تعددت الآراء في تفسير «الكلمات»، التي تلقاها آدم عليه السلام من ربّه.
المعروف أنها الكلمات المذكورة في الآية ٢٣ من سورة الأعراف: (قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ).
وقال آخرون أن المقصود من الكلمات هذا الدعاء: «اللهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي، فاغفر لي إنّك خير الغافرين».
«اللهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي، فارحمني إنّك خير الرّاحمين».
«اللهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي، فتب عليّ إنّك أنت التّوّاب الرّحيم».
وهذا ما نقل في رواية عن الإمام محمّد بن علي الباقر عليهالسلام(١).
مثل هذه التعابير ذكرها القرآن على لسان يونس وموسى عليهماالسلام. يونس ناجى ربّه فقال: (سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (٢). وموسى أيضا: (قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ) (٣).
وفي روايات وردت عن طرق أهل البيت عليهم السلام أن المقصود من «الكلمات» أسماء أفضل مخلوقات الله وهم: محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهم أفضل الصلاة والسلام ـ وآدم توسل بهذه الكلمات ليطلب العفو من ربّ العالمين فعفا عنه.
هذه التفاسير الثلاثة لا تتعارض مع بعضها، ولعلّ آدم تلقى من ربّه كل هذه الكلمات، كي يحدث فيه تغيير روحي تام بعد أن يعي حقيقة هذه الكلمات، وليشمله بعد ذلك لطف الله ورحمته.
المصدر: تفسير الأمثل ج1