فتاة صغيرة تبحث عن صورة جديدة لـ ’السيد السيستاني’!

أتذكّرُ عندما كنتُ في الثالثة عشرة من عُمري، وأنا أُرهق محرك البحث في گوگل، أكرر عليه كتابة الجملة: (أحدث صورة للسيد السيستاني).

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

فأبدأ بتصفح الصور رويداً رويداً، لعلّي أعثر على بغيتي، لكنّي لا أجد جديداً أحفظه في الملف المخصص لصور سماحته.

كنتُ أسمعُ اسمهُ كثيراً ويمر ذكره في أحاديث العراقيين كل يوم، أجده في خطب الجمعة التي ترسم لنا طريقاً لم نَسِر عليه حتى الآن، أجده في كل معضلةٍ حاروا فيها فيستسلمون لباب داره... لذلك أتشوق ويتشوق الجميع لرؤيته حتى من اعتاد على زيارة بيته في تلك الصباحات النجفية.

تمضي الأشهر أو السنوات على حلمي بالعثور على صورةٍ جديدة، حتى نتفاجأ بواحدة، يُبشّر بها أحدنا الآخر، نكرر النظر إليها بعد كل ثلاث ساعات، مثلُ حبّة دواء.

نفتتح بها الصباح التالي كنافذة وحيدة للهواء.

لا أعرف ماذا أسمي هذه الظاهرة، هل تحدّث عنها علماء النفس والاجتماع أم لا، عندما يغلب أثرك وأفعالك على صورك وشعاراتك فيصبح الناس منتظرين لرؤية وجهك كما ينتظرون المطر.

تلك الصورة المرتقبة أيضاً لا تخرج إلا ومعها كمٌّ من الإشارات والرسائل، يجلس فيها مع كل العالم، مع علماء ورؤساء وجنود، وأشخاص كثر، وحتى مع طفلة أطلقت أمنيتها برؤيته من على سرير مستشفى الأورام.

يقرأ عليهم محبةً وحكمةً ورعاية ونصرة ضعيف، يعني حديث آل محمد ووصاياهم بنبرة صوته.

ثم حانت الصورة الأخيرة، التي كانت فيها عيناه ذابلتان جداً، لكنه كان يتحاور مع الحاضرين عن كيف يحتضن بين مطبَقيهما 86 ألف يتيم بكل دفء وكرامة، كي يكبروا ويكتبوا في مذكراتهم وقصصهم أنهم أيتام لم يعيشوا في دار أيتام ولا ملجأ، بل في عين السيستاني.