مرض العصر.. إدمان مواقع التواصل الاجتماعي!

أضحى الانغماسُ في عالَمِ التواصلِ الافتراضيِّ والتعلُّقُ المَرَضِيُّ بالهواتفِ المحمولةِ ظاهرةً مُستحدثةً تُؤرِّقُ المجتمعاتِ المعاصرةَ، إذ تَجلَّت في العقدِ الأخيرِ حالةٌ نفسيةٌ جديدةٌ عُرِفَت في الأوساطِ العلميةِ باسمِ "النوموفوبيا"، وهي مُصطلحٌ مُركَّبٌ يُشيرُ إلى الخوفِ المَرَضيِّ من الانقطاعِ عن العالَمِ الرقميِّ.

[اشترك]

ومما يُثيرُ القلقَ أنَّ الفئةَ الأكثرَ تأثُّرًا بهذه الظاهرةِ هم المراهقونَ والشبابُ، حيثُ يُلاحَظُ انخراطُهم المُفرِطُ في العوالمِ الافتراضيةِ على حسابِ التواصلِ الأُسَريِّ والاجتماعيِّ المباشرِ، مما يُؤدِّي إلى اضطراباتٍ نفسيةٍ واجتماعيةٍ جَمَّة.

وعلى مدار العقد الماضي، شهدنا منصات مثل (Instagram، Facebook، TikTok، Xg  Twitter)سابقًا) والتي أحدثت نموًا هائلًا في قاعدة مستخدميها حيث تم تصميم هذه التطبيقات لجذب انتباهنا والحفاظ عليه، باستخدام خوارزميات متطورة تعرض لنا محتوى مخصصًا وربما يسبب لنا الإدمان.

تأثيرها على الصحة النفسية:

يمكن أن يكون لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي عواقب وخيمة على الصحة العقلية:

ـ القلق والاكتئاب: يرتبط الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي بزيادة مستويات القلق والاكتئاب، خاصة بين المراهقين.

ـ مشاكل احترام الذات: المقارنة المستمرة مع الحياة التي تبدو مثالية للمستخدمين الآخرين يمكن أن تؤدي إلى تدني احترام الذات.

ـ اضطرابات النوم: يمكن أن يتداخل استخدام الأجهزة المحمولة ليلًا مع أنماط النوم، مما يؤثر سلبًا على جودة الراحة.

التأثيرات على الإنتاجية:

يمكن أن يكون للاستخدام القهري للهاتف المحمول أيضًا تأثير سلبي على العمل والإنتاجية الأكاديمية، حيث كشفت إحدى الدراسات أن الموظفين يفقدون ما يقرب من ٩,٥% من إنتاجيتهم اليومية بسبب الاستخدام غير المتعلق بالعمل لوسائل التواصل الاجتماعي.

علامات الإدمان:

بعض العلامات التي قد تشير إلى إدمان وسائل التواصل الاجتماعي تشمل:

ـ تشعر بالإكراه المستمر للتحقق من الإخطارات.

ـ الشعور بالقلق عندما لا يمكن الوصول إلى الهاتف.

ـ قضاء فترات طويلة في تصفح شبكات التواصل الاجتماعي دون إدراك لذلك، وإهمال المسؤوليات الشخصية أو العلاقات بسبب الاستخدام المفرط لشبكات التواصل الاجتماعي.

متى يعتبر إدمانًا على شبكات التواصل الاجتماعي؟

يعتبر الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي هو الإدمان عندما يبدأ استخدام هذه المنصات في التدخل بشكل كبير في حياة الشخص اليومية، مما يولد آثارًا سلبية في مجالات مثل العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية أو الصحة العقلية والجسدية.

ويشير الخبراء إلى أنه عندما يتجاوز الاستخدام من (3 إلى 4) ساعات يوميًا، خاصة في الأنشطة غير الإنتاجية، يمكن أن يكون علامة تحذيرية، خاصة إذا كان الوقت الذي تقضيه على شبكات التواصل الاجتماعي يحل محل الأنشطة المهمة الأخرى مثل العمل أو الدراسة أو ممارسة الرياضة أو العلاقات الاجتماعية، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن قضاء أكثر من ساعتين يوميًا على شبكات التواصل الاجتماعي يرتبط بارتفاع مستويات القلق والاكتئاب لدى بعض الأشخاص، وخاصة بين المراهقين.

كيفية تجنب إدمان وسائل التواصل الاجتماعي:

لمكافحة الإدمان على الشبكات الاجتماعية، يمكن تنفيذ بعض الاستراتيجيات:

ـ تعيين حدود زمنية لاستخدام التطبيق.

ـ قم بإيقاف تشغيل الإشعارات غير الضرورية.

ـ تدرب على قطع الاتصال الرقمي خلال ساعات معينة من اليوم.

ـ ابحث عن أنشطة بديلة لا تتضمن استخدام الهاتف.

أهمية طلب المساعدة المهنية:

على الرغم من أن هذه الاستراتيجيات يمكن أن تكون مفيدة، إلا أنه في حالات الإدمان الشديد من الضروري طلب المساعدة المتخصصة لمعالجة الاعتماد على الشبكات الاجتماعية والاستخدام القهري للهاتف المحمول.

في الختام، يعد إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة مشكلة متنامية تتطلب الاهتمام والعمل، ويعد التعرف على علامات الإدمان وطلب المساعدة المتخصصة عند الضرورة خطوات حاسمة في استعادة السيطرة على استخدامنا للتكنولوجيا وتحسين نوعية حياتنا بشكل عام.

فلنحسن استغلال الوقت فيما يعود علينا وعلى المجتمع بالنفع في الدنيا والآخرة فما أحوج المجتمع إلى رجال ونساء يعرفون قيمة الوقت ويطبقون ذلك في الحياة.

2025/01/14

مصروف البيت.. كيف تُدير الزوجة المؤمنة ميزانية الأسرة؟

يعد التدبير المالي للأسرة من أهم ركائز الاستقرار الأسري في حياتنا المعاصرة، حيث يواجه الكثير من ربات البيوت تحديات في إدارة ميزانية المنزل وتنظيم المصروفات بشكل يضمن استمرارية مستقرة للحياة الأسرية.

[اشترك]

ومن هذا المنطلق العملي، فإن الخطوة الأولى في تنظيم ميزانية الأسرة تبدأ بتسجيل كافة المصروفات اليومية مهما كانت بسيطة، فهذا التسجيل يمنحنا رؤية واضحة عن أوجه الإنفاق ويساعدنا في تحديد مواطن الهدر المالي إن وجدت. وقد علمتنا السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في سيرتها العطرة كيف كانت تدير شؤون بيتها بحكمة وتدبير، فكانت نموذجاً يحتذى به في التوازن بين متطلبات الحياة والزهد المحمود.

ومن الحكمة في إدارة ميزانية الأسرة أن نبدأ بحصر الالتزامات المالية الثابتة كالديون والأقساط والإيجار، ثم نخصص جزءاً من الميزانية للفواتير المتغيرة كالكهرباء والماء والهاتف. ولا ننسى أن نجعل للصدقة نصيباً من مالنا، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: "داووا مرضاكم بالصدقة"، فالصدقة تجلب البركة وتدفع البلاء.

ومن المهم جداً أن نؤسس لثقافة الادخار في الأسرة، فنخصص جزءاً ثابتاً من الدخل الشهري للادخار مهما كان بسيطاً، ونضع خطة واضحة لاستثمار هذه المدخرات في المستقبل.

وفي تقسيم ما تبقى من الميزانية، نراعي الأولويات الأساسية للأسرة من طعام وشراب وملبس، ونقسمها بحكمة على احتياجات المنزل المختلفة. فنجعل للطعام بنداً يشمل الخضروات والفواكه واللحوم والدجاج والأسماك والبقالة، ونخصص للأطفال احتياجاتهم الأساسية من حفاضات وحليب ومستلزمات النظافة.

ومن الذكاء المالي أن نخصص ظرفاً للطوارئ والمناسبات الاجتماعية، فالحياة مليئة بالمفاجآت، وقد نحتاج لمصاريف طارئة كالمرض أو العزومات أو الهدايا والمجاملات الاجتماعية. وهذا التخصيص يجنبنا الارتباك المالي عند حدوث أي طارئ.

ولا بأس أن نكافئ أنفسنا في نهاية الشهر إذا نجحنا في الالتزام بالميزانية المحددة وتبقى شيء من المال، فهذا يشجعنا على الاستمرار في النهج السليم لإدارة المال. ولنتذكر دائماً أن التوفيق في إدارة المال نعمة من الله تعالى تستحق الشكر والحمد.

وختاماً، فإن نجاح هذا النهج في إدارة ميزانية الأسرة قد لا يتحقق من المرة الأولى، فالأمر يحتاج إلى صبر وممارسة وتجربة حتى نصل إلى أفضل طريقة تناسب ظروف أسرتنا. ولنتذكر دائماً قول إمامنا الصادق عليه السلام: "لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يكون فيه خصال ثلاث: التفقه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على النوائب".

فلنجعل من إدارة مالنا عبادة نتقرب بها إلى الله تعالى، ونسأله سبحانه أن يرزقنا حسن التدبير في أمور ديننا ودنيانا.

 

خاص لـ "موقع الأئمة الاثني عشر"

2025/01/07

هل يخطئ الآباء في طريقة حماية أبنائهم على الإنترنت؟

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة روتجرز في نيو برونزويك أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين يرتبط بنوعية المحتوى الذي يتعرضون له وليس بمدة الاستخدام.

[اشترك]

وخلصت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Journal of Child Psychology and Psychiatry، إلى أن التجارب السلبية كالتنمر الإلكتروني ومشاعر الاستبعاد تزيد من احتمالية التفكير في الانتحار، بينما ترتبط التجارب الإيجابية كالدعم والتشجيع بانخفاض هذه الأفكار. وأجريت الدراسة على 60 مراهقاً تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً، حيث تم متابعتهم لمدة ثمانية أسابيع عبر استبيانات يومية وأسبوعية لتقييم تجاربهم وردود أفعالهم العاطفية.

وأوصت الدراسة الآباء بالتركيز على مناقشة تجارب أبنائهم على هذه المنصات بدلاً من مجرد تقليل وقت الاستخدام، مؤكدة أن حرمان المراهقين من استخدام وسائل التواصل قد يحرمهم من تجارب إيجابية وقائية.

وأكد مختصون في علم النفس لـ "موقع الأئمة الاثني عشر" أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب الرقابة على المحتوى الذي يتعرض له المراهقون، خاصة مع توفر منصات مفتوحة على مصراعيها لكل أنواع المحتوى دون ضوابط أخلاقية كافية.

وحذر خبراء الصحة النفسية عبر "موقع الأئمة الاثني عشر" من خطورة المحتوى غير المراقب، مشيرين إلى "انتشار الأفكار المتطرفة والسلوكيات المنحرفة التي تُقدم بأساليب جذابة ومؤثرة، دون وجود آليات حماية كافية للمراهقين".

ويؤكد هؤلاء المراقبين أن "المنصات الرقمية أصبحت أشبه بسوق مفتوح يفتقر إلى المعايير الأخلاقية الصارمة، مما يجعل المراهقين عرضة لتأثيرات سلبية قد تنعكس على صحتهم النفسية وتوجهاتهم الفكرية".

المصدر: وكالات + موقع الأئمة الاثني عشر

2024/12/16

بعد 14 قرناً: هل ينجح النبي في تربية أولاد «الجيل الرقمي»؟!

نعيش في زمن تنتصر فيه التكنولوجيا على مشاعر الإنسان، بعد أن باتت الأجهزة الإلكترونية تحل محل الآباء في تربية الأبناء. ومع ذلك، يجرُّني الأمل دائماً إلى أن أقنع محيطي والمقرَّبين مِنِّي بأن يستأنسوا بكلمات النبي والأئمة الأطهار (ع) لفهم احتياجات الأبناء النفسية بحسب المراحل العمرية.

[اشترك]

أنا لا أزعم وجود تفصيلات في هذه الكلمات لكلِّ الموضوعات التي نعيشها خلال هذه الفترة بالتحديد، ولكن ينبغي ألا نغفل عن القواعد والأصول التي تضعها هذه الكلمات أمام أعيننا لنستفيد منها على شكل تفريعات تشمل ما نفهمه من هذه الموضوعات.

سأحاول أن أبتعد عن هذا التعقيد في سرد موضوعي الحالي، ودعوني أحدثكم عما جاء على لسان النبي وآله في تربية الأبناء.

ولكن قبل أن أبدأ، هل تعلم أيها القارئ العزيز أن هناك دراسات حديثة تتحدث عن أرقام صادمة تؤكد عمق الخطر الذي نعيشه في تربية أبنائنا؟

فنحن نتحدث عن أكثر من 70% من أطفالنا في العالم العربي يقضون ما يزيد على 6 ساعات يومياً أمام الشاشات الرقميّة، في حين لا يجد نصف الآباء ساعتين كاملتين للجلوس مع أبنائهم. وتزداد الخطورة والمخاوف أكثر فأكثر عندما نتذكَّر أننا جميعاً كآباء نتصفح هواتفنا الذكية حتى في لحظات تناول الطعام مع عوائلنا. لا يمكننا جميعاً أن ننكر هذا.

المشهد في المجتمعات الغربية أشد خطورة، حيث يقضي الأطفال هناك أوقاتاً أطول على الأجهزة اللوحية والهواتف بحكم التحول الرقمي الواسع في مختلف المجالات، ومنها الدراسة.

هذا الواقع لا يكشف فقط عن حجم الأزمة، بل يؤكد أيضاً أننا بحاجة ملحّة إلى عودة سريعة لمنهج النبي (ص) في التربية قبل أن نفقد جيلاً كاملاً في متاهات العالم الرقمي الذي جاءنا نتيجة اعتمادنا على المنهج الغربي "التجريبي" في تربية الأبناء.

هذا المنهج الذي صيغ بناءً على معايير مادية صرفة تحقق الربح المادي وتتجنّب خسارته حتى لو كان على حساب القيم الأخلاقية.

وجه الحاجة في رجوعنا إلى وصايا الوحي عبر النبي وآله، هو أنها جاءت في فترات عاصر فيها المجتمع الجاهلي ممارسات تربوية قاسية، لا أنها مجرد توجيهات عابرة كما تظن فئة متعصّبة للمنهج الغربي في صياغة تربية الأبناء. لقد كانت توصيات النبي (ص) في هذا المجال بمثابة صرخة مدوية في وجه المجتمع الذي بات يفقد إنسانيته تدريجياً، حتى وصل الحال ببعض الآباء إلى درجة عدم تقبيل أبنائهم، وهو ما دفع النبي (ص) للقول بحق أحدهم: "هذا رجل عندي أنه من أهل النار" لأنه أفصح عن عدم رغبته في تقبيل أولاده.

حقّ الولد على والده

لم يكتفِ النبي (ص) بتوجيه اللوم لهؤلاء الآباء، بل وضع ما يشبه المنظومة التربوية التي تضمن للأبناء حياة كريمة إذا ما طبّقها الآباء، تبدأ من اختيار الاسم الحسن، مروراً بالتعليم والتأديب، وصولاً إلى الزواج. وهو ما نقله أمير المؤمنين علي (ع) عن رسول الله (ص) بقوله: "وحق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، ويحسن أدبه، ويعلمه القرآن".

إن المطالع لتوصيات النبي والأئمة (ع) في هذا المضمار لا يمكنه تجاوز حالة "التوازن" العجيب في المنهج بين الحزم والرحمة. فبينما نجد النبي (ص) يحث على "المبالغة في تأديب" الأبناء تصل أحياناً إلى الضرب -ضمن شروطه الشرعية المعروفة في الكتب الفقهية- نراه يؤكد في المقابل على ضرورة الرحمة بهم، بل ويجعل من قبلة الأب لابنه طريقاً إلى الجنة حيث يقول: "أكثروا من قبلة أولادكم فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة مسيرة خمسمائة عام".

وفي موقف يكشف عمق النظرة النبوية للعدل بين الأبناء في الجانب النفسي، يُروى أنه (ص) رأى رجلاً يقبِّل أحد ابنيه ويترك الآخر، فقال له: "فهلا واسيت بينهما"، في إشارة إلى أن العدل المطلوب لا يقتصر على الأمور المادية فحسب، بل يمتد ليشمل العواطف والمشاعر أيضاً.

في عصرنا الحاضر، وبعد أربعة عشر قرناً على هذه التوجيهات النبوية، يبدو أننا أحوج ما نكون إلى إعادة النظر في أساليب تربيتنا لأبنائنا. فالإمام الصادق (ع) عندما استقبل السكوني المغموم بولادة ابنته، لم يكتفِ بتطييب خاطره بقوله: "على الأرض ثقلها وعلى الله رزقها"، بل أوصاه بعدم سبها أو لعنها أو ضربها، في رسالة واضحة إلى ضرورة احترام الأبناء ذكوراً وإناثاً.

لعل أخطر ما يواجه أبناءنا في هذا العصر هو غياب هذا النموذج التربوي المتوازن. فبين أب مشغول بهاتفه عن أبنائه، وآخر يفرط في القسوة معهم، وثالث يغرقهم بالمال دون تربية، تضيع بوصلة التربية التي رسمها النبي (ص) عندما قال: "الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلم الكتاب سبع سنين، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين".

وفي زمن باتت فيه ألعاب الفيديو تحل محل الرماية، والشاشات الإلكترونية تحل محل الكتب، ينبّهنا صوت النبي (ص) مجدداً: "علِّموا بنيكم الرمي، فإنه نكاية العدو"، ليذكرنا بأن التربية الحقيقية تتطلب بناء الجسد والعقل معاً.

وختاماً: قد لا نستطيع تغيير واقع التكنولوجيا المهيمن على حياتنا، لكننا نستطيع استعادة روح التربية النبوية التي تجمع بين الحزم والرحمة، وبين التعليم والتربية، وبين بناء العقل والجسد.

2024/12/15

5 طرق فعالة لاستخدام «الذكاء الاصطناعي» في الدراسة والاستعداد للامتحانات

يشكل التحضير للامتحانات تحدياً كبيراً للطلاب، لكن مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي وخاصة ChatGPT، أصبح بإمكان الطلاب الاستفادة من أداة قوية تساعدهم في فهم المواد الدراسية وتنظيم وقتهم بشكل أفضل. فيما يلي دليل شامل لكيفية استخدام ChatGPT في التحضير للامتحانات بطريقة فعالة.

[اشترك]

تبسيط المفاهيم المعقدة

عندما تواجه صعوبة في فهم نقاط معينة في المنهج، يمكنك الاستفادة من قدرة ChatGPT على تبسيط المفاهيم المعقدة. ما عليك سوى تحديد النقاط الصعبة وطلب شرحها بطريقة مبسطة. سيقدم لك ChatGPT شرحاً واضحاً يناسب مستوى فهمك، مستخدماً أمثلة وتشبيهات تجعل المفهوم أكثر وضوحاً.

الحصول على ملخصات مركزة

يمتاز ChatGPT بقدرته على تلخيص المواد الدراسية وتحديد النقاط الرئيسية. يمكنك طلب ملخص للدرس أو قائمة بأهم الأفكار، مما يساعدك في التركيز على المعلومات الأساسية وتنظيم أفكارك. هذه الملخصات تساعد في مراجعة المادة بسرعة قبل الامتحان.

التدريب والتقييم الذاتي

من أهم مميزات ChatGPT قدرته على توليد أسئلة تدريبية وتصحيح إجاباتك. يمكنك طلب أسئلة متنوعة تغطي جميع جوانب المادة، والحصول على تصحيح فوري مع شرح للأخطاء. هذا يساعدك في تحديد نقاط ضعفك وتقويتها قبل الامتحان.

تنظيم الوقت بكفاءة

يمكن لـ ChatGPT مساعدتك في وضع خطة دراسة منظمة تتناسب مع الوقت المتبقي حتى الامتحان. سيقترح عليك جدولاً زمنياً يقسم المادة إلى أجزاء يمكن دراستها بشكل منهجي، مع مراعاة أولويات المواضيع وصعوبتها.

تحويل المنهج إلى أسئلة

يمكنك الاستفادة من ChatGPT في تحويل محتوى المنهج إلى أسئلة متنوعة، مما يساعدك في فهم طبيعة الأسئلة المحتملة في الامتحان. هذه الطريقة تساعد في تعزيز فهمك للمادة وتحسين قدرتك على الإجابة عن الأسئلة المختلفة.

ختاماً:

يعد ChatGPT أداة قيمة في التحضير للامتحانات، لكن يجب استخدامه كمساعد وليس كبديل عن الدراسة الجادة. الاستخدام الذكي لهذه الأداة، جنباً إلى جنب مع الجهد الشخصي، يمكن أن يحسن بشكل كبير من فهمك للمادة واستعدادك للامتحان.

2024/12/14

لا يسمع الكلام: هل الضرب ينفع في تربية الأطفال؟

سؤال تطرحه بعض الأمهات: كيف يمكن أن نربي أطفالنا دون أن نلجأ للضرب، وكيف نستطيع كأمهات أن نحقق ذلك فعلاً؟

[اشترك]

1. لماذا نفترض وجوب خضوع الأطفال لرغباتنا؟

دعونا بداية نطرح سؤالاً، لماذا نفترض كآباء وأمهات وجوب خضوع الأطفال لرغباتنا وأفكارنا وسلوكياتنا؟ لماذا نجد في هذا الخضوع نوعًا من السعادة واللذة التي قد نفسرها بعبارة ابني «رائع» .. «يسمع الكلام» .. «لا يغلبني»، فيظهر الأطفال الذين يندرجون ضمن هذا النوع على أنهم «مثاليون» في عيون آبائهم، قياسًا على الأطفال الذين لا يخضعون لرغبات الأهل، وعادة ما يطلق عليهم أوصاف كالتمرد والعناد، لكوننا نحن الأهل لم «نحتمل» أن يمتنعوا عن تلبية أوامرنا ويخضعوا لسيطرتنا، فننظر إليهم على أنهم ليسوا طبيعيين ونبدأ بالبحث عن طرق التعامل معهم.

في واقع الأمر بعض الأمهات تضرب طفلها لأنها تجده غير مكترث بمشاعرها أو لا يأبه لتنفيذ أوامرها وهذا فعليًّا ما يدفع الأم لضرب ابنها وهي تقول: «حتى تتعلم تسمع الكلام»، «حتى ثاني مرة ترد عليّ»! أنا متأكدة أن هناك أمهات يبتسمن وهنّ يقرأن الكلام، لأنّ كثيرًا منهنّ يرددن الجمل ذاتها على مسامع أطفالهن وهن يضربنهم، لكي يبررن الضرب أو حتى يتخلصن من نوبات تأنيب الضمير التي قد تعتريهن بعد قيامهن بذلك.

وهنا لا بدّ للأم قبل أن تُقبل على أي عنف جسدي تجاه طفلها من أن تطرح سؤالاً: «لماذا أضربه؟ هل لأنه فقط لا يريد سماع كلامي؟ هل لأن الضرب سيوحي له بسيطرتي عليه؟ هل لأنه مرر لي شعورًا بأني أم ضعيفة ويمكن تجاهلها؟»

غالبًا ما ستكتشف الأم بعد إجابتها أن هناك «خللاً» ما لديها تحاول أن تخفيه من خلال الضرب، بدل اللجوء للحلول «السلمية» التي لا تترك ندوبا في نفسية الطفل.

كنت قد قرأت مؤخرا في إحدى الصفحات على الفيس بوك الخاصة بالأطفال، أشارت من خلال دراسة إلى أن الطفل المطيع لوالديه والذي يخضع لرغباتهما وينفّذ أوامرهما غالباً ما سيعاني من ضعف الشخصية والثقة بالذات عند الكبر، لاسيما وإن كانت هذه الطاعة مترتبة على عدم إزعاج الوالدين بقول «لا» أو الاعتراض على كل ما يصدر عنهما، وفي هذا السياق ليس من الصحيح أن تضربي طفلك لأنه حاول أن يستقلّ في مرحلة ما من النمو، والتي عادة ما تبدأ في نهاية سن الثانية أو قبل ذلك بقليل أو قال لك «لا» في لحظة وهو يشعر فيها بالجوع أو الملل أو التعب أو الألم.

2. وهم فعالية الضرب

بناء على النقطة السابقة، قد تقول بعض الأمهات لكني لا أضرب طفلي لأنه لا يستجيب لأوامري، بل حتى أصوّب سلوكه وتصرفاته، وهذا المشهد يتكرر في الأماكن العامة كالسوق والشارع والمتنزهات، والتي تنهال فيها الأم على ابنها بالضرب لأنه أساء لأحدهم أو تصرف تصرفاً غير ملائم، وهنا تعتقد الأمهات أن الضرب يقوّم السلوك ويهذّبه، وأنه يكبح تصرفات الطفل، ويمنعه من تكرارها مرّة أخرى.

في حقيقة الأمر «الطفل يتصرف بشكل جيد عندما يشعر بمشاعر إيجابية»، أي في الوقت الذي تعتقد فيه الأم أن بكاء طفلها وشعوره بــ «آلام» الضرب قد يدفعه لتقويم سلوكه وعدم تكراره، تأتي التجارب الشخصية لنسف فرضية الأم حول «فعالية الضرب كوسيلة للتهذيب»، فكيف مثلاً لو حاولت الأم أن توجه سلوك طفلها «بالحب» وتغمره بالعاطفة التي تغذّي مشاعره بصورة إيجابية، مقوّمة للفعل ومبينة له، ومنبّهة إلى عواقب تكراره في الوقت ذاته.

شعور الطفل بالإيجابية يجعله يوقّر الأم من جهة كونها مخزنا للعواطف الآمنة، كما يحفظه من الوقوع في الخطأ لا سيما بعد معالجته من الأم معالجة سليمة ومنطقية ودقيقة بعيداً عن «جنون الضرب»، مقابل طفل يتعرض للضرب في حال إساءة الفعل، مما يترك فجوة بينه وبين أمه كمصدر للخوف لا للاحترام، وأَضف لذلك مع إمكانية تكرار السلوك في غيابها، عدا الآثار السلبية المستقبلية حيث ستقف أمامها الأم عاجزة عن توجيه ابنها بالضرب لكونه أصبح «شاباً»، وهنا ستواجه كل أشكال التمرد، ومحاولات جمّة للتخلص من سيطرتها وسطوتها.

