الغارديان البريطانية: دراسات تشير إلى أن الأطفال يؤمنون بالله من دون تلقين!

كتب: جاستن باريت

هل يؤمن الأطفال بالله لأن الكبار يأمروهم بذلك؟ تشير الأدلة إلى خلاف ذلك.

تنويه: يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة عن رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

تتمثل إحدى طرق معالجة هذه المسألة في النظر إلى سبب ايمان الأطفال بهذه الذات الإلهية. إذا لم يكن من السهل على الأطفال تعلم فكرة ما، فمن غير المرجح نسبيًا أن تبقى على قيد الحياة في الجيل التالي وسوف تنتهي. لذا إذا تمكنا من شرح سبب استعداد الأطفال للإيمان بالله، فسنقطع خطوة كبيرة في فهم المعتقدات الدينية بشكل عام. قد تبدو الإجابة بسيطة: إنه التلقين.

يؤمن الأطفال لأن والديهم أو غيرهم من البالغين يعلمونهم، أليس كذلك؟ لسوء الحظ، القصة ليست بهذه البساطة. لكنها لحسن الحظ أكثر تشويقاً.

يصدق الأطفال بالكثير مما يقوله لهم آباؤهم، لكن ليس كل ما يقولوه. حاول إقناع طفل بأن عناكب الرتيلاء غير ضارة، أو أن البروكلي غذاء أفضل بالنسبة له من رقائق البطاطس، ومن المحتمل أنك لن تصل إلى أي نتيجة. وبالمثل، يواجه المعلمون صعوبة في تدريس العديد من الأفكار العلمية مثل التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي أو أن الكائنات الصلبة مثل الطاولات تتكون بالكامل تقريبًا من مساحات فارغة. يتعلم الأطفال الأشياء التي تم ضبط عقولهم لتعلمها بسهولة أكبر من الأشياء التي تتعارض مع ذلك الضبط الفطري.

قدم علماء النفس التنموي دليلًا على أن الأطفال جُبلوا فطرياً على الإيمان بذات الهية.

تقول ديبورا كيليمن يميل الأطفال إلى رؤية الأشياء الطبيعية مصممة أو هادفة بطرق تتجاوز ما يعلمهم اياه آباؤهم، الأنهار موجودة حتى نتمكن من الذهاب لصيد الأسماك عليها، والطيور هنا لتبدو جميلة.

يشك الأطفال في أن العمليات المجردة يمكن أن تخلق نظام أو غاية. تظهر الدراسات التي اجريت مع الأطفال أنهم يتوقعون ان يكون هناك شخص ما وراء النظام الطبيعي وليس شيئاً ما. لا عجب أن مارغريت إيفانز وجدت أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات فضلوا التفسيرات الخلقية لأصول الحيوانات على التفسيرات التطورية حتى عندما أيد آباؤهم ومعلميهم التطور. لم يكن لدى افادة الاباء والمعلمين الثقل الكافي لتجاوز نزعتهم الفطرية.

يعرف الأطفال أن البشر ليسوا مسؤولين عن هذا النظام، لذا فإن فكرة وجود إله خالق منطقية بالنسبة لهم. يحتاج الأطفال فقط إلى البالغين ليدلوهم عليه.

تشير الأدلة التجريبية، بما في ذلك الدراسات الشاملة لعدة الثقافات، إلى أن الأطفال في سن الثالثة ينسبون الصفات المطلقة نسبياً إلى العديد من الكائنات المختلفة. يبدو أن القوة الخارقة والمعرفة الفائقة والإدراك الفائق هي افتراضات مبدئية. سيتعلم الأطفال بعد ذلك أن أمهم غير معصومة من الخطأ، وأن أباهم ليس مطلق القوة، وأن الناس سيموتون. لذا قد يتقبل الأطفال بشكل خاص فكرة الخالق الخارق.

تشير الأبحاث الحديثة التي أجراها بول بلوم وجيسي بيرينج وإيما كوهين إلى أن الأطفال قد يكونون أيضًا ميالين للإيمان باستمرار الروح بعد الموت.

يرى المشككون ان فكرة فطرية الأيمان لدى الأطفال هي حجة ضد الأيمان (اي انهم يرون ان الإيمان بالله هو مجرد بقايا طفولية) بينما يرى المؤمنون انها تعزيز لعقيدتهم الدينية (أن الله زرع بذور الأيمان في الأطفال). ما ينبغي أن يتفق عليه الجانبان هو الأدلة العلمية: بالتأكيد تساعد المدخلات الثقافية في ملء التفاصيل ولكن عقول الأطفال ليست ساحة منافسة متكافئة. فهي تميل باتجاه الأيمان دائماً.