كيف يخدعنا الشيطان في «ترك المستحبات»؟!

السؤال من شقين الأول: ما هو الرياء والسمعة ومتى أحكم على نفسي أني عملت رياء أو سمعة؟ والشق الثاني: هو قصتي وهي أنا أحب الاتيان المستحبات وأود أن أعملها بشكل دوري.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

ولكن أنا عندما أود عمل أي شي أفكر به قبل الفعل، مثلاً كأني الآن أصلي الصلاة الواجبة أمام أصحابي وأحبذ أن أصلي النوافل فقبل البداء بها تنطلق مخيلتي بالتفكير، هل إذا صليت النوافل سيراني أصحابي، وهم عادة لا يصلون النوافل، كيف ستكون نظرتهم لي؟ فيبدا الشيطان بالجواب بانهم يقولون عني مؤمن، فاضطر إلى تركها خوفا من أن أدخل على نفسي الرياء والسمعة.

وفي قصة أخرى ذهبت الى مجلس لدعاء كميل وأعرف من في المجلس أغلبهم والقائمين عليه بشكل خاص فوددت أن أساهم معهم في وجبة البركة بعد الدعاء، من خلال إعطاء المبلغ إلى أحد الذين أعرفهم فبدأت أفكر هل أعطية 100 ريال او اكثر ووصلت بالتفكير أن أعطيهم 500 ريال ومن هذا التفكير بانهم سيعرفون المبلغ وسيعرفون الدافع فانا اردت المشاركة لله وبعد التفكير كعادتي افكر فيما راودني واظهار الرياء فأعطيتهم 150 كيلا اظهر الرياء والسمعة؟

فأصبحت بعيدا عن المستحبات بمرور الوقت خوفا من الرياء وحتي في التسبيح لا أسبح إلا وانا بمفردي خوفا من هذا الرياء!

وأيضا في صلاة الليل لا أصلي الصلاة الا اذا كانت زوجتي نائمة ولا أحد يعلم عني باني أصليها وتأتي الي حالات بأني أود التهجد ولكن زوجتي تكون جالسة فلا أصليها خوفا من أن أظهر الرياء والسمعة امام زوجتي.

ارجو منكم النظر في حالتي وماذا يتوجب علي فعلة هل ترك المستحبات أمام الناس وذلك خوفا من الرياء او اظهارها حتى يتسنى لي اخذ الاجر؟

الجواب من سماحة آية الله السيد منير الخباز:

هناك فرق بين الرياء وبين العجب وبين الاستحسان والارتياح.

فالرياء هو أن يأتي بالعبادة بقصد أن يُمدح بين الناس، وأن يكون محل الثناء بينهم، أو يأتي بالعبادة لله عز وجل وبقصد أن يمدح على نحو يكون الهدف من العبادة هو مجموع الأمرين، فهذا رياء محرم شرعاً ومبطل للعمل.

وأما العجب فهو أن يأتي الإنسان بالعبادة تقرباً إلى الله تعالى، لكنه معجب بنفسه في أن الناس نيام مثلاً وهو جالس يؤدي صلاة الليل، فهذا العجب الذي يدخل على قلب المؤمن أحياناً ليس مبطلاً للعبادة ولكنه موجب لنقص الثواب، فإن إعجاب الإنسان بعبادته ما دام ليس هو الهدف من العبادة وإنما هو حالة طارئة عليه عامل موجب لنقص الثواب وليس أمراً مبطلاً كالرياء.

وأما الاستحسان والارتياح حيث ورد في النصوص الشريفة «المؤمن من ساءته سيئته وسرته حسنته» وورد أيضاً في الروايات الشريفة «المؤمن هو الذي إذا أذنب استغفر وإذا أطاع استبشر» فمن علائم الإيمان أن الإنسان إذا مارس العبادة ارتاح نفسياً انه في طريق الله عز وجل، وأنه في طريق نجاة، وأنه في طريق الإعداد للآخرة، وهذا أمر لا يتنافى مع الإيمان، ولا يوجب نقص الثواب، كما لا يوجب بطلان العبادة.

وأما أن يترك الإنسان المستحبات خوفاً من حصول الرياء فهذا من وساوس الشيطان التي على الإنسان أن يتخلص منها، فليقدم الإنسان على المستحبات ولو كان هذا أمام الناس من أجل أن يعتاد على التقرب إلى الله بها ولا يعتني بتسويلات الشيطان ووسوسته في أن هذا مثال من أمثلة الرياء والسمعة.