أن يتأثر بهم وهو من يومين أخبرني عن أستاذه في المدرسة أنه طرح مسألة هل الله موجود أم لا؟ وأستاذه هذا كان متحمسا لنظرية دارون في تطور الإنسان ولم يذكر أن الله هو خالق الإنسان.

قلت له: إن أكثر الشباب والفتيات في سن المراهقة يهمهم معرفة إجابات الأسئلة الوجودية وربما ولدك لهذا السبب يتابع حسابات الملحدين، فاحرص أنت أن تتابع الحسابات معه حتى تعرف ما هي المعلومات التي يقرأها فتناقشه بها، قال: ولكني منعته من متابعة الحسابات هذه، قلت: وهل تعتقد أنه امتنع عن متابعتها؟ قال: لا أعرف، قلت: حاول أن تبنى علاقتك مع ولدك على الثقة والأمانة والحوار، لأن في هذا الزمن لو منعت ابنك من شيء لديه ألف طريقة للوصول لهدفه،

قال: وما الحل؟ قلت: لابد من مواجهة الفكر بالفكر وأن تتحاور مع ولدك في الأفكار التي يقرأها أو يسألك عنها، وإذا كنت لا تعرف الإجابة على سؤاله أخبره أن تذهبا لمختص في الفكر الإلحادي ويتحاور ابنك معه حتى يستفيد، قال: نحن لم نمر بمثل هذه المرحلة عندما كنا مراهقين، قلت: لكل زمن تحدياته ولكن المهم أن تكون متفهم وتعالج المشكلة بهدوء وحوار وثقة ولا تعالجها بالضرب أو الصراخ أو بالعنف.

قال: وهل ترى أن أسئلة ولدي الإلحادية في محلها؟ قلت: الطفل يمر بمرحلتين يكثر من أسئلة الإيمان ووجود الله تعالى، المرحلة الأولى من عمر 3 إلي 5 سنوات والمرحلة الثانية في سن المراهقة، فهذا أمر طبيعي ولكن المهم أن لا تهمل الإجابة على أسئلته، فقد يسأل ابنك لزيادة الاطمئنان والإيمان، وليس بالضرورة أنه يسأل لأنه شاك، وهذا ما حصل مع سيدنا إبراهيم عليه السلام حين طلب من الله تعالى أن يري كيف يحي الموتى ليطمئن قلبه (وإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

وتذكر ايضا ان الله استجاب لحواريي عيسى عليه السلام حين طلبوا مائدة من السماء لتطمئن قلوبهم (إِذْ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ يَٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ۖ قَالَ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ... قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ ٱلشَّهِدِينَ) فالسؤال لطلب المزيد من اليقين واطمئنان القلب ليس شكا.

قال إذن الموضوع طبيعي؟ قلت: نعم، ومن واجبات الوالدين أن يتحاورا مع الأبناء ويحصنونهم إيمانيا من خلال تعليمهم الصلاة والصيام والأذكار والدعاء والارتباط بالقرآن والسنة، فاحرص أن لا تسكت ولدك، فأبناؤنا يكبرون ويتعلمون في المدارس ويتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي ويستخدمون محركات البحث في الانترنت، وبالتالي ستصل اليهم افكار الالحاد وشبهات الملحدين شئنا ام ابينا، قال: والله إن التربية في هذا الزمن صعبة جدا، قلت: المهم أن تصادق ابنك وأن تحسن تربيته وأن تحسن اختيار أصدقائه واختيار مدرسته ومعرفة المواقع والحسابات التي يتابعها حتى تحافظ على إيمانه وعبادته.