المرجعية أمننا: الإعلام يستهدف القيادة الواحدة

- الآراء الواردة في هذا المقال لا تمثل بالضرورة رأي موقع «الأئمة الإثني عشر»

لا أحبّذ الدخول في صومعة ردّ كلّ شاردة وواردة موجّهة نحو النجف مع ما لها من تداعيات خطيرة لفتق ما نأمل رتّقه ، ولكنّ الحرب التي نعيشها اليوم أقرب ما تكون للحرب الإعلامّيّة التي قد غُررّ بها جمع من شبابنا المؤمن بذرائع شتّى ، وانقاد لها جمع من المتسرّعين في أمر الدين ، فنجم من ذلك أن صار بعض فضلاء العلم وذوو الريادة في إصلاح ما أفسده هوى السياسييّن فريسة سهلة لتنقيص شأنهم وتحطيم سمعتهم والتلاعب بوثاقتهم.

ولكنّ الأمر زاد بمدّه عن حدّه ، وصار إلى الخصومات الهرميّة أي أنّ المُنصاع لتلقّي الاتهامات ونشرها وتعميمها لا مشكلة له مع المتَّهم من وجهة نظره الشخصيّة ، بل لأن الأطراف التي فوقه أخذت هذا الحيّز فصار هو إليه ، فكان لعبة بيد غيره ووسيلة لأغراض لا تعود عليه بشيء، وما يهمّ ذكره أمور:

١. إنّ توجيهات المرجعيّة الشريفة راعت الأبويّة لجميع العراقييّن ووضعت مصالح بلدهم في أول خارطة حلّ مشاكل البلد ومصالح البلد تنطلق من توجّهات عراقيّة إذ لا وصاية لأيّ أحد عليه ، وهل نحتاج إلى وصاية من أحد مع ما يمتلكه هذا البلد من عقول نيّرة وإمكانات هائلة ؟!.

٢ . إنّ حوادث التاريخ تعرب بصراحة عن فشل المجتمعات المنقسمة والمتخالفة والتي تتحرّك بتوجيه من غير قيادة تلك المجتمعات ، وعن تراجعها عن رقيّها المنشود بسبب ذلك ، وعن استغلال الأطراف لتلك الخلافات ..

٣ . إنّ من أهمّ أسباب نجاح أيّ مشروع هو القيادة الواحدة في أعلى السُلّم وهي تتمثّل بالمرجعيّة الحكيمة ولذا أكتفى بقيّة المراجع - أدام الله وجودهم - بمرجعيّة السيّد السيستاني - دام ظلّه - في الشأن العام حفاظا منهم على هذه الوحدة وتعزيزا لوجودها وإرشادّا لعامّة الناس بالرجوع لها في الشأن العام ، فهل هناك داعّ لذرّ الرماد في العيون .

٤ . الإعلام أخطر من السيف لانّ الأخير يقتل شخصا والأوّل يضلّل ألفا، فما يزال المرء يتوجّس الخيفة على مستقبل هذا البلد مع حجم التضليل الإعلامي والأقلام المأجورة ، حتى أن الهجمات المتواترة قلّت بشكل ملحوظ أيّام المظاهرات ورفع شعار " المرجعيّة اماننا " فهل صاروا بأمان اليوم حتّى تعود الهجمات .