هل تشمل آية التطهير علي الأكبر والعباس (ع)؟

نقد محاولة توسيع دائرة آية التطهير!.. ظهرت مؤخّراً محاولة في فهم آية التطهير تهدف إلى توسيع دائرتها لتشمل بعض المصاديق من خارج المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم، من قبيل: الحوراء زينب، أو علي الأكبر، أو العباس عليهم السلام، إلا أنّ هذه المحاولة لا تبدو موفقة اطلاقاً؛ نظراً للنصوص القطيعّة التي حدّدتْ الآية تحديداً لا يقبل اللبس والتأويل.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

إنّ مجمل ما جاء من أحاديث متعلقة بآية التطهير على قسمين:

الأوّل- ما ورد في بيان سبب نزولها، وبيان مصاديق الآية المتحققة آنذاك، وهم الخمسة من أهل الكساء باعتبارهم الموجودين فعلاً في ظرف نزول الآية، فهذه الأحاديث قد جاءت على سبيل  القضية الخارجيّة، وتحت هذا القسم يدخل حديث الكساء المروي في كتب الفريقين، بل معظم ما جاء مروياً مما اجمعت عليه كتب الفريقين، وهو واضح لا يحتاج إلى شواهد!

الثانية- ما جاء بغرض بيان حقيقة الآية وتفسيرها الجامع، وعلى نحو القضيّة الحقيقية وذكر جميع مصاديقها، وللاستشهاد على هذا النحو دون الحصر: حديث المناشدة الصحيح لأمير المؤمنين صلوات الله عليه، بل هو مشتمل على النحوين كما سيتبيّن أدناه، ومن نافلة القول: فإنّ حديث المناشدة قد ورد أصله في كتب العامة، كما رواه مسنداً جملة من المحدّثين الخاصّة كالشيخ الصدوق في كمال الدين، والنعماني في الغيبة وغيرهما.

1-فما جاء في صدر حديث المناشدة وقع على سبيل القضيّة الخارجيّة، وهو قوله:

يا أيّها الناس: أتعلمون أنّ الله تبارك وتعالى أنزل في كتابه: إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهرّكم تطيراً، فجمعني رسول الله وفاطمة والحسن والحسين في كساء ثم قال..!

 

2-وما جاء في تتمّته كان على سبيل القضيّة الحقيقيّة:

ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وآله: اللهمّ هؤلاء أحبّتي، وعترتي، وثقلي وخاصّتي، وأهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فقالت أمّ سلمة: وأنا؟ فقال صلى الله عليه وآله: وأنتِ إلى خير، وإنّما أُنزلتْ فيّ، وفي أخي عليّ، وفي ابنتي فاطمة، وفي ابني الحسن والحسين، وفي تسعة من ولد الحسين خاصّة، ليس فيها معنا أحدٌ غيرنا.

فقوله صلى الله عليه وآله أنّها في الأربعة عشر- فضلاً عن أداة الحصر (إنّما)-: " خَاصَّةً لَيْسَ فِيهَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرُنَا" نصٌّ صريح في الحصر، لا يقبل التأويل..!