شبهات مردودة: جرح علي (ع) وصيحة جبرائيل

في الحديث عن مولى الموحدين عليه السلام تقف الاقلام حائرة امام هذا الطود الشامخ من اين تبدا وماذا تكتب فكل الوجود بحضرته يتلاشى ولكن من باب ذكر شيء من مناقبه عليه السلام التي قال النبي صلى الله عليه واله عنها كما روى أخطب خوارزم بإسناده الى ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : " لو أن الغياض أقلامٌ ، و البحر مدادٌ ، و الجنّ حُسّابٌ ، و الإنس كتّابٌ ، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب ( عليه السلام )".

نحاول ان نقف عند منقبة من مناقبه صلوات الله عليه رغم الكم الهائل  المتلاطم الذي ملا الخافقين من ذكر مناقبه عليه السلام التي حاول اعداؤه ومبغضيه اخفاءها فقد حاولوا التصدي لكل منقبة قرعت الاسماع ليكذبوها او يحرفوها عن مسارها ويلصقوها بشخص اخر، وها نحن تمر علينا ذكرى شهادته عليه السلام فقد روى الشيخ المجلسي في بحاره حادثة الاستشهاد فقال: قال الراوي: فاصطفقت أبواب الجامع، وضجت الملائكة في السماء بالدعاء، وهبت ريح عاصف سوداء مظلمة، ونادى جبرئيل عليه السلام بين السماء والأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ: " تهدمت والله أركان الهدى، وانطمست والله نجوم السماء و أعلام التقى، وانفصمت والله العروة الوثقى، قتل ابن عم محمد المصطفى، قتل الوصي المجتبى، قتل علي المرتضى، قتل والله سيد الأوصياء، قتله أشقى الأشقياء"[2]

 صاح جبريل انفصمت العروة الوثقى. وكما هي طبيعة المشككين والمعاندين للحق حاولوا تشكيك الناس في هذه المنقبة. وسنتكلم باختصار حول الشبهات التي طرحوها والاجابة عنها بشكل موجز.

1ـ من قال بان علي بن ابي طالب عليه السلام هو العروة الوثقى.

2ـ الوحي انقطع بشهادة النبي صلى الله عليه واله فكيف نزل جبريل عليه السلام الى الأرض ونادى وهل يمكن للناس سماع صوت جبريل عليه السلام.

3ـ لو سلمنا ان جبريل نادى انفصمت العروة الوثقى الا ينافي ويناقض ذلك ما ورد في كتاب الله قوله تعالى: " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها .."[3]

أقول: متوكلا على الله في رد هذه الشبهات :

اما أولا: من قال بان علي بن ابي طالب عليه السلام هو العروة الوثقى او بعبارة أخرى انه مصداق العروة الوثقى سأذكر لك بعض ما ورد في تفسير الاية من طرق الخاصة والعامة على ان المراد من العروة الوثقى هو علي ابن ابي طالب عليه السلام.

 فمما ورد من طرق العامة:

اولا: عن ابي المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): " أنت العروة الوثقى"[4].

ثانيا : ما ورد عن الفخر الرازي في تفسيره الكبير حيث قال: ( أما إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يجهر بالتسمية ، فقد ثبت بالتواتر ، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله عليه السلام : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار......... ومن اتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه و نفسه"[5].

اما من طرق الخاصة فقد ورد فيها احاديث كثيرة نذكر منها اثنين فقط:

الحديث الأول: ابن بابويه في معاني الأخبار قال: ..عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية أخي ووصيي علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فإنه لا يهلك من أحبه وتولاه ولا ينجو من أبغضه وعاداه"[6].

الحديث الثاني: ابن بابويه بإسناده قال رسول الله: " من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى فليتمسك بحب علي وأهل بيته"[7].

اما ثانيا: بأن الوحي انقطع بشهادة النبي صلى الله عليه واله فكيف نزل جبريل عليه السلام الى الأرض ونادى وهل يمكن للناس سماع صوت جبريل عليه السلام.