3. هل يلتقي الضرب مع الحوار؟

هل يلتقي الضرب مع الحوار؟ هل تحاورين طفلك؟ هل تفتحين قنوات للاتصال الفعّال؟ باعتقادي ليس هناك أم ذكية تستخدم الحوار في التربية وتلجأ للضرب في الوقت ذاته، لأن الحوار فعليا يؤسس لعملية فهم عميقة وعلاقة متينة بين الطفل والأم، وهذا سيجعل الطفل يعلم الأمور التي تسعد وتغضب أمه، كذلك بالنسبة للأم ستكون أكثر قربا من طفلها، وتفهما لاحتياجاته، وتفسيراً لسلوكه. فالحوار بالأصل في مكنونه «عملية عاطفية»، تغذي الطفل بمشاعر جميلة وترسل له رسائل ضمنية أن الأم تقرّ باحتياجاته، وتتفهم مشاعره، وأنها تبذل قصارى جهدها لتكون قريبة منه «وعياً» لا فقط جسداً.

الحوار ليس عملية معقّدة، بل هي تلقائية ليست مرتهنة بوقت ولا مكان، وذلك رداً على سؤال بعض الأمهات كيف ومتى أحاور طفلي. كأن تفتحي معه حوارا حول يومه في المدرسة، والمواقف التي حصلت معه، كأن تحاوريه حول سلوك ما صدر عنه أو حول قصة رويتها له، وينطبق الحوار على ما يحب وما يكره من المأكولات والألعاب والسلوكيات وكل ذلك.

الحوار قد يكون على مائدة طعامٍ دافئة أو أثناء غسل الصحون أو الطهي ليس للحوار وقت، ولكن المطلوب في الحوار هو «الحضور الذهني» للأم بأن تتعامل مع ما يقوله طفلها بصورة جدّية، وأن توليه اهتماما وتتفاعل معه، وبهذا يكون الحوار شكلاً من أشكال التواصل الفعّال.

فلنتخيل مثلا أما تقضي وقتها في البيت تحاور طفلها، تحاوره عن كل شيء، مقابل أم نادرا ما تنظر في وجه طفلها لانشغالها بشيء ما، ونادرا ما تسأله عن يومه في المدرسة أو عن أصدقائه، هناك أمهات لا يعلمن شيئاً عن أبنائهن، لا فيما يكرهون أو يشتهون، فكيف ستكون شكل العلاقة بين الأم والطفل فيما بعد؟ ما مستقبل علاقة لا تستطيع فيها الأم تفسير سلوكيات ابنها ومعالجتها؟ مقابل أم تدرك تماما دوافع السلوك لكونها أكثر تفاعلاً وتواصلاً مع طفلها.

في الوقت الذي أشعر فيه أن خللا ما أصاب العلاقة مع طفلتي كأم، كأن نلجأ فجأة للصراخ أو يعترينا الغضب، أدرك حينها أننا في هذا اليوم لم نتحاور جيدا ولم نفعّل اتصالنا.

 

2024/12/12

2025 سنة جديدة.. كيف أخطط للعام المقبل؟

كيف أخطط للعام الجديد جيدًا بحيث يمكن تحقيق العديد من الإنجازات، ليأتي كل عام جديد بأهداف جديدة وآمال جديدة نتمنى تحقيقها لجعله عامًا مليئًا بالنجاح والإنجاز، ويبحث الكثير من الناس عن النصائح التي يمكن اتباعها للتخطيط الجيد والترحيب بالعام الجديد.

[اشترك]

كيف أخطط للعام الجديد

يعتبر كل عام جديد بداية جديدة يمكن اعتبارها فرصة للتغيير للأفضل، بحيث يتيح لنا العام الجديد كبداية جديدة أن نرى ما حدث في العام الماضي من حيث الإخفاقات والإنجازات حتى يمكن لهذه الأخطاء تجنبها في العام الجديد مع تبني أهداف أكثر أهمية، كما ينبغي التخطيط في جميع جوانب الحياة، من خلال تحديد أهداف العام الجديد والاستلام مع روح إيجابية ومتفائلة.

الترحيب بالعام الجديد بامتنان

الامتنان هو أحد أفضل المشاعر لبدء العام الجديد، يساعد الشعور بالامتنان على تقبل أحداث الحياة بهدوء، لذلك يوصى بأن تكون ممتنًا لكل ما حدث في العام الماضي بصعوباته ونجاحاته أيضًا، مثل البحث عن كل ما يستحق الامتنان في حياتك، اكتب قائمة بالأشياء التي تشعر بالامتنان لها في حياتك واجعلها عادتك الجديدة في العام الجديد.

إذا نظرنا إلى الوراء في العام الماضي

في بداية العام الجديد، يفضل إلقاء نظرة متعمقة على الأحداث التي مررت بها في العام الماضي لتقييمه، ويمكن القيام بذلك من خلال تحديد الأشياء التي أزعجتك فيه، التعرف على كل الأشياء السلبية التي أدت إلى الفشل أو الإحباط، بالإضافة إلى تحديد الأشياء التي جعلتك سعيدًا ودفعتك للنجاح والتطور، ويجب أن تنظر في أهم الخبرات التي اكتسبتها وأهم الصفات التي اكتشفتها في حياتك.

 

 

التخطيط للعام الجديد

يمكنك التخطيط للعام الجديد من خلال إنشاء خطة مخصصة تتضمن أهم الأشياء التي تريد التركيز عليها في حياتك هذا العام، ويجب أن تتضمن خطتك الشخصية مجموعة شاملة من الأهداف التي حددتها، والتي تشمل جميع جوانب الحياة من الناحية المهنية، والجانب الأكاديمي والجانب الاقتصادي والجانب العاطفي وما إلى ذلك، مع ضرورة وضع خطة زمنية مناسبة لتنفيذ هذه الأهداف.

قم بتعيين أولويات السنة الجديدة

تعتبر عملية تحديد الأولويات من أهم الأمور التي يجب القيام بها مع قدوم العام الجديد، حيث أن تحديد الأولويات يساعد على تنظيم أهمية الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها هذا العام، وبالتالي فهي توفر عليك الكثير من الوقت، لذلك تحتاج إلى تنظيم أولوياتك بطريقة تتناسب مع الخطة الشخصية.

اكتب قائمة بالتأكيدات الإيجابية

التأكيدات الإيجابية أو العبارات التحفيزية من أهم الوسائل التي يمكن من خلالها برمجة العقل الباطن بسهولة لتوجيهه نحو تحقيق أهداف معينة، لذا ابدأ العام الجديد بكتابة قائمة بالتأكيدات الإيجابية والعبارات التحفيزية، لدعم هذه التأكيدات على تركيزك المستمر على أهدافك لهذا العام، تحتاج التأكيدات الإيجابية إلى التكرار اليومي المستمر مع الإيمان بها حتى تظهر نتائجها.

تغيير المظهر

يمكن الترحيب بالعام الجديد من خلال إجراء تغيير في المظهر الخارجي، حتى لو كان تغييرًا بسيطًا، حيث يمكن عمل قصة شعر جديدة أو شراء ملابس جديدة، ويمكن استخدام العام الجديد في تبني نمط جديد من الملابس والمظهر الخارجي وهذا يساعد على زيادة الشعور بجو العام الجديد واستقباله بروح متفائلة.

قم بإصدار أمر

تعتبر مسألة تنظيف أو إصلاح المكان والمركز الذي تعيش فيه من أفضل الأشياء التي تعدها لاستقبال العام الجديد، لذلك يوصى بتنظيف منزلك أو غرفتك قبل بدء العام الجديد وضرورة التخلص من الأشياء التي لا تحتاجها والأشياء غير المفيدة، كما ينصح بعمل الإصلاحات اللازمة حول المنزل والتخلص من الأعطال قبل دخول العام الجديد، وكذلك تغيير ديكور المنزل أو الغرفة التي تقيم فيها، بحيث يمنحك هذا المزيد من الطاقة الإيجابية التي تساعدك على استقبال العام الجديد بطريقة أكثر راحة وإيجابية.

سامح نفسك والآخرين

اجعل بداية العام الجديد بداية جديدة لعلاقتك مع نفسك وعلاقتك بالآخرين، عليك أن تسامح نفسك وتتصالح معها وتتقبل أخطائك، وتحاول أن تسامح الآخرين على ما فعلوه، وتتخلص من المشاعر السلبية التي تحملها تجاههم حتى تستقبل العام الجديد بشخصية أكثر تسامحًا.

كيف تخطط للعام الجديد وتضع أهدافاً له

يحتاج الكثير من الناس إلى معرفة كيف يمكنهم التخطيط للعام الجديد وتحديد الأهداف المناسبة، وإليك مجموعة من النصائح لمساعدتك في كتابة الأهداف بشكل فعال، وهذه النصائح هي كما يلي:

·      تحقق من قائمة أهداف العام الماضي لمعرفة ما تم تحقيقه وما لم يتم تحقيقه.

·      حدد العادات السلبية التي تريد التخلص منها ويمكنك البدء بالعادات التي تستنزف طاقتك ووقتك.

·      حدد العادات الجديدة التي تريد تطويرها في العام الجديد.

·      حدد المهارات والعادات التي تريد مواصلتها في العام الجديد، بالإضافة إلى المهارات التي تريد تطويرها أكثر من غيرها.

·      قسّم الأهداف على حسب نوع الهدف، مع ضرورة تقسيم الأهداف بالتساوي على جميع المستويات.

·      ضرورة تقسيم الأهداف إلى أهداف طويلة المدى وأهداف قصيرة المدى للتمييز بين الأهداف التي تستغرق وقتًا طويلاً والأهداف التي لا تستغرق وقتًا طويلاً.

·      ابدأ بكتابة أهداف سهلة وقابلة للتحقيق للحفاظ على التصميم والحماس لتحقيقها.

·      ضع جدولًا زمنيًا لكل هدف تريد تحقيقه.

·      الاهتمام بكتابة أهداف ترفيهية، وكذلك كتابة أهداف متعلقة بتجربة أشياء جديدة في العام الجديد تأمل في تجربتها.

·      اكتب أهدافًا على قطعة من الورق موضوعة في مكان يكون دائمًا أمام عينيك، حيث يساعد ذلك في دعم فكرة التركيز على الأهداف التي حددتها لنفسك.

المصدر: ukrotium.si

 

2024/12/11

زوجي يضربني.. كيف أتعامل معه؟!

أصبح ضرب الزوج لزوجته من الأمور التي يعاني منها الكثير من النساء، فالعنف الزوجي والتعامل مع الزوجة بطريقة غير لائقة من الأمور التي يجب أن ينكرها المجتمع.

[اشترك]

أسباب ضرب الزوج لزوجته

  • الاختيار الخاطئ للزوج: قد يكون الزوج غير مؤهل للزواج أو يكون مجبر على الزوجة فيلجأ إلى الضرب لإبعادها عنه.
  • إذا كان الزوج مدمن مخدرات أو عادات سلبية أخرى كشرب الخمور ولعب القمار تجعله لا يدرك ما يفعل عندما يقوم بضرب الزوجة.
  • نشأة الزوج في بيئة يتعامل فيها الرجال بصورة عنيفة مع الزوجة حينها يعتبر هذا الأمر فعلاً طبيعياً وقد يكون قد رأى أن الأب يفعل ذلك مع الأم والأبناء فأثرت هذه النشأة الاجتماعية على معاملته لزوجته.
  • أحياناً تكون الزوجة السبب الرئيسي لضرب الزوج لها وذلك من خلال فعلها لتصرفات تثير غضب الزوج مثل التقليل منه والاستهانة به وعدم احترامه مما يدفع الزوج للغضب عليها وضربها.
  • كما يوجد بعض الزوجات اللوات يفعلن بعض الصفات الذكورية فيحاولن ضرب الزوج وذلك بالتأكيد سيدفع عنه الزوج بضرب زوجتة.
  • المعتقدات الخاطئة لدى بعض الرجال بأن لهم الحق في ضرب زوجاتهن والفهم الخاطئ لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
  • بعض العادات والتقاليد السيئة التي تجعل الرجل يعتقد أن ضربه لزوجته يعد إصلاحاً لها وأن هذا الضرب إثبات لرجولته وأن ضرب الزوجة يجعلها مطيعة لأوامر الزوج.
  • بعض الرجال يفرغون انفعالاتهم والضغوطات التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية على زوجاتهم مثل: ضغط العمل أو ضيق المعيشة أو الغضب أو الغيرة أو كثرة المسئوليات.
  • مواجهة الزوج للكثير من المشاكل والهموم ومنها الأعباء المادية والفقر والبطالة وكثرة الديون يدفع الزوج لضرب الزوجة.
  • العصبية الشديدة لدى بعض الأزواج والتي تصل أحياناً إلى أن تكون مرض نفسي وتدفع الزوج لضرب زوجته ليشعر براحة نفسية.
  • خيانة الزوجة لزوجها مما يدفع الزوج لضربها وقد يصل الأمر إلى القتل في بعض الأحيان.
  • عدم طاعة الزوجة لزوجها في الأمور الهامة له وللأسرة وإهمالها له ولبيتها وممارسة العند في جميع تصرفاتها معه مما يدفع الزوج لضرب الزوجة لطاعة أوامره.
  • تدخل أهل الزوج في حياة ابنهم الزوجية وقيامهم بالتحريض المستمر على الزوجة وتلفيق اتهامات باطلة وغير صحيحة لها وإثارة غضب الزوج منها وحدوث الوقيعة بينه وبينها مما يجعل الزوج مشحون من الزوجة دون أن تعرف سبب واضح لغضب الزوج منها وقد يصل الأمر إلى ضربها.
  • إظهار الزوجة لعدم موافقتها لبعض أفكار الزوج وبدء المناقشة معه في هذه الأفكار مما يدفع الزوج لفرض رأيه على زوجته بالقوة وضربها.
  • إحساس الرجل بأنه أقل من زوجته في المستوى التعليمي أو الاجتماعي مما يجعله يشعر بالنقص ولا يجد غير فرض سيطرته وترجمة هذا الشعور بالدونية لا إرادياً مما يدفعه هذا لضرب الزوجة، ويشعره هذا الضرب بسيطرته وقوته على الزوجة.

الآثار السلبية لضرب الزوج لزوجته

ضرب الزوج لزوجته يوضح لنا أن لضرب الزوجة العديد من الآثار السلبية على نفسيتها، ومن هذه الآثار السلبية ما يلي:

  • عند قيام الزوج بضرب زوجته تصاب الزوجة بشعور عدم الثقة والتوتر الشديد مما يؤثر على نفسيتها ويعود بالسلب على الأسرة بأكملها.
  • عدم رغبة الزوجة في العيش مع الزوج وفقدان حبها له والشعور بالحزن مما يجعلها لا تقوم بواجباتها بشكل جيد.
  • شعور الزوجة بالإهانة والذل والخوف وعدم الإحساس بالأمان.
  • لا تجد أي مساهمة من الزوجة تجاه بيتها وأسرتها وزوجها.
  • تعرض الزوجة لاضطرابات نفسية.
  • شعور الزوجة بالحقد والعدوانية تجاه الآخرين.
  • لا تقدر الزوجة على تكوين أسرة مستقرة وتربية أبنائها بشكل جيد وذلك لأن مشاهدة الأبناء لضرب الأب للأم يؤثر سلباً على نفسيتهم.
  • يحدث تفكك أسري وإهمال للأطفال وتربيتهم.

بعض الأمور التي تساعد في الحد من ضرب الزوج لزوجته

إذا تعرضت الزوجة للضرب من الزوج يمكنها أن تفعل بعض الأمور التي تساعدها في الحد من هذا الأمر وعدم تكرراه مرة أخرى، وهي:

  • اللجوء للأشخاص الذين يستطيعون الحد من فعل الزوج لهذا الأمر ولكن يجب على الزوجة اختيار الأشخاص بحكمة.
  • عدم استفزاز الزوج أو فعل الأمور التي تثير غضبه ولا داعي لذكرها، وخاصةً إذا كانت أمور غير هامة، وذلك حتى تتجنب الزوجة ضرب زوجها.
  • احتواء الزوج والتعامل مع موجات غضبه بكل حكمة وعدم توجيه النقد إليه بشكل مبالغ فيه.
  • وضع حد لتعامل الزوج بعنف ولكن بشكل مقبول وذكي.
  • فهم احتياجات ومتطلبات الزوج وتوفير ذلك له حتى لا يصل الأمر إلى ضرب الزوجة.
  • لا بد أن تجعل الزوجة التعامل بينها وبين زوجها على أساس الاحترام المتبادل وتقدير كل منهما للآخر وعدم تجاوز ذلك بالنسبة لكلا الطرفين.

كيف تتعامل الزوجة مع الزوج الذي يضربها

بعض الحلول لضرب الزوج لزوجته:

  • التحدث مع الزوج وإبداء مدى غضبها واستيائها من هذا الأمر وأنها لا تقبل التعدي اللفظي أو الجسدي عليها مرة ثانية وخاصةً إذا كان هذا الضرب مجرد انفعال طارئ وأول مرة يقوم الزوج بذلك الأمر، ولكن يجب عليها أن تكون هادئة تماماً عند حديثها مع زوجها وتتجنب أن يصدر منها أي من الألفاظ الجارحة وتفعل ذلك من دون انتظار أن يعتذر لها؛ وذلك لأن رد فعل الزوجة أهم من الاعتذار لها في هذا الموقف.
  • تستعين الزوجة بشخص مقرب للزوج وذو أمانة وتكون واثقة فيه حتى يقدم للزوج النصيحة بكيفية التعامل مع الزوجة وأن يحافظ على بيتة وأسرته وتخبره بالذي يغضبها ومدى الضرر الذي يصيبهم من ذلك الأمر وأنه من الممكن أن يؤدي إلى انتهاء العلاقة الزوجية.
  • لا بد للزوجة أن تعرف قيمة نفسها حتى لا يؤثر الزوج على نفسيتها عند إهانتها أو ضربها وتبدأ أن تلوم نفسها وتعتقد أنها هي التي أخطأت وإن لم تكن خاطئة، فالضرب ليس من الأمور المقبولة أبدًا حتى وإن كانت الزوجة خاطئة.
  • تأخذ الزوجة الدعم النفسي ممن حولها من الأشخاص المحبين لها مثل الأهل والأصدقاء المقربين ولا تستسلم لما يوجه لها من إهانة من قبل الزوج، فعليها طلب الدعم النفسي منهم إذا لزم الأمر وإخبارهم بمدى ما تتعرض له من ضرب زوجها لها ولا تحتفظي بهذا الأمر سرًا حتى يتمكنوا من تقديم الدعم والمساعدة لكي لحل هذه المشكلة.
  • إظهار الاحترام والامتنان لما يقدمه الزوج لها وللأسرة وعدم نكران ما يفعله، وذلك لأن التقدير للأفعال الطيبة يزيد من المحبة بين الزوجين ويقلل الخلافات كما يزيد الأفعال الحسنة عند الزوج.
  • استيعاب الزوج وفهم وجهة نظره لأن ذلك يخلق جو من الحياة الهادئة بداخل البيت ويجعل الزوجة تعرف جيدًا ما الذي يغضب زوجها فتتجنبه.
  • تصعيد الأمر إذا وجدت الزوجة أن هذا حلاً مناسباً وذلك لأن أحياناً صمت الزوجة عن الإساءة إليها يجعل الزوج يتمادى في ضربها وإهانتها.
  • يجب على الزوجة أن تتصرف بحكمة وتنصت إلى زوجها وتلبي له احتياجاته وتحاول مراعاة مشاعره وأحاسيسه حتى لا يصل الأمر إلى الضرب.
  • استشارة المتخصصين في الحياة الزوجية والمشاكل الأسرية وخاصةً إذا كان الزوج يكرر التعدي الجسدي عليكِ أكثر من مرة ليساعدكِ أنت وزوجكِ لحل هذه المشكلة.
2024/12/10

ولدي المراهق يستمع إلى الأغاني.. ما الحل؟

عندي مراهق يسمع الغناء بالخفية ولا يريد أن يعترف بذلك، فهو دائمًا ينكر سماعه للغناء ويدّعي أنه يخاف الله، فما هو الحل في نظركم؟

[اشترك]

الجواب من سماحة السيد ضياء الخّباز:

الذي ينبغي أن يُصنع أولاً في طريق علاج هذه المشكلة هو ملاحظة الأمرين التاليين :

  1. سلوك أصدقائه .
  2. الطعام الذي يتناوله .

إذ أنّ الأسرة وإن كانت صالحة إلا أنّ أصدقاء السوء يؤثرون سلباً ، ويزيّنون لمن يتصل بهم المعاصي والانحرافات ، ونوع الطعام – كما لو كان يتسامح في الأكل من أي مطعم – يؤثر تأثيراً بالغاً ؛ إذ الباطن يؤثر في الظاهر .

ومن هنا ، فإنّ معالجة هذه المشكلة تحتاج أولاً إلى ملاحظة الأمرين المذكورين والتأكد من عدم وجود شيء منهما في حياة المراهق ، وإلا فإنّ جميع الحلول لن تجدي نفعاً .

وبعد ذلك ينبغي فعل التالي :

١ – إسداء النصح للولد – بين الفينة والأخرى – بالكلمة الهادئة الطيبة ، التي تشعره بالمحبة والمودة والاهتمام به ، ولا تنفّره من الإصغاء إليها .

٢ – من المهمّ جداً لكل أسرة أن تستفيد من وضع ما أسمّيه بسبورة العائلة ، وهي عبارة عن سبورة توضع في المكان الذي يجتمع فيه أفراد الأسرة ، بحيث يطّلعون على ما يُكتب فيها بشكل قهري ، وتُستغل هذه السبورة لكتابة الآيات والأحاديث التي ترتبط بمشكلة أحد أفراد الأسرة – كالتي تتحدث عن حرمة الغناء – فإنّ للآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تأثيراً فريداً في النفوس لا يكون لغيرها .

٣ – الحرص على تجنيبه الجلوس وحده والانفراد بنفسه ، والاهتمام بأن تكون استفادته من الأجهزة الإلكترونية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة بمرأى بقية أفراد الأسرة .

٤ – محاولة إشباع أوقات الفراغ لديه بما يعود عليه بالنفع والمصلحة ، كتوفير القصص الهادفة وتشجيعه على قرائتها ومكافئته على ذلك ، أو إشراكه في بعض الدورات التعليمية أو الدينية ، أو حثه على تنمية بعض المواهب لديه – كالرسم أو الخط أو غيرهما – مع الدعم المادي والمعنوي .

٥ – تحبيبه لاستماع القرآن الكريم أو العزاء الحسيني أو الأناشيد الدينية غير الغنائية ، وترغيبه في حفظ ما يسمع ، مع مكافئته على كل سورة أو أنشودة يحفظها .

٦ – عند عدم نجاح أيّ حل من الحلول المتقدمة تنبغي الاستفادة من أسلوب التهديد بالحرمان من بعض ما لا يستغني عنه المراهق ، كبعض الأجهزة الإلكترونية مثلاً ، وإن لم يجدِ التهديد يتم الانتقال للحرمان المؤقت كنوعٍ من العقاب .

٧ – وأخيراً – بل أولاً – لا تنسوا الإكثار في قنوت الصلوات من قراءة قوله تعالى : ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً ) ، والدعاء في دبر كل صلاة له ولبقية أولادكم بالصلاح والهداية ، فإنّ الدعاء هو الأساس .

والله المستعان على كل حال .

2024/12/04

هل ضرب التلاميذ في المدارس يمنع الإنفلات الأخلاقي؟

مع بدء العام الدراسي، يعتقد بعض أولياء الأمور والمربين التقليديين أن الضرب وسيلة لاستعادة "هيبة المعلم" وتحفيز الطلاب على الدراسة والالتزام. لكن علماء التربية وعلم النفس يرفضون هذه النظرة جملة وتفصيلاً، مؤكدين أن العنف المدرسي يُنتج آثاراً عكسية تتمثل في:

[اشترك]

• إضعاف الثقة بين المعلم والطالب

• تولید مشاعر الخوف والقلق

• تراجع الدافعية للتعلم

• إلحاق ضرر نفسي بالغ بالتلاميذ

وبدلاً من العقاب الجسدي، يوصي المختصون بتعزيز التواصل الإيجابي والتحفيز المعنوي والمهني.​​​​​​​​​​​​​​​​

في تعليقهما على هذا الأمر، يحذّر استشاريان في الطب النفسي من الآثار النفسية والجسدية على التلميذ لو تعرّض للضرب، نافيين وجود علاقة بين هذا الأسلوب وبين هيبة المعلمين.

وثار النقاش بشأن هذا الأمر مجددا، مع طلبٍ تقدمت به النائبة في مجلس النواب المصري، آمال عبدالحميد منذ أيام، بالنظر في آليات عودة هيبة المعلم داخل المدارس، ومنها إعادة الضرب بالعصا الذي تم إلغاؤه من سنوات، وذلك لعلاج ما وصفته بالانفلات الأخلاقي.

الآثار النفسيّة

استشاري الطب النفسي، جمال فرويز، يقول إن الضرب "ليس هو ما سيُحسّن مستوى التعليم، لكن مراعاة الحاجات النفسية للطالب في كل مرحلة".

ويضرب مثالا، بأن المرحلة المبكّرة، مثل الروضة والابتدائية، تتطلّب من المعلم التعامل بعاطفة مع التلاميذ، حتى يسبب لديهم رغبة حقيقية في التعلم عن حب، أما لو اعتمد على الضرب والتعنيف "سيكره الطالب الدراسة، ويقل مستوى تحصيله".

نفس الأمر يؤكّد عليه استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أحمد علام، بقوله إن الضرب في المدارس "أمر غير مقبول" ويقود لنتائج كارثية.

ومن ذلك، أن يتحوّل الطفل إلى "إنسان مهزوز نفسيا، وقد يصاب بالتبول اللاإرادي، ويتحول لإنسان منطوي لاحقا".

يزيد الأمر سوءًا إذا كان الضرب أمام زملائه وأصدقائه، وعن هذا يقول علام: "سيفقد ثقته في نفسه، وينعكس هذا على تعامله معهم، ويفقد القدرة على الابتكار والإبداع، ويتحوّل لطفل عدواني يمارس الأذى تجاه الآخرين".

