علم الغيب خاص بالله.. كيف أخبرنا الإمام علي (ع) بتفاصيل وأسرار المستقبل؟!

لا مجال للتردد في أنّ الاطلاع على الأسرار الخفية أو الأسرار الماضية والآتية كله خاص بالله.

والآيات المختلفة من القرآن تؤكّد هذه الحقيقة وتؤيدها ايضاً انّه ليس كمثله شيء وهو متفرد بهذه الصفة.

وإذا وجدنا في قسم من آيات القرآن بيان انّ الأنبياء قد يعلمون بعض الأمور الغيبية، او قرأنا في بعض الآيات أو الرّوايات الكثيرة انّ النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم والامام عليّا والائمة المعصومين عليهم‌ السلام قد يخبرون عمّا يجري في المستقبل من حوادث ويبيّنون اسرارا خفيّة منها ، فينبغي ان نعرف ان كل ذلك بتعليم الله سبحانه.

فهو سبحانه حيث يجد المصلحة يطلع عباده وأولياءه على قسم من اسرار الغيب، ولكن هذا العلم لا هو علم ذاتي ولا غير محدود ، بل هو من تعليم الله وهو محدود بمقدار ما يريده الله.

وبهذا البيان تتّضح الاجابة على المنتقدين لعقيدة الشيعة في مجال على الغيب حيث يرون انّ الأنبياء والائمة عليهم‌السلام يعلمون الغيب.

وليس الاطلاع على علم الغيب من قبل الله خاصا بالأنبياء او الائمّة فقد يطلع الله غير النّبي والائمّة على غيبه ايضا، فنحن نقرا في قصّة ام موسى في القرآن انّ الله قال لها : (وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).

وقد يطلع الله لضرورة الحياة ـ أحيانا ـ الطيور والحيوانات على الأسرار الخفيّة وحتى على المستقبل البعيد نسبيّا ممّا يصعب علينا تصوّره وبهذا الترتيب قد تكون بعض المسائل التي نحسبها غيبا، هذه المسائل نفسها بالنسبة للطيور او الحيوانات لا تعد من الغيب.

*مقتطف من تفسير الأمثل ج 7