لماذا أنا كسول؟!

كيف أتخلص من الشرود الذهني؟ ماذا أفعل مع الكسل الذي يصدني عن التقدم في الحياة؟ أخشى من سلبيات القهقري بعد الوقوف عن التقدم، فبم تنصحني؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

الجواب من سماحة الشيخ حبيب الكاظمي:

1- أما موضوع الشرود، فإن علاجه من أصعب الأمور لأن الخيال لا ينضبط وخاصة لمن له مشاكل حياتية.

فإن مثله في الحياة، كمثل من تدهن بالعسل ويريد أن يرتاح من لدغ الزنابير، فالخطوة الأولى: هي التخلص من الانشغال الباطني بعناصر الدنيا، وخاصة الموترة منها لا تركها خارجا، فإنهما مقولتان متفاوتتان.

2- مشكلة الكسل منها ما يعود إلى الأمور البدنية، ومنها ما يعود إلى الأمور الخارجية من عدم امتلاك خطة واضحة للعمل، وكذلك عدم وجود الجو الذي يساعد على النمو، وكذلك الميل إلى كسب الثمار العاجلة.

ولا شك إن غلبة الشهوة البهيمية والسبعية من موجبات الكسل لميل النفس إلى المحسوس أكثر من المعقول، فالثاني يحتاج إلى بلوغ روحي خاص لا يصل إليه الإنسان جزافا وبلا كد وسعي.

3- التفاتتكم إلى أن التراجع بعد الإقدام يوجب الكوارث الكبرى التفاتة جيدة، فإن المتحرك بعد السكون لا يبقى على ما هو عليه، بل إنه يزداد تسافلا فالنفس أشبه بالأجرام السماوية التي تلازم سكونها السقوط.. فالحل هو السعي الحثيث للخروج من دائرة جاذبية الشهوات القاهرة، للتحليق في الأجواء العليا حيث لا نفوذ للشياطين فيها.