عقاب بديل

يمكن تحفيز الطلاب على التحصيل الدراسي بأساليب أخرى، كما ينصح علام، الذي يوضح أنه "إذا أردنا عقاب الطلاب المخطئين، يمكن أن يكون هذا مثلا بتقليل درجاتهم المرتبطة بالسلوك، واستدعاء ولي الأمر لإبلاغه بأخطائهم وإعادة تأهيلهم في المنزل".

من ناحيةٍ أخرى، يشدّد فرويز على إجراء اختبارات نفسية للمعلمين قبل تعيينهم لتجنب الشخصيات "السلبية والاعتمادية والسيكوباتية"، التي قد تقود التلاميذ لـ"كراهية الدراسة".

مبرّرات طلب عودة العصا

أرجعت النائبة آمال عبد الحميد طلبها إعادة صلاحية الضرب للمعلّم إلى أن العقد الأخير شهد "انفلاتا" في سلوكيات الطلاب بعد الاستغناء عن الأساليب المعروفة في التعليم، ومنها ضرب الطلاب المقصّرين، قائلة: "لقد جربنا الأساليب التربوية الوافدة إلينا من الغرب، فكانت النتيجة أجيال لديها انفلات أخلاقي".

وأضافت أن كثيرا من الدول بعدما ألغت الضرب بالعصا نهائيا رجعت في قرارها، مستدلةً باستطلاع رأي في بريطانيا مؤخرا، أظهر أن 78 بالمئة من أولياء الأمور يؤيدون ضرب العصا في المدارس للتلاميذ المشاغبين.

وعن تجربة جيلها، قالت: "أنا مِن الجيل الذي أدرك زمن العصا في المدارس، ومع ذلك ما زلنا نحمل الاحترام والتقدير والدعاء لكل مَن علّمنا"، وأنه تخرج أطباء ومهندسون وطيارون وعلماء ومبدعون "من تحت تلك اليد التي ما برحت ترفع العصا كلما حصل تقصير أو سوء سلوك داخل الفصل أو فناء المدرسة".

2024/12/02

هل نجحت في تربية أبنائي؟.. اكتشف علامات النجاح!

النجاح رحلة مستمرة تتجاوز حدود العمل، وليس مجرد محطة يمكن الوصول إليها بين ليلة وضحاها. إنه منظومة متكاملة من العادات والممارسات المتراكمة التي تشمل كل جوانب الحياة - من الأداء المهني إلى العلاقات الشخصية وتربية الأبناء.

[اشترك]

 فكما أن الفشل لا يحدث فجأة، فإن النجاح أيضاً يتطلب جهداً مستمراً وصبراً وإصراراً يومياً.

كلا المسارين - النجاح والفشل - يحتاجان إلى الوقت والممارسة المتواصلة، وهما نتيجة طبيعية للعادات والاختيارات اليومية. فالنجاح ليس وجهة نهائية، بل رحلة مستمرة من التطور والتعلم والنمو.

طبيعة الطفل وطريقة تربيته

على مدار عقود من الزمان، قام علماء النفس وأطباء الأطفال بالعمل على تأليف كتب تقدم الطرق الحديثة في تربية الأطفال، من أجل مساعدة الأبوين على فهم سلوك أطفالهما، وفهم طريقة التعامل معهم بشكل صحيح، فالكثير من الآباء والأمهات الجدد، هم بحاجة إلى من يساعدهم على تربية أطفالهم، ولكن كل طفل يختلف عن الآخر في البيئة والنفسية والسلوك، ومن هنا تختلف طرق تربية الأطفال.

النموذج المثالي هو أن يعمل الوالدان على فهم طبيعة طفلهما، قبل اختيار ما يناسبه من طرق التربية المختلفة، ولكن للأسف ما يحدث أن البعض منا يتصور أنه يسير في الطريق الصحيح في تربية أولاده، وأنه نجح في تربيتهم بالشكل الصحيح، وأنه يقوم بواجبه كاملا، وهو في الحقيقة أبعد ما يكون عن النجاح في هذه المهمة الشاقة، وقد يكتشف فشله في أي لحظة خلال مشوار التربية، وقد لا يكتشفه حتى بعد نهاية المطاف، وفي النهاية نجد أنفسنا أمام جيل معبأ بالكثير من المشكلات النفسية.

ركائز ومقوّمات تضمن تربية إيجابية للطفل

بداية، تؤكد الدكتورة سهام حسن، استشارية نفسية الطفل وخبيرة تعديل السلوك وتأهيل الأطفال في القاهرة، أنه لا أحد ينكر أن كل الآباء والأمهات يطمحون إلى الأفضل لأبنائهما، وأحيانا نعتقد أننا نقدم الأكثر مثالية لدعم وحماية أطفالنا، إلا أننا نفاجأ بأن سلوكنا، وخوفنا الزائد، قد يؤديان إلى ضرر نفسي واجتماعي، على غير ما هو متوقع.

وتحدد د. سهام حسن أهم ركائز النجاح في تربية الأبناء وفقا للأسس التربوية الحديثة في نقاط عدة:

الكلام الإيجابي: إحدى أقوى الأدوات في بناء شخصية الطفل، وتعزيز ثقته بالنفس، ومن خلاله يمكن للوالدين أن يُسهما في تنمية قدرات الطفل، وتعزيز تفاؤله، وإيمانه بقدرته على تحقيق النجاح، فعندما يستخدم الوالدان كلمات تشجيعية إيجابية، مثل «أنت قادر»، «أنا أثق بك»، «أنت مميز»، يشعر الطفل بالثقة بنفسه وبقدراته ويصبح أكثر استعدادا لمواجهة التحديات، والمضي نحو أهدافه، كما يشعر الطفل بأنه مدعوم ومسموع ما يجعله يفتح قلبه وعقله لتلقي الإرشاد والتوجيه.

الحب والاحترام: دائما عبر لطفلك عن حبك واحترامك له، هذا يجعله يشعر بالأمان والارتباط بك، ضرورة تكوين علاقات ودودة وطيبة بالأبناء في كل المراحل، فالصداقة في فترة المراهقة المبكرة تمكننا من حماية أولادنا من كل المخاطر التي تحيط بهم، فلماذا لا يذهب الأب أو الأم مع الابن أو الابنة المراهق إلى النادي لمشاهدته، وهو يلعب مباراة رياضية أو يشترك معه في لعبة أو يشاهد معه برنامجا يحب مشاهدته في التلفزيون، بهدف توطيد العلاقة التي يربطها الحب والمودة؟

النموذج الجيد: الأطفال يتعلمون بالتقليد، لذلك تأكدوا من أنكم تقدمون لهم نموذجا جيدا للسلوك الذي ترغبون في رؤيته.

التربية بالحوار: حتى يتعلم الطفل التعبير عن مشاعره وأفكاره وآلامه بالكلام، فالأطفال في أمس الحاجة إلى إشباع احتياجاتهم للأمن، من خلال الاستقرار الأسري، وحل الخلافات الزوجية بعيدا عن أعين الأبناء، كما أنهم يحتاجون إلى إشباع الحاجة للحب، فالحب هو أكثر ما يحتاج إليه الطفل، فهو ماؤه، وغذاؤه، ودواؤه، وشفاؤه من كل المشكلات النفسية، كما أن الطفل يحتاج إلى الشعور بالتقبل، والتقدير والاهتمام بخاصة من الأبوين.

الحرية الشخصية: الطفل يحتاج في كل مراحل عمره إلى مقدار مختلف من الحرية، بخاصة في فترة الشباب، لأنه يحتاج إلى التعبير عن أفكار ومشاعره ورغباته من دون أن يفكر ألف مرة في الإعلان عنها، أما الطفل فهو يحتاج منذ نعومة أظفاره إلى الحرية في اختيار لعبه وملابسهن وأصدقائه، على أن نقف دائما في دور المراقب الذي يتدخل إذا لزم الأمر.

مشاركة الزوجين: من أهم ركائز النجاح في تربية الأبناء، ألا يعتقد الرجل بأن مهمة التربية مقصورة على المرأة في كل مراحلها، فينطبع في ذهنه أن دورها كاف، وأن مسؤوليته تنتهي عند إحضار الطعا،م وما يلزم من ماديات!! صحيح أن لكل منهما أدوارا يختص بها، لكن مسؤولية التربية في شقها المتعلق بتنمية وتزكية أخلاق وفكر وسلوك الطفل لن تنجح إلا إذا اشترك الأب والأم فيه، تربية الأبناء هي مسؤولية مشتركة بين الطرفين، والأبناء في سن معينة بحاجة إلى وجود الأب ومتابعته، والقيام بواجباته، من دون الاعتماد على المرأة فقط.

علامات التربية الناجحة

ويتفق معها الدكتور باسم سليمان، استشاري الطب النفسي بكلية الطب جامعة الإسكندرية وعضو الجمعية المصرية للطب النفسي، في أهمية بناء علاقات نفسية قوية مع الأبناء، وحثهم على التحدث دائما عما يجيش في صدورهم، وما يطرأ عليهم من أحداث صغيرة أو كبيرة والاستعداد للإجابة عن تساؤلاتهم من دون كلل أو ملل وعدم تصيد أخطائهم، ويقول «نحن باختصار نحتاج أن نصاحب أولادنا، ونبني معهم علاقات قوية وصداقة حقيقية خلال كل فترات حياتهم».

ويحذر د. باسم سليمان الأهل، بخاصة الأم من الهوس والحرص الزائد على أداء أبنائهم للواجب المدرسي بإتقان، والحرص على الدرجات النهائية، وكذلك بذل أقصى الجهود لحل أي مشكلة تواجه الطفل، بحيث تضمن أنه لن يتعرض لأي خبرة سيئة مهما كانت ويضيف «للأسف نحن ننتج بهذا السلوك إنسانا غير قادر على تحمل ضغوط الحياة وانفعاليا وعصبيا عندما يواجه أي مشكلة، فحرص الأهل الزائد على حل أي مشكلة يجعل الطفل يعيش داخل كبسولة مغلقة، والأهل يوفرون له الحماية الخارجية، وبالتالي يعيش بمعزل عن أقرانه الذين سيواجههم حتما في المستقبل».

ويحدد د. باسم سليمان أهم العلامات التي تشير إلى النجاح في تربية أبناء أسوياء:

  1. الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة: إذا كان لدى أبنائك القدرة على اتخاذ القرار الصحيح بشكل مستقل، من دون الحاجة للرجوع إليك لتتخذه بدلا منهم، فهذا دليل قوي على أنكم نجحتم في تربيتهم بالشكل السليم الذي يمكنهم من اتخاذ القرار المناسب.
  2. احترام الآخرين وتقديم التقدير اللازم لهم: علامة أكيدة على أنك نجحت في تربية أولادك على الخلق القويم، وأنك غرست فيهم قيمة احترام الآخر.
  3. إظهار الحب الكافي تجاه الوالدين وأفراد الأسرة: ودعمهم بالشكل الكافي في كل الأوقات، بخاصة الأوقات الصعبة: أبرز دليل أنك نجحت في بناء أسرة ناجحة تقوم على على الحب والرحمة والتكاتف.
  4. تقديم المساعدة لك، ولمن يحتاج إلى مساعدته: سواء من أفراد الأسرة أو من المحيطين به يدل على النجاح في تربية الأبناء على التعاون، ومد يد العون للجميع وقت الحاجة.
  5. الاستجابة للنصائح والمرونة في تقبلها: تلفت إلى أنك نجحت في بناء علاقة وثيقة بهم، تجعلهم أكثر طاعة ومرونة في تقبل التوجيهات والنصائح.
  6. تحمل الظروف القاسية التي قد تمر بها الأسرة من دون ضجر أو سخط: بما في ذلك الظروف المادية والاجتماعية التي قد تحرمه من بعض طلباته وأمانيه.
  7. القدرة على التواصل مع الآخرين وبناء حوار وعلاقات مختلفة معهم من دون الوقوع في مشاكل: تعني أنكم نجحتم في بناء شخصية جيدة للطفل تمكنه من ممارسة حياته الطبيعية مع الآخرين.
  8. التحصيل الدراسي الجيد والنجاح في تحقيق أهدافه الدراسية: تعني أنه على الطريق الصحيح في مشواره الدراسي والعلمي، ولكن هذا لا يعني بالتأكيد الحصول على الدرجات النهائية، فلكل طفل إمكاناته وقدراته ولكن نجاحه الدراسي بالمستوى المقبول، والذي يتناسب مع قدراته يكون كافيا جدا في كثير من الأحوال.
  9. الالتزام الأخلاقي والديني: يعتبر من أهم الدلائل والعلامات على أننا نجحنا في مشوار التربية، فلا نجاح في الحياة بلا دين، وأخلاق.
  10. التخطيط الجيد للمستقبل والطموح: يعتبر أيضا من علامات النجاح في التربية، فمن المهم جدا أن يحلم الأبناء بمستقبلهم، ويخططوا منذ الصغر لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.

أخطاء تعرقل مشوار التربية السليمة

وأخيرا، تشير الدكتورة زينب مهدي، استشاري الطب النفسي ومدربة تعديل السلوك في القاهرة، إلى مجموعة من التحذيرات والأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء والأمهات، والتي تعرقلهم عن النجاح في مشوار التربية، ومن أهمها:

العنف: لا يربي أبدا، بل يوسع الفجوة بينكم وبينهم، لذلك لا تجعلوا طريقة تربيتكم لأبنائكم هي الضرب، والشتم.

المشقة: لا تكلفوهم أكثر من طاقتهم في أن يكونوا مثاليين في تصرفاتهم، دعوهم يعيشوا فترة الطفولة بجمالها، وروعتها.

التعنت والاستبداد: يُنشئان أبناء انقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سنا أو قوة، وهذا الانقياد يضعف الشخصية لدى الأبناء، ويجعلهم أسهل للانقياد والطاعة العمياء، لاسيما عند الكبر مع رفقاء السوء.

اللوم: تجنبوا أن تكونوا في حياة أولادكم نموذجا للشخص اللوام كثير العتاب.

المقارنة: تجنبوا المقارنة مع الآخرين، لا تقارنوه بإخوانه الصغار، ولا تقارنوه بأولاد الجيران أو أولاد فلان، فكل ولد متميز، ومختلف عن الآخر، المقارنة الوحيدة المسموحة هي بين القدرات وبين الأداء.

النقد: لا تكثروا الانتقاد لأبنائكم وبناتكم فإن النقد يقلل من الثقة بالنفس، ويجعل هذا الإنسان مهزوما، مهزوزا من الداخل.

2024/12/01

أرق واكتئاب.. هل يؤثر الطقس البارد على الصحة النفسية؟!

يعيش الإنسان تأثيرات الطقس بشكل يومي، وتتجلى هذه التأثيرات بشكل خاص في الفصول الباردة، فهل هناك علاقة بين درجات الحرارة المنخفضة وصحتنا النفسية؟ وكيف يؤثر الطقس البارد على الصحة النفسية والعقلية؟

[اشترك]

الإكتئاب الشتوي

تشير الدراسات إلى أن هناك ارتباطًا بين درجات الحرارة المنخفضة وتفاقم حالات الإكتئاب، حيث يعاني البعض من ما يُعرف بالإكتئاب الشتوي، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى انخفاض مستويات الضوء خلال أيام الشتاء، ما يؤثر على هرمونات السيرتونين والميلاتونين المرتبطة بالمزاج.

الطقس البارد يؤثر على جودة النوم

تكون الليالي الباردة غالبًا مصاحبة لزيادة في الاستفاق وشد العضلات، مما يؤثر على جودة النوم، حيث تشير الدراسات إلى أن البرودة تزيد من احتمالات الأرق، وبالتالي قد يتطور الأرق إلى تأثير سلبي على الحالة النفسية.

الطقس البارد يزيد من فرص العزلة

يُشير بعض الباحثين إلى أن درجات الحرارة المنخفضة تزيد من ميل الأفراد للبقاء داخل المنازل، ما قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وتقليل التفاعل الاجتماعي، وهو عامل مؤثر على الصحة النفسية.

شراء الفيتامينات والمكملات الغذائية

كيف يؤثر الطقس البارد على الصحة النفسية؟

  • التأثير على الهرمونات:

يؤثر البرد على إفراز الهرمونات في الجسم، بما في ذلك الكورتيزول والأدرينالين، والتي يمكن أن تلعب دورًا في تحفيز الاستجابات العصبية والتأثير على المزاج.

  • تأثير الإضاءة:

قلة الضوء الشمسي من العوامل المؤثرة على الصحة النفسية، حيث ترتبط الأيام القصيرة بانخفاض مستويات فيتامين د، الذي يعتبر مهمًا للصحة النفسية.

  • تأثير البيئة:

يُعتبر التفاعل مع البيئة المحيطة بنا، بما في ذلك الطبيعة والهواء الطلق، عاملًا هامًا في التحسين النفسي، البرد الشديد قد يقيد القدرة على الخروج والتفاعل مع هذه البيئة.

كيف تقلل التأثيرات السلبية للطقس البارد على صحتك النفسية؟

1- حاول التخطيط لأنشطة اجتماعية داخلية أو خارجية مع الأصدقاء والعائلة.

2- قم بالنزهات القصيرة في حدائق أو متنزهات مغلقة للاستمتاع بالهواء النقي وضوء النهار.

3- لا تتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية في المنزل أو الصالة الرياضية.

4- قم بتخصيص وقت للأنشطة الترفيهية داخل المنزل.

5- في حالة قلة الضوء الشمسي، استخدم مصابيح الضوء الطبيعي لتعويض ذلك.

6- تقنيات التأمل والاسترخاء تساعد في تهدئة العقل وتخفيف التوتر.

المصدر: طقس العرب

2024/11/28

لماذا يشكو بعض المراهقين من «ضعف الشخصية»؟

ضعف الشخصية عند المراهقين يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل، إليك بعض الأسباب الشائعة لضعف الشخصية عند المراهقين وبعض النصائح للتعامل معها.

[اشترك]

  1. قلة التوجيه والدعم: عدم وجود توجيه ودعم من الأهل أو المربين يمكن أن يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، يجب على الآباء والمربين توفير الدعم والتوجيه اللازمين للمراهقين لتعزيز شخصيتهم.
  2. ضغوط المجتمع والأقران: التعامل مع ضغوط المجتمع والأقران يمكن أن يكون صعبًا على المراهقين ويؤثر على تكوين شخصيتهم. يجب تعزيز الثقة بالنفس لدى المراهقين وتعليمهم كيفية التعامل مع ضغوط المجتمع بطرق صحيحة.
  3. تجربة الفشل والإخفاقات: قد يواجه المراهقون تجارب فشل وإخفاقات في مختلف المجالات، مثل الدراسة أو العلاقات الاجتماعية. يجب تعليم المراهقين كيفية التعامل مع الإخفاقات وتحفيزهم على المحاولة مرة أخرى وتطوير مهاراتهم.
  4. قلة التواصل والتفاعل الاجتماعي: عدم وجود فرص كافية للتواصل والتفاعل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى انعزال المراهق وضعف شخصيته، يجب تشجيع المراهقين على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية وتعزيز مهارات التواصل الاجتماعي لديهم.
  5. نقص المهارات العاطفية: قد يواجه المراهقون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم وفهم مشاعر الآخرين، يجب تعزيز مهارات الذكاء العاطفي لدى المراهقين وتعليمهم كيفية التعامل مع المشاعر بشكل صحيح.

يجب ملاحظة أن ضعف الشخصية لدى المراهقين قد يكون ظاهرة طبيعية خلال هذه المرحلة التنموية، ولكن يجب مراعاة التدخل المناسب لتعزيز تطورهم الشخصي والعاطفي، في حالة استمرار القلق بشأن ضعف الشخصية أو ظهور مشاكل نفسية أخرى، ينصح بالتوجه للمساعدة المهنية من خلال الاستشارة النفسية أو الاستعانة بأخصائي نفسي.

2024/11/23

مودّة ورحمة.. تعرّف على مفتاح السعادة في الحياة الزوجية

ورد عنهم صلوات الله وسلامه عليهم: «تهادوا تحابوا، فإن الهدية تذهب بالضغائن»[1].

[اشترك]

إذ إن الذي يقدم الهدية، هو الذي يحب من أخذ الهدية، ولعله لأن المعطي إنما يبذل له ما حصله بجهده وعرقه، أو ببذل ماء وجهه، أي: أن جزءاً من كيانه، ووجوده قد تجسد بهذا النتاج.

والإنسان يحب نفسه، وكل متعلقاتها, ويتعامل مع كل ما يعود إليها، أو يرتبط بها، بصورة أكثر حميمية، وانجذاباً، من تعامله مع الأغيار.

وهذا يشير إلى أنه حين أمرنا الله تعالى بالبذل للآخرين، فإنما أراد منا أن ننظر إليهم، وأن نتعامل معهم على أنهم جزء من كياننا ومن وجودنا، وما ذلك إلا لأن تعاملنا هذا سيغيِّر الكثير الكثير من طبيعة حياتنا، وعلاقاتنا ومواقفنا من بعضنا البعض.

أما من يأخذ الهدية، فقد يكون في حرج وضيق، حين يفكر بأن المعطي قد يمنَّ عليه بما أعطاه، ويذكِّره به حتى بالسلام، وفي البسمة واللفتة، والنظرة، وقد تذهب به أفكاره وخيالاته كل مذهب، ليصل إلى حد أن يفكر بأن يبعده عنه، ويتخلص منه، ولو بالأسلوب السيء والمهين. وقد شاع وذاع القول: «إتق شر من أحسنت إليه».

وشاهد آخر على ذلك، هو أن الله سبحانه يقول: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[2].

فإن الله سبحانه حين شرع أحكام الزواج، لم يذكر واجبات وأحكاماً إلزامية خاصة بهذا الواقع الجديد، ســوى عدد يسير، ربما لا يصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة.. واكتفى فيما عدا ذلك بالأحكام العامة, الشاملة لكل مسلم..

مع أن الاحتكاك في الحياة الزوجية فيما بين الزوجين، يفوق ما يكون في أية حالة أخرى.. والأجواء في داخل البيت الزوجي، مهيأة للتدخل في كل شيء يمكن تصوره في مجال تعاطي إنسان مع إنسان آخر..

وذلك من أعظم الدلائل على أن هذا الدين هو من عند الله تعالى.. وهو من مظاهر الإعجاز التشريعي، الدال على أن واضعه هو الله العالم بالسرائر.. حيث إن هذا التشريع يبين: أنه تعالى لا يريد بناء الحياة الزوجية على أساس مصلحي، أو تجاري، أو سياسي، أو على أساس الخضوع والانقياد لظروف اجتماعية، أو غيرها.. لأن المتوقع في هذه الحال هو أن تنتهي العلاقة بمجرد فقدان تلك المصلحة، أو انتهاء ذلك الظرف السياسي، أو الاجتماعي، أو غيره.. أو إذا وجد أي من الشريكين مورداً آخر أكثر ربحاً، وأعظم فائدة ونفعاً.

كما أنه لا يريد أن يقيم العلاقة على أساس اقتضاء الغريزة والحب الشهواني، فإن تأثيره سيتضاءل أيضاً إلى حد التلاشي التام، حينما تفقد الغريزة فاعليتها ونشاطها، أو حينما تخبو جذوة الشهوة، لأي سبب كان..

بل يريد أن يقيمها على أساس أقوى من ذلك كله، يستطيع أن يكون هوالحاكم، والمؤثر، في مختلف الظروف والأحوال، ألا وهو الحب الإنساني، والنظرة الإيمانية..

فكان أن سعى إلى إثارة المشاعر الإنسانية، في كلا الطرفين، تجاه الطرف الآخر، وهيأ المناخ لتمازج تلك المشاعر، لتنتج من ثم حباً إنسانياً صافياً وخالصاً، يحمل في داخله معنى القيمة، ومعنى الإخلاص، ويتنامى في ظل الرعاية الإلهية ليلتقي بالوجدان، فيهبه حياة، ويقظة دائمة، ويتأصل، ويتجذر، ويتعمق بالإيمان، والتقوى.. ويصان ويحفظ في ظل الإحساس بالرقابة الإلهية والوجدانية.

ومن هنا نجد: أن التشريع الإلهي لم يقم نظام الحياة الزوجية، على أساس الحق والعدل. وقهر الطرف الآخر به، وفرضه عليه.. إذ إنه لم يشرع واجبات كثيرة يمكن المطالبة بها لأي منهما، وذلك الذي شرعه وفرضه فعلاً، لن يحقق لهما الراحة، والسعادة، والهناء، إلا بقدر ما يحجزهما عن العدوان والتظالم فيما بينهما، حين تبلغ بهما الأمور إلى الخطوط الحمراء، حيث يكمن الخطر، وتتعمق الهاوية السـحيقة.

ولسـوف يدركان من خلال التجربة العملية: أن هذا ليس هو طريق نيل السعادة، بل إن لنيلها وسائل وطرقاً أخرى لا بد من البحث عنها..

ولن يطول بهما المقام، إذ سيدركان: أنه لا بد لهما من العودة إلى ما يريد الله لهما أن يعودا إليه، ألا وهو التوادّ، والتراحم، حسبما أشارت إليه، الآية الكريمة: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}[3] إن المنقذ والملاذ هو الحب الإنساني، لا الحب الغريزي والشهواني، الذي يضج في داخل ذاته، وليس هو في الحقيقة إلا تعبيراً آخر عن الأنا الطاغي، والمتمرد، الذي يضج في داخل ذاته، ويريد أن يستأثر باللذة، وأن يسعد بها، بأية قيمة وبأي ثمن.

والحب الإنساني والإيماني: لا يرضى بديلاً عن أن يصبح كل من الزوجين جزءاً من شخصية الطرف الآخر، ومتمماً لكيانه، ووجوده: {مِنْ أَنْفُسِكُمْ}.

ولكن الله سبحانه لا يريد أن يوجد هذا الحب بصورة إعجازية، وبجبرية قاهرة.. وإنما يريد لهما أن يقوما معاً بتهيئة أسباب وجوده، وموجبات نشوئه. وأن ينتجاه بصورة طبيعية، وأن يتنامى في داخل ذاتهما ليصبح جزءاً من التكوين الحقيقي لشخصيتهما الإنسانية.

