خلو القرآن من أسماء الأئمة: لم يرد اسم النبي صريحاً في الآيات المكية!

إنّ الاعتراض على خلو القرآن الكريم من أسماء الأئمة عليهم السلام سيبرر إنكار مشركي مكة لنبوة النبي (صلى الله عليه وآله)، لأن السور التي اشتملت على الآيات الناصّة على نبوته باسمه الشريف نزلت في المدينة، فحينئذ يصح للمشركين التبجح بمثل هذا الاعتراض لتبرير إنكارهم لنبوة الخاتم!

فقد ذكر اسم النبي (صلى الله عليه وآله) في خمس آيات، بلفظ (أحمد) في آية وبلفظ (محمد) في اربع آيات.

الآية الأولى: في سورة آل عمران وهي قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) ([1]). وسورة آل عمران مدنية ([2]).

الآية الثانية: في سورة الأحزاب وهي قوله تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) ([3]).وسور الأحزاب مدنية أيضاً([4]).

الآية الثالثة: في سورة محمد (صلى الله عليه وآله) وهي قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) ([5]). وسورة محمد (صلى الله عليه وآله) مدنية أيضاً([6]).

الآية الرابعة: في سورة الفتح وهي قوله تعالى:  (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) ([7]). وسورة الفتح مدنية([8]).

الآية الخامسة والأخيرة: المشتملة على لفظ (أحمد) في سورة الصف وهي قوله تعالى:  (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) ([9]). وسورة الصف مدنية([10]).

[ذات صلة]

فثبت مما تقدم أن جميع الآيات المشتملة على اسم النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) مدنية فلا وجود لأسمه المبارك في آيات القرآن الكريم التي نزلت في مكة، ولا يمكن لعاقل يحترم عقله أن يعطي المبرر للمشركين فيما لو أنكروا نبوته بدعوى عدم ورود اسم النبي (صلى الله عليه وآله) في الآيات والسور القرآنية النازلة آنذاك! ونفس الكلام يجري في عدم ذكر أسماء الأئمة (عليهم السلام) في القرآن.

بل أكثر من ذلك فان الاشكال إذا تم فانه يطرد في نبوة النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) وباقي الأنبياء (عليهم السلام) فللنصارى أن يستدلوا على ببطلان نبوة النبي (صلى الله عليه وآله) بعدم وجود نص في انجيلهم – المعتمد عندهم - باسم النبي (صلى الله عليه وآله)، وكذا يصح استدلال اليهود على بطلان نبوة عيسى (عليه السلام) لعدم ورود اسم عيسى في توراتهم – المعتمدة عندهم – وهكذا باقي الأنبياء (عليهم السلام)!!

يتبع...

من كتاب: "خلو القرآن الكريم من أسماء الأئمة.. معالجة جذرية لمشكلة متجددة" – صادر عن شعبة البحوث والدراسات في قسم الشؤون الدينية – العتبة الحسينية المقدسة

---------------------------------

([1]) سورة آل عمران: 144.

([2]) المكي والمدني، لمحمد شفاعت رباني: ص6.

([3]) سورة الأحزاب: 40.

([4]) نفس المصدر: ص 9.

([5]) سورة محمد: 2.

([6]) نفس المصدر: ص 10.

([7]) سورة الفتح: 29.

([8]) نفس المصدر: ص 2.

([9]) الصف: 6.

([10]) نفس المصدر: ص 6.