العتبة الحسينية تستثمر ’مليون دونم’ في بادية السماوة.. ما أهمية هذا المشروع؟!

لقد استوقفني مليّا خبر توقيع مشروع من قبل العتبة الحسينية المقدسة وبالختم المبارك لمتولّيها الشرعي صاحب القلب الكبير والحامل لهموم البلاد والعباد والمقدسات والساعي لبناء الإنسان سماحة العلامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) لاستثمار مليون دونم بناحية السلمان في بادية السماوة ويحمل الاسم المبارك للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء( عليها السلام ).

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وقد حاولت جاهداً الوقوف عند خبر مّر مرور الكرام في مؤسساتنا ووسائلنا الإعلامية كحال ظُلامة المشاريع الأخرى فيها ولكوني لست من أهل الاختصاص في هذا الباب.

 وبعد الاطلاع وجدت نفسي أمام واحد من المشاريع المهمة والاستراتيجية الضخمة والرائعة والرائدة التي ترعاها المرجعية العليا ( دام ظلّها) عبر الوكلاء الثقاة والعتبات المقدسات.

اختصار مفيد

يختصر الخبراء والمختصون ما يمكن ان يحصل في العراق إن تم استغلال الصحراء المترامية بشكل فاعل بالعبارة التالية:

"جرداء لكن يمكن جعلها جنة خضراء تمنح البلد قوة اقتصادية غير مسبوقة".

ما هو ناتج هذه المشاريع؟

أمن غذائي مُصان، ومساحات تسع لتغطيه احتياجات الوطن العربي كافة وليس العراق فحسب، زِدْ على ذلك بيئة خصبة لتأسيس مشاريع صناعية واستثمارية كبرى، كل ذلك يمكن حصوله إذا جرى استثمار صحاري العراق المتروكة خارج الحسابات.

استثمار واعد للصحراء

تساهم هذه العوامل مع حلّ مشكلة المياه لريّ المزروعات عبر مشاريع ممكنة وموجودة في استثمار واعد للصحراء والبادية الغربية العراقية وخاصة لإنتاج الأعلاف لمشاريع تريبة الأبقار والعجول لإنتاج الحليب ومشتقاته واللحوم، أي إنشاء مصانع للالبان واللحوم وغيرها الكثير من النشاطات الزراعية والصناعية".

الأمن الغذائي

لا شك أن استثمار الاراضي الصحراوية يعد من أهم المشاريع باتجاه تأمين الأمن الغذائي في حال تنفيذها بالشكل الصحيح باتجاهين، الأول توفير منتج زراعي لسد الحاجة المحلية أو التصدير، والثاني زيادة الرقعة الزراعية باستصلاح اراض لم تزرع سابقا وهي فرصة لإنتاج محاصيل جديدة.

خيار بإمكانه تغطية الوطن العربي

 إن العراق يملك ملايين الدونمات من الأراضي الزراعية غير المستغلة، وعلى سبيل المثال محافظة واسط مساحتها بحدود ٧ ملايين ومئتين ألف دونم المستغل منها للسكن والزراعة والبساتين والمشاريع بحدود ٢ مليون واربعمئة ألف دونم فقط والباقي أرض متروكة، لذلك فإن زراعة المناطق الصحراوية ستوفر سلّة غذاء تغطي احتياجات العراق والوطن العربي.

تأمين فرص العمل

من المفيد معرفة أن زراعة مليون دونم في أي محافظة باستخدام التقنيات الحديثة يُمثل ثورة اقتصادية توفر بحدود ٣٠ مليار دولار سنويا، وتشغيل بحدود ١٠ ألاف شاب عاطل وتحريك عجلة الزراعة والصناعات المحليّة الخفيفة وغيرها من الأمور...

توصيات وتجارب مهمة

وللعلم أيضا جُعلت فقرة الاستثمار في المناطق الصحراوية من أهم توصيات " مؤتمر التنمية المستدامة للصحارى العربية.. التحديات والفرص والمردود" الذي أشار إلى أهمية التخطيط والإدارة لتنمية المناطق الصحراوية تنمية مستدامة بما يتلاءم مع مواردها وسماتها الطبيعية.

فضلا عن بعض التجارب المهمّة في بعض البلدان العربية مثل مصر والمغرب والسودان وغيرهم.

في الختام

ولأنه بالشكر تدوم النعم وشكر المخلوق من شكر الخالق، وما بيدّنا قليل وموسر الكلام محزون شجيّ ، وأضعف الإيمان تقديم شكر والاعتراف بالجميل لليد النقيّة لسماحة شيخنا المتولي (دام عزه) ولكوادر العتبة الحسينية المقدسة بمسؤوليها ومنتسبّيها في تقديم خدمة جديدة باسم سيد الشهداء (عليه السلام ) للوطن والمقدسات ، وهو ما يدل على إخلاصهم وتفانّيهم وإبداعهم في خدمتهم المقدّسة ،وحتما لا يذهب هذا الأجر والثواب عند من لا تضيع لديهم الودائع.

بوركتم جميعا.