وقد اعتمد من أجل تحقيق ذلك عنصر التضحية المتبادلة، والتي تكون عن إرادة واختيار، ومن منطلق المعرفة، والوعي، والإدراك لحقيقة حاجاتهما الحياتية، في مختلف المجالات..

فحين يشعر كل من الزوجين بضعف الطرف الآخر، وبحاجته للمساعدة والرعاية، فستتحرك مشاعر الرحمة فيه، وسيدعوه ذلك لمد يد العون له. حتى إذا تكرر هذا العون، والتعاهد له مرة بعد أخرى، فإن ذلك سيجعله يتعلق به، لأن جزءاً من جهده، ومن عرقه، قد تجسد فيه، وسيزداد هذا التعلق على مر الأيام تبعاً لتكرر ذلك بسبب اقتضاء الطبيعة الإنسانية له..

ولعل هذا يفسر لنا سرَّ شدة تعلق الأم بطفلها، فإن سببه هو مدى ما تبذله من جهد في مساعدته، وهي ترى ضعفه وحاجته، فتسهر عليه، وتتحمل الكثير من المشاق في سبيله.

أما الأب فإن ما يبذله من جهد وتضحيات مباشرة في سبيل الطفل؛ لا يصل إلى حد ما تبذله أمه، فلذا كان من الطبيعي أن يزيد تعلقها العاطفي بالولد، عن مستوى التعلق العاطفي لأبيه به..

وبذلك يتضح ما يشير إليه قوله تعالى: {َجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} فإن المودة ـ كما قالوا[4] ـ هي الحب الظاهر أثره في مقام العمل..

غير أن علينا أن لا ننسى أن هذا الحب قد يفقد بعض توهجه، بسبب ضعف أو فقد بعض موجباته، التي تسللت إلى عناصر الإلزام في قرار الزواج، مما له صفة غرائزية، أو ذوقية، نشأت عن ملاحظة حالة جمالية معينة، فيكون ضعف تلك الموجبات سبباً في بعض الخفوت، وضعف التأثير في الحركة العملية، والسلوكية، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى تدخل العنصر الثاني، وهو الرحمة، التي هي انفعال نفساني، قوامه رقي في الإدراك الإنساني، وشفافية، وصفاء، وتألق، في روح الإنسان ونفسه..

نعم تأتي هذه الرحمة الإنسانية لتكون هي الضمانة الحقيقية لبقاء هذه العلاقة الرحيمة، والحميمة، والصادقة، محتفظة بقوتها، وبحيويتها..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين.

==============

 الهوامش

[1] بحار الأنوار ج72 ص44.

[2] سورة الروم الآية21.

[3] سورة الروم الآية21.

[4] عن كنز الفوائد للكراجكي.

2024/11/11

زوجي مشغول دائماً.. كيف أتصرف؟!

كتبت خديجة محمد: تشتكي العديد من السيدات من انشغال الزوج دائما، وبمختلف الأسباب التي تعمل على اكتساب الرجل لقب انشغال الزوج دائما إلا أن ذلك يجعله عرضة للانتقادات، فالحياة الزوجية مشتركة ما بين المرء وزوجه، ويجب عليهم التعاون والاهتمام معا بالكثير من التفاصيل المختلفة التي بكل تأكيد سوف تساعدهم في إتمام حياتهم بالشكل المثالي بدون مشاكل أو عواقب من الممكن أن تقابلهم، الأزواج الذين يعملون على وسطية الأمور ومحاولة تحقيق الذات في كل أمر من أمور حياتهم يحصلون في النهاية على حياة سعيدة وبسيطة.

[اشترك]

طرق التعامل مع انشغال الزوج دائما

هناك عدة طرق مختلفة يمكنك أن تتعرف على إحداها حتى تحصل على حياة زوجية سعيدة مع الرجل المشغول بشكل دائم ومن تلك الطرق هي:

  • تفهم أعباء الزوج من الممكن أن يساعدك على تخطي الكثير من الأمور الصغيرة في حياتك، أي قومي بالتعرف على ما يمنعه من الجلوس معك ومع عائلته وعندما تحللين تلك الأمر بشكل جيد سوف تتعرفين على أنه مضطر لفعل ذلك للذهاب إلى عمله بشكل كبير من أجل توفير حياة كريمة لكي ولابنك وفي تلك الأمر لا تحزني وقدري ذلك له.
  • يجب عليك أن تقومين بمشاركة الزوج في تنظيم وقته بحيث أن يوجد لكي وقت في نهاية اليوم أو وسط اليوم للتحدث معه وقضاء وقت لذيذ معا، حيث أن العديد من الرجال لا يتعرفون على الطريقة الصحيحة التي من الممكن أن يقومون بها من أجل تنظيم الوقت.
  • حاولي مع زوجك وتحدثي معه حول تخصيص بعض الوقت لكما، بالتأكيد سوف تصلون في النهاية إلى أي نتيجة مرضية

للطرفين وفي تلك الوقت يمكنكما أن تقومون بعمل العديد من الأنشطة الجميلة التي تحبونها معا، حيث أن الرجل في النهاية يحب أن يشعر بالراحة والأمان في منزله عن أي شيء أخر أو مكان أخر، لذلك بادري بأن تكونين أنت مصدر ذلك وليس غيرك.

  • قومي بدعم زوجك بشكل دائم وتقديم الدعم المعنوي والمادي له أن توفر لديك، حيث أن الرجل يحب التقرب إلى زوجته التي توفر له الدعم بشكل عام، وتحب أن تتقرب ممن يحبها ويكبرها أيضًا في أي مكان، لذلك قوم بتشجيعه على ما يحب وساعديه في أن يحقق كل ما يريد من أحلام.
  • لا تقومي بمقارنة زوجك مع الأخريين، حيث أن من الممكن أن ينبذ ذلك ما تقومين به وبالتالي سوف يترك بداخله إثر غير جيد نهائيا وسوف يشعر من بعد ذلك بالعديد من الحزن تجاهك ومن ثم انعدام الثقة في نهاية الأمر.
  • يجب عليك أن تتفهمي أن الحياة عبارة عن مراحل مختلفة كل مرحلة بها العديد من الأمور التي يجب على المرء بها أن يحقق المزيد من الأمور المختلفة التي يجب أن تحقق في تلك الوقت، لذلك إذا شعرت أن زوجك مشغول عنك بعض الوقت يمكنك أن تتحملين تلك الفترة حتى تنتهي ومن ثم يعود إليك مرة أخرى.
  • تواصلي مع زوجك بشكل مباشر وتحدثي معه عن مخاوفك وعن ما يقلقك بشكل عام، حيث أن الكثير منا يشعر بالمزيد من الضعف بشكل عام عندما يبعد عنه شريك حياته بشكل أو بأخر ولذلك يجب أن يشعر المرء بزوجه.

طريقة استغلال انشغال الزوج

يمكنك أن تقومين باستغلال وقت زوجك بكل سهولة، وهذا سوف يتم من خلال عدة أمور يجب عليك أن تقومين بها ومن تلك الأمور هي:

  • تغيير الروتين اليومي بشكل كبير أولا، حيث أن الروتين اليومي هو الذي يهدر لك الكثير من الوقت، يجب على الزوجة أن تقوم بتخطيط اليوم بالشكل الجيد بحيث أن يستطيع الزوج القيام بتلك التخطيط في يومه ويجد وقتا أيضا لكي يقوم بأعماله المختلفة ويمكنه في نفس الوقت أن يقضي معك الكثير من الوقت.
  • ممارسة الرياضة من الأمور التي تساعدك على تنظيم وقتك وتجعلك تشعر بالحيوية طوال اليوم، يمكنك أن تقومين بممارسة المزيد من الرياضة بشكل يومي بحيث تحصلين على طاقة لإتمام كافة الأمور على مدار اليوم والقيام بالأنشطة بالإضافة إلى الحصول على وقت إضافي للجلوس مع الزوج.
  • يرجى أيضًا من الزوجة أن تقوم بعمل بعض العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء أو الأصحاب المقربين إلى الزوج بحيث أن يكون هناك بعض الأنشطة المشتركة فيما بينهم وبهذه الطريقة يمكنهم أن يشعروا بوقت لطيف معا خارج المنزل بدون هدر المزيد من الوقت.
2024/11/09

هل يؤيد الإسلام عمل المرأة؟

نشير في هذا العجالة إلى النقاط التالية:

[اشترك]

1 ـ  إن من يراجع النصوص القرآنية والحديثية، يخرج بحقيقة أن الإسلام يسعى إلى أن يعفي المرأة من أمر العمل خارج بيتها، فإن تربية أطفالها ـ كما يريد الله سبحانه ـ تحتاج إلى إعداد لها، واستعداد منها، على المستوى النفسي، والفكري، والثقافي، والإيماني، والأخلاقي، والسلوكي. وإلى بذل جهد كبير جداً لن تجد معه المرأة فرصة لأي عمل آخر سوى أن تأخذ قسطاً من الراحة يمكنها من الصمود والصبر ثم متابعة إنجاز هذه المهمة الجليلة.

ولأجل أن هذا هو التوجه العام نلاحظ: أن الشارع قد أعفاها من أي انفاق، حيث إن نفقتها إنما تجب على غيرها، حتى لو كانت تملك أموالاً طائلة، وكان زوجها فقيراً وأعطاها حق الحضانة لأولادها، ونحو ذلك من التشريعات الأخرى التي تنسجم مع هذا الجو الرعائي الحميم..

2 ـ إن النصوص تشير أيضاً إلى أن الشارع يرغب في صون المرأة وحفظها من التعرض للرجال، والدخول معهم، والإختلاط بهم. وهو حين يرجح لها أن تعيش في أجواء الصون، والعفاف، فإنه لا يهمل حالات الضرورة، فيسمح لها، بما من شأنه أن يلبي حاجاتها، ويرفع ضروراتها. فإذا توقفت حياتها على العمل، فإنه يرجح لها أن تختار عملا ينسجم مع أهدافه تلك، ولا يجعلها في معرض الفتنة والإفتتان. ولا يرضى لها أن تكون في الواجهات، والصالات لتجلب بأنوثيتها الزبائن.

بل تجد في القرآن إشارة صريحة إلى لزوم حفظ حالة الصون، والإبتعاد عن أجواء التعامل المباشر والإختلاط، كقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}.

وعنهم عليهم السلام: المرأة ريحانة، وليست بقهرمانة.

وقد روى السندي بن محمد، عن أبي البختري، عن الإمام الصادق عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قضى على فاطمة عليها السلام بخدمة ما دون الباب، وقضى على علي عليه السلام بما خلفه.

قال: "فقالت فاطمة عليها السلام: فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله صلى الله عليه وآله تحمل رقاب الرجال. (البحار ج43 ص81 عن قرب الإسناد).

والأخبار التي يمكن الإستشهاد بها كثيرة.

2024/11/07

بيت بلا أبناء: هل سمعت بـ"العش الفارغ" من قبل؟!

متلازمة «العش الفارغ»، هي حالة يصاب بها الأبوان أو أحدهما، عند خروج آخر الأبناء من المنزل، سواء لتكملة الدراسة أو للعمل أو الزواج، إذ يشعران آنذاك بالفراغ والحزن والخسارة.

[اشترك]

يحدثنا الدكتور حسين مبارك، حاصل على البورد النمساوي في الطب النفسي والأعصاب، عن تأثير هذه الحالة الاجتماعية في الأبوين وكيفية تفاديها، ويقول «متلازمة العش الفارغ حالة عاطفية عادة ما تصيب الوالدين عندما يغادر الأبناء المنزل للعيش بمفردهم، سواء كان ذلك بسبب الدراسة أو الزواج أو لأسباب أخرى، إذ يشعر الآباء بالحزن،والفراغ والعزلة، بسبب تغيّر الدور الذي كانوا يؤدّونه في حياتهم كأولياء أمور نشطين.

وعلى الرغم من أنها ليست اضطراباً نفسياً معترفاً به بشكل رسمي، إلا أنها قد تؤدي إلى مشاعر الاكتئاب والقلق أو فقدان الهوية لدى بعض الأفراد، بخاصة إذا كانت حياة الوالدين مرتبطة بشكل كبير برعاية الأبناء».

لماذا يشعر الوالدان بالفراغ بعد مغادرة الابن الأصغر المنزل نهائياً؟

هناك علاقة ارتباطية يوضحها الدكتور حسين مبارك، بين متلازمة العش الفارغ وتراكم شعورها السلبي لدى الأبوين، وبين خروج الابن الأصغر من البيت، لأسباب عدّة:

  • آخر من يغادر: الأبناء الأصغر عادة ما يكونون آخر من يغادر منزل الأسرة، ما يجعل مغادرتهم حدثاً نهائياً، وحاسماً للأبوين، فبعد رحيلهم قد يشعر الوالدان بأن البيت قد أصبح فارغاً بالكامل.
  • الرابط العاطفي القوي: في كثير من الحالات، يتشكل رابط عاطفي خاص بين الوالدين والابنة أو الابن الأصغر، بسبب الفترة الطويلة التي قضوها معاً، بعد مغادرة الإخوة الأكبر، وقد يكون هناك اعتماد عاطفي أكبر على الابن الأصغر.
  • تغيّر نمط الحياة: مغادرة الابن الأصغر عادة ما تجبر الوالدين على مواجهة مرحلة جديدة من حياتهما، حيث يتحول دورهما من الرعاية اليومية، إلى محاولة التكيّف مع حياة مختلفة، ما يمكن أن يثير مشاعر الفقد، أو الحزن.
  • يوجد سبب لا يقل أهمية يضاف إلى الأسباب السابق ذكرها، وهي الخلافات العائلية، التي يمكن أن تعمق تأثير متلازمة العش الفارغ، وتزيد من تعقيدها «عندما تكون هناك توترات بين الزوجين، فإن مغادرة الأبناء قد تؤدي إلى مشاعر إضافية من القلق والحزن والاكتئاب، فعدم إغلاق تلك الخلافات بين الوالدين، ومع مغادرة الابن (بخاصة الأصغر)، قد تجعلهما يشعران بأن الفرصة لحلّها قد ضاعت، فضلاً عن الشعور بالعزلة العاطفية لوجود تلك الخلافات، بخاصة إذا لم تكن هناك علاقات صحية تدعمهما بعد مغادرة الأبناء، وفي مثل هذه الحالات، يمكن أن يكون التفاهم الأسري، أو الاستشارة الزوجية، وسيلة مفيدة للتعامل مع الخلافات، وتقليل التأثير السلبي لمتلازمة العش الفارغ».

يلخّص الدكتور حسين مبارك طرق التعامل مع متلازمة «العش الفارغ»، في محاولة للتخلّص من تبعاتها:

  • البحث عن نشاطات جديدة: يمكن للوالدين ملء وقتهما بتعلم هوايات جديدة، أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
  • التواصل الاجتماعي: البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يساعد على تخفيف الشعور بالعزلة.
  • التخطيط للحياة بعد الأبناء: التفكير في المستقبل ووضع خطط مشتركة بين الزوجين يمكن أن يعزز الإحساس بالأهمية.
  • طلب الدعم: في بعض الحالات، قد تكون الاستعانة بمعالج نفسي أو مستشار أمراً مفيداً للتعامل مع المشاعر الصعبة.

استراتيجيات العلاج من «العش الفارغ»

يضيف الدكتور حسين مبارك «التعامل مع حالات متلازمة «العش الفارغ» التي تتفاقم بفعل الخلافات العائلية، يتطلب نهجاً إضافيا يتبنى بعضه الأبناء، بجانب المختصين، في محاولة لتخلّص الوالدين من المشاعر السلبية..

وإليك بعض الاستراتيجيات العلاجية التي يمكن أن تُستخدم:

التقييم الشامل:

  • فهم الديناميكيات العائلية: في البداية، يجب أن يتم تقييم شامل للحالة لفهم الخلفية العائلية، وطبيعة العلاقة بين الوالدين والأبناء، والخلافات الحالية، وقد يشمل التقييم أيضاً، البحث عن أيّ أعراض اكتئاب أو قلق، قد تكون مرتبطة بالوضع الجديد.
  • استكشاف مشاعر الفقد: أي مساعدة الوالدين للتغلب على أحاسيسهما تجاه فقدان دورهما كوليّي أمر نشطين، وتأثير ذلك فيهما.

العلاج الفردي:

  • خطط التكيف: تعليم الوالدين تقنيات التكيّف الإيجابية، مثل تحديد أهداف جديدة، وتطوير اهتمامات أو هوايات جديدة، والانخراط في الأنشطة الاجتماعية.
  • إدارة التوتر والقلق: يمكن أن تشمل هذه الجلسات تعلّم تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل والتنفس العميق، إضافة إلى مهارات التفكير المعرفي لتحدّي الأفكار السلبية المتعلقة بمغادرة الأبناء.
  • إعادة بناء الهوية: مساعدة الأفراد على إعادة بناء هويتهم الشخصية، بعيداً عن دورهم كوالدين، والتركيز على تطوير الذات واستكشاف معانٍ جديدة للحياة.

العلاج الأسري:

  • تحسين التواصل: العمل مع جميع أفراد الأسرة لتحسين مهارات التواصل، ما يساعد على حل النزاعات القديمة، وفهم مشاعر بعضهما بعضاً، وقد يتضمن ذلك جلسات علاج أسري يمكن أن تفتح المجال لمناقشة المشاعر المكبوتة، وإيجاد حلول للصراعات القائمة.
  • إعادة بناء العلاقات: في حالات الخلافات العائلية، يجب التركيز على إعادة بناء العلاقة بين الوالدين والأبناء، وتخفيف المشاعر السلبية أو الغضب، وتعزيز الفهم المتبادل.

العلاج الزوجي:

  • التكيّف مع الحياة بعد الأبناء: في حالة وجود توترات زوجية، قد يكون من المفيد اللجوء إلى العلاج الزوجي، بهدف مساعدة الزوجين على التكيّف مع مرحلة جديدة من حياتهما، بعد مغادرة الأبناء، وتعزيز العلاقة بينهما بعيداً عن دورهما كوالدين.
  • إعادة إحياء العلاقة: يمكن أن تشمل الجلسات تعزيز الأنشطة المشتركة والهوايات التي قد تُعيد الحيوية إلى العلاقة الزوجية.

الدعم الاجتماعي:

  • تشجيع الدعم الاجتماعي: مساعدة الوالدين على توسيع شبكة علاقاتهما، من خلال المشاركة في أنشطة جماعية، والانخراط في مجتمعات تشترك في الاهتمامات نفسها.
  • تشجيع الصداقات: المساعدة على رؤية أهمية بناء صداقات جديدة أو إعادة إحياء القديمة منها، والتي يمكن أن توفر الدعم العاطفي في هذه المرحلة الانتقالية.

المراقبة المستمرة والتعديل:

  • تقييم التقدم: احرص على متابعة تقدم الوالدين وأي تغيّرات إيجابية في مشاعرهما أو سلوكهما، ويمكن تعديل خطط العلاج لتلبية احتياجاتهما المستجدة.
  • التعامل مع الانتكاسات: في حالة ظهور مشاعر قوية من الحزن أو القلق، تتم إعادة التركيز على أدوات التكيّف التي تم تعلّمها في العلاج، ومواصلة العمل على معالجة المشكلات العاطفية.

الاستعانة بمتخصصين جدد إذا لزم الأمر:

  • تقديم دعم إضافي: في بعض الحالات، قد يكون هناك حاجة للاستعانة بمتخصصين جدد، إذا ظهرت مشكلات نفسية أكثر تعقيداً، مثل الاكتئاب الشديد أو اضطرابات القلق، فالتعامل مع مثل هذه الحالات يتطلب تفهّماً كبيراً لحساسية الموقف، ودعماً قوياً لمساعدة الوالدين على التكيّف مع التغيرات الكبيرة في حياتهما.
2024/10/23

هل تخصص وقتًا كافياً لعائلتك؟!

كتبت آية يونس: يُعَدّ قضاء الوقت مع العائلة حجر الأساس في بناء مجتمع متماسك ومزدهر، فهو يُشكِّل ركيزة أساسية لمُواجَهة تحدّيات الحياة المُعاصِرة، إذ يُعَدّ استثماراً قَيِّماً في العلاقات الإنسانية، ومستقبل الأجيال القادمة.

[اشترك]

وتمتدّ الآثار الإيجابية لهذا الأمر لتتجاوز جُدران المنزل، وتَصِل إلى النسيج الاجتماعي الأوسع، ممّا يسهم في خلق أُسُس مَتينة لمستقبل أكثر إشراقاً، وفي ما يأتي أهمّ فوائد قضاء الوقت مع العائلة، وتأثيره في بناء هذا المستقبل المُشرِق:

القِيَم المشتركة: تعزيز الهوية الأُسَرية

يُشكِّل قضاء الوقت مع العائلة فرصة قَيِّمة لترسيخ القِيَم المُشترَكة، وتقوية الهوية الأُسَرية الفريدة، فمن خلال التفاعُلات اليومية مع العائلة، تُغرَس المبادئ والأخلاقيات والمُعتقَدات الأساسية التي تُميِّز الأسرة، وتُعَدّ التقاليد العائلية وسيلة فَعّالة لتعزيز هذه القِيَم الجوهرية التي تُشكِّل هوية الأسرة، فمع نُمُوّ الأطفال، وتوسُّع دوائرهم الاجتماعية، يُصبح وجود أساس راسِخ للقِيَم والمبادئ أمراً حيوياً في تشكيل شخصيّاتهم وهويّاتهم.

ولتعزيز هذه القِيَم والهوية الأُسَرية، من الضروري الحفاظ على الاتِّساق والوضوح في تحديد ما تُمثِّله هذه القِيَم، سواء أكانت مُرتبِطة بالجوانب الدينية أم بالجوانب التراثية أم بأيّ جانب آخر يحمل أهمّية خاصَّة للعائلة.

ويُعَدّ إشراك الأطفال في ممارسة هذه القِيَم والتقاليد أمراً ضرورياً، سواء عبر المشاركة في الأنشطة والمُناسَبات العائلية أو فتح حِوارات مُستمِرّة عن هذه المواضيع، ممّا يسهم في ترسيخ هذه القِيَم، وجعلها جزءاً لا يتجزَّأ من الهوية الشخصية والأُسَرية للأطفال.

الدعم العاطفي: ركيزة الاستقرار النفسي

تُشكِّل الروابط الأسرية السليمة والقوية درعاً واقياً ضدّ تقلُّبات الحياة، إذ تُوفِّر مساحة آمِنة لتبادل الهموم والمَخاوف، فعندما يُدرك الإنسان وجود مَن يهتمّ لأمره ويُصغي إليه ينعكس ذلك إيجاباً على تقليل مُستَوَيات التوتُّر لديه، ويبرز دور الدعم العائلي بصورة خاصّة في حياة المراهقين، إذ يسهم في تخفيف أعراض القلق التي قد تواجههم في تلك المرحلة.

ويمكن تجسيد أهمّية الدعم العائلي في مواقف الحياة اليومية، فعلى سبيل المثال عند مواجهة صعوبات في العلاقات الاجتماعية أو التحدّيات الأكاديمية، يُصبح وجود أفراد العائلة الداعمين مصدراً للقوّة والطمأنينة، فالحديث مع أحد أفراد الأسرة عن هذه المشكلات يُساعد في تخفيف الضغط النفسي، ويفتح آفاقاً جديدة للتفكير في حلول إيجابية، ممّا يجعل الوقت مع العائلة استثماراً حقيقياً في الصِّحَّة النفسية والعاطفية على المدى البعيد.

تعزيز الصحَّة الجسدية: مصدر دعم وتحفيز لنمط حياة صِحِّي

قد يُؤثِّر الوقت الذي تقضيه العائلة معاً إيجاباً في الصحَّة الجسدية لأفرادها، فالعائلات التي تتبنَّى ممارسة أنشطة صِحِّية، كتناول الوجبات المنزلية، والمشاركة في الرياضة والأنشطة الخارجية، قد تُسهم في تحسين اللياقة البدنية والصِّحَّة العامة لأفرادها، وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ وجود بيئة عائلية تُشجِّع على اتِّباع عادات صِحِّية، كالاهتمام بالتغذية السليمة، يُعزِّز الصِّحَّة الجسدية أيضاً، فالعائلة السليمة تُعَدّ مصدراً داعماً ومُحفِّزاً لاختيار أنماط الحياة الأكثر صِحَّة.

وعلى عكس ذلك، قد تُشجِّع بعض العائلات على سلوكات وممارسات غير صِحِّية، الأمر الذي يتطلَّب وَعياً وجُهوداً مُشترَكة من قِبَل أفراد العائلة لتبنّي نمط حياة صِحِّي، ومن ثَمَّ المحافظة على صِحَّة أفرادها المستقبلية.

التحصيل الدراسي: ثمرة الرعاية الأُسَرية

يؤدّي الدعم الأُسَري دوراً محورياً في تعزيز الأداء الأكاديمي للأطفال، إذ تُشكِّل السنوات الأولى من حياة الطفل فترة حاسمة في تكوين شخصيّته وقدراته التعليمية، وتوفير التوجيه والرعاية المُناسِبَين من قِبَل الوالِدَين يُؤثِّر إيجاباً في مستوى التحصيل الدراسي، ويُعَدّ الحضور الفَعّال للوالِدَين خلال المراحل التعليمية المختلفة أمراً ضرورياً، لضمان أداء أفضل للأطفال.

ومساعدة الأطفال في دراستهم وأنشطتهم المختلفة يسهم في نُمُوِّهم بصورة أفضل، ممّا قد يُمهِّد الطريق لفُرَص وظيفية أكثر جاذبية في المستقبل، ولا يقتصر دور الأسرة على تقديم المساعدة التعليمية فحسب، بل يمتدّ ليشمل تشجيع الأطفال على بذل قصارى جهدهم، والحصول على درجات جيِّدة، فالاهتمام بتفاصيل يومهم الدراسي، والاستماع إلى ما تعلَّموه حديثاً، يُعزِّز ثقتهم بأنفسهم، ويُحفِّزهم على المشاركة في الأنشطة المدرسية بحماس أكبر، ممّا ينعكس إيجاباً على أدائهم الأكاديمي، ويسهم في بناء شخصية واثقة ومُتفوِّقة.