أقول: الكل مسلم بأن الوحي انقطع بشهادة النبي صلى الله عليه واله وانه لا نبي بعده وهذا ما ورد عن أئمة اهل البيت عليهم السلام فعن علي عليه السلام قال: "من زار النبي (صلى الله عليه وآله) فليسترجع ثلاثاً، ثمّ ليقل: أصبنا بك يا حبيب قلوبنا، فما أعظم المصيبة بك، حيث انقطع عنّا الوحي وحيث فقدناك، ما شاء الله وإنّا إليه راجعون"[8].

 ولكن من قال بان نزول جبريل الى الأرض مرتبط بالوحي بالمفهوم الاصطلاحي وهو نزوله الى الأرض على الأنبياء عليهم السلام لغرض الانباء والاخبار بالاحكام الشرعية والمغيبات فان النبوة ختمت بالنبي الاكرم صلى الله عليه واله ولكن لا يمكن نفي نزول جبريل عليه السلام لأغراض أخرى كما ذكر ذلك السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي حيث قال: " خَاتِمَةٌ: اشْتَهَرَ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ أَنَّ جِبْرِيلَ لَا يَنْزِلُ إِلَى الْأَرْضِ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا شَيْءٌ لَا أَصْلَ لَهُ. وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى بُطْلَانِهِ مَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي " الْكَبِيرِ "، «عَنْ ميمونة بنت سعد قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ يَرْقُدُ الْجُنُبُ؟ قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ يَرْقُدَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُتَوَفَّى فَلَا يَحْضُرُهُ جِبْرِيلُ» .

فَهَذَا الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ جِبْرِيلَ يَنْزِلُ إِلَى الْأَرْضِ، وَيَحْضُرُ مَوْتَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ حَضَرَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ عَلَى طَهَارَةٍ.

ثُمَّ وَقَفْتُ عَلَى حَدِيثٍ آخَرَ فِيهِ نُزُولُ جِبْرِيلَ إِلَى الْأَرْضِ، وَهُوَ مَا أَخْرَجَهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي " كِتَابِ الْفِتَنِ "، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَصْفِ الدَّجَّالِ قَالَ: «فَيَمُرُّ بِمَكَّةَ، فَإِذَا هُوَ بِخَلْقٍ عَظِيمٍ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا مِيكَائِيلُ بَعَثَنِي اللَّهُ لِأَمْنَعَهُ مِنْ حَرَمِهِ، وَيَمُرُّ بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا هُوَ بِخَلْقٍ عَظِيمٍ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا جِبْرِيلُ بَعَثَنِي اللَّهُ لِأَمْنَعَهُ مِنْ حَرَمِهِ» . ثُمَّ رَأَيْتُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [القدر: 4]- الْآيَةَ - عَنِ الضحاك أَنَّ الرُّوحَ هَنَا جِبْرِيلُ، وَأَنَّهُ يَنْزِلُ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَيُسَلِّمُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ،"[9].

وجاء في الرواية ان جبرائيل يأتي الزهراء عليه السلام يحدثها فعن أبي عبيدة قوله:" وكان جبرائيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة"[10]. وقد وصف المجلسي الأول هذه الرواية بأنها صحيحة[11]. فاذا كان جبريل يهبط ليسلم على المسلمين في ليلة القدر  ويحضر من يتوفى من المسلمين فلماذا نمنع من نزوله الى الأرض ليسلم على مولى الموحدين وينعاه الى الخلق اجمعين.

اما الشق الثاني للاشكال: وهو هل يمكن للإنسان العادي سماع صوت جبريل عليه السلام نقول هناك شواهد يرويها التاريخ على ذلك

فمنها: هتاف جبريل عليه السلام يوم احد : لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي  وقد ذكر ذلك العلامة الاميني رحمه الله في كتابه الغدير حيث قال:  و من شعر حسان في أمير المؤمنين (عليه السلام):

جبريل نادى معلنا                 والنقع ليس بمنجلي

والمسلمون قد أحدقوا             حول النبي المرسل

لا سيف إلا ذو الفقار               ولا فتى إلا علي

يشير بها إلى ما هتف به أمين الوحي جبرئيل عليه السلام يوم أحد في علي و سيفه. أخرج الطبري في تاريخه 3 ص 17 عن أبي رافع قال: لما قتل علي بن أبي طالب (يوم أحد) أصحاب الألوية أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من مشركين قريش فقال لعلي: أحمل عليهم. فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي قال: ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من مشركين قريش فقال لعلي: احمل عليهم. فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك فقال جبريل: يا رسول الله ؟ إن هذا للمواساة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه مني وأنا منه. فقال جبريل: وأنا منكما. قال فسمعوا صوتا:      

