من الظواهر الدخيلة التي غزت مجتمعنا في السنوات الأخيرة، الملابس ذوات الصور المطبوعة والكلمات باللغة الإنجليزية، فالشباب اليوم يسعى لمواكبة كل شيء جديد ومنها (الموضة) من ثياب و اكسسوارات و قصات شعرٍ دون الالتفات إلى ما هو مناسب.
ويعود ذلك إلى أسبابٍ عديدة و لعل من أهمها- الجهل الفكري، فالاختيار يجب أن يكون بحسب ما يناسب ثقافة الشخص الدينية والفكرية وان تم الاختيار عكس ذلك فهنا ندرك أن هناك انحطاط وجهل فكري في ارتداء ما ينافي الذوق العام، لا سيما وأن الغرب قد تسلل إلى كل مفاصل حياتنا وسلوكياتنا ليترتب على ذلك، الانجرار خلف غير المألوف، وغير المناسب، وما يثير السخط والاشمئزاز هو حمل مقتنيها لمعانيها وارتدائها دون ادراك، فقد تكون تلك الجمل انحرافيـة او تدعو للسخرية أو الطائفية أو شعارات إلحادية، أو رسومات مخلة بالأدب تعبر عن إيحاءات لا أخلاقية، وعلى العموم إن لبس الملابس التي تحمل شعارات سواء- أخلاقية أو لا أخلاقية فان حاملها يحكم عليه من المجتمع بإقراره و وتأييده لتلك الشعارات سواء علم بمعناها أو لم يعلم، لذا يجب الانتباه وعدم الغفلة عن معاني الشعارات؛ لان الشرع و الدين يحرم كل عمل يسعى إلى ترويج الفساد والشعارات التي توضع على الملابس إن كانت مروجة للفساد فارتدائها تبعا لذلك يكون حراما، علما أن العالم محكوم بالعادات والتقاليد الإيجابية فلم لا يقع الاختيار على الشعارات الإيجابية و لم لا يتم رواجها و انتشارها كغيرها؟!
مواجهة هذه الظاهرة و الحد منها يكون بزيادة المعرفة و الوعي بالتدقيق و التركيز على هذه الجمل ومعرفة معانيها و ما يراد منها قبل شراء أي سلعة، أو إذا اضطر الأمر انتقاء الثياب الخالية من الرسومات وغيرها عند التبضع، ومقاطعة المسيئة منها؛ وهذا ما سيجعل التجار المستوردين لا يطرحون هكذا ملابس في الأسواق إلا أن تختفي تدريجيا، فضلا عن استبدالها بما يناسب ثقافتنا المجتمعية سواء إن كان في الحرم الجامعي أو الشارع العام، و أن يراقب كل رب أسرة ما يرتديه أولاده من ملابس خاصة إذا كانت تحمل كلمات باللغة الإنجليزية؛ عليه أن يتحرى ما معنى هذه الكلمات قبل أن يرتديها ابنه إذا كانت غير جيدة عليه أن يوضح له ويمنعه منها، أما اذا كانت تحمل عبارات وجمل إرشاديّة فلا بأس من ذلك، ولأن شبابنا وأولادنا هم ثروتنا علينا أن نحافظ عليهم من الضياع خاصة وان الغرب قد استهدفنا من كل جانب فقد قام بتصدير كل شيء سيء إلى بلداننا ليقوم بتهديم قيمنا الاجتماعية العربية والإسلامية الأصيلة وهو يستهدف أهم شيء عندنا الا وهم الشباب، و الذي يعتبر ركيزة المجتمع و نتطلع ونتوسم فيهم كل خير لأجل النهوض ببناء الوطن بعد أن تعرض لعدة هجمات شرسة.
*علا الحميري