مهارات التواصل: مُكتسَبات حياتية دائمة

يُعَدّ تحسين مهارات التواصل من الفوائد الملموسة لقضاء الوقت مع العائلة، فالبيئة الأُسَرية الآمِنة والداعمة تُوفِّر فُرَصاً لا تُقدَّر بثَمن للانخراط في محادثات ونِقاشات بَنّاءة، ممّا يُشجِّع على تطوير مهارات الاستماع النَّشِط، والتعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح.

ويكتسب أفراد الأسرة عبر هذه التفاعلات مهارات تواصُل فَعّالة يُمكنهم تطبيقها في مختلف مجالات حياتهم، سواء في العمل أو في العلاقات الاجتماعية الأخرى، ممّا يُساهم في تعزيز نجاحهم وتفاعلهم الإيجابي مع المجتمع كلّه.

تعليم مهارات الأُبُوّة والأُمومة المستقبلية: إرث الحب والرعاية

تؤدّي الذكريات العائلية دوراً محورياً في غَرس الرغبة لدى الأطفال في خلق أجواء مماثلة في منازلهم المستقبلية، إذ تكتسب العائلة أهمّية بالغة بوصفها النموذج الذي يتعلَّم من خلاله الأبناء مهارات الرعاية الأساسية، سواء من الأمّ أو الأب، والتي سوف يستخدمونها يوماً ما في حياتهم، وقد يبدؤون بممارسة هذه المهارات مُبكِّراً، عبر مُحاكاة سلوكات والِدِيهم في تعامُلهم مع إخوتهم، ممّا يُعزِّز قدراتهم على تطوير مهارات الأُبُوّة والأُمومة في المستقبل.

ويسهم قضاء الوقت مع الوالِدَين كثيراً في تطوير هذه المهارات لدى الأطفال، إذ يتعلَّمون من خلال مراقبة تصرُّفات الكبار من حولهم، فعندما يُحيط الآباء والأمّهات أطفالهم بنمط تربوي إيجابيّ وبيئة دافئة، فإنَّ احتمالية تكرار هذا النمط من قِبَل الأبناء مع أطفالهم في المستقبل تزداد كثيراً، ممّا يعني أنّ الوقت الذي يقضيه الآباء مع أبنائهم لا يقتصر تأثيره في الحاضر فحسب، بل يمتدّ ليُشكِّل أساساً متيناً لأجيال المستقبل، ومن ثَمَّ ضمان استمرارية دورة الحب والرعاية عبر الأجيال.

حلّ النزاعات: مهارة حياتية أساسية

يُمثِّل الوقت العائلي فرصة ثمينة لمُعالجة الخِلافات وحلّ النِّزاعات، فعبر التفاعُلات اليومية بين أفراد الأسرة، تنشأ مواقف مُتنوِّعة تتطلَّب التعامل مع وجهات النظر المختلفة، وتسوية الخلافات التي قد تحصلح ممّا يُساعد على تطوير مهارات التفاوض، وترسيخ قدرات حلّ المشكلات، وتحديداً عندما يكون الفرد مُحاطاً بعائلة داعِمة تحثُّ على حلّ المشكلات بطُرُق بنّاءة.

 وهذا الأمر يعني أنّ الوقت الذي يقضيه أفراد العائلة معاً لا يقتصر على اللحظات السعيدة فحسب، بل يمتدّ ليشمل تجارب قَيِّمة في التعامل مع التحدِّيات، وتحويلها إلى فرص للنُّمُوّ والتطوُّر، ممّا يُسهم في بناء أُسُس متينة للعلاقات الأُسَرية، ويُزوِّد أفراد العائلة بمهارات حياتية أساسية يُمكِنهم تطبيقها في مختلف مجالات حياتهم.

وفي الختام، يُنصَح باستغلال الوقت وقضاءه مع العائلة بوصفه أولوية في الحياة اليومية، فهو استثمار لا يُقدَّر بثَمن، لتعزيز الشعور بالسعادة ومستقبل الأسرة، ولا بُدّ من تخصيص أوقات مُنتظَمة للتواصل العائلي، سواء أكانت نُزهات في الطبيعة أم ممارسة رياضة مُفضَّلة أم جلسات للحديث وتبادل الأفكار، فهذه اللحظات البسيطة هي التي تبني الروابط القوية، وتخلق الذكريات التي ستبقى مع العائلة مدى الحياة.

2024/10/21

كيف تُحوّل شجار أطفالك إلى نجاح؟!

كتبت أنفال سليم مرزة: قلما يجتمع أطفال في مكان واحد إلا تنازعوا وتشاجروا، وقد تطول هذه المنازعات وقد يعقبها تراض وعودة إلى الألفة واللعب، ولكن الآباء يضجون بمشاجرات الأبناء لما يحدثونه من ضوضاء وجلبة في المنزل، ولأنهم يشغلون الآباء عن أداء ما يقومون به، أو يمنعونهم عن الراحة والاسترخاء فيثورون على الأبناء، وقد يلجؤون إلى أسلوب عنيف في وضع حد لمشاجرات الأطفال.

[اشترك]

نعتقد بعدم ضرورة القلق من رؤية الصراعات التي تنشب بين الأطفال ولا يجب التصور بان الوضع قد وصل الى حالة مقلقة، فالمشاجرات موجودة بشكل طبيعي بين الاطفال ويعتبرها بعض علماء النفس كما سنرى ذات طابع غريزي وفطري، والنزاعات بين الزملاء في المدرسة، والأقران في الشارع  إذا لم تكن مصحوبة بالعنف ولم تتخذ طابع الدوام والتكرار تعتبر أمراً طبيعيا يسلكه جميع الاطفال.

الوضع الطبيعي الذي يميّز حياة الاطفال هو المشاجرة حيناً والتصالح والمحبّة حيناً آخر، وحتّى أن موضوع الغالب والمغلوب لا وجود له في نزاعاتهم ومشاجراتهم، فما أن تنشب بينهم مشاجرة حتى تهدأ الاوضاع بعد لحظات ويعودون إلى اللعب والحياة العادية، أما دور العائلة في مثل هذه المواقف فيجب أن يتركز على تقليل النزاعات إلى أدنى حد ممكن، والحيلولة دون استخدام اساليب العنف والتعسف فيها.

ومن هنا يراود الآباء والمربين سؤال ما هي أسباب المشاجرة بين الأطفال؟

‎يمكن ذكر أسباب كثيرة للمشاجرات التي تقوم بين الأطفال، وهي أسباب إذا لم تتأمّلها بدقة لا يمكن التوصل الى نتيجة واضحة بشأنها، فالأسباب التي يذكرها الاطفال في صراعاتهم اغلبها تافهة ولا تعدو أن يكون أحدهم قد تلفظ باسم الآخر بالخطأ عمداً أو ذكر اسم امه وابيه بسوء او اراد اخذ ادواته او لم يشاركه معه في لعبه وما شابه من هذه الامور، وفي نفس الوقت هناك حالات يمكن التعويل عليها في طرح وجهات النظر في المشاجرات التي تحدث، وهي حالات كثيرة نذكر بعضاً وهي:

1-  الرغبة في التملك: قد يكون في يد الطفل لعبة ألا أنه يلاحظ في يد طفل آخر لعبة أجمل منها فيثور في نفسه حب العدوان والرغبة في التملك فيركض ليخطفها ومن الطبيعي يؤدي الى نشوب مشاجرة بينهما وقد يرافقه ضرب وهذا غالبا ما يكون بكثرة بين الأطفال دون سن الرابعة.

2- الحفاظ على ملكيته: يسعى الطفل إلى صيانة ممتلكاته والحفاظ عليها لأن الطفل شديد الحساسية على ما في يديه وشديد الحذر على ممتلكاته.

3-  الحسد: عندما يولد طفل جديد يستحوذ على كل اهتمام ومحبة الوالدين أو بسبب تفرقة الوالدين بين الأبناء أو تفضيل أحد الاولاد على الآخر يسبب إلى نشوب الصراع والمشاجرات بينهم.

4- اطفاء نار الغضب والانفعال: للطفل احياناً سلوك غير قويم في البيت وفي المدرسة ويتلقى - نتيجة لذلك - بعض العقوبات من المدير أو المعلم أو عندما يكتب الآخرون عن سوء سلوكه ويخبروا ذويه عن بعض اخطائه فمن الطبيعي يعيش حالة مريرة من الترقب، ويبرز انفعالاته بشكل غير سليم ويتشاجر مع الآخرين لأتفه الأسباب.

5- العقد النفسية والضعف: تنطلق المشاجرات في بعض الحالات من ضعف الشخص واصطدامه بمسائل جديدة وعدم قدرته على مواجهتها، وقد تكون المشاجرات بسبب الرغبة في التنفيس عن العقد النفسية التي لديه أو لان الطفل دائما ما يتلقى عقوبة من والديه، فيبرز ما لديه أو يتحجج للتعويض عما مضى ويعوض على نفسه.

6- الرغبة في السيطرة والتسلط: يميل الكثير من الأطفال إلى التسلط على الآخرين حتى في اللعب، لذلك كثيراً ما يؤدي هذا الميول إلى المشاجرة والاصطدامات.

7- اثبات القوة والوجود: إن الطفل الذي يشاهد ويسمع بواسطة التلفزيون والانترنيت المغامرات والبطولات ان البطل صرع خصمه بعدة لكمات، ويحاول اثبات ذاته وإظهار شخصيته بالأساليب والطرق المألوفة اجتماعياً فإذا عجز عن ذلك لجأ الى المنازعات والمشاجرات، فيحاول يثبت انه قوي وقادر على أن يأمر وينهي.

8-  انعكاسات تربوية سيئة: تنشأ الكثير من المنازعات بين الأطفال بسبب نمط سلوك الوالدين في إثارة حسد الطفل وضغائنه، بسبب مشاجرات الوالدين امام الأطفال فيسعى الطفل الى تكرار سلوك والديه.

9- أسباب متعلقة بشخصية الطفل واثارة غضبه: قد تكون الشجارات ناتجة أحيانا عن اضطراب في شخصية الطفل، إذا تكررت بصورة لا مبرر لها أو ينتج سلوك المشاجرة بسبب مشاهدة الطفل لأنواع مظاهر الظلم والتمييز في البيت والمدرسة، فيبقى ينتظر الموقف الذي يعبر عن غضبه ويخفف الحمل لديه.

في الوقت الذي يعتبر شجار الأطفال إحدى الوسائل لإثبات الذات والسيطرة، وكلاهما من الصفات اللازمة لنجاح الانسان في الحياة، ويتعلم الطفل في الشجار كثيرا من الخبرات مثل وجوب احترام حقوق الغير، والعدل والواجب ومعنى الصدق والكذب، وأهمية الاخذ والعطاء بأسلوب يحقق له المحافظة على حقوقه وعلى حقوق الغير، لذا على الآباء والمربين انتهاز مناسبات شجار الأطفال وتوجيههم الوجهة التربوية السليمة وتعريفهم بالحق والواجب.

لكن أحيانا مواقف الوالدين أو المربين تزيد من مشاجرات ونزاعات أطفالهم ضمن الحالات التالية:

1-التوبيخ: توجد حالات يجب يعرف المتجاوز أنه لا بد من توبيخه ومعاقبته، والجانب الآخر الاهم هو أن نرى هل يستحق التوبيخ أم لا؟

في الكثير من الحالات يسارع الوالدان والمربون، حين السماع بوقوع مشاجرة بين طفلين، الى توجيه اللوم والتوبيخ لأحدهم ولكن بشكل غير مدروس وهذا ما يوقعه في دوامة من اليأس والقلق، فتكون النتيجة الهدم بدل الاصلاح.

2- التدخل في الأمور: أن الكثير من المشاجرات إذا لم نوليها أي اهتمام تنتهي إلى التصالح، إلا أن تدخل الوالدين يؤدي بشكل غير مباشر إلى ظهور نتائج سلبية ويفقدهم القدرة على حل المشكلة، ويعتبر هذا من الضعف التربوي لدى الأبوين بحيث لا يقدران على ايجاد جو من الألفة بين الاخ والأخت، وتدخل الوالدين لا يلبث طويلاً حتّى يستأنف النزاع من جديد، أي ان التدخل لا يحبذ إلا في الحالات الخطيرة التي يحتمل ان تتمخض عنها بعض الاضرار.

3‎- الفعل الاستباقي: نلاحظ احياناً ان الوالدين بمجرد سماعهم لصياح الاطفال يهرعون إليهم وينهالون على الطفل الاكبر بالضرب من غير معرفة الذي بدأ بالعدوان، وهو في حقيقة الامر لا تقصير لديه، وهذا ما يغيظ الطفل ويخلق لديه تصور بعدم عدالة الوالدين، فالتحقيق في المسألة أمر ضروري وحلها يسهل بالتأني واللين لا بالقوة والعنف والطفل المخطئ يجب أن يُبين له خطأه، إلا في الحالات التي يتعذر فيها ذلك.

4- الانحياز: يضطر الوالدان في بعض الظروف للدفاع عن الابن الاصغر حماية له من الابناء الاكبر من غير معرفة بالنتائج التي يخلقها مثل هذا الموقف لسائر الاطفال، فان كان الانحياز لصالح المعتدى عليه بعد تحديد المعتدي فهو تصرف صحيح وفي موضعه المناسب، لأن الوقوف الى جانب المعتدي عليه وملاطفته يعتبر بحد ذاته نوعاً من الردع للمعتدي، وهو في نفس الوقت اشعار للمعتدى عليه بالأمن والعدالة، وفي كل الاحوال تجب المحاذرة من الانحياز غير العادل لأنه يمهد الأرضية لمزيد من المنازعات اللاحقة.

5- التجاهل: وفي بعض المواضع يتكاسل الوالدان والمعلمون عن متابعة ما يحصل بين الاطفال من مشاجرات وتقصي اسبابها، فيتجاهلونها ويعرضون عنها، غير ملتفتين الى أن مثل هذا الموقف يعتبر تشجيعاً للظالم وخلقاً لليأس في قلب المظلوم، فالواجب اذن يستدعي مراقبة ما يحصل من منازعات بين الاطفال وإعانة من يقع عليه الظلم وانصافه مع مراعاة العدالة وعدم الانحياز.

6- العقوبة: واخيراً نلاحظ في بعض المواقف ان الأبوين يدخلان في المنازعة ويضربا الطرفين بدون معرفة المقصر منهما أو يستهزئان بهما أملاً في وضع خاتمة للنزاع، وقد ينجح هذا الاسلوب في انهاء المشاجرة إلا أنه لا يحل المشكلة، فالوالدان ينفسان في هذا التصرف عن غضبهما إلا أن جذور المشكلة تبقى قائمة، فهذا الأسلوب يتميّز بنوع من العناد لا أكثر، بينما الموقف يتطلب اصلاح حال الطفل، وهذا ما يفرض علينا البحث عن أساليب تربوية أجــدى وأنفع.

2024/10/21

كيف تتعامل مع "الشخصيات المسيطرة"؟

تمثل الشخصيات المسيطرة جزءًا معتادًا في حياتنا اليومية، سواء في مكان العمل أو بين الأصدقاء أو حتى داخل الأسرة، وتتمثل أبرز صفاتها في الرغبة الدائمة في التحكم واتخاذ القرارات، وأحيانًا التصرف بطرق قد تبدو عدوانية للحصول على مبتغى الشخص المسيطر.

[اشترك]

أهم السمات التي تميز الشخصيات المسيطرة:

- الرغبة في السيطرة والتحكم في مختلف جوانب الحياة.

- السعي للحصول على السلطة والتأثير.

- رفض وجهات النظر المختلفة والتشبث بالرأي.

- قوة الشخصية والميل إلى التسلط.

استراتيجيات التعامل مع الشخصيات المسيطرة

السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو “كيف يمكن التعامل مع الأشخاص المسيطرين بذكاء وفعالية؟” وإليكم بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تكون مفيدة:

التفاهم والإصغاء الفعال قد يبدو صعبًا في البداية، ولكن محاولة تفهم دوافع الشخص المسيطر والصبر عليه يمكن أن يكون له تأثير إيجابي، قد يساعد الإصغاء الجيد في فتح الحوار وتقليل التوتر.

وضع حدود واضحة من المهم وضع حدود واضحة وصريحة عند التعامل مع الشخصيات المسيطرة، يمكن استخدام عبارات مثل “أنا أحتاج إلى بعض الوقت للتفكير” أو “لن أتمكن من الموافقة على هذا القرار دون مناقشته”، تمثل هذه العبارات وسيلة لتعزيز الاحترام المتبادل.

التأكيد على التعاون تحويل التركيز من السيطرة إلى التعاون يمكن أن يكون مفتاحًا للحفاظ على علاقة صحية، يمكن أن يؤدي التشديد على الأهداف المشتركة إلى تخفيف حدة السيطرة وتوجيه الجهود نحو ما يخدم الجميع.

الحفاظ على التوازن الشخصي في إطار التعامل مع الشخصيات المسيطرة، من المهم الحفاظ على توازنك الشخصي والعاطفي، تذكر دائمًا أنك لست مضطرًا لتلبية كل مطالبهم، وأن صحتك النفسية والعاطفية ذات أهمية قصوى، استخدم استراتيجيات الاسترخاء مثل التأمل أو الرياضة لتخفيف الضغط.

ختامًا تعامل بذكاء مع الشخصيات المسيطرة يتطلب فهمًا عميقًا لنوعية العلاقة والتوازن بين التأكيد على حقوقك وفتح باب التعاون. تذكر دائمًا أن لك الحق في بيئة صحية، وأن بإمكانك الاستفادة من خبرات هذه الشخصيات دون التأثر بسلوكياتها السلبية.

المصدر: خبرني

 

2024/10/21

العلاقات الزوجية.. أزمات صامتة وحلول مستحيلة

الافراد الذين يمرون في أزمات بالعلاقات الزوجية يعتبرون التحدث عن مشاكلهم الخاصة هو من الضعف والنقص الذي يتسبب بالعار. ولأنها صامتة فإنها تصبح أكثر تعقيدا مع حالات الكبت والتجاهل للحلول الواقعية والوقوع في فخ البدائل السيئة والنتائج الخطيرة، مثل الطلاق ونتائج الطلاق أو الانفصال، أو الطلاق الخفي...

(جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا) رسول الله (ص)

"إن هذا الموضوع من المواضيع التي لا يتم التحدث عنها كثيرا، وهو يدور حول التوتر في العلاقات الزوجية، وهي من الأزمات الخفية والعميقة في المجتمع، فالعلاقات الزوجية هي البنية الأساسية لقيام التراكم البنائي في المجتمع، في كل المراحل اللاحقة للعلاقات الزوجية، من تربية الأبناء إلى تشكيل الأسرة إلى تشكيل الأسر المختلفة المتنوعة، وتشكيل الجماعات، وبالنتيجة تطور المجتمع بشكله ووضعه الخاص، هذا كله قائم على أساس نوعية العلاقات الزوجية الموجودة في المجتمع.

فالعلاقات الزوجية كل البدايات تبدأ منها وعلى ضوئها تتشكل شخصية الفرد وتنمو على ضوء التفاعلات الناتجة عنها. من التشكل النفسي او الاجتماعي او الثقافي للفرد، وينعكس ذلك التشكل الاسري والوضع الاجتماعي، وحتى الاقتصادي.

بالنتيجة من نوعية العلاقة المستقرة أو المتوترة، تحكم على نوعية وصحة وسلامة الفرد في المجتمع، الصحة النفسية، الصحة الجسدية، الصحة الاجتماعية، كيف يكون ويتشكل هذا الفرد، وشخصيته في المجتمع، فبعض الأشخاص والأفراد الذين نراهم في المجتمع، تأثيرات العلاقة بين الأبوين أو بين الزوجين هي التي أثرت على وضعه وبناء شخصيته، ونقصد بذلك ان (البدايات هي التي تؤسّس للنهايات).

وإذا أردت أن تعرف النهايات ولماذا وصل الإنسان إلى هذه النهاية وإلى هذا الوضع، لابد أن ترجع إلى الماضي وتنظر إلى العلاقة بين الزوجين وكيف كانت وكيف أثرت على نفسية الفرد وعلى تشكيل شخصيته.

مع غياب الحلول الصحيحة والسليمة، والمؤثرة في المجتمع، هذه الأزمة الخفية الصامتة تؤدي إلى تصدعات تربوية واجتماعية ومشاكل نفسية، وظهور حالات الطلاق المتزايدة، وبالإضافة إلى ذلك العزوف عن الزواج وحب البقاء على حالة العزوبية، سواء كان بالنسبة للمرأة أو بالنسبة للرجل. وتخلق هذه الازمات الزوجية المتراكمة دوامة متصاعدة من الانطباعات السيئة عن مؤسسة الزواج، متسببة بتزايد العزوف عن الزواج او الوقوع في متسلسلة من الانحرافات الأخلاقية والسلوكية.

ولكن المشكلة الأساسية لا تكمن في قضية التوتر في العلاقات الزوجية، المشكلة الأساسية تكمن في عدم التحدث والتكلّم في هذه الأمور، وبقاء هذه الأمور صامتة، بحيث ان البعض يعتبر التحدث في هذه الأمور (طبعا هذه القضية تختلف من مجتمع إلى آخر)، من الأمور الخصوصية جدا بحيث إذا تحدث الإنسان عن مشكلته يشعر بالنقص أو بالعار وبالخجل من أن يقول (أنا أعيش مشاكل زوجية).

هذه هي المشكلة الأساسية التي لا يتم التحدث عنها كثيرا، وعندما يتم السكون تتراكم القضايا وتزداد تعقيدا، لأن السكوت يعني البقاء على الأزمة، والأزمة تولّد أزمة أخرى والمشكلة تولد مشكلة، إلى أن يصبح التصدع كبيرا وعظيما، وتصبح عملية الإصلاح صعبة جدا، لذلك نحن نحتاج إلى أن نتكلم في هذه الموضوعات الاجتماعية بانفتاح كثيرا.

وقد تكلمنا عن قضية الطلاق سابقا، وعن قضية العزوبة، ولكن لم نتكلم عن أزمة العلاقات الزوجية.

لماذا اخترتُ هذا العنوان؟

ربما بعض الحضور لديه إشكال في العنوان وينظرون إليه على انه فيه حالة من السلبية، لكن معنى أزمات صامتة لأنه يتم السكوت عنها باعتبارها من الأمور الخاصة والمخجلة، خصوصا ان الافراد الذين يمرون في أزمات بالعلاقات الزوجية يعتبرون التحدث عن مشاكلهم الخاصة هو من الضعف والنقص الذي يتسبب بالعار. ولأنها صامتة فإنها تصبح أكثر تعقيدا مع حالات الكبت والتجاهل للحلول الواقعية والوقوع في فخ البدائل السيئة والنتائج الخطيرة، مثل الطلاق ونتائج الطلاق أو الانفصال، أو لنسمِّهِ الطلاق الخفي الذي يعبر عنه بالانفصال العاطفي بين الزوجين، وهو في الواقع ليس طلاقا، ولكنه جفاء يستمر بين الزوجين إلى آخر العمر، وكأن كل واحد منهما يعيش في جحيمه الخاص. ويبقى في هذا الجحيم من دون أن يجد حلا له، بعض الأشخاص ربما يحصلون على حلول من خلال الطلاق وتنتهي القضية، لكن البعض يبقى يعيش في هذا الجحيم.

لماذا الحلول مستحيلة؟، على العكس من ذلك الحلول ليست مستحيلة، ولكن المجتمع يحوّل هذه الحلول إلى حلول مستحيلة، على مستوى التصارع بين الزوجين، والتكابر بينهما، وعدم التفاهم بينهما إلى حد العناد.

فقد لاحظتُ شخصيا بعض الحالات الموجودة عند بعض الأشخاص، أو بعض المتزوجين وجود حالة من العناد الشديد، في التكابر والتصلّب في الموقف الذي يتخذه، ولا يفكر في أنه لابد أن يحل هذه المشكلة، وفي بعض الأحيان يحدث انفصال بين الزوجين طويل المدى ويبقى بدون حل، وبعض الأشخاص لا يقبل أن يطلّق الزوجة رغم حدوث الانفصال بينهما.

لذلك تحدث حالة من التصارع والتكابر وعدم التفاهم إلى حد التقاطع، فتصبح القضية مستحيلة، بالإضافة إلى عدم البحث عن حلول وسطية، مع العلم إن الإنسان العاقل المتعقّل الذي يبحث عن مصالحه على الأقل، بغض النظر عن القضية الإنسانية أو القضية الشرعية، يبحث عن السعادة، وكما يُقال في علم النفس (يبتعد عن الألم).

لماذا يريد أن يعيش في هذا الألم؟، ألم التصارع والتكابر والتقاطع، لماذا يحب أن يعيش في هذه الأجواء؟، هذا هو الحل المستحيل الموجود عند هؤلاء المتزوجين، ولكن في نفس الوقت هناك حل بسيط جدا، حين يتم الوصول إلى الحلول الوسطى أو التفاهم.

أسباب توتر العلاقات الزوجية:

1- الانفعالات النفسية: مثل الغضب والعجلة في اصدار الاحكام واستخدام العنف في محاولة حل المشكلات. أو الغلبة في حل المشكلات، الانفعال النفسي هو توتر سريع، وهي عملية يعتاد عليها الإنسان في سلوكه ورد فعله تجاه الأشياء التي يتعامل معها في الخارج، فعندما يصل إلى مرحلة رد الفعل، لا يتأنى ولا يصبر بل يصدر منه سلوك تحت الضغط النفسي مما يدل على عدم وجود نضج، لأن العلاقة الزوجية تحتاج إلى الحد الأدنى من النضج النفسي للزوجين حتى لا تصل العلاقة إلى انفعالات سريعة متفجرة تؤدي إلى الغضب والعجلة ثم إلى العنف.

