هل للحيوانات أرواح كما في الإنسان؟

يمكن استفادة أنّ للحيوان روحاً من عدّة أدلةٍ شرعيةٍ:

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

منها: ما ورد في القرآن الكريم من قوله تعالى: (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي)المائدة : 110 .

فالطير تُنفَخ فيه الروحُ فيكون طيراً بإذن الله كما نفخت الروح في آدم عليه السلام فكان بشراً سويّاً، والفرق بين النفختين أن نفخة الروح في آدم (عليه السلام) كانت في المرتبة العالية والشريفة من معنى الروح؛ لمحل النسبة في قوله تعالى: (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) الحجر :29؛ إذ نسب هذه الروح إليه سبحانه مما يدلّ على شرافة هذه الروح وصفاتها العالية، خلاف الروحِ التي عند الحيوان فهي في مرتبةٍ أدنى من ذلك.

ومنها: ما ورد في "جامع أحاديث الشيعة" في باب تحريم تصوير تماثيل ذوات الأرواح، من الحديث الصحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: (ثلاثة يعذَّبون يوم القيامة، من صوَّر صورةً من الحيوان يُعذَّبُ حتى ينْفَخَ فيها وليس بنافخٍ فيها) . انتهى [ جامع أحاديث الشيعة 17 : 222]

وأيضا ما ورد في " تفسير العياشي ": عن أبي بصير عن أحد الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) قال: سألته عن قوله: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) ما الروح؟ قال: التي في الدوابِّ والناس. [ تفسير العياشي 2: 317]

ومنها: ما جاء في صحيح مسلم: (لا تتخذوا شيئاً فيه الروحُ غرضا) [ صحيح مسلم 6: 73]

 وهو ما طبَّقه ابن عمر على جماعةٍ حين رآهُم اتخذوا طيراً رميَّةً لنبالهم فقال لهم : ( إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لعنَ من اتخذَ شيئاً فيه الروحُ غرضا ) [ صحيح مسلم 6: 73 ] ، فهنا نجد  ابن عمر قد طبَّق مفهوم الحديث السابق : ( شيئاً فيه الروح )  ، على  ( الطير ) ، وهو من تطبيق المفهوم العرفي على المصداق في الأحاديث ، مما يستفاد منه التسالم العرفي على المعنى المذكور .

وأيضا قد طبق العلماء مفهوم الروح على ما يجوز تصويره وما لا يجوز فتجدهم يفصلون في كتبهم الفقهية بين ماله روحٌ وما ليس له روحٌ، وأنّه يحرم تصوير ذوات الأرواح - ويقصدون بها الإنسان والحيوان - وعمل المجسَّمات لها دون ما ليس له روحٌ كالشجر.

هذا من حيث وجود الروح في الحيوان، أمّا من حيث جواز قتل الحيوانات المضرّة كالحشرات ونحوها فقد أجاز العلماء ذلك ولا أثم على الفاعل.