لتجنّب مشاكل النموّ: كيف يمكن للأمهات الحد من سهر أطفالهن؟

رملة الخزعلي
زيارات:1366
مشاركة
A+ A A-
من الاخطاء الصحية التي لا يلتفت إليها الاهل هو سهر الاطفال لساعات متأخرة من الليل مع استعمال الاجهزة الالكترونية او مشاهدة التلفاز غير ملتفتين الى اهمية النوم لطفل وحجم اثر السهر عليه فالنوم المبكر لطفل ينظم الساعة البيولوجية لدى الصغار والكبار ولاسيما الاطفال فهو مفيد ويعود بالنفع على صحته النفسية ونموه.

ومن الاخطاء تشجيع الطفل على السهر كونه يشكل خطراً كبيراً على الصحة النفسية والبدنية، كثيرا ما تشكو الامهات من بطء نمو طفلها او تشكو من عصبيته المفرطة او عدم انتباه الطفل لما يجري من حوله وقلة نشاطه او عدم تفاعله مع الاخرين كل هذه العلامات توصف بانها اهم مؤشرات الخطر على صحة الطفل فعلى الام والاب الحد من ظاهرة سهر الاطفال، وهناك اسباب كثيرة وراء سهر الطفل منها

أسباب سهر الطفل

توعز اغلب الامهات اسباب سهر الاطفال الى التطور التقني والتكنولوجي الذي دخل بيوتاتنا كونه شكل عنصراً يسهم في زيادة حركة الطفل وتغيير نظام حياته كالألعاب الالكترونية والاجهزة الذكية وحجم الاضاءة في البيت وطريقة البناء والبيوت الواسعة، كل هذه عوامل اسهمت في استمرار نشاط الطفل حتى ساعات متأخرة من الليل عكس السابق حين كانت العوائل تفتقر الى هذا الامور نرى الكبير والصغير يلجأ الى النوم بوقت مبكر، وقد استطلعنا آراء بعض الامهات حول اسباب سهر الاطفال:

زينب جواد / ترى أن السبب يعود الى تنوع المؤثرات التي حول الطفل جعلته يبقى لساعات متأخرة من الليل كالموبايل والتلفاز الذي لم يحدد بوقت، تقول سابقا: كانت هناك فترة تعرض فيها الرسوم المتحركة وتنتهي اما الآن فعلى مدار اليوم تعرض افلام الكارتون وبتنوع وباساليب جاذبة للطفل مما يصعب علينا السيطرة على ابنائنا فيبقون لساعات متأخرة وهم يتابعون هذه البرامج.

توافقها بالرأي زهراء زيد وتزيد ايضا: إن العائلة الصغيرة ممكن ان تسيطر الام على طفلها وتنظم ساعات نومه واكله ولعبه لكن اذا كانت مع عائلة كبيرة يستحيل السيطرة عليه خاصة واليوم اصبح السهر من عادة اغلب العوائل، في السابق نادرا ما نرى عائلة تسهر لكن في ظل التطور التكنولوجي نرى ان السهر اصبح عادة تشمل الاسرة والاطفال، فالطفل الذي يرى العائلة جيمعها تمارس نشاطاتها كما في النهار لا تفرق لديه ساعات الليل عن النهار فالسبب يعود على العوائل، فيما ترى فاطمة محيي الدين ان السبب يعود لحرص الام على ابنائها فالام الحريصة على طفلها تنظم حياته بنظام دقيق اما المهملة وغير المبالية تجعل الطفل يفعل ما يحلو له وهو لا يعي عواقب الامور لصغر سنه ولعدم ادراكه، فدور الام اصبح شبه المعدوم لدى اغلب العوائل بسبب انشغالها بالوظيفة او بالانترنيت تاركة وراءها الطفل يلهو ويلعب لساعات متأخرة، في السابق كانت الام همها اسرتها واطفالها اما اليوم صارت لديها مشاغل كثيرة منها صديقات العمل والتواصل معهن بعد اوقات الدوام على وسائل التواصل وعلاقاتها الاجتماعية والمجاملات عبر الواتساب والتلكرام ووسائل التواصل الاخرى وغالبا ما تنشغل في الليل بهذه الامور تاركة طفلها للتلفاز والالعاب الالكترونية متناسية حجم الخطر الذي يهدد هذا الطفل وربما يعود السبب الاساس الى جهل الام بعواقب سهر الطفل وقلة ساعات نومه.