لا سيف إلا ذو الفقار      ولا فتى إلا علي

وأخرجه أحمد بن حنبل في الفضايل عن ابن عباس وابن هشام في سيرته 3 ص 52 عن ابن أبي نجيح والخثعمي في (الروض الأنف 2 ص 143) وابن أبي الحديد في (شرح النهج 1 ص 9) وقال: إنه المشهور المروي وفي ج 2 ص 236 وقال: إن رسول الله قال: هذا صوت جبريل وج‍ 3 ص 281, والخوارزمي في (المناقب ص 104) عن محمد بن إسحاق بن يسار قال: هاجت ريح في ذلك اليوم فسمع مناد يقول:

لا سيف إلا ذو الفقار                 ولا فتى إلا علي

فإذا ندبتم هالكا                       فابكوا الوفي أخا الوفي"[12].

ومنها: صيحة جبريل في شهر رمضان قبل ظهور القائم عجل الله تعالى فرجه والتي تعد من العلامات الحتمية للظهور فقد روى نعيم بن حماد المروزي في كتاب الفتن، حدثنا أبو عمر عن ابن لهيعة قال حدثني عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت البناني عن أبيه عن الحارث الهمداني عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا كانت صيحة في رمضان فإنه يكون معمعة في شوال وتمييز القبائل في ذي القعدة وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم وما المحرم يقولها ثلاثا هيهات هيهات يقتل الناس فيها هرجا هرجا قال قلنا وما الصيحة يا رسول الله ؟ قال هدة في النصف من رمضان ليلة جمعة فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم فإذا حسستم بالصيحة فخروا لله سجدا وقولوا سبحان القدوس سبحان القدوس ربنا القدوس فإن من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل ذلك هلك)[13].

وروى النعماني :علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا عبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال ".... ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء... قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه، ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه، فلا يبقى شيء من خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة، فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها، ويخرج القائم مما يسمع، وهي صيحة جبرئيل عليه السلام".[14].

اذن نرى من خلال هذه الشواهد انه لا مانع منها عقلا ولا شرعا من سماع صوت جبريل عليه السلام من قبل عامة الناس والملاحظ من خلال ما ذكرنا ان نزول جبريل عليه السلام وهتافه كان في بيان مراحل مفصلية ومهمة وهي بيان ان المؤمن الحق والوصي الحق والولي الحق هو علي بن ابي طالب عليه اكد هذا في معركة احد حين فر القوم وتركوا الرسول وحيدا يجابه الأعداء وكسرت رباعيته صلوات الله عليه واله واكد ذلك حين قام المنافقون الخارجون على تضليل الناس فبين لهم مرة أخرى ان الولي الحق هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام حينما وقع في محرابه ثم يرجع مرة أخرى جبريل الأمين يبين هذه الحقيقة للعالم من خلال النداء الأخير ان الحق في علي وشيعته حيث لا معذرية بعد ذلك .

اما الاشكال الثالث: وهو اننا لو سلمنا ان جبريل نادى انفصمت العروة الوثقى الا ينافي ويناقض ذلك ما ورد في كتاب الله قوله تعالى: " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها"[15].

أقول: هناك أجوبة عديدة عن هذه الشبهة نذكر بعضا منها:

 ذكر في علم المنطق: ان من شروط التناقض وحدة الإضافة والنسبة ومع تعددهما فلا تحقق للتناقض فلا تناقض مثلا بين قولك: ( نور الشمس قوي بالنسبة للشمعة) وقولك: ( ونور الشمس ليس بقوي بالنسبة لنور الله تعالى). 

والعروة الوثقى حقيقة واحدة جامعة ذات افراد متعددة منتشرة بعدد المعصومين عليهم السلام فلها بعدان:

البعد الأول: طبيعي العروة الوثقى ذات الحقيقة الواحدة المنطبقة على ذوات المعصومين من اولهم الى اخرهم.

