كيف حافظت العتبات المقدسة على «الهوية الثقافية»؟

تعرف الهوية الثقافية: هي مجموعة من العادات والتقاليد، والسنن الدينية، والثقافية الثابتة، وتعرف ايضا على انها مركب متانس من الرموز، والقيم، والابداعات التاريخية لشعب ما او مجموعة ما وهذه المجموعة تشكل امة بهويتها، التي تختلف من مكان  لاخر  مراعية نبذ التعصب، والتطرف.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وقد لاحظنا في الاونة الأخيرة وفي ظل الانفتاح، وزمن التكنولوجيا الحديثة ان هناك هجمة ضد طمس الهوية الثقافية الدينية، من خلال إيهام الفرد بالحرية المزيفة التي يتبعها الغرب وخلط الامور وتشويهها، وتخريبها  وللاعلام دور في طمس الهوية الثقافية، اذ يسعى اصحاب النفوس الضعيفة الى بث برامج الغرض منها حث الشباب على التمرد والعصيان على الاصول الاسلامية وهويتها، واشاعة الشهوات المحرمة، قال سبحانه وتعالى {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا }.

هناك اياد خفية من الكفر والشر تسعى لتحريف، وطمس الهوية الثقافية الاسلامية فبدؤا بتسخير اقلامهم، وقنواتهم لاجل الطعن في جميع القيم والسنن الاسلامية التي سنها لنا الله سبحانه وتعالى  كما ان هناك العديد من الجمعيات تطلق عَلى نفسها صفة اسلامية وتمارس نشاطاتها الدينية، من شعائر وطقوس لاتمت للدين الإسلامي بصلة.

الغرض من هذه التصرفات تشويه الدين الاسلامي وطمس هويته، لما له من اثر كبير في تقوية المجتمع وعدم التمسك بهذه الهوية يدعو الى مجتمع مهزوز ومريض { وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً }.

وقد لاحظت المرجعية الدينية في النجف الأشرف، هذا الأمر ودعت الى التمسك بالهوية الثقافية في عدة مواضع، ومن خلال وكلائها في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، في ترسيخ الهوية الثقافية ونشر الوعي الديني وتعاليمه، والتمسك بقيمه التي بها يصلح المجتمع، لتتبنى اقامة حفلات سن التكليف الشرعيّ للعتبتين ملتقيات تفرح القلب وتبهج الروح، كونها تهتم ببناء شخصيات أمهات أجيال المستقبل وفق أسس رصينة، تؤهلهن لإعداد جيل يعتمد عليه يتحلى بالأخلاق السامية وفق مخطط رباني سليم، نظرا لما تضمه من فعاليات ترسخ في اذهانهن أهمية التزامهن الشرعي.

وقد شاهدنا طالبتنا وهن يرتدين الحجاب كانهن درر مكنونة، يكسوهن العفاف متمسكات بوصايا المرجعية العليا حيث قالت: "وأؤكد على الفتيات في أمر العفاف، فإنّ المرأة لظرافتها أكثر تأذّياً وتضرّراً بالسلبيات الناتجة عن عدم الحذر تجاه ذلك، فلا ينخدعن بالعواطف الزائفة ولا يلجن في التعلقات العابرة مما تنقضي ملذّتها، وتبقى مضاعفاتها ومنغّصاتها. فلا ينبغي للفتيات التفكير إلاّ في حياة مستقرّة تملك مقوّمات الصلاح والسعادة، وما أوقر المرأة المحافظة على ثقلها ومتانتها المحتشمة في مظهرها وتصرفاتها، المشغولة بأمور حياتها وعملها ودراستها".

وكما دعت إلى الحذر من الطمس الفكري والعقائدي لهويتنا الثقافية الدينية، الذي همه الوحيد جعلنا نتخبط في ظلمات الجهل الدنيوي، والكفر.

المصدر: كتابات