مشاريع إغاثة واستثمار... لماذا العتبات المقدسة؟

تنويه: يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة عن رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

كتب الدكتور احمد الجراح:

 لم نشهد تأريخياً السعة التي تشهدها البلاد انفتاحاً على المستويات المختلفة والتواصل مع دول العالم، وثمثل العتبات المقدسة واحدة من نقاط الجذب والتواصل بين الشيعة والمسلمين في العالم وغيرهم أيضاً.

تمثلت سنوات العراق الاخيرة من القرن الماضي بالقحط التمثيلي لانعكاس الموجودات العراقية على الخارج عدا ما يحمله الوجدان الانساني من عمق الارتباط الحضاري والعقدي، لاسيما في نفوس الالاف من ابناءه بعد ان عمدت السياسات الدكتاتورية المتبعة لنظام البعث على تشريدهم وتهجيرهم الى دول مختلفة.

وبعد التغيير يُملس التطور التدريجي الذي زامنه انعطاف الثورة العالمية في مجالات التواصل والتقارب الالكترونية وانفتاح العلاقات بين الدول، والعراق من بين ذلك شهد زخماً ملحوظاً بدأ بالتصاعد على المستوى الديني سيما زيارة الاربعين وممارسة الشعائر الدينية التي كان لها صدى وحضور مهمين كما شهد المشهد السياسي والمشاهد الاخرى نقطة استقطاب كبيرة. 

ويمكن ايجاز محاور الاهتمام في اداء العتبات المقدسة ونقط الاستقطاب والتأثير في الوضع العراقي العام من خلال عدة نقاط، ولست بصدد التركيز على تسميتها فان هناك تفاوتاً ملحوظاً فيما بينها وبعضها يجمع هذه المحاور بحكم طبيعة الظروف والادوار لذلك الحديث يبقى الحديث عاماً في ذكرها وليس على سبيل الحصر وانما استطراداً نذكر منها: 

1- خطاب الاعتدال: خطاب ديني معتدل متمثل بخطب الجمعة والفعاليات الاخرى المستمرة سنوياً، ان البناء التمثيلي في العتبات المقدسة للمرجعية الدينية هو الكفيل بخلق الممانعة دون الوقوع في الخطاب المتطرف، ولوحظ بأنه ذو تأثير في المستوى الديني العام في العراق لا الشيعي فقط. 

2- مشاريع الإغاثة والاعمال الخيرية:  تميزت العتبات المقدسة بمشاريع الاغاثة ولم تقتصر على منطقة معينة او قومية او ديانة بل شملت المشاريع أبناء العراق عموماً فلوحظ التواجد في أماكن السيول وغرق كثير من المدن والمناطق التي تعرضت للارهاب والقتال على سبيل المثال..

3- الإسناد الحكومي: كما هو الواقع القريب في مساندة الواقع الصحي فكانت اولى المبادرين لفتح المواقع التابعة لها لاستقاطب المرضى المصابين بفايروس كورونا وكذلك المباشرة بتسليم المراكز التي تم انشاءها فور انتشار المرض، وكذلك المساهمة في تشكيل ألوية شاركت في المعارك ضد عصابات داعش الارهابية.

4- الثقافة والإرشاد: المراكز ودور النشر والمطابع والمكاتب العلمية المنتشرة في العراق ساهمت في نشر التوعية على مستوى الاطفال صعوداً وكذلك الفعاليات المستمرة والمشاركة مع المؤسسات الاكاديمية والتربوية والثقافية في البلد وعلى المستوى الدولي ساهمت في تعزيز الموقف العلمي والثقافي في العراق.

5- الاستثمار: مصدر داعم وانموذج رائع لواقع الاستثمار العراقي لاسيما الاستثمارات الاستراتيجية كالطاقة والزراعة والصناعة والإنشاءات الكبيرة كمطار كربلاء الدولي..، وكم من المشاريع التي صارت تساهم في سد حاجة البلد وهناك صور وصور رائعة تخطوها باتجاه تغطية احتياجات السوق العراقية.

وبهذا الايجاز يمكن القول ان العتبات المقدسة ليست محل استقطاب للزائرين والتبرك بالأضرحة فقط، وانما هي مصدر اشعاع وخير للبلاد في وقتٍ وظروفٍ عسيرة يعرفها أدنى متتبع للوضع العراقي في كل المجالات المذكورة وهذا جزء يسير من اجابات سؤال لماذا العتبات المقدسة؟؟