وترى السيدة جيهان العميدي أن احد اهم الاسباب تعود الى القلق والحالة النفسية لطفل بسبب ما يعانيه داخل الاسرة مثلا اذا رأى العراك الدائم في اسرته او عدم توافق والديه وكثرة المشاكل تسبب لدى الطفل ردة فعل وتولد لديه القلق الذي يجعله يسهر لساعات متأخرة ونراه مضطرباً دوماً في جميع تصرفاته لذا على الاهل عدم اظهار المشاكل والخلافات امام اطفالهم حرصا على سلامتهم النفسية.

خطر السهر وعلاجه

وقد اكدت دراسات عديدة اضرار السهر وخاصة سهر الطفل، فهو عامل اساس في قلة افراز الهرمونات الضرورية للنمو وبناء الجسم، فهناك هرمونات تفرز ليلا اثناء النوم فاذا لم يأخذ الطفل كفايته من النوم في الليل فسيكون لديه خلل اهم اعراضه الكسل والخمول وضعف البدن زيادة على ضعف النظر والعصبية الزائدة، واكد مختصون في شأن نمو الطفل ان السهر عنصر يسهم في اضعاف جهاز المناعة نتيجة الخلل في الساعة البيولوجية وتغيير نظامها واحيانا يصاب الطفل كثير السهر بفرط النشاط وكثرة الحركة وفقدان الشهية والقلق وعدم التفاعل مع وسائل التعليم او عدم الانتباه لما يقوله المعلم ووجد باحثون بجامعة زيورخ بسويسرا ان قلة النوم لها تأثير خطير على الجزء الخلفي للدماغ المسؤول عن الحركات اللاإرادية والسلوك الانفعالي والفص الجبهي المسؤول عن الانتباه والتفكير وصياغة الافكار ولا تظهر التأثيرات بشكل مباشر لكن تظهر على المدى الطويل وخاصة ضعف قدرة الدماغ على تلقي المعلومة سيظهر مبكرا على الطفل.

ان العلاج بيد الام إذ ترى الدكتورة مها القسام: ان علاج سهر الاطفال يسير وسهل وهو بيد الام والاب لكن عليهم اولا ان يعرفوا اهمية النوم المبكر وفوائده كي يؤمنوا بأهمية ما يقومون به وكي يكون لديهم اصرار على علاج سهر اطفالهم، فعلى الام بالدرجة الاساس تهيئة الجو الملائم للنوم بوساطة اطفاء الانارة وتقليل الاصوات واطفاء الاجهزة الالكترونية والتلفاز وحث الطفل على النوم والجلوس الى جنبه بالسرير وقراءة قصة له او بعض السور القصار وإلهائه لحين نومه وبمرور الوقت سيتعود الطفل على النوم مبكرا، وسترى الام مدى الارتياح الذي تشعر به عند نوم طفلها مبكرا خاصة اذا كان يرتاد رياض الاطفال او المدرسة فيصحو مبكرا نشيطا متفاعلا معها ومع معلمته.

الأم حل المشكلة

ان الام هي محور تنظيم الاسرة فان غيابها او قلة اهتمامها بأسرتها يسبب كثيراً من المشاكل ويعود اهمال الام احد اهم اسباب سهر الاطفال كونها هي من تنظم ساعات النوم وساعات اللعب وساعات الاكل وغيرها من الامور التي تنظم حياة طفلها، فاذا اهملت طفلها وتركته من غير توجيه وتنظيم لاموره سيعاني من جملة امور كالسهر وغيرها، وعلى الام ان تتمتع بروح رياضية في معاملة الطفل عند امتناعه عن النوم فارغامه على النوم ليس حلا للمشكلة بل يولد مشاكل اخرى فيجب مسايسته واقناعه وشيئا فشيئا سيكون اللجوء الى النوم بوقت مبكر عادة لا تنفك عنه.

المصدر: alwelayh
مواضيع مختارة