أنا اللّص.. كيف ينعكس الواقع مشوّهاً؟!

أولى خطوات تشوّه الحقائق في باطننا هي: سوء الظنّ بالآخرين، يعقبها فقدان البصيرة وخراب الباطن؛ عندها تتلوّث المرآت التي ينعكس عليها الواقع(أعني ذواتنا وبواطننا)!

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

يقول أحدهم: فقدت فأسي،فاشتبهت بجاري أنه قد سرقه مني

بدأت أراقبه بإهتمام شديد..

كانت مشيته مشية سارق فأسي..!

وكلامه كلام سارق فأسي ..!

وحركاته توحي بأنه سارق فأسي..!

‏أمضيت تلك الليلة حزينًا ولم أعرف كيف أنام وأنا أفكر بأي طريقه أواجهه؟

ولكنني في الصباح الباكر عثرتُ على فأسي..

لقد كان ابني الصغير قد وضع فوقه كومة قش

نظرت إلى جاري في اليوم التالي، فلم أجد فيه شيئًا يشبه سارق فأسي، لا مشيته، ولا كلامه، ولا إشاراته ..!

‏وجدته كالأبرياء تمامًا، فأدركتُ بأني أنا من كان اللص..!

لقد سرقتُ من جاري أمانته وذمته، وسرقتُ من عمري ليلة كاملة أمضيتها ساهرًا أفكر كيف أواجه بالتهمة رجلًا بريئًا منها ..! 

إنّ الانسان الملوث داخليا؛ لايستوعب وجود بشر أنقياء .

البداية إذن: مجرد سوء ظن، لكن النهاية: أنّك سترى الأمور على خلاف ماهي عليه .! 

روي عن الأمير عليه السلام: سوء الظنّ يفسد الأمور، والشرير لا يظنّ بأحد خيراً؛ لأنّه لا يراه إلا بطبع نفسه!