’حقوق المشاهدين’.. هكذا تضبط دول العالم وسائل الإعلام المظللة!

ما هي جمعيات حقوق المشاهدين؟

فهد بن عبد الرحمن الشميمري:

١ـ توجد في عدد من دول العالم المتقدمة جمعيات أهلية غير حكومية، تمثل رأي المشاهدين (من أعضائها) فيما تعرضه وسائل الإعلام، وتدافع عن حقوق المجتمع والمشاهدين، خصوصاً فيما يتعلق بحماية القيم والآداب العامة.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

2- تقوم هذه الجمعيات الأهلية بمهام عديدة، وقد أشرنا إلى جزء منها، إلا أن أبرز هذه المهام هو مخاطبة وسائل الإعلام والمعلنين والحوار معهم، حول انحرافات محددة قد تطرأ على ممارستهم الإعلامية، والمطالبة بتصحيح ذلك الخطأ المحدد، وإيقاف الانحراف المعين.

3- تقوم تلك الجمعيات الأهلية بتقديم الشكر والثناء للجهات المتجاوبة المتعاونة، وتعلن عن ذلك في مواقعها الإلكترونية باعتبار أن الرجوع عن الخطأ فضيلة.

4- في حال عدم الوصول إلى نتيجة إيجابية لتصحيح الخطأ، فإن هذه الجمعيات الأهلية ترفع الدعاوي القضائية، ضد وسائل الإعلام المنتهكة للقيم والآداب العامة لدى المحاكم والسلطات المختصة.

5- تكتسب هذه الجمعيات الأهلية قوتها وتأثيرها من أعضائها المنتسبين إليها، الذي يشعرون بواجبهم تجاه مجتمعاتهم، ومسؤوليتهم في حماية مستقبل أبنائهم.

6- يكون هؤلاء الأعضاء عادة من جميع فئات المجتمع رجالاً ونساءً وخصوصاً الشخصيات العامة، والأكاديميين، والأطباء، والمهندسين، والمعلمين، والمحامين، ورجال الأعمال، والنقابات المهنية، وهم يعلنون عن شخصياتهم، ودعمهم لهذه الجمعيات، وتعاونهم معها، من خلال المناسبات العامة التي تقيمها الجمعيات بين فترة وأخرى.

7- تركز هذه الجمعيات الأهلية نشاطها عادة حول قضيتين، وهما: (إثارة الشهوات، والتشجيع على العنف)، لأن هاتين القضيتين تتفق عليها الآراء، بين أتباع الديانات المختلفة، والتيارات السياسية المتناقضة.

تحفل الكثير من دول العالم بالأنظمة والقوانين التي تحمي المجتمعات من انحرافات بعض وسائل الإعلام، وتتصدى لممارساتها الضارة بالمجتمع، والمؤثرة سلبياً على أفراده، والمنتهكة للقيم الأخلاقية والآداب العامة. وتختلف قوة القانون والنظام من دولة إلى أخرى، وكذلك مدى جدية التطبيق والتنفيذ.

كذلك للأفراد دور مهم في الحد من الثقافة الهابطة والإعلام السلبي، وذلك من خلال الامتناع عن التعرض لهذه الوسائل، والاتصال الشخصي للأفراد فيما بينهم لتدعيم هذا السلوك، والتواصل الفردي الشخصي عبر وسائل الاتصال، مع ملاك الوسائل الإعلامية والمسؤولين عنها، لتوضيح وجهة النظر في محتوى الثقافة الهابطة، ومضمون الإعلام السلبي، وأن يطالب المشاهدون بحقهم وحق المجتمع في الإنتاج الجيد والإعلام الإيجابي، وحمايتهم وحماية أطفالهم من الإسفاف والابتذال.

إن المشاهد هو الذي يختار الوسيلة الإعلامية، وهو الذي يختار المضمون الذي يتعرض له، ويؤثر فيه، ويتفاعل معه، ويشبع احتياجاته.

فكلما كان المشاهد واعياً استطاع أن يمارس انتقائية ناجحة ومثمرة، فينتقي المضمون الإعلامي الإيجابي الذي يتعرض له ويتابعه.

مقتطف من كتاب التربية الإعلامية