النوازع النفسية: مثل التكبر والانفة والنرجسية والاحتقار الفئوي والطبقي والثقافي. هذه أمور ذاتية نفسية يتربى عليها الإنسان منذ الصغر، وينشأ عليها فتصبح عنده ملَكة، مثل الجُبن الخوف، الشجاعة، الكرم، البخل، الحسد، هذه ملَكات يتربى عليها الإنسان، فالنوازع النفسية تؤثر على عملية طبيعة العلاقة الزوجية. مثلا الإنسان المتكبر الذي يعاني من التعجرف والأنفة، فإذا كانت زوجته في مستوى علمي أقل منه أو مستوى طبقي أقل، يمارس عملية الاحتقار مع الزوجة، أو بالعكس، هذا الاحتقار الفئوي أو الطبقي هو أحد أسباب توتّر العلاقات الزوجية، بالإضافة إلى حالة النرجسية والتمحور على الذات بالنسبة إلى شخص الزوج، أو الزوجة، وبالنتيجة هذا التمحور يريد أن يدور حوله كل العالم، فيريد من الزوجة أن تدور حوله وتصبح مجرد خادمة له.

2- فقدان القدرة على التواصل: وبالتالي التفاهم ومن ثم التعايش مع الاخر، والسبب في ذلك انغلاق الانسان على نفسه وغياب حسن الاستماع، وعدم الشعور بوجود الآخر. يتسبب بسوء التفاهم وعدم معرفة ما يفكر بها الآخر. هذا التواصل بحد ذاته يعد من أهم النقاط الغائبة في المجتمع، فالتواصل ليس تواصلا جسديا فقط، وإنما هو قضية قائمة على قدرة الإنسان على أن يفهم الآخر وكيف يفكر الآخر، وما هي سلوكيات الآخر؟

هذا بحد ذاته فن، وهذا الفن أو هذه المهارة وهذه القدرة، غائبة عن كثير من الناس، أما بسبب نوع من البلادة الزوجية أو البلادة الاجتماعية، أو توجد عنده مشكلات مع المجتمع نتيجة لعدم وجود قدرة على التواصل الفعال والسليم، وهذا من أسباب انسداد الإنسان على نفسه، كما جاء في الآية القرآنية: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد 24، فالقلب المقفل على ذاته، على نفسه على أفكاره على سلوكياته، على انطباعاته ومستبد برأيه، هذا يؤدي بالإنسان إلى فقدان القدرة على التواصل مع الزوجة، أو الزوجة مع الزوج، ويؤدي بالنتيجة إلى سوء تفاهم.

ولذلك كل انسان بحاجة إلى ملَكة في حسن الاستماع، بينما نحن نتحدث أكثر مما نستمع، وعندما يتحدث الإنسان أكثر مما يستمع سوف يخلق حُجُب وحواجز مع الآخرين.

الإنسان الحقيقي الواقعي المتوازن القادر على فهم الآخرين هو الذي يمتلك القدرة على حسن الاستماع.

3- ترك الاهتمام بالآخر واللامبالاة، يؤدي الى جمود العلاقات الزوجية، اللامبالاة من الأمراض الخطيرة الموجودة عند الإنسان، وعدم اهتمام الزوج بالزوجة أو العكس، هذا السلوك يقلل اعتراف هذا الإنسان بالآخر، ويقلل من احترامه، وتقديره، لأن الإنسان يحب أن يُقدَّر ويثمَّن خصوصا من الشخص الذي يحبه، لذا فإن المحبة الحقيقية هي التي يكون فيها تقدير متبادَل، وتثمين لشخصيته.

لكن أغلب الناس لا يفهمون هذه المعادلة، أو غير منتبهين لها، فلا يقوم بالالتزام المطلوب لذلك الشخص، فيؤدي هذا الى جمود العلاقات والجفاء وفقدان الحب والاحترام. وخصوصا مع طغيان الفردية وفقدان الاحساس بالمسؤولية، وعدم حب العمل والارتقاء، والانشغال بالملذات واللهو واللعب والمتع، وانشغال الإنسان بنفسه فحسب.

كما نلاحظ اليوم في مجتمعاتنا، كلما تزداد فرديتها تفقد الشعور الإنساني، فطغيان الفردية تعني فقدان الشعور الإنساني والاهتمام بالآخرين وبمشاكلهم. وهذا يعني الانشغال بالملذات والمتع الخاصة.

وعن الامام الصادق (عليه السلام): (من سعادة الرجل أن يكون القيم على عياله). أي يكون مسؤولا ومهتما بعياله، وعن عن الرسول صلى الله عليه وآله: (من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منا)، فالأهلية تعني تحمل المسؤولية، أما الفردية فتؤدي بالإنسان إلى عدم تحمل المسؤولية، والإنسان الناجح في حياته هو الذي يتحمل المسؤولية في حياته كلها.

الإنسان الذي يعزف عن الزواج أو يهرب منه، أو يهرب من الاهتمام بالعلاقات الزوجية، هو الإنسان الذي يهرب من النجاح ويختار الفشل، فالإنسان الذي يحب المتع وينشغل بالملذات فهو يذهب نحو الفشل، فيقول لا توجد فائدة في الحياة، لماذا أتحمل المسؤولية، فمخافة العيلة تعني أن الإنسان الذي يتحمل مسؤولية عائلته هو الإنسان الذي ينجح في نهاية المطاف، وهذا أحد المؤشرات المهمة في عملية الاهتمام بالعائلة.

4-الجهل الجنسي: من أكثر مسببات سوء العلاقات الزوجية، وذلك بسبب غياب الثقافة الجنسية، والاعتماد على الاشباع الجنسي المحض دون مشاعر وعواطف متسببا بالإحباط والاكتئاب النفسي، فالعلاقة الجنسية تكامل بين المادي والمعنوي. والاشباع في حقيقته هو معنوي. الغريزة الجنسية عند الإنسان أقوى الغرائز باعتبارها تمثل حب البقاء، لذلك غريزته الجنسية الشهوانية أقوى من الغرائز الأخرى.

وإن كانت غريزة الطعام قوية أيضا، لكن هذه الغريزة أقوى باعتبارها ترتبط بحب البقاء من ناحية الامتداد الوجودي للإنسان في المستقبل، فالإشباع الجنسي الغريزي المحض يؤدي بالإنسان إلى عدم إشباعه بصورة حقيقية، لأن الإنسان يختلف عن باقي المخلوقات بأنه متعقّل، في أبعاد أخرى وليس في بعد غريزي فقط، فهناك بعد نفسي وروحي ومعنوي وعقلي.

هذه الأبعاد تعمل معا وليس بعدا وحدا، ليس هناك إنسان ذو بعد واحد، وإنما الإنسان ذو الأبعاد المتعددة، فهذه الأبعاد تعمل معا، فإذا أكل الإنسان الطعام مثلا، لمجرد أكل الطعام دون أن يلتذ به، فهذا الإنسان لا يحصل على اللذة الحقيقية، كالإنسان الذي يعمل ويأكل أثناء الأكل لوحده، فهو يأكل فقط ولا يشعر بلذة الطعام، بينما لو أنه جلس مع عائلته، جلسة جميلة ومفرحة مع وجود التواصل العاطفي فيما بينهم، نلاحظ أنه يلتذ بأكل الطعام أكثر مما لوكان لوحده، لذا جاء في فقه الرضا (عليه السلام): (أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لعن ثلاثة: آكل زاده وحده، وراكب الفلاة وحده، والنائم في بيت وحده). لأن اللذة بالطعام هي لذة معنوية، أكثر مما هي مادية، كذلك اللذة الجنسية، فيها بعد إشباع معنوي، وإشباع عاطفي لكن الكثير يقع فريسة اللذة المادية، فلا يلتذ حقيقة، مثل اللذة التي تأتي من المال الحرام أو الزنا وهي لذات تؤدي إلى الاكتئاب، فلا يشعر بالاستمتاع الحقيقي مجرد شهوة محضة تلتقي مع العبث.

الإشباع الحقيقي في العلاقات الزوجية، يأتي من خلال عملية التواصل المعنوي والعاطفي والمهارات الزوجية المتكاملة، التي تؤدي إلى التفاعل بين الطرفين، طبعا هذا يؤدي إلى التكامل بين المعنوي والمادي في كل شيء عند الإنسان وخصوصا في القضية الجنسية.

6- فقدان القدرة على التعبير بالمشاعر، بل كبتها الى حد التبلد والتحجر، وهذه موجودة في المجتمعات التي تعتبر التعبير عن المشاعر هو ضعف ونقص، مما يتسبب بالانفصال العاطفي وفقدان التواصل وتحجر العلاقات.

7- ارتفاع التوقعات المادية المصلحية، فالزواج الذي ينبني على المصالح المادية، يؤدي إلى أن يكون الزواج مادي أيضا وهذا يعني أن الزواج شكلي وغير حقيقي، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). هذه هي القاعدة، الدين والأخلاق، التقوى والأخلاق الطيبة.

فالإنسان الذي يوجد عنده دين وصدق وأخلاق طيبة ومداراة، وعنده رفق زوجوه، ولا تفكروا في المال، لأن المال متغير والرزق متغيّر يأتي ويذهب، فالإنسان الذي يتزوج وهو فقير، سوف يصبح غنيا في المستقبل، لأن زواجه قام على تحدي الصعوبات، وينبني زواجه وحياته وأسرته على تراكم الجهود فتكون حياته أسعد، أما الشخص المكتفي ماديا وتزوج وهو غني، فيرى أنه لا يحتاج إلى أن يجاهد ويعمل ويناضل، فتصبح حياته مادية.

8- فقدان ثقافة الاستشارة وقبول النصيحة، لا يقبل أن يستشير أحدا، لكن هناك مشكلات مستمرة في الحياة، تحتاج من الإنسان إلى أن يستشير دائما ويقبل النصيحة.

9- سيطرة الأعراف والأفكار النمطية في الذهنية الاجتماعية التي تعطي انطباعات سيئة مسبقة عن الزواج وخصوصا عن الزوجة. مثلا يقول الشباب لبعضهم أنصحك أن لا تتزوج، أو يسمع صديقه يتحدث عن مشاكله الزوجية فتتراكم في ذهنه هذه الانطباعات السيئة، فعندما يتزوج فإن نفس هذه الانطباعات الموجودة في ذهنه يمارسها في علاقاته الزوجية، مثلا يتكلم ضد المرأة وضد الزوجة وهكذا.

10- ثورة شبكات التواصل الاجتماعية خلف صورا وهمية في الذهنيات المستلبة، مما أدى ترسيخ مغالطة المقارنة مع الآخرين. حيث يخلف صورا وهمية عند كثير من الشباب والشابات، ويؤدي إلى ترسيخ مفهوم مغالطة المقارنة، فإياكم ومغالطة المقارنة، لا تقارن نفسك مع الآخرين، ولا تقارن أولادك مع الآخرين، ولا تقارن زوجتك مع الأخريات.

فليكن لديك نوع من التفكير الخاص الذي يرتبط بوضعك وقضيتك، أما المقارنة فهي تدمير للعلاقات الزوجية، مثلا قد يقول الزوج لزوجته أنت لست جميلة مثل تلك الممثلة، أو تلك المغنية، وصانعة المحتوى وهكذا، هذا شيء خاطئ، لذا نلاحظ أن المرأة تذهب وتجري عمليات تجميل كثيرة، إلى أن تصبح امرأة مشوهة، القضية ليست جمال الشكل، وإنما جمال معنوي وارتباط عاطفي حقيقي بين الزوجين.

الحلول والبدائل

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) الروم21/22، هذه خريطة ووصفة كاملة للعلاقات الزوجية، وكيف يصبح الإنسان سكنا، بمعنى موطن للارتياح والاطمئنان والشعور بالاستقرار عند الإنسان.

فالزوجة تحصل على سكن، والزوج يحصل على سكن، ليس بمعنى الدار، فربما يعيش الإنسان في قصر كبير جدا، متوفرة فيه كل الأمور، ولكن ترى هذا الإنسان غير سعيد، لكن قد ترى إنسانا يعيش في غرفة واحدة ويشعر بالراحة مع زوجته، فهذا هو السكن الحقيقي، هذا هو معنى الشعور بالراحة والاستقرار والرضى الذاتي عن الحياة.

من النقاط التي نحتاجها في قضية الحلول والبدائل:

1- التركيز على تعلم اخلاق الحياة: مثل التواضع والتسامح والتغاضي والتغافل والعفو والصفح، هذه السلوكيات ترتكز على ادراك واقعية أن الأهم هو الاهتمام بالأهداف التي توصل الانسان للسعادة والاطمئنان وعدم الوقوع في شباك التفاصيل الجانبية، تحجيم المشكلات وعدم تضخيمها مثلا-الابتعاد عن العناد. فالتفاصيل الجانبية هي المدمرة وكما يقال الشيطان يكمن في التفاصيل، لأن الإنسان يجعل منها جبالا ضخمة.

2- التعلم على إطفاء الغضب الداخلي، الذي يستعر في الاغلب من أوهام تتراكم او الحساسية من أخطاء الطرف الاخر. من خلال سعة الصدر والقلب، وممارسة الصبر والتصبر والتأني في اتخاذ القرار. وعدم السماح للأوهام تأتي إلى الذهن وتجعل قلب الإنسان يشتعل بالغضب، كل واحد منا يوجد لديه هذه الحالة فيصبح في قلبه غضب تجاه آخرين، هذا الغضب يبدأ بفكرة ووهم وينمو إلى أن يصنع شيئا كبيرا من الوهم ضد الطرف الثاني.

وهذه القضية موجودة بين الأزواج بشكل أكبر وأعظم نتيجة للاحتكاك الدائم والمتطلبات المشتركة بين الزوجين، وخصوصا المتطلبات الجنسية، فتحصل أوهام عند الإنسان وعدم فهم للطرف الآخر.

3- الوعي بمفهوم اللذة، والاستمتاع من تكامل الابعاد الثلاثة الجسدية والمعنوية والثقافية، او تحقيق الاعتدال من خلال خلق التوازن بين العقل والغريزة، فتعقل الغريزة يعطي إدراكا عميقا للذة ووعيا جميلا بمفهوم الحياة. تشجيع المجتمع على حل المشكلات الجنسية والزوجية، وكذلك من خلال وجود مؤسسات إرشادية، ويمكن للإنسان أن يتعلم ويأخذ نصيحة من الآخرين ما هو المانع من أن يستشير شخص آخر، لماذا يكون هناك نوع من التكبر على أخذ النصيحة من الآخرين؟

4- تعلم ابراز المشاعر وعدم كبتها مما يؤدي الى تمتين العلاقات الزوجية ورفع الحجب القامعة للتواصل العاطفي. مما يؤدي الى بقاء شعلة المحبة متقدة بين الزوجين.

الرسول (صلى الله عليه وآله): (قول الرجل للمرأة إني أحبك لا يذهب من قلبها أبدا).

5- تعلم مهارات التواصل الفعال بين الزوجين وبناء أسس التفاهم والقبول بوجود الاختلاف الفكري وإدارة هذا الاختلاف إيجابيا من خلال الحوار.

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (من حسن بره بأهله زاد الله في عمره)، من ناحيتي الصحة النفسية والجسدية بسبب السعادة الزوجية.

6- اعتماد مبدأ الشراكة والتعاون بين الزوجية وليس التبعية. وترسيخ سلوكيات الاحترام والاهتمام والعطاء والتفاني، فهما يركبان في مركب واحد.

وعن الامام الباقر (عليه السلام): (ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلا كان خيرا لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها).

وعن الرسول (صلى الله عليه وآله): (إذا سقى الرجل امرأته أجر)، (لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة)، (جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا).

7- الحصول على الثقافة الجنسية الصحية من خلال قراءة الكتب الصحية، والدخول في دورات تثقيفية وتعليمية، وخصوصا للمقبلين على الزواج.

8- تشجيع المجتمع على ثقافة الاستشارة لحل المشكلات، من خلال وجود مؤسسات ارشادية متخصصة.

(وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا). النساء 35.

المجتمع المتقدم هو الذي يستطيع ان يتجاوز مشكلاته بلينه بمرونته وعدم تصلبه وعناده، ومن خلال السعي الى حلها وعدم غض الطرف عنها او اقفال القلب او وضع اليد في الاذن.

(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا، أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) الفرقان 43/44.

تعقيب عن الزواج المبكر

يحتاج موضوع الزواج المبكر إلى بحث خاص به، لأنني أرى أن الزواج المبكر مهم جدا، لأنه كلما يتأخر سن الزواج يصبح صعبا ومعقدا ومستعجلا، ويحدث اختيار سيّئ، لماذا؟ لشيئين:

أولا: تأخير سن الزواج، خصوصا بالنسبة للرجل، وسوف يأتي للزواج وهو عنده الكثير من التجارب الجنسية، فيأتي للزواج وهو محمل بهذه التجارب الجنسية وأكثرها سيئة، فيحملها على زواجه، ويؤدي هذا إلى سوء العلاقة الزوجية، لأن التجارب الجنسية تختلف عن الزواج.

ثانيا: ماذا تفعل الغريزة الجنسية عند المراهق والشاب؟ أين يذهب بطاقته الجنسية، الكبت يجعله معقدا، أو يذهب نحو الانحراف وإشباع شهوته الجنسية بطريقة ثانية، ثم أن الزواج المبكر ولا اقول بعمر 12 أو 13 سنة، بل 18 أو 19 سنة، هذا عمر جيد، وهذا يجعل الزوجين كلاهما ينشآن معا، وتكون عند الزوجين قدرة على التفاهم، ليس لديهما تصلب، بل عندهما مرونة فيتم التفاهم بينهما ولكن مع وجود شروط، من ضمن الشروط الإعداد الثقافي والمعرفي والنفسي الجيد للعلاقة الزوجية.

2024/10/16

زوجي بخيل.. هذه أذكى الطرق للتعامل معه!

عرين العمر: البخل آفة مذمومة وصفة سلبية تؤثّر كثيراً في العلاقة بين الزوجين، فقد تتعرّض العلاقة الزوجية للكثير من المشكلات والتحدِّيات عندما يكون الزوج بخيلاً، ومن هنا تأتي أهمية تعلُّم الزوجة كيفية التعامل مع الزوج البخيل بذكاء وحكمة وبطريقة تُسهم في التخلُّص من هذه الصفة المذمومة أو تُخفِّف أثرها السلبيّ قدر الإمكان، ممّا يُحقِّق التوازن والسعادة في الحياة الزوجية المشتركة.

[اشترك]

فيما يأتي نصائح للتعامل مع الزوج البخيل:

محاولة فهم سبب بخل الزوج

لا بُدّ من معرفة سبب بُخل الزوج وتحديده، للتمكُّن من التعامل معه بشكل صحيح، فقد يكون بُخله نابعاً من تجارب سابقة أو مخاوف مادّية مُعيَّنة، كعَيشه في أسرة فقيرة خلال طفولته، ممّا جعله حريصاً للغاية على النقود أو مُعاناته من أزمة مالية سابقة أو أنّ راتبه الشهري قليل لا يكفي لسَدّ احتياجات الأسرة وطلبات الزوجة كلّها أو أنّ وظيفته غير مُستقِرّة وقد يفقدها في أيّ لحظة لذا يحاول توفير المال لاستخدامه عند تسريحه من العمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الزوجة لدى بحثها في الأسباب قد تتفاجأ بأنّ سلوكات زوجها ليست نابعة من البُخل، وإنّما الرغبة في تأمين مستقبل مُستقِرّ مادّياً لأسرته وأطفاله أو الخوف من الوقوع في الأزمات المالية في المستقبل.

وإن لم يكن السبب واضحاً للزوجة، فيمكنها التحدُّث مع زوجها ومحاولة فهم السبب وراء سلوكه البخيل، مع الحرص على اختيار الأسلوب والوقت المناسبين، بدلًا من الشكوى والتذمُّر والابتعاد فقط، ويجدر التنويه إلى أنّ البخل قد يكون صفة مُتأصِّلة لدى الزوج في بعض الأحيان وليس نابعاً من أحد الأسباب التي ذُكِرت سابقاً.

إظهار الحب للزوج

حتى وإن كان الزوج بخيلاً، فإنّ إظهار الحبّ وتقديم المزيد من الرعاية والعطف والحنان له من أهمّ الأمور التي تُقوّي العلاقة بين الزوجَين، فالحبّ يمكن أن يكون المفتاح اللازم لفتح أبواب التواصل وحلّ الخلافات الزوجية، حتى المالية منها، إذ إنّ الزوج عندما يشعر بحُبّ زوجته واحترامها وتقديرها له، سيُشجِّع نفسه على مراجعة سلوكاته، وتحسين الخاطئ منها، فالحبّ الحقيقي هو الدافع الذي يُمكِّن الزوجَين من تجاوُز العقبات وبناء حياة زوجية سعيدة ومُستقِرّة، ويمكن إظهار الحبّ للزوج بالكلام الجميل، والثناء على أفعاله وصفاته الحَسَنة، والاهتمام اليوميّ به، ودَعمه نفسياً وعاطفياً، وتقديم الهدايا له من وقت إلى آخر.

التحدث مع الزوج بوضوح وصراحة

لدى شعور الزوجة بأنّ سلوك زوجها بخيل ومزعج، كأن يرفض الدفع في المطعم أو يرفض شراء شيء مُعيَّن تحتاج إليه الزوجة للبيت مثلاً، ينبغي عليها التحدُّث إليه بوضوح وصراحة، وإخباره أنّ سلوكه هذا أزعجها أو سبَّب لها الإحراج، مع الحرص على اختيار الزمان والمكان المناسبين، والتحدُّث بأسلوب مناسب كذلك.

وعندما تُعبِّر الزوجة عن مشاعرها بوضوح وصدق، وبأسلوب مُحترَم ولَبِق، يمكن للزوج أن يتفهَّم أنّ تصرُّفاته تترك أثراً سلبياً على علاقته بزوجته، ممّا يؤدّي إلى تحقيق نوع من التفاهم المتبادل بعيداً عن التوتّر والانفعال وتبادُل الاتِّهامات، واللَّوم والصراخ واستخدام الكلام الجارح، فيمكنها القول مثلاً: "أشعر بالإحباط عندما يحدث هذا السلوك، وأودّ أن نتحدّث عن كيفية تحسين الأمور"، ممّا يُساعد الزوجَين على إيجاد حلول تُحقّق الراحة النفسية والمالية لكلَيهما.

وتُنصَح الزوجة التي تُعاني من بُخل زوجها بحمل محفظتها أو بطاقة الائتمان الخاصّة بها إن أمكن في الأوقات جميعها، لتجنُّب المواقف المُحرِجة التي قد تنشأ عن سلوك زوجها في الأماكن العامّة.

وضع خطة مالية مشتركة

بدلاً من الخلاف والجدال المُستمِرّ مع الزوج على كيفية إنفاق المال، من الأفضل وضع خُطّة مالية مُشترَكة كحَلّ وسط يناسب كلا الزوجَين، بالجلوس معاً ومناقشة الأهداف المالية لكلّ منهما، وتحديد المبلغ المُخصَّص للإنفاق والإجازات مثلاً، والمبلغ الذي يجب ادِّخاره للخُطَط المستقبلية، كشراء منزل أو جمع مبلغ خاصّ بدراسة الأبناء وما إلى ذلك، على أن تكون الخُطّة شاملة تُلبّي احتياجات أفراد الأسرة جميعهم، وتُرضي الطرفَين، ممّا يُسهم في تحسين إدارة الأموال، وتعزيز العلاقة الزوجية، ويَحُدّ من تفكير الزوجة في سلوكات زوجها ورؤيته شخصاً بخيلاً.

استقلال الزوجة مادياً إن أمكن

قد لا تستطيع الزوجة التخلُّص من بُخل زوجها إن كانت صفة مُتأصِّلة فيه، إلّا أنّ بإمكانها تقليل اعتمادها عليه، من خلال محاولة الاستقلال مادِّياً عنه وتحقيق دخلها الخاصّ، ممّا يُعزِّز ثقتها بنفسها، ويمنحها القدرة على تأمين احتياجاتها الخاصّة وشراء كلّ ما ترغب فيه، واتِّخاذ قراراتها المالية بحُرّيّة أكبر، وهذا بدوره يُقلِّل المشكلات الزوجية المُرتبِطة بالمال، الأمر الذي يُسهم في بناء علاقة زوجية أكثر استقراراً وشراكةً وتعاوناً، مع التنويه إلى أنّ طريقة الزوجة في إنفاق مالها الخاصّ قد تُلهِم الزوج وتُوصِل إليه تلميحاً يتعلّق بالطريقة المناسبة للتعامل مع المال، من خلال الموازنة بين الإنفاق والادِّخار، فيتحسَّن سلوكه تدريجياً.

وختاماً، من الجيّد التخلّي عن بعض الأمور غير الضرورية، لتقليل النفقات العامّة التي قد تُثقِل كاهل الزوج وتقوده إلى السلوك البخيل للحفاظ على التوازن المالي، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الأسلوب الحَسَن مع الزوج وتجنُّب أساليب اللَّوم والتهديد، لما لها من أثر سلبي في العلاقة الزوجية، والتحلّي بالحكمة والصبر بدلاً من ذلك، وبهذه النصائح يمكن بناء علاقة زوجية قوية قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل بين الزوجَين.

 

 
2024/10/14

سلوك مدمّر.. لماذا زوجتي صامتة؟!

سمر حمدي: من المحتمل أنك قد سمعت المثل القديم "إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"، قد تتناسب هذهالمقولة مع الكثير من المواقف الحياتية التي نمر بها، لكن الموقف الوحيد غير المناسب هو بين الزوجين، فإذابدأ أحد الزوجين بالصمت الطويل وعدم إبداء الرغبة في الحوار، فهناك حتمًا مشكلة تحتاج إلى حلٍّ.

[اشترك]

ربما يكون الصمت هو السلاح الأول الذي تلجأ إليه الزوجة في كثير من الأوقات، فيبدو صمت الزوجة الطويل وسيلتها للتعبيرعن الكثير من المشاعر الكامنة التي ربما لا تستطيع البوح بها بالكلام.

أسباب صمت الزوجة الطويل

يتساءل الكثير من الرجال عن أهم الأسباب وراء صمت الزوجة الطويل، والدوافع التي تؤدي لتلك المشكلة خاصةً عند حدوثالخلافات الزوجية، فتبدو أن لا رغبة لها في الدخول في الجدال، كما قد يكون وراء ذلك الشعور باليأس نتيجة عدم حدوث أيتغيير في العلاقة.