البعد الثاني: آحاد العروة الوثقى وافرادها وهم المعصومون عليهم السلام فكل واحد منهم يمثل العروة الوثقى بتمامها مثال ذلك حينما تقول ( الانسان) فعلي عليه السلام يمثل تمام حقيقة الإنسانية بتمام ابعادها وكمالاتها فلو قتل صح لنا ان نقول ( قتل الانسان .. قتل ابن عم محمد المصطفى قتل الوصي المجتبى قتل سيد الاوصياء) 

اذن من خلال ما ذكرنا تبين ان قول جبريل عليه السلام ليلة التاسع عشر من شهر رمضان الكريم حينما سقط امير المؤمنين عليه السلام مخضبا بدمة في محرابه : " تهدمت والله أركان الهدى، وانطمست والله نجوم السماء و أعلام التقى، وانفصمت والله العروة الوثقى، قتل ابن عم محمد المصطفى، قتل الوصي المجتبى، قتل علي المرتضى، قتل والله سيد الأوصياء، قتله أشقى الأشقياء"  هذه قضية شخصية وبين قوله تعالى: " ... لا انفصام لها.." قضية طبيعية ثم ان امير المؤمنين عليه السلام هو اول الائمة وليس الامام الوحيد حتى اذا ما استشهد تنفصم العروة الوثقى بمفهومها العام اذ ينوب عنه ويقوم مقامه احد عشر اماما.

واقرب لك الفكرة بمثال اخر: حينما نطالع القران الكريم نقرا قوله تعالى: " قل فلله الحجة البالغة.."[16]  وقد وصف الله انبيائه ورسله بانهم حجج الله كما جاء في قوله تعالى: " رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا"[17]

وهذا الوصف غير مقتصر على الانبياء فقط بل يشمل الاوصياء عليهم السلام كما نقرا في الزيارة "[18]السلام عليك يا امين الله في ارضه وحجته على عبادة" فالنبي والامام هو حجة الله على خلقة فلو مات النبي او الامام نقول مات حجة الله على خلقة فهل معنى ذلك ان حجة الله ماتت وانعدمت بمفهومها العام ام هي باقية وموجودة بما تبقى من الائمة الذين يحتج بهم الله على خلقه فكذلك يكون الفرق واضحا بين قول جبريل انفصمت العروة الوثقى بلحاظ الامام علي عليه السلام كما لو قلنا قتل حجة الله مات حجة الله بينما حجة الله على خلقة باقية لا تموت هناك من يمثلها بعد موت الامام عليه السلام يخلفه امام اخر. وفي الختام نقول السلام على مولى الموحدين نقطة الوجود وسر المعبود سائلين المولى عز وجل ان يتقبل علمنا هذا ويحشرنا تحت لواء الحمد التي يقدمها امامنا علي بن ابي طالب عليه السلام التي من استظل بظلها لاخوف عليهم يومئذ ولا هم يحزنون والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.

الهوامش:

[1] انظر كفاية الطالب: 123، فرائد السمطين:1/16،  حلية الأبرار : 1 / 285 ، ميزان الإعتدال : 3 / 466 ، لسان الميزان : 5 / 62 ، ينابيع المودّة : 2 / 95 حديث 70 . وانظر: شرح احقاق الحق للسيد المرعشي : ج15 ص609.

[2] بحار الانوار:ج42، ص282.

[3] البقرة:256.

[4] مناقب الخوارزمي: ص61، ح31.

[5] التفسير الكبير: ج1، ص205-207.

[6] معاني الاخبار:ص 368،ح31

[7] عيون اخبار الرضا: ج1 ،63، ح  216.

[8] مستدرك الوسائل: ج10،ص190، ح11824.

[9] الحاوي للفتاوي: ج2،ص200.

[10] الكافي: ج1 ص240-

[11] روضة المتقين:ج5،ص342.

[12] الغدير:ج2، ص102.

[13] مخطوطة ابن حماد:ص62.

[14] الغيبة للنعماني: 299-300.

[15] البقرة:256.

[16] الانعام:149.

[17] النساء:165.

[18] مفاتيح الجنان:ص423 زبارة امين الله