الناعقون.. وأحقية الفتوى

احمد الخالدي

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

 حين دخل مجرمو داعش الى بعض المدن العراقية، وفرضوا سيطرتهم عليها، كانت بعض الأبواق تعلن أن هؤلاء مجاهدون وثوار خرجوا ليطالبوا بحقوقهم المهتضمة من قبل نظام الحكم العراقي، وبدأوا بنسج الأساطير عن أن الجيش العراقي والقوات الأمنية موالون لنظام إيران (الصفوية)، ولم يوفروا جهداً في إفراغ ما في كنانتهم من سهام وتسديدها نحو مفهوم الوحدة الوطنية.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

 وقد أيدت بعض قنوات الفتنة أن هؤلاء هم فعلاً من ثوار العشائر الذين استضعفوا واستهضموا، وهمشوا؛ نظراً لانتمائهم..! والحقيقة أن كثيراً من الذين وقعوا بيد القوات الأمنية العراقية، كانوا من جنسيات مختلفة منهم السعودي، ومنهم الافغاني، وحتى بعض الذين جاؤوا من أقصى الشرق والغرب، فضلاً عن بعض الخونة من العراق ليشاركوا في الحرب ضد الأنظمة العربية والشعوب العربية في هذه المنطقة تحديداً؛ لغرض إضعافها وجعلها لقمة سائغة لإسرائيل وأذنابها.

 وقد جاءت الفتوى الحكيمة لمرجع الطائفة الشيعية في العراق آية الله العظمى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) رداً على هذه الاعتداءات الآثمة من قبل عصابات التكفير والارهاب، ولتضع حداً يحول دون بسط نفوذ هذا السرطان الى باقي الجسد العراقي، ولينتزع من هؤلاء المجرمين ما وقع بأيديهم من الأراضي.

 ولم تكن الفتوى موجهة الى الطائفة الشيعية فحسب، بل كانت موجهة الى كل الطوائف والقوميات التي يتألف منها النسيج العراقي، وفعلاً كانت هذه الفتوى اعلاناً للنفير العام، فهب أبناء هذا البلد الشرفاء بشيبهم وشبابهم مقدمين أنفسهم قرابين على مذبح الشهادة؛ ليصونوا عز هذا الوطن ومقدساته، وليحموا عرضه وأرضه من رجس التكفيريين الأنجاس ومن لفّ لفهم، واحتضنهم، وكان لهم عوناً.

 وبعد أن كتب الله تعالى النصر لهؤلاء المجاهدين، واستعادوا الكثير من المدن والقصبات من أيدي الدواعش، بدأت مرحلة جديدة للطعن والتشويه والتسقيط لهذا الجيش العقائدي الوطني الذي هب من مختلف محافظات العراق، متناسياً العرق والطائفة والقومية.

 وبدأ الحاقدون على العراق (أذناب الاستعمار العالمي) برسم سيناريوهات جديدة تحاول أن تشوه الصورة في نظر الرأي العام, فتارة يجعلون من هؤلاء المجاهدين سراقاً، وتارة قتلة للأبرياء، وتارة طائفيين؛ بسبب رفعهم لشعار (لبيك ياحسين) الذي هو شعار كل حر بغض النظر عن دينه ومعتقده.

 وبالنتيجة، فإن هذه الحرب الاعلامية الشديدة والتي يستميت أصحابها لغرض تشويه نقاء الحشد الشعبي، أنما تثبت بشدة أحقية هذه الفتوى، وأحقية القضية التي يموت من أجلها شباب العراق وشيبهم؛ لأنها وباختصار قضية دفاع عن شرف ضد من لا شرف له، ومن يتهم ويطعن في صدق الأول، فهو من الصنف الثاني بلا شك، وسينتصر الحشد بعون الله تعالى، وسيتحرر كل شبر عراقي من دنس الدواعش، وسيبحثون عن سيناريو جديد يغسل عارهم وفشلهم.