من أهم الأسباب وراء صمت الزوجة الطويل كذلك:

1- ضعف مهارات التواصل مع الزوج، ما يدفعها للصمت نتيجة عدم القدرة على إدارة الحوار بشكل مناسب.

2- أخذ هدنة لتهدئة الأعصاب، فتشعر بأن طاقتها قد نفدت وتحتاج إلى بعض التهدئة.

3- جذب الانتباه، ربما يكون صمت الزوجة الطويل أداة تجذب بها انتباه الزوج لكسب استجابته لبعض الأمور.

4- التعبير عن الغضب، في كثير من الأحيان يكون صمت الزوجة الطويل تعبيرًا عن شعورها بالغضب والاستياء ورد فعلإيجابيا خاصةً في حالة الصمت في الخلافات الزوجية.

5- الندم، ربما يكون الصمت الطويل دليلاً على الندم لارتكاب بعض الأخطاء الجسيمة أو اتخاذ القرارات الخاطئة، قديصاحب ذلك الصمت شعور دائم بالحزن.

6- إخفاء بعض الأمور، صمت المرأة المفاجئ عن الحديث في حالة الرغبة في كتمان سر أو إخفاء أي أمر لا ترغب فيمشاركته مع الزوج، لكن قد لا يطول ذلك لفترة طويلة.

7- محاولة لفهم الزوج، في كثير من الأحيان يعد صمت الزوجة الطويل بمثابة فترة لدراسة شخصية الآخر، فتتأمل بقوة فيأفعاله وأقواله وتقوم بتحليلها قبل إطلاق حكمها النهائي.

8- تجنب الوقوع في الأخطاء، تعتبر بعض النساء الصمت فترة مناسبة للتفكير واتخاذ القرار المناسب في بعض الأمور،فيساعدها ذلك على التركيز الشديد دون التأثر بأي عوامل خارجية.

9- التقييم الذاتي، يمكن أن تتخذ بعض النساء الصمت كفرصة مناسبة لإعادة تقييم نفسها ووضعها الاجتماعي أو العملي،فتعيد التفكير في المواقف التي قد مرت بها مع تقييم الخبرات التي اكتسبتها خلال حياتها، مع تقييم ردود الأفعال التيتبديها وما إذا كانت صحيحة أم خاطئة.

10- صمت المرأة الحذر، الصمت في بعض المواقف قد يحمل جانبين، إما أنها تخطط للتحضير لمفاجأة سارة كاحتفالبذكرى الزواج بشكل خاص مع ترتيبات سرية تستدعي الصمت، أم أنها تحضر للانتقام نتيجة لتعرضها لموقف مهين منالزوج وقد قررت أن ترد الإهانة وتنتقم لكرامتها.

كيفية التعامل مع صمت الزوجة الطويل؟

في كثير من الأحيان، قد يكون الصمت في العلاقات الناتج عن الخلافات رد فعل طبيعيا بين الزوجين، صمت المرأة يقتلالرجل، لذا قد يبحث جميع الأزواج عن أهم الطرق لكسر الصمت في العلاقة والتغلب على تلك المشكلة المؤرقة، فتقوم العلاقةالزوجية على أساس التواصل الجيد لضمان استمرارها بشكل ناجح ومستقر.

قبل البحث عن حل مناسب للتغلب على صمت الزوجة الطويل، يجب الأول التأكد من نوع الصمت ما إذا كان صمتًا إيجابيًّاتلجأ إليه الزوجة لحل بعض المشكلات أو أخذ هدنة أو تقييم ذاتها، وما إذا كان سلبيًّا ناتجًا عن الخلافات أو التعرض للإيذاءأو المضايقات من قبل الزوج.

في حالة الصمت الإيجابي، ما عليك سوى الانتظار حتى تتمكن الزوجة من أخذ القرار المناسب واسترجاع كامل طاقتها منجديد دون التدخل أو الإلحاح عليها، أما في حالة الصمت السلبي الذي يصاحبه الكثير من المشاعر الحزينة أو الغاضبة،إليك بعض الحلول الفعالة:

1- الاعتذار

الاعتذار طريقة مباشرة لكسر الصمت في العلاقة، قدم الاعتذار المناسب إذا كنت السبب وراء هذا الصمت، لا حرج فيإخبار زوجتك أنك تشعر بالأسف حيال الخلاف الحادث.

2- تجنب التفاعل مع العلاقات السامة

عندما يكون الصمت الطويل وسيلة للضغط أو السيطرة على الأمور، فلا ينبغي أن تتقبله كرد فعل، الإساءة العاطفية سلوكسام وغير صحي من شخص يقودك للاستجابة، فلا يجب أن تخضع لذلك في سبيل كسر الصمت في العلاقة، بدلًا من ذلكابدأ بالحديث الصحي مع زوجتك للوصول إلى حل مناسب يرضي الطرفين.

3- الحفاظ على المساحة الخاصة للزوجة

بعد التفكير في كيفية كسر الصمت في العلاقة، فإن إحدى الطرق التي قد تكون ضرورية هي احترام المساحة الخاصة لكلمن الطرفين، خاصةً مع تفاقم الأمور.

4- الخضوع لجلسات علاجية

في بعض الأحيان، قد يحتاج الزوجان للخضوع لبعض الجلسات العلاجية على يد متخصصين العلاقات الزوجية، يساهمذلك في توضيح بعض الأمور لاكتشاف السبب الأساسي وراء الصمت في العلاقة، ستساعدك الجلسات العلاجية في تعلمكيفية إنشاء المحادثات أو التعامل بشكل أفضل مع زوجتك.

5- استغلال الموقف لإنشاء الحدود

بعد حدوث أي خلاف زوجي أو موقف مزعج، ينبغي أن نستغله في تجربة التعلم، يعني ذلك أن هناك فوائد حقيقية للصمتفي العلاقة، فيساعد على وضع حدود من تلك النقطة للمضي قدمًا.

على الرغم من صعوبة المرور بفترة الصمت بين الزوجين، قد تكون سببًا للتواصل الصادق والمفتوح لتخطي أي خلافمستقبلي.

بعد أن تعرفنا إلى أسباب صمت الزوجة الطويل وكيفية التعامل معه، يجب أن نذكر أن الصمت ليس دائمًا مؤشرًا على انهيارالعلاقة، بل قد يكون دليلًا على استقرارها، تذكر جيدًا أن التواصل الفعال من أهم المقومات للحفاظ على علاقة زوجيةمستقرة، وإذا تفاقمت المشكلات، ربما يكون الحصول على استشارة المتخصصين أمرًا ضروريًا لكليكما.

2024/10/14

فخ الأماني: لماذا يستغرق الشباب في الأحلام والخيال؟

من خصائص مرحلة الشباب الاستغراق في عالم الخيال، والتشبث بالأحلام والأماني الجميلة، والجريوراء الأفكار الخيالية والأمور الأسطورية، وتكون هذه الحالة الخيالية في أوجها مع بداية الشباب وتبدأبالتناقص كلما تقدم بالشباب العمر حيث يبدأ يدرك حقائق الحياة، ويفهم الواقع، ويعرف الأمور بشكلأفضل.

[اشترك]

ونظراً لأن بداية مرحلة الشباب تنقصها التجربة والخبرة بقضايا الواقع، وحقائق الحياة، لذلك نرى الشباب في هذه الفترةالزمنية يعيشون في عالم من الخيال والمثالية الزائدة، فهم ينظرون إلى الأمور بنظرة مثالية، ويحلمون بالكثير من الأمانيوالتمنيات الجميلة، ولكنهم مع الزمن يدركون أن الخيال والأحلام شيء، وأن الواقع شيء آخر، وأن عليهم أن يتعاملوا معالواقع وليس مع المفروض.

والاستغراق في دنيا الخيال يكون مفيداً إذا كان دافعاً للشاب نحو الطموح والتطلع نحو الأفضل مما يجعله أكثر نشاطاًوعملاً لتحقيق أمنياته وأحلامه، أما إذا كان الاستغراق في الخيال يدفع بالشاب إلى التواني والكسل والخمول وعدم العملوالعطاء اعتماداً على الأحلام الجميلة والأماني المثالية فإن ذلك يؤدي بالشاب إلى الفشل والشقاء والتعاسة!

والمطلوب أن يحول الشاب تخيلاته وأحلامه وأمنياته إلى دافع ومحفز قوي للعمل والنشاط والفاعلية لإنجاز ما يطمح إليهوتحقيق ما يسعى من أجله، فالأحلام والأماني الجميلة لا تتحقق إلاّ بالعمل والنشاط الدائم.

ثم إن التخيل إذا كان في حدوده الطبيعية بنحو لا يؤدي إلى إغراق الشباب في بحر الأماني الخادعة لا يخلو من فائدة، بلإن هذه الحالة التي أودعها اللَّه في جوانح الشباب، يمكن أن تكون محفزاً لأمور إيجابية، منها: إيقاظ حس الإبداع والابتكارلدى الشاب، بنحو يهيئهم للتقدم وبلوغ الرتب العالية، ويوجب تقوية طاقاتهم الذهنية والفكرية، ويكون من العوامل الخلاقة فيمجالات الفن والفكر والعلم والذوق.

ومن المهم للغاية أن ننمي في أنفسنا قوة التخيل المبدع بحيث يدفعنا التخيل المركز إلى التفكير المركز، والتفكير المركز يؤديإلى الإبداع والابتكار والاكتشاف، وفرق شاسع بين أن نعيش في الخيال وأن نستخدم خيالنا من أجل الإبداع والتطوروالتقدم.

ومشكلة الكثير من الشباب أنهم يعيشون في الخيال ولكن من دون تفكير أو عمل أو طموح.. وهؤلاء لن يصلوا إلى سلمالنجاح فضلاً عن أن يصعدوا إلى قمته، أما من يستخدم خياله من أجل الإبداع والابتكار، ويكون محفزاً له على العملوالفاعلية فإن ذلك سيؤدي به إلى النجاح والسعادة والتفوق.

لكن للأسف هناك من الشباب من يتشبثون بالأحلام والأماني الوردية، ويعيشون في عالم من الأمنيات الجميلة، وينظرون إلىالأمور من منطلق (المفروض) وليس (الممكن)، وتتحول هذه الظاهرة إلى مشكلة عندما تستولي هذه الحالة المثالية على عقولالشباب بحيث تمنعهم عن رؤية الحقائق، وإدراك الوقائع، وفهم الحياة بصورة صحيحة.

إن من المهم لكل شاب إدراك أنه لا يمكن أن يحقق أهدافه في الحياة، وأن ينجز أحلامه الجميلة إلاّ بالعمل والنشاط، والقدرةعلى تجاوز العقبات والمشاكل، واستثمار الوقت فيما يفيد، واغتنام فرصة الشباب الثمينة باعتبارها من أغلى الفرص في حياةالإنسان.

وعلى كل من يريد أن ينجح في حياته، وأن يكون سعيداً في مستقبل أيامه، أن يستثمر كل لحظة من حياته، وأن يتعامل معالوقت كشيء ثمين، وأن لا يضيع أي دقيقة من الزمن، فالوقت يمضي، والأيام لن تنتظر أحداً من المسوفين والكسالى، ولنيستطيع المسوف والكسول أن يصنع أي نجاح.

يقول النبي لأبي ذر: (يا أبا ذر.. إياك والتسويف بأملك، فإنك بيومك ولست بما بعده، فإن يكن غداً لك فكن في الغد كما كنتفي اليوم، وإن لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم)، ويحذر النبي من الضجر والكسل حيث يقول لعلي: (يا علي،إياك وخصلتين: الضجر والكسل، فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق، وإن كسلت لم تؤد حقاً)، وكتب الإمام علي إلى بعضأصحابه يقول: (فتدارك ما بقي من عمرك، ولا تقل: غداً وبعد غد، فإنما هلك من كان قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف،حتى أتاهم أمر اللَّه بغتة وهم غافلون).

ويعتبر الإمام علي أن آفة النجاح الكسل حيث يقول: (آفة النجاح الكسل)، وقال أيضاً: (من دام كسله خاب أمله)، ويقولالإمام الباقر: (الكسل يضر بالدين والدنيا)، ويقول الإمام الكاظم : (إياك والضجر والكسل، فإنهما يمنعانك حظك من الدنياوالآخرة).

إن الكسل والضجر والتواني والتسويف هو عنوان الفشل والشقاء والتعاسة في الدنيا والآخرة، فمن أراد الدنيا فعليه بالعملوالنشاط، ومن أراد الآخرة فعليه بالعمل والنشاط، ومن أرادهما معاً فعليه بالعمل والنشاط أيضاً، أما الكسول والمسوف فيأعماله وعباداته فإنه سيخسر الدنيا والآخرة معاً.. وذلك هو الخسران المبين.

2024/10/14

آداب التعامل مع الآخرين في الأسواق

 م. عرين العمر: الأسواق ليست مُجرَّد أماكن مُخصَّصة للتجارة وشراء الحاجيّات فحسب، وإنّما هي بيئة حيوية تنبض بالحياة والتفاعل بين الناس، وتبادل الحوارات والخبرات، وفيها يتواصل الباعة معاً، ومع مُوزِّعي السِّلع والمُشتَرِين، ويتواصل العابرون مع المُقيمين، فيصبح جوّ السوق مُزدحِماً وصاخِباً، يجمع الناس على اختلاف عاداتهم وثقافاتهم واهتماماتهم، ولذا يجب أن يكون كلّ سُلوك وتصرّف يصدر عن الفرد في الأسواق مُهذَّباً ولَبِقاً.

وذلك لخلق بيئة إيجابية، وتجربة تسوّق سَلِسة لمُرتادي السوق جميعهم، وأن يلتزم الجميع بآداب السوق العامّة التي تشمل آداب التعامل مع الآخرين بأسلوبٍ حَسَن، وللتعرّف إلى أبرز هذه الآداب، تابع القراءة.

إفشاء السلام

من آداب التعامل مع الآخرين في الأسواق والتي حَثّ عليها الإسلام إفشاءُ السلام، لأثره الكبير في تعزيز الروابط الإنسانية، ونشر الأُلفة والمَحبّة بين الناس، فإلقاء المُشتري السلام على البائع قبل مُعايَنته السِّلع واختياره منها مثلاً، يخلق جَوّاً من المودّة والاحترام المُتبادَل بينهما.

الالتزام بالنظام واحترام المساحة الشخصية للآخرين

الأسواق أماكن شديدة الازدحام في معظم الأحيان، ولهذا يجب على كلّ فرد الالتزام بالنظام، وعدم تجاوُز الدَّور، واحترام المساحة الشخصية للآخرين، وعدم تجاوزها، وتجنُّب دفع الآخرين أو مُضايَقتهم أثناء الحركة بالقُرب منهم، والتحلّي بالصبر عند التنقّل وسط مجموعة كبيرة من الناس، لضمان أن يكون الأمر أكثر سلاسة ولضمان عدم إيذاء الناس أو إزعاجهم.

التعامل مع الناس برفق وسماحة

من المهمّ التعامل مع الناس في الأسواق برفق وسماحة واحترام وتعاون وتفاهم وبأفضل الأخلاق وأحسنها، ولا تُعَدّ هذه السلوكات مُجرَّد تصرُّفات حَسَنة، بل هي عوامل تُسهم في جعل السوق بيئة إيجابية مريحة لمُرتاديها جميعهم.

المساومة على الأسعار باعتدال وبأسلوب حسن

تُعَدّ المُساومة على الأسعار من الممارسات الشائعة في الأسواق، وهي ممارسة مقبولة لا خطأ فيها بشرط أن تكون ضمن الحدّ المعتدل، أي بتقديم سعر معقولٍ أقلّ من السِّعر الأوّلي دون إبخاس السِّلعة حقَّها، وبالتالي إحراج البائع وهكذا، وأن يُساوم المُشتري البائع بلَباقة واحترام للتوصُّل إلى سِعرٍ مُرْضٍ وعادل للطرفَين.

التحاور مع الناس بطريقة وُديّة

بما أنّ الأسواق مراكز اجتماعية تجمع العديد من الناس معاً، فإنّ من الطبيعي أن تُجرى فيها العديد من الحوارات والمحادثات، إذ يتواصل فيها الناس، وتُبنى فيها العلاقات الاجتماعية، ومن الجميل أن يتحاور الفرد مع الناس في الأسواق، ولكن مع الحرص على التحدُّث بطريقة ودّية ومهذّبة، فيمكن مثلاً السؤال عن المنتجات، ومشاركة الخبرات والتجارب الشخصية مع الناس.

ويجدر التنويه هنا إلى ضرورة تجنُّب إجراء محادثات طويلة مع الباعة المشغولين، تجنُّباً لتأخير زبائنهم وإزعاجهم، وأيضاً الانتباه إلى إجراء المحادثات في منطقة خالية، لتجنُّب إعاقة حركة الناس أثناء تنقّلهم.

تجنب التسلية وذم السلع وإرهاق البائع

على المُشتري أن يكون جادّاً برغبته في الشراء، فلا يكون هدفه التسلية ومُعايَنة المنتجات والسِّلع بهدف تضييع الوقت فقط، فهذا يُرهق البائع، ويُعَدّ نوعاً من إضاعة الوقت والجهد دون فائدة، ومن المهمّ أيضاً تجنُّب ذمّ السِّلع أمام البائع إن كانت دون المُستوى المطلوب أو ذات جودة سيّئة، ويمكن للمُشتري تركها  بدلاً من ذلك والانصراف فقط، مع تجنُّب اتِّهام البائع بالغِشّ أو الكذب دون وجه حقّ أو الاستخفاف به أو إزعاجه.

ضبط تصرفات الأطفال في الأسواق

من الآداب العامّة التي يجب الالتزام بها في الأسواق أيضاً ضبط تصرّفات الأطفال قدر الإمكان، وتجنّب تركهم يلعبون في المتاجر، ويعبثون بالسِّلع والبضائع، ويصرخون بصوتٍ مرتفع، ويزعجون الآخرين.

وختاماً، تُمثِّل الأسواق فرصةً جيّدةً لتجسيد القِيَم الإنسانية في أبهى صُوَرها، فمن خلال الالتزام بآداب التعامل مع الآخرين في الأسواق، يمكن المشاركة في خلق بيئة تعاوُنية إيجابية مُتجانِسة تُناسب الجميع وتخدم المجتمع.

2024/10/06

هل تعاني من عصبية طفلك؟ اكتشف الأسباب والحلول

تتساءل الكثير من الأمهات حول كيفية التعامل مع الطفل العصبي كثير البكاء والغضب بسبب أو بدون سبب واضح، كيف يمكنك كأم احتواء طفلك خلال هذا الوضع، والتعامل معه بطريقة سليمة؟

أسباب عصبية الطفل

هناك عدة أسباب تجعل الطفل يتصرف بعصبية:

لفت الانتباه

يلجأ الطفل أحيانا للعصبية والغضب كوسيلة للفت الانتباه اليه وجلب الاهتمام، قد يكون ذلك راجعا الى أنه يرى أمه تهتم بأخيه الصغير أكثر منه مثلا أو تقوم بمقارنته بأقرانه.

نقص في احتياجات الطفل

قد تكون عصبية الطفل بسبب عدم تلبية احتياجاته الأساسية وهي:

الحب والحنان: وذلك باللمس والحضن وتقديم الحب اللامشروط للطفل، لأن حاجة الطفل للحب تجعله متوترا وعصبيا باستمرار.

النوم: عدم أخد الطفل القسط الكافي من النوم يجعل مزاجه سيئا أو يجعله عصبيا طوال اليوم.

الجوع أو تأخر الوجبات: قد يعبر الطفل عن احتياجه للأكل بالعصبية والغضب.

مشاهد العنف في الرسوم المتحركة

قد تؤدي مشاهد العنف في الرسوم المتحركة الى جعل الطفل عصبي باستمرار، واستخدامه الضرب والصراخ كوسيلة للوصول لرغباته.

أو في الأخير يمكن أن تكون عصبية الطفل مجرد تقليد اِما للأم أو الأب في حالة عصبية، لأن الوالدين هما قدوة للطفل، ويتأثربهما بشكل كبير.

كيف أتعامل مع الطفل العصبي؟

اليك بعض النصائح للتعامل مع الطفل العصبي والتي من دون شك ستجعل عصبية طفلك تتلاشى شيئا فشيئا:

– التحلي بالهدوء وتجنب الانفعال والعصبية أمام الطفل (خصوصا تجنب الشجاربين الزوجين أمام الطفل).

ـــ الحرص على تلبية احتياجات الطفل التي سبق ذكرها اعلاه، من الحب والحنان، النوم، الأكل، واعطاء الاهتمام للأبناء على حد سواء والتوقف عن مقارنة الطفل بأقرانه.

ـــ تحديد وقت الشاشة المسوح به للطفل، والحرص على اختيار المحتوى المناسب لعمرالطفل، الخالي من العنف.

ـــ تخصيص وقت يومي للترفيه واللعب، لأن اللعب من احتياجات الطفل الأساسية. اذا لم يحصل الطفل على وقت كافي من اللعب سيكون في غاية العصبية.

ـــ عدم توجيه الأوامر للطفل العصبي أوتهديد الطفل العصبي.

ـــ عندما يكون طفلك في حالة عصبية، قولي لطفلك: كيف تحب أن أساعدك؟ هل هناك شيء يزعجك؟ ماذا يزعجك؟ اتركيه يعبر عما بداخله من مشاعر سلبية، واحرصي على التواصل معه بهدوء.

في الأخير يجب الاشارة الى أن استخدام الصراخ والعصبية مع الطفل العصبي لا يجدي بأي نفع، بل على العكس يزيد من عصبية الطفل، وعدم تعلمه كيفية ادارة مشاعره السلبية.

المصدر: سمارت مام سمارت بيبي

2024/10/02

ظاهرة التبول الليلي عند الأطفال.. متى نشعر بالقلق من استمرارها؟
تبدأ الأمهات بتدريب أطفالهن على دخول الحمام، والتخلص من الحفاضات أثناء النهار ابتداء من عمر السنتين وبضعة أشهر الى عمر الثلاث سنوات، حسب مدى جاهزية الطفل لذلك. لكن تتساءل اِحدى الأمهات: طفلي عمره 4 سنوات، يكون جافا طوال اليوم، لكنه يتبول أثناء الليل، كيف أعلم طفلي عدم التبول أثناء الليل؟

[اشترك]

مايجب معرفته أولا

يجب أن تعرفي عزيزتي أن تبول الطفل أثناء الليل الى حدود 5 سنوات هو أمر طبيعي جدا، لا يستدعي القلق.

أما استمرار طفلك بالتبول أثناء الليل فوق عمر 5 سنوات، يستدعي زيارة طبيب مختص، معرفة الأسباب التي قد تكون جسدية أو نفسية ومعالجتها.

كيف أعلم طفلي عدم التبول أثناء الليل في 5 خطوات:

عدم نزع الحفاضات أثناء الليل

عكس ما يتداوله الناس بأن نزع الحفاضات للطفل أثناء الليل يساعده على عدم التبول ليلا، فاِن نزع الحفاضات  ليس له علاقة بالأمر. بل يمكن أن يؤثر سلبا على التقدير الذاتي لطفلك، عندما يستيقظ وثيابه مبللة، خصوصا اذا كان له أخ يستيقظ وهو جاف.

يمكنك نزع الحفاضات لطفلك أثناء الليل، في حالة اِذا مرّ شهر على استيقاظ طفلك صباحا وهو جاف تماما.

اذا قمت بنزع الحفاضات وعاد طفلك للتبول ثانية، يجب اعادة الحفاضات مرة أخرى، وانتظار أن يمضي شهر على استيقاظه جافا. الى أن يتم استغناء طفلك على الحفاضات.

تجنب اعطاء الطفل السوائل التي تحتوي على الكافيين قبل النوم

لايفضل حرمان الطفل من شرب الماء قبل النوم خوفا من أن يبلل فراشه، لكن يجب فقط تجنب اعطاء الطفل السوائل التي تحتوي على الكافيين التي تعتبر مدرة للبول، مثل الشاي والقهوة.

كذلك تجنب اعطاء الطفل الأطعمة التي تحتوي على سكريات وبالخصوص مساء.

عدم ايقاظ الطفل للدخول الى الحمام أثناء الليل

لكي يتوقف الطفل عن التبول ليلا، يجب أن يشعر وهو نائم بضرورة الدخول الى الحمام لوحده، هذا الأمر سيأتي مع الوقت، لذلك عندما توقظين طفلك ليلا للدخول الى الحمام، فأنت لا تساعدينه على الاعتماد على نفسه للاستيقاظ من النوم ليلا.

تعويد الطفل على دخول الحمام مباشرة قبل النوم

اجعلي طفلك يدخل الى الحمام مباشرة قبل خلوده للنوم، حتى ولو لم يكن بحاجة لذلك لمساعدته على التخلص من بقايا البول في المثانة.

التعامل بحب مع الطفل

تبول الطفل أثناء الليل أمر خارج عن اِرادته، فهو اِما ناتج عن مشكل صحي، مثل مرض السكري، اضطرابات في المسالك البولية… أوناتج عن اضرابات نفسية مثل الغيرة أوالخوف من الروضة أو المدرسة…ويجب التأكد من ذلك فور بلوغ الطفل 5 سنوات بزيارة الطبيب.

أو ببساطة لصغر سن الطفل(طفل عمره أقل من 5 سنوات)، في هذا السن غالبا مايكون نوم الطفل عميقا ويكون الطفل غير قادرعلى التحكم في نفسه وحبس البول.

لذلك يبقى الحل لهذا الوضع هو التعامل بحب مع الطفل واشعاره بالأمان:

- احرصي على نظافة طفلك وفراشه، يمكنك الاستعانة بالأفرشة المضادة للمياة في حالة وقوع تسربات من الحفاضة.

- عدم توبيخ الطفل لأنه بلل الحفاضة، لأن ذلك سيؤثر على ثقته بنفسه وسيزيد من حدة المشكل.

- مدح الطفل اذا استيقظ وهو جاف.

- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعر القلق والخوف وتفريغ هذه المشاعرمن خلال القيام بأنشطة مثل: الجري، السباحة، الرسم…لأنه كلما شعر الطفل بالراحة والأمان كلما تقلص مشكل التبول في الفراش. 

