يعتقد الزوجان أن فصل الصيف مناسبة للتقارب وإنهاء حالة “الشتات” التي تفرضها الالتزامات الأسرية والمهنية، غير أنه أحيانا لا يكاد يقبل شهر سبتمبر حتى يكون الزوجان على أهبة الانفصال.
فالصيف بالنسبة للأزواج، والأسرة بشكل عام، هو فصل مفتوح على كل ما يبهج القلب ويسلي النفس، فهو فصل السفر والنزهات والراحة، لكن كثيرا ما ينقلب الأمر إلى خلافات وصدامات ذات تأثير سلبي على الحياة الزوجية.
ومن بين الأسباب التي تجعل الصيف فصلا لإثارة المشاحنات:
الامتناع عن النزهات
تهيئ الزوجة نفسها، أو على الأقل تمنيها بالذهاب في نزهة إلى أماكن ترفيهية أو أحد الأماكن السياحية، على غرار الأخوات والصديقات، غير أنها تجد نفسها مجبرة على تمضية وقتها أمام النافذة تراقب المارة في الطريق والسبب أن زوجها “لا يؤمن” بالنزهات، أو أن دخله ضعيف لا يسمح له بالذهاب لأبعد من “السوق”، وربما لأن لديه عمله الخاص وبالتالي لا يمنح لنفسه إجازة لنفسه وزوجته وأولاده.
وكثيرا ما يكون النقاش حول هذه النقطة سببا في اندلاع المشاكل بين الزوجين.
الاختلاف حول “الوجهة”
حتى وإن كان الزوجان متعودين على الذهاب إلى النزهات الصيفية، إلا أنهما كثيرا ما يختلفان حول الوجهة التي يذهبان إليها والميزانية التي يخصصانها لها، وهو ما يحول النزهة إلى مناسبة للتراشق بالعبارات وتبادل التهم.
سفينة واحدة وأكثر من ربّان!
مع حصول الزوج على إجازته السنوية، وتوقف الأطفال عن الذهاب إلى المدارس، يجتمع الشمل وتتعارض وجهات النظر، ويبدأ كل فرد بممارسة حياته بالطريقة التي يرغب فيها.
ويقضي الزوج ساعات طويلة في المنزل يراقب ويوجه الملاحظات ويفرض الأوامر، فتستشعر الزوجة بالخطر الذي يهدد مملكتها التي كانت تديرها بمفردها في الأشهر الماضية، فتنتفض وتحتج ما يثير حفيظة الزوج الذي لا يتأخر عن إعلان الحرب.
كتمان الغيظ إلى أن يأتي الصيف!
تحاول الزوجة التي تعاني من خلافات مع زوجها، أن تكظم غيظها وتداري توترها، وتتظاهر وكأن كل شيء على ما يرام من أجل أن لا يتأثر أطفالها، الأمر الذي يؤثر سلبا على دراستهم.
وما إن تنتهي الامتحانات، وتقبل العطلة الصيفية، حتى تفتح الزوجة الملفات التي أغلقتها بشكل مؤقت مع زوجها ما يتسبب في انفجار المشاكل وانكشاف حقيقة العلاقة بينها أمام الأطفال، وأمام الجميع.
ارتفاع درجة الحرارة
هنالك عامل رئيسي يتحكم في أعصاب الأزواج في الصيف، مما يجعلهما سريعا الغضب، وهو عامل خارج عن سيطرتهما ولا يملكان التحكم فيه ألا وهو ارتفاع درجات الحرارة.
فالحر، يؤثر فسيولوجيا في الإنسان، وساعات النهار في الصيف عادة أطول من غيرها في فصول السنة الأخرى، ما يعني أنه في فصل الصيف تتعرض العين لأشعة الشمس القوية لفترات أطول.
وهذه الأشعة تنتقل بواسطة العين إلى المخ، الذي يقوم بدوره بإيقاف الغدة الصنوبرية المسؤولة عن إفراز هرمون الميلوتونا المسؤول عن خفض السلوك العدواني، كما أنه يعد من المؤثرات الايجابية المؤدية إلى إزالة مشاعر القلق والغضب، وهكذا يرتفع معدل القلق والسلوك العدواني بسبب توقف إفراز هذا الهرمون.
وفي فصل الصيف أيضا يزداد إفراز مادة التكاكولونيمات التي تعتبر الهرمون المنشط لمشاعر القلق والسلوك العدواني، ويكون الجسم أكثر إفرازا لها خاصة وقت الذروة للتفاعل الاجتماعي، مما يولد سلوكا عدوانيا حادا، خاصة بين الزوجين.
* سمية سعادة