جهاز ’الكبح الداخلي’ لمواجهة الشهوات!

التقوى من الوقاية، أي الحفظ والصيانة 1، وهي بعبارة اخرى جهاز الكبح الداخلي الذي يصون الإنسان أمام طغيان الشهوات.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

لهذا السبب‌ وصف أمير المؤمنين علي عليه السّلام التقوى بأنها الحصن الذي يقي الإنسان أخطار الانزلاق إذ قال: «اعلموا عباد اللّه أنّ التّقوى دار حصن عزيز»2.

وفي النصوص الدينية والأدبية تشبيهات كثيرة تجسّم حالة التقوى، فعن الإمام علي عليه السّلام قال: «ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل، حمل عليها أهلها، و أعطوا أزمّتها، فأوردتهم الجنّة» 3.

و عبد اللّه بن المعتز شبّه التقوى بحالة رجل يسير على طريق شائكة، و يسعى إلى أن يضع قدمه على الأرض بتأنّ و حذر، كي لا تخزه الأشواك، أو تتعلق بثيابه، يقول:

خــــل الذّنـوب صغيـرها           و كبــيرها فهـــــو التّـــقى‌

و اصنع كـماش فوق أر           ض الشّوك يحذر ما يرى‌

لا تحـــقـــــرنّ صــغيــــرة           إنّ الجبــال من الحصــى!4

هذا التشبيه يفيد أيضا أن التقوى لا تعني العزلة والانزواء عن المجتمع، بل تعني دخول المجتمع، و خوض غماره، مع الحذر من التلوّث بأدرانه إن كان المجتمع ملوثا.

بشكل عام، فانّ حالة التقوى والضبط المعنوي من أوضح آثار الإيمان باللّه واليوم الآخر. و معيار فضيلة الإنسان و افتخاره، و مقياس شخصيته في الإسلام، حتى أضحت الآية الكريمة: ﴿ ... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ... ﴾ 5 شعارا إسلاميا خالدا.

يقول الامام عليّ عليه السّلام‌ «انّ تقوى اللّه مفتاح سداد، وذخيرة معاد، و عتق من كلّ ملكة، و نجاة من كلّ هلكة»6.

جدير بالذكر أن التقوى ذات شعب و فروع، منها التقوى المالية و الاقتصادية، و التقوى الجنسية و الاجتماعية و التقوى السياسية7.

الهوامش:

1. يقول الراغب في مفرداته: الوقاية حفظ الشي‌ء ممّا يؤذيه و يضرّه، و التقوى جعل النفس في وقاية ممّا يخاف، لذلك يسمى الخوف تارة تقوى بينما الخوف سبب للتقوى. و في عرف الشرع، التقوى حفظ النفس عمّا يؤثم. و «كمال التقوى» اجتناب المشتبهات.

2. نهج البلاغة، الخطبة 157.

3. نهج البلاغة، الخطبة 16.

4. تفسير أبو الفتوح الرازي، ج 1، ص 62.

5. القران الكريم: سورة الحجرات (49)، الآية: 13، الصفحة: 517.

6. نهج البلاغة، الخطبة 230.

7. المصدر: كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل‌، لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي