تؤخّر الزواج والحمل.. ما حقيقة وجود ’التابعة’؟!

هل صحيح أن هناك ما يُسمى بالتابعة؟ وهل يوجد علاقة بين تأخُّر الحمل وما يسمَّى بالتابعة؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

الجواب من سماحة الشيخ محمد صنقور:

لم نجد فيما صحَّ عن النبيِّ (ص) وأهل بيته (ع) أنَّ تأخُّر الحمل وشبهه قد ينشأ عما يُسمى بالتابعة، نعم ذلك موجود في المورثات الشعبية وقد تسرَّب لها من تراث العصر الجاهلي، وكذلك من كلمات وإملاءات السحرة والمشعوذين، ونَسب بعضُهم ذلك للنبيِّ (ص) زوراً وافتراء، وادَّعوا أنَّ التابعة نوعٌ من نساء الجنِّ ليس لهنَّ من غاية سوى إيذاء نساء الإنس، وذلك إمَّا بعمل ما يمنعهنَّ من الزواج أو الحمل أو بعملِ ما يُوجب إجهاض الحوامل، وكذلك فهنَّ يعملن على إيذاء الاطفال والذي قد ينتهي بهم إلى الموت أو الإصابة بالفزع أو الخبل أو الصرع أو الإصابة ببعض الامراض العضوية.

وكلُّ هذه الدعاوى ليس لها أساس شرعيٌّ ولا منطقي بل هي من تسويلات السحرة والمشعوذين ليأكلوا أموال الناس بالباطل تحت ذريعة المعالجة أو الوقاية من أثر ما يُسمَّى بالتابعة والتي لا تعدو كونها من الاساطير المختلقَة.

قال تعالى: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (1) فكلُّ مَن تأخَّر زواجُها أو حملُها أو اُصيب ولدها بسوء فتلجأ إلى الله تعالى فانَّه قريبٌ يُجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ولْتعتمِدْ الطريق الذي أمر الرسولُ (ص) وأهلُ بيته (ع) به وهو-مضافاً إلى الدعاء-الرجوع إلى أهل الاختصاص من الاطباء.

ثم إنْ عُوفيت وعوفيَ ولدها فذلك من فضل الله تعالى وإلا فلْتصبر فإنَّ لله في خلقه شؤونا، وهو يُجزي على الصبر والاحتساب أحسن الجزاء.

قال تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ / أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ (2).

الهوامش:

1- سورة يونس / 107.

2- سورة الشورى / 49-50.