من إبراهيم (ع) إلى أهل العراق.. كرم لا نظير له في التاريخ!

الكرم الإبراهيميُّ ما نراه اليوم، خليلُ الله - عليه السلام - كان أطعم أربعةً من الضيوف عجلاً حنيذا، وجوّ الآية يشعرُك أنَّه كان يعدُّ الطعام تحسُّباً لمجيء الضيوف لأنه متعوّدٌ عليهم، لا أنهم يأتون ثمَّ يُحضّر الطعام، بمجرد أن ردَّ السلام يحضر الطعام، (فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) راغ: أسرع، (فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍۢ).

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

والتاريخُ يذكر أنَّ حاتم الطائيَّ كان كريماً، ويذكرون القصة في المدارس، ولكنَّهم لا يذكرون كرم هاشم جدّ النبي - صلى الله عليه وآله - في هذه الكتب المدرسيَّة وكان أصاب أهل مكة مجاعةٌ عظيمةٌ فجاء وهشم الثريد حتى لتأكل الطير منه، ويتناول الفارس منه وهو على ظهر فرسه، وكان اسمه (عمرو) وإنما سُمّي هاشماً لهشمه الثريد

عمرو العلا هشَمَ الثريد لقومه *** ورجال مكة مسنتون عجاف

*مسنتون: أصابتهم سنةٌ وقحط، وعجاف: ضعاف.

وكان عبد الله بن جعفر الطيار زوج السيدة زينب - عليها السلام - كريماً، وأكرم منه السبطان الحسنان - عليهما السلام - وكانت يد الرسول الأعظم - صلى الله عليه وآله - تُوصف بالسَّحاب لأنها تمطر جوداً وكرما.

وأجمل أبيات الكرم ما قاله زهير بن ابي سلمى في هرم بن سنان:

تراهُ إذا ما جئْتَه مُتَهَلِّلا***كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائلُه

وأجمل منه قول أبي تمام في المعتصم، وبعضهم ينسبها لغيره

تـعـوَّدَ بـسـط الكـفِّ حـتـى لو أنـه

ثـنـاهـا لقـبـضٍ لم تُـجِبهُ أنامِلُهُ

تــرَاه إذا مــا جــئتـه مـتـهـللا

كـأنَّكـ تُـعـطـيـهِ الذي أنـتَ آمِـلُهُ

ولو لم يـكـن فـي كـفه غيرُ رُوحِهِ

لجـاد بـهـا فـليـتـقِّ اللهَ سائلهُ

هو البحر من أيّ النواحي أتيتَهُ

فـلُجّـتُهُ المـعـروفُ والجودُ ساحلُهُ

وأحسن منهما ما أنشده عمليَّاً خدمة الإمام الحسين - عليه السلام - في استضافة الزائرين.