لاستقلال سياسي: الإسلام يحث على الزراعة واستثمار الثروة الحيوانية

على الرغم من انتشار الآلات الإنتاجية في جميع مرافق الحياة، كما هو حاصل في يومنا، إلّا أن الزراعة وتربية الحيوانات تبقى متصدرة لقائمة المنتوجات من حيث الأهمية في حياة الإنسان، لأنّها مصدر الغذاء، ولا حياة بدونه.

حتى أنّ الاكتفاء الذاتي في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية يعتبر الدعامة الرئيسية لضمان الاستقلالين الاقتصادي والسياسي إلى حدّ كبير.

ولذلك نرى شعوب العالم تسعى جاهدة لإيصال زراعتها وثروتها الحيوانية لأعلى المستويات مستفيدة من التقدم التقني الحاصل.

والحاجة لأي من هذين الإنتاجين الأساسيين من الخطورة والأهمية البالغة ما يجعل دولة عظمى كروسيا تمديد العوز وتعطي بعض التنازلات السياسية لدول متباينة معها في الخط السياسي العقائدي لاضطرارها لتأمين احتياجاتها!

وأعطت التعاليم الإسلامية أهمية خاصة للإنتاج الحيواني والزراعة بالحث والترغيب لغور غمار هذه العملية المعطاءة.

ونورد هنا (ومن مصادر مختلفة) بعض الرّوايات التي تخص موضوعنا وما جاءت به من تعبيرات جميلة.

١ ـ عن أبي جعفر عليه ‌السلام أنّه قال: «قال النّبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم لعمته: ما يمنعك من أن تتخذي في بيتك ببركة؟

فقالت: يا رسول الله ما البركة؟

فقال: شاة تحلب، فإنّه من كانت في داره شاة تحلب أو نجعة أو بقرة فبركات كلّهن».

٢ ـ وروي عن النّبي صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله‌ وسلم أنّه قال في الغنم: «نعم المال الشاة».

٣ ـ وفي تفسير نور الثقلين، في تفسير الآيات مورد البحث، روي عن أمير المؤمنين علي عليه‌ السلام أنّه قال: «أفضل ما يتخذه الرجل في منزله لعياله الشاة، فمن كان في منزلة شاة قدست عليه الملائكة مرّتين في كل يوم».

ولا ينبغي الغفلة عن أنّ الكثير من بيوت المدن غير صالحة لتربية الأغنام، والهدف الأصلي من إشارة الرّوايات هو إنتاج ما يحتاج إليه الناس على الدوام ـ فتأمل.

٤ ـ ويكفينا ما قال أمير المؤمنين علي عليه ‌السلام في أهمية الزّراعة: «من وجد ماء وترابا ثمّ افتقر فأبعده الله».

وبديهي انطباق هذا الحديث على الفرد والأمّة معا، فالشعب الذي لديه مستلزمات الزراعة بشكل كاف ومع ذلك يمد يده لطلب المساعدة إلى الآخرين، فهو مبعد عن رحمة الله بلا إشكال.

٥ ـ روي عن النّبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم أنّه قال: «عليكم بالغنم والحرث فإنّهما يروحان بخير ويغدوان بخير».

٦- وروي عن الإمام الصادق عليه ‌السلام أنّه قال: «ما في الأعمال شيء أحبّ إلى الله من الزراعة».

٧ ـ وأخيرا نقرأ في حديث روي عن الإمام الصادق عليه ‌السلام ما يلي: «الزارعون كنوز الأنام يزرعون طيبا أخرجه الله عزوجل، وهم يوم القيامة أحسن الناس مقاما وأقربهم منزلة، يدعون المباركين».

*مقتطف من تفسير الأمثل ج 8