كيف يتم إحصاء الزائرين؟ وما حقيقة الرقم الذي يعلنه بيان العتبة العباسية؟

ما أن يبدأ شهر صفر، بل وأحياناً قبل بدايته، حتى تبدأ تقديرات زائري الأربعين تصدر من العامة والخاصة، كلاً وفق رؤيته، لكن يبقى للعلم الكلمة الفصل في مثل هذه الموارد.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وينبغي تذكّر أمورٍ مهمة في هذا الصدد، قد يغفل عنها بعض المؤمنين في أجواء العاطفة الجياشة، والغيرة العالية على الدين عموماً والمذهب خصوصاً، التي تتطلب الدفاع في قبال الهجمات والتشكيكات التي يطلقها البعض جهاتاً وأفراداً ضد الزيارة وعدد زائريها.

وهنا يصبح لزاماً علينا ولو من باب أخلاقي، تبيان تلك الأمور:

1. أي رقم لعدد الزائرين لا يستند إلى أدلة علمية حتى لو كان واقعياً، فترويجه يحمل مخاطر على مصداقية من يروجه فرداً كان أو مؤسسة، بل ويقدح بسمعة الزيارة وعظمة آثارها الإيجابية، ويأتي بنتائج عكسية لمن يريد دحض كلام المبغضين والأعداء والحاسدين!!

2. رقم تقيم عليه دليل لكنه أقل من الواقع أو يساويه، أفضل للزيارة والمذهب وما يرتبط بهما من عناوين، من رقمٍ ليس عليه دليل ولو ساوى الواقع، لأن هذا الرقم ممكن أن يقدح به العدو بلا استطاعة منا للرد عليه، بينما الرقم الأول لا يستطيع أحدٌ دحضه لأنه بدليل.

3. إطلاق الأرقام المبالغ فيها للعدد الكلي للزائرين أو عدد الأجانب منهم، في أغلبه يكون بحسن نية، لكن بحسب التتبع، فقد يكون أصلاً أمراً غير بريء ويقف خلفه أجندات سياسية أو حتى تسقيطية، ولهذا تفصيل ليس هنا محله، ومن يروج لأرقام مبالغ فيها سيقع في حرج الكذب حين تنكشف الحقيقة، ويروج لتلك الأجندات بلا علم أو قصدٍ منه.

4. ما يراه الزوار من العدد الكبير للزوار الأجانب واعتقاده أنهم أكثر مما يظهر من أرقام رسمية، سببه تكدس أغلبهم في المدينة، بين حسينيات وفنادق وشوارع، ولعدة أيام، في الوقت الذي يغادر الزائر العراقي -يغادر أغلبهم وقد تصل النسبة الى 98%- في نفس ساعة وصوله بعد دخوله العتبتين أو أحدهما - يزور الثانية عن بعد-، بل قد يتيح الزائر العراقي الفرصة للزائر الأجنبي، ويكتفي العراقي بأن يزور كلتا العتبتين قرب أحد مجسرات المدينة أو مداخل المدينة القديمة، دون دخولهما، وهو عرف نشأ منذ سقوط الطاغية بسبب الزحام.

وبالتالي يظهر الزائر الأجنبي للرائي كأنه هو الأكثرية أو الوحيد!!، ولا يرى إلا قلة من الزائرين العراقيين في المدينة القديمة لأن أغلبهم يزور من مداخلها أو مداخل العتبتين المقدستين.

والدليل على ذلك هو زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام لسنة 1443هـ التي لم يكن فيها زوار أجانب بسبب جائحة كورونا، كان عدد الزائرين القادمين لكربلاء من يوم 7 صفر الخير حتى الساعة 12 من ظهر تلك الأربعينية هو (16,327,542) زائراً وكلهم عراقيين عدا 10000 زائر اجنبي حينها، عدا زوار الأيام من 1- 6 صفر وبالتالي قد يصل العدد الى 17 مليون.

 وعليه فإن عدد زوار موسم أربعينية الإمام الحسين عام 1444هـ لغاية الساعة 12 ظهراً من يوم الأربعين، وهذا الرقم  من 1 صفر الى ظهر (الساعة 12) يوم 20 من يوم الأربعين العظيم.. والقادمين من خارج كربلاء هو:

21,198,640 زائراً ...

5. الرقم أعلاه ذكره بيان العتبة العباسية المقدسة بشكل دقيق، وليس لنهاية يوم الزيارة..

وهذا يعني أن الزائرين المتدفقين من المحافظات بعد الساعة 12 ظهراً، سيزيد الرقم أعلاه، لكنه ليس كبيراً، وقد يصل الى 21,5 مليون أو أقل أو أكثر بقليل.