المصدر: سمارت بيبي
2024/09/01

كيف تحتوي «عاصفة» زوجتك العصبية؟
عزيز ملا هذال: في العلاقات الزوجية، من الطبيعي جدًا أن تحدث المشكلات لسبب أو لآخر، وتُخمد نيران هذه المشكلات بعد حين إن أُحسن التعامل معها. لكن بعض الأزواج يشكون من العصبية الدائمة لزوجاتهم ولأي سبب كان، وهو ما يهدد الأسر بانفراط عقدها، كما حصل للكثير من الأسر بسبب نفاد صبر الرجال على التصرفات غير المسؤولة التي تسلكها الزوجات تحت تأثير العصبية الزائدة. فكيف يحمي الزوج نفسه وعائلته من هذه المشكلة؟

[اشترك]

من المهم الإشارة إلى أن المرأة العصبية لم تختر أن تكون عصبية، بل ابتُليت بهذا الأمر ولن تتمكن من التخلص منه. والدليل أنها بمجرد أن تهدأ بعد موجة الغضب التي تعصف بها، تراها نادمة متوددة لزوجها أو ابنها الذي صرخت عليه بشدة قبل دقائق فقط. لذا، يجب ألا تُعامل الزوجة العصبية وكأنها تقصد ما تقوم به، ويجب التعامل معها كمصابة بنوع من أنواع الاعتلال النفسي، وبالتالي البحث عن طرق عملية للتعامل معه في إطار إنساني واعٍ.

مثال واقعي

يخبرني زميل عمل أن زوجته من نوع أصحاب العصبية المفرطة. فعند تذمرها من أي شيء، كان كبيرًا أو صغيرًا، تستشيط غضبًا وتبدأ بالصراخ وكسر ما يقرب منها من أوانٍ أو أدوات أو شيء آخر. وحين تعبر سحابة الغضب، تظهر بعض السلوكيات التي تريد عبرها أن تقول إن الأمر ليس بيدها وأنها متأسفة لما حصل، وهو ما يجعلني لا أرد عليها بغضب وأحاول احتواءها قدر الإمكان، على حد تعبيره.

بماذا تعود عصبية الزوجة عليها وعلى عائلتها؟

تعود عصبية الزوجة بعدة عوائد سلبية عليها شخصيًا وعلى عائلتها، ومنها أنها تجعل من معها في المنزل في توتر دائم، مما يجعلهم يفضلون مغادرة المنزل لئلا يدفعهم الغضب إلى القيام بسلوكيات غير سليمة يندمون عليها فيما بعد.

وفي حالات معينة، تؤدي العصبية الزائدة لدى النساء إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية، فيصبحن متوترات وقلقات ومحبطات وسلبيات في التعامل مع واقعهن على الرغم من أن الأمر ليس كذلك بالمرة، وهذا هو تأثير العصبية غير الطبيعية عليهن.

وتصاب النساء المفرطات في العصبية بأمراض عضوية كثيرة، منها مشكلات المعدة كالإمساك أو الإسهال والغثيان والصداع الذي يرفع معه ضغط الدم، مما يجعلهن معرضات للجلطات الدماغية والصدرية وغيرها من الأزمات الأخرى التي إن أصابت الإنسان فلن يكون لها علاج وتبقى مزمنة معه ما حيي.

ومن المضاعفات الأخرى للعصبية المفرطة عند النساء فقدانهن للتركيز. فقد تضع حاجة ما في مكان ما في المطبخ، وبعد فترة تُسأل عنها فلا تعرف أين وضعتها بسبب النسيان الناتج من عدم التركيز. ومن العوائد أيضًا الشعور بالتعب والإرهاق رغم كونها لم تقم بأعمال مجهدة، وهو ما يقلل من إنتاجها في الأعمال المهنية والمنزلية وغيرها من الأعمال التي يُفترض أنها تؤديها.

كيف نعامل الزوجة العصبية؟

بعدة أمور يمكن أن نحد من عصبية الزوجة العصبية أو نتجنب انعكاساتها علينا، ومنها الابتعاد عنها في الأوقات التي تكون فيها عصبية، ومغادرة المنزل أو المكان الذي تتواجد فيه، والحرص على عدم الرد عليها لئلا يصل الصدام لدرجات عالية، وبالتالي قد يحدث ما لا يُحمد عقباه.

ومن العلاجات لمثل هذا الأمر استخدام الأزواج أسلوب الصمت معها وعدم التحدث معها حتى بعد انتهاء الموقف، وهو نوع من أنواع العقاب الصامت لكي تشعر بالذنب، وبالتالي تبحث عن طرق للحفاظ على اتزانها الانفعالي في أوقات ذروة العصبية.

ومن الأهمية بمكان أن يستمع الزوج إلى زوجته لتفادي عصبيتها. فكثيرًا ما يقع الزوج في مشكلة عدم الاستماع للزوجة، مما يؤدي لسوء تفاهم يصعّد الأمر إلى مشاكل أكبر. وبهذه الأمور الثلاث يمكن الابتعاد عن خطر العصبية المفرطة للزوجة.

2024/09/01

اكتشاف مثير وخطير يخص «إهمال الأطفال».. دراسة حديثة تحذّر
سلّطت دراسة جديدة صادرة عن معهد الطب النفسي وعلم الأعصاب في كينغز كوليدج لندن وجامعة مدينة نيويورك، الضوء على العلاقة بين إساءة معاملة الأطفال والصعوبات المعرفية لديهم.

[اشترك]

واختبر الباحثون مجموعة من 1179 مشاركا، من أجل تقييم قدراتهم المعرفية في الحياة، عند البلوغ.

ووجدوا أن المشاركين الذين لديهم سجلات رسمية موثقة عن إساءة معاملة الأطفال، أظهروا عجزا إدراكيا في معظم الاختبارات، مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم سجلات مماثلة.

كما لاحظ الباحثون أن هذه النتائج لم تكن متسقة عبر أنواع مختلفة من سوء المعاملة.

وأظهر المشاركون، الذين لديهم تجارب موثقة من الإهمال، عجزا إدراكيا، لكن أولئك الذين لديهم تجارب موثقة من الإيذاء البدني والجنسي لم يظهروا ذلك.

وقالت المعدة المشاركة للدراسة، أندريا دانيز، أستاذة الطب النفسي للأطفال والمراهقين: "تسلط دراستنا الضوء على أهمية تحديد الشباب الذين عانوا من الإهمال حتى يمكن تقديم الدعم المناسب؛ على سبيل المثال، للتخفيف من العواقب السلبية في التعليم والتوظيف".

وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم سبب معاناة الأفراد، الذين لديهم تاريخ موثق من الإهمال، من العجز الإدراكي.

ويعتقد الباحثون أن هذا قد يكون بسبب نقص التحفيز في مرحلة الطفولة، أو دور التجارب الأخرى التي غالبا ما تصاحب الإهمال، مثل فقر الأسرة.

نشرت الدراسة في مجلة لانسيت للطب النفسي.

المصدر: روسيا اليوم 
2024/08/14

ساعات طويلة أمام الشاشات.. الإدمان الرقمي يؤدي إلى «مشاكل نفسية»!
سُرى فاضل: استطاعت التكنولوجيا في عالمنا المعاصر ان تكون جزءً لا يتجزأ من حياتنا اليوميّة، فالأجهزة الذكية واللوحية والإنترنت وكل ما يتعلق فيه اخترق جميع نواحي حياتنا، من العمل إلى الترفيه والتواصل الاجتماعي، ومع هذا التطور السريع والانتشار الواسع للتقنيات الرقمية، برزت مشكلة الإدمان الرقمي كواحدة من أبرز التحديات التي تهدد سلامة المجتمعات والأفراد في انحاء العالم على حد سواء.

[اشترك]

ويعرف الإدمان الرقمي على: أنه حالة من الاعتماد المفرط على الأجهزة الإلكترونية والتواصل عبر الإنترنت، إذ يقضي الشخص المدمن ساعات طويلة أمام الشاشات، متجاهلاً مسؤولياته ومتطلبات الحياة اليومية الأساسية.

ولهذا السلوك المرضي آثار سلبية خطيرة على الصحة العقلية والجسدية للفرد، فمن الممكن ان يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب، إضافة إلى اضطرابات النوم وزيادة الوزن، اما على المستوى الاجتماعي، قد يكون الإدمان الرقمي سبب في عزلة الفرد وضعف علاقاته مع المحيطين به، فضلا عن تراجع مستوى إنتاجيته ومردوده الوظيفي.

وسط هذه التأثيرات الناجمة عن الإدمان الالكتروني تقع على عاتق الحكومات والمؤسسات التربوية والصحية مسؤولية التصدي لهذه المشكلة، وذلك من خلال تطوير برامج توعوية وتثقيف للمواطنين، حول خطورة ظاهرة الإدمان الرقمي التي اخذت بالانتشار مؤخرا.

ولا يقف الخطر عند حدود الإدمان الرقمي فحسب، بل يتعداه إلى ما يُعرف بالإنترنت العميق (Deep Web)، هذا الجزء المظلم والمجهول من الإنترنت هو ذو محتوى إجراميّ ومواد محظورة، قد تكون مدمرة للفرد والمجتمع على حد سواء، وإنّ الوصول إلى هذا الجزء من الويب قد يؤدي إلى انخراط في أنشطة إرهابية أو إجرامية خطيرة، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن والسلامة العامة.

أسباب الإدمان الرقمي:

للإدمان الرقمي العديد من الأسباب، يمكن ذكر أهمها انشغال الاهل في الاعمال اليومية بالمنزل وعدم متابعة الأطفال ومعرفة أين يقضون معظم وقتهم في حال وجود الاهل وفي حال خروجهم.

ومن الأسباب الأخرى تعوّد بعض الأمهات على إعطاء الأبناء الأجهزة اللوحية لإلهائهم والتفرغ للعمل المنزلي او الاختلاء من اجل تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، والحديث بالمجموعات العائلية، وتمضية الكثير من الوقت في الأحاديث التي تبتعد في العادة عن هموم تربية الأطفال وغيرها من شؤون الحياة، وفي هذا الخصوص يقول الإمام الصادق، عليه السلام، “أيّما ناشئ نشأ في قوم ثم لم يؤدَب على معصية فإن الله عز وجل أول ما يعاقبهم فيه أن ينقص من أرزاقهم”.

فمن الضروري مراعاة عمر الطفل فلكل عمر سياسة تربوية خاصة فمدرسة أهل البيت، عليهم السلام، سبقت المدارس التربوية المعاصرة بالأخذ بمبدأ (التدرج) ومثال لذلك: يؤدب الطفل على الذكر لله إذا بلغ ثلاث سنين، يقول الإمام الباقر، عليه السلام: “إذا بلغ الغلام ثلاث سنين فقل له سبع مرات: قل: لا الله إلا الله ثم يترك”.

ثم نتدرج مع الطفل فنبدأ بتأديبه على الصلاة يقول الامام علي، عليه السلام: “أدب صغار أهل بيتك بلسانك على الصلاة والطهور فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً بعد ذلك: يؤدب الصبي على الصوم”.

فأين أسرنا اليوم من توصيات وتعليمات اهل البيت عليهم السلام واتخاذها السراج الذي ينير طريقهم نحو بلوغ الهدف التربوي.

كيف نواجه ظاهرة الإدمان الرقمي؟

ولمواجهة هذه المشكلة المتفاقمة، لابد من اتخاذ إجراءات فعالة على المستويين الفردي والمجتمعي، فعلى الصعيد الفردي، يجب على الأفراد تطوير ضبط النفس والوعي بحدود استخدام التكنولوجيا، كتقليل وقت الشاشة، وتخصيص فترات راحة، والمشاركة في أنشطة بديلة صحية أمور ضرورية للسيطرة على الإدمان الرقمي، كما ينبغي على الأشخاص المتأثرين طلب المساعدة المهنية واتباع برامج علاجية للتغلب على هذه الحالة.

أما على المستوى المجتمعي، فتقع على عاتق الحكومات والمؤسسات التربوية والصحية مسؤولية التصدي لهذه المشكلة، وذلك من خلال تطوير برامج توعوية وتثقيف للمواطنين، حول خطورة الإدمان الرقمي، كما ينبغي على هذه الجهات وضع سياسات وتشريعات تنظم استخدام التكنولوجيا والإنترنت، بالإضافة إلى تعزيز دور الأسرة في توجيه الأبناء والحد من الإدمان.

في ظل هذه التحديات الخطيرة، لا يمكننا تجاهل مشكلة الإدمان الرقمي فإن التصدّي لهذه الظاهرة يتطلب جهودا متكاملة على المستويات الفردية والأسرية والمجتمعية، فقط من خلال هذا النهج الشامل يمكننا الحفاظ على صحتنا النفسية والاجتماعية في عصر الرقمنة المتسارع.

يجب أن تكون هناك جهود مجتمعية منسقة لإيجاد الحلول الناجعة، فعلى سبيل المثال، يمكن تعزيز دور المدارس في تنمية وعي الأجيال الناشئة، وتشجيع الأسر اعتماد أساليب تربوية تضبط استخدام التكنولوجيا.

لقد أضحى الإدمان الرقمي والإنترنت العميق، من أبرز التهديدات التي تواجهنا في العصر الحالي، فهذه المشكلة المتفاقمة تؤثر سلبا على الصحة العامة والأمن المجتمعي، وقد ترتب عليها انعكاسات اقتصادية وتنموية خطيرة، وبالتالي فلا بد من العمل بحزم وجدية لصيانة مجتمعنا من هذه المخاطر المحدقة، لنضمن مستقبلاً آمنًا وصحيًّا لأجيالنا القادمة.

وفي هذا السياق، تبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول خطورة هذه المشكلة، فالأفراد والأسر بحاجة إلى المزيد من التوعية والتثقيف بشأن آثار الإدمان الرقمي واحتمالات الانزلاق نحو الإنترنت العميق، وعلى المؤسسات الرسمية أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الصدد، من خلال تطوير البرامج التوعويّة والتشريعات الرادعة.

كما يجب أن تكون هناك جهود مجتمعية منسقة لإيجاد الحلول الناجعة، فعلى سبيل المثال، يمكن تعزيز دور المدارس في تنمية وعي الأجيال الناشئة، وتشجيع الأسر اعتماد أساليب تربوية تضبط استخدام التكنولوجيا، هذا بالإضافة إلى تطوير خدمات علاجية واستشارية للمتأثرين بالإدمان الرقمي، ودعم البحث العلمي في هذا المجال.

مواجهة مشكلة الإدمان الرقمي تتطلب نهجا شاملا وجهودا متضافرة على جميع المستويات، فالتصدي لهذه التحديات الخطيرة هو واجب وطني وأخلاقي، من أجل صيانة مستقبل مجتمعاتنا وحماية أفرادها.

 المعالجة على الصعيد التربوي والتعليمي، يجب ان تقوم المؤسسات التعليمية تضمين مناهجها برامج توعوية حول استخدام التكنولوجيا بطريقة آمنة وصحية، فتوعية الأجيال الناشئة وتزويدهم بالمهارات اللازمة لضبط استخدام الأجهزة الرقمية أمر بالغ الأهمية في مواجهة هذه المشكلة.

في هذا الإطار، تبرز أهمية دور الأسرة في توجيه أبنائها والحفاظ على توازن استخدام التقنيات الرقمية، فالآباء والأمهات مطالبون بوضع قواعد واضحة، وبممارسة الرقابة الفعالة على نشاطات أبنائهم عبر الإنترنت، كما يجب تشجيع الأسر على تخصيص أوقات للأنشطة البديلة خارج الشاشات، لتعزيز التواصل الأسري والتوازن في الحياة اليومية.

في نهاية المطاف إن مواجهة مشكلة الإدمان الرقمي، تتطلب نهجا شاملا وجهودا متضافرة على جميع المستويات، فالتصدي لهذه التحديات الخطيرة هو واجب وطني وأخلاقي، من أجل صيانة مستقبل مجتمعاتنا وحماية أفرادها، لقد آن الأوان لنتحرك بحزم وفاعلية لاستئصال هذا الخطر الماثل، والذي يهدد كيان المجتمع في عصر التكنولوجيا المتسارع.

*نقلاً عن الهدى
2024/08/08

التكنولوجيا تبتلع أطفالنا.. إدمان للهواتف وعزلة اجتماعية!
إذا زرت أي ملعب أو مركز تجاري أو حفلة عيد ميلاد للأطفال، فسوف ترى أطفالاً سلوكهم غير مقبول مع آبائهم.

جاء في تقرير لموقع «سيكولوجي توداي»: «إنه منذ وقت ليس ببعيد، كان مثل هذا السلوك من الأطفال غير مقبول. والآن، يبدو أن التذمر والمشاحنات مع الوالدين أصبحت شائعة».

كيف حدث هذا؟ وما سبب هذا التحوّل السلوكي؟

قبل توجيه أصابع الاتهام إلى الآباء، دعونا نعترف بالتأثير العميق للتكنولوجيا على حياة الأطفال. لقد أغرقت شبكة الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو الأطفال بالأجهزة، وغيّرت روتينهم اليومي بشكل جذري.

وقد أظهرت عدة دراسات أن اعتماد الأطفال المفرط على التكنولوجيا يؤدي إلى زيادة العزلة الاجتماعية، ما يُسبب ضعف مهاراتهم الاجتماعية، وتأخر الذكاء العاطفي لديهم، وعدم قدرتهم على التعامل مع الشعور بالإحباط.

الشهر الماضي، انتشرت دعوة أميركية تطالب بوضع علامات تحذيرية على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب الأضرار التي قد تسببها للصحة العقلية للمراهقين.

اليوم، وبعد 30 عاماً من إطلاق أول هاتف ذكي، قد يشعر جيل كامل من الأطفال براحة أكبر في التعامل مع الشاشات مقارنة بالبشر. في معظم الحالات، نشأ هؤلاء الأطفال على يد آباء محبين أرادوا توفير كل ما هو جديد لأطفالهم، وأيضاً، لم تكن هناك أي مؤشرات على الإدمان السلبي للتكنولوجيا بعد.

ومن أبرز التأثيرات السلبية لإدمان التكنولوجيا هو حدوث فجوات بالذكاء العاطفي وتأخر النضج، أي الانحسار في سلوكيات أكثر ملاءمة للأطفال الصغار رغم التقدم بالعمر.

يسبب التأخر العاطفي أيضاً عدم الرغبة في الاستقلال عن الأهل؛ إذ يرغب الأبناء في البقاء مع الأهل، ويطالبونهم بتلبية جميع احتياجاتهم.

ويقول كاتب التقرير، وهو مؤلف كتاب «عندما يتخذ الأطفال القرار» إن الأبوة والأمومة المضللة تغذي الشعور بالاستحقاق لدى الأبناء، ويشير إلى 3 نماذج محددة من أساليب التربية التي تعزز هذا الشعور:

الآباء الذين تعرضوا للإيذاء أو الإهمال من قبل آبائهم: يحاولون تفادي ما حدث في طفولتهم من خلال منح أطفالهم كثيراً من القوة.
الآباء والأمهات الذين يعانون القلق: لا يستطيعون رؤية أطفالهم يعانون فيفرطون في تدليلهم.
الآباء والأمهات الذين يجدون صعوبة في اتخاذ القرارات: يحولون دور الأبوة والأمومة إلى طفلهم، فيقومون بتربية الطفل لرعايته بدلاً من الاعتناء به.

ما آثار الاستحقاق على الأطفال؟

انخفاض القدرة على تحمّل الإحباط: عندما يشعر الطفل المستحق بالإحباط، يجد صعوبة في التسامح والعمل على تجاوز شعوره السلبي.
ضعف مهارات حل المشاكل: لا يُحاول التفكير لحل المشكلات، ويريد شخصاً آخر لإصلاح المشاكل.
فقر أخلاقي: التكنولوجيا تعدك بالإغاثة بنقرة زر واحدة. يتوقع الأطفال المؤهلون أن يتمكنوا من الحصول على ما يريدون، وقتما يريدون ذلك، دون العمل من أجل الحصول عليه.
مشاكل اجتماعية: يتجنّب الأطفال التجمعات الاجتماعية إلا إذا كانوا مركز الاهتمام، ما يجعلهم غير محبوبين وغير قادرين على المشاركة أو العمل في فريق.
التأخر العاطفي: تأخر النضج المتوقع مع كل مرحلة عمرية، ويكون الطفل عرضة لنوبات الغضب الشديد.

المصدر: الشرق الأوسط 
2024/07/10

هل أنت تعيس؟! توقّف الآن على مشاهدة مقاطع «الريلز»!
إيمان حسين: في الفترة الأخيرة انجذب العديد من الأشخاص لمقاطع الفيديوهات القصيرة، التي يطلق عليها «ريلز» المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي قد يصل لمرحلة الإدمان، ما يسبب الكثير من المخاطر على حياة الأشخاص، مثل مشاهدة القصص السريعة وقد تستغرق وقت قصير حيث جذابة وتسبب الإدمان بطريقة تمكن الناس من قضاء ساعات كبيرة في التمرير إلى ما لا نهاية من خلال  المنصات التواصل الاجتماعية لأن مما يجذب المواطن هي "الخلاصة".

كما يعد الريلز، سرد القصص، أحد أفضل الطرق لجذب الانتباه والتفاعل مع مشاعر المستهلك، الذين يستجيبون بشكل أفضل لسرد جيد الصنع محتوى الريلز، وهو شيء لن يتغير أبدًا.

ما هو إدمان مشاهدة الريدز؟

قائد الحكاية

كانت بداية القصة هو بعد نجاح TikTok، حيث  تقوم كل الشركة بتقنية أمريكية كبرى بإنشاء ميزات فيديو قصيرة.

يحتوي برنامج Reels الآن 25٪ من الوقت على Instagram ويوتيوب شورتس ولديه 1.5 مليار مشاهد.

الريلز تحتوي علي الفيديوهات القصيرة، أحدثت ضجة كبيرة في الأعوام الأخيرة، ظهرت لأول مرة سنة 2012 وتم تداولها على جميع المنصات التواصل الاجتماعي.

مع زيادة عدد المتابعين بمشاهدة الريلز يستطيع  نقلك لبعد آخر تختلف فيه نسبية الزمن، كثقب أسود يتلاعب بعقارب الساعة، وهي فيديوهات قصيرة تملأ شاشة الهاتف عمودياً على غير العادة، وصل توقيتها اليوم الى أقل من دقيقة أو دقيقة ونصف. تأتي بشكل متتالي ، انتشرت بعد انخفاض مدى اهتمام مدمني الوسائط الاجتماعية، وزادت شعبيتها بشكل مطرد.

ووفقاً للدكتورة إيمان عبدالله أستشاري الطب النفسي فإنه من الخطر الذي يهدد العقل نتيجة إدمان مشاهدة مقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها نحو 90 ثانية على «فيسبوك» و«إنستغرام» و«تيك توك»، واخرهم و المعروفة بـ«الريلز».

وأضافت استشاري الطب النفسي، أن مشاهدة «الريلز» وغيرها من الفيديوهات السريعة تجعل عقل الإنسان شارداً، مشيرةً إلى أن تلك الحالة تُعرف طبياً بـ«العقل غير السعيد».

تأثير الفيديوهات القصيرة الإدماني على حياتنا

ارتبط الاستخدام المتزايد لمنصات التواصل الاجتماعي بعدد لا يحصى من مشاكل الصحة العقلية، حيث أشارت الاضطرابات مثل القلق والشك الذاتي والاكتئاب ومشاكل صورة الجسد إلى زيادة استهلاك وسائل التواصل الاجتماعي كمساهم سيئ.

لقد تسبب الاستخدام المستمر لمنصات التواصل الاجتماعي بالفعل في انخفاض مدى انتباه الإنسان العادي. واستمر هذا الانخفاض أكثر مع مزيد من استهلاك الريلز.

تشد المبالغة في تناول هذه المقاطع الأفراد وتجذبهم رغم رداءة المحتوى مثل خطر الإفراط في ألعاب الفيديو تماماً، حيث تم إنشاؤها بطريقة تجعل المشاهدين مدمنين عليها لذا نذكر مستخدمي الإنترنت أن مقاطع ريلز قد تظهر للجميع في البداية أنها غير ضارة ولكنها تؤدي إلى العديد من المشكلات، كالتالي:

1- انخفاض القدرة على التركيز.

2- التذمر ومحاولة إنهاء المهام بسرعة.

3- صعوبة في الاستمرارية والفشل.

4- الابتعاد عن الكتب والدورات التدريبية المفيدة طويلة النفس.

5- قتل الوقت فيما لا يهم.

6- تصاعد مستويات الشعور بالملل.

7- الكسل والانجذاب الدائم إليها.

مخاطر مشاهدة مقاطع «ريلز»

أيضاً يقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة إن مقاطع فيديو «ريلز» علي موقع  إنستجرام أو فيس بوك، تسبب مخاطر كبيرة تنعكس على الأشخاص، من بينها تقليل عملية الانتباه لدى الإنسان.

فقدان الانتباه

 كما تؤثر على صحة الإنسان ويشعر دائم "الشرود والسرحان" وتزيد من التشتت الذهني والتسطح العقلي، وأن المشاهد السريعة تحد من التركيز وتصيب العقل بفقدان الانتباه، كما أنها تجعل الشخص لا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ.

سعادة مؤقتة

ويضيف هندي على الرغم من أن مشاهدة مقاطع فيديو «ريلز» قد تحسن من الحالة المزاجية للشخص ولكنها سعادة مؤقتة ينتج عنها الكثير من الأضرار، إلا أنها تزيد من السلوك الاندفاعي لدى الشخص وتؤدي إلى الانشقاق الفكري أي بمعنى أنه لا يصبح لدى الشخص ملامح فكرية.

نصائح لتجنب مشاهدة فيديوهات «ريلز»

يجب على الأشخاص تجنب مشاهدة مقاطع فيديو «ريلز» لأنها تمثل خطورة كبيرة عليه وخاصة أنها تغرس سلوك الكسل لدى الأشخاص وتجعل الشخص في حالة من عدم الرضا بالواقع الذي يعيشه: «ينصح الأشخاص أن تبتعد عن مشاهدة فيديو ريلز والتي تكون على إنستجرام والفيسبوك عشان ليها اضرار كتير على الرغم أنها بتخلي الإنسان في حالة سعادة ولكنها بتسبب له الكسل».

المصدر: بوابة أخبار اليوم
2024/06/29