الحرب الجديدة: حرب بيولوجية

- الآراء الواردة في هذا المقال لا تمثل بالضرورة رأي موقع "الأئمة الإثني عشر"

لم تكن الأحداث التي هزّت العالم في الوقت الحالي بانتشار فيروس قاتل (كورونا) تسرُّ الجميع، لا سيّما المجتمعات الشرقية التي لا تمتلك المؤهلات الكافية للوقاية، أو التخلص من وبائه بشكل كامل، ولهذا تفاصيل كثيرة يعرفها أهل الاختصاص، غير أنّ الموضوع، بجميع أبعاده العلمية والتحليلية، لم يتوقف عند عَتَبة واحدة في تحديد خطره بقدر ما تناقلته وسائل الإعلام العالمية على قدر من اللعبة السياسية التي تحدد هيمنة بعضهم في جانب اقتصادي، وهيمنة بعض آخر في الجانب الكولونيالي، ولأنّ تحديد الصراع بين طرفين، أو أكثر، أصبح واضحاً، فإنّ عوامل المواجهة ليست بالضرورة أنْ تعلن حربها عبر السلاح، أو حتى عبر وسائل الإعلام، إنّما هناك خيوط تمرّ من خلال دقائق في غاية الخطورة كـ (فيروس كورونا) هذا، بمعنى أنّها حرب بيولوجية بامتياز، مثلما ذكرت (منظمة العدل والتنمية في الشرق الأوسط).

إنّ فيروس (كورونا الجديد في الصين) تم تصنيعه واختلاقه في مختبرات طبية سرّية في أوروبا، وقبل التصريح كان السؤال حول ذلك: هل انتشر بفعل فاعل؟ النائب الروسي (فلاديمير جيرونيوفسكي) أكّد ذلك في سياق الحرب الاقتصادية بين واشنطن وبكين، وبالنتيجة يدخل العالم في صراع مخيف ومميت، ربّما أسكت، أو أضعف، جميع الاحتدامات الحاصلة في بلدان تبحث عن الحياة من خلال التجمعات والهتافات المستمرة يوميا.

إنّ الحديث عن هكذا موضوع، هو الحديث عن النهايات، مهما كانت طرق التصدي أو التفكير بالحلول، وفي الوقت ذاته يبعث القلق في نهاية الزحف الكبير لدولة عظمى مثل الصين وهي ترسم خريطتها الاقتصادية الكاملة لاحتلال العالم، وبلا شك أثّرَ ذلك في كل مفاصل الحياة، وحتى على جوانبها الفرعية كالفن والرياضة ووسائل الترفيه الأخرى، وبذلك أصبح الفرد الصيني ضحيّة كلّ هذه الأحداث، ووقوعه في خانة الحذر عند الآخر، وهنا تكمن حقيقة الحرب على الفرد الصيني بوصفه المصدر الأكثر قلقا، بل يترتب ذلك على كلّ من يقف معه.

ويرى بعضهم أَنَّ لعبة التخفّي ومن ثمّ الإعلان عن حالة غاية الخطورة تهدد تكوين البشر، هي الحرب (المختبرية) من دون التصريح المباشر على من قام بها، ولعل هذه الحرب التي تجعل من كلّ التجمعات مصدرا مخيفا للغاية، هي جزء من لعبة مرحلية لخلخلة التفكير بالمواجهة -إذا صح أنّها جاءت بقصدية-  لذلك انطوت التصريحات على من قام بفعلها بشكل صريح كاتّهام (بكين) لـ (واشنطن)، ولكن القضية أصبحت بحكم الرّيبة الوجودية كمسألة انقراض عدد كبير من البشر، حتى وإن وجدت بعض الحلول للمعالجة.

أثارت هذه القضية قراءة مفصلية لتحديد موقفنا الاقتصادي والسياسي والصحّي من بعض الدول تحسباً اضطرارياً لضمان ما بقي من سلامة إنساننا في ظل الأرضية الرخوة التي يعيشها من عدم حصانته الكاملة من الضمان الصحي، وباعتقاد خاص إنّ ما جاءت به الأزمة هذه تنطوي على سابق إنذار لظهور مثل هذا الوباء بوصفه الخطر الأكثر شيوعاً، كما أنّ مرحلة فيروس كورونا في راهننا الآن هي امتداد لحالات ظهرت سابقاً كالجمرة الخبيثة وانفلونزا الطيور، وما لا نتمناه أن تكون هناك حالات خطيرة بمسميات أخرى، فالحرب الجديدة هي حرب بيولوجية من دون معامل الأسلحة وتدريب الأجندة وإعداد خرائط المواجهة ونوعية الأسلحة، بل هي حرب حساسة في دقائقها المختبرية كما أشير إلى ذلك.