وتقول شيماء عراقي استشاري تعديل السلوك إن الطفل الانطوائي كثيرًا ما يعاني من الإهمال وخاصة بالمدرسة لأنه طفل غير مثير للضوضاء ولا يفتعل المشاكل فيصفه المعلمون بالصف أنه غير قادر على التواصل وأنه خجول وحزين دائما، ولذلك لا يجيد المعلمون التعامل معه فيتم نسيانه في الفصل.
ويمكن أن تسبب العزلة والانطواء مشاكل أخرى تظهر عند الطفل مثل صعوبات التعلم وبعض المشاكل الانفعالية، وهناك ما يميز الطفل الانطوائي عن غيره، حيث نجده أقل ثقة بالنفس طفلا شديدا الحساسية يميل للعب بمفرده قليل الكلام سلوكه انسحابي.
أسباب عزلة وانطواء الطفل:ومن أبرز علامات الطفل الانطوائي أن نجد الطفل لا يميل إلى التعامل والاندماج مع الآخرين فيحذر من التجمعات ويبتعد عنهم ويكون دائما متفرجا على الأطفال وهم يلعبون عن بعد دون المشاركة معهم، فهو يخاف أن يبدأ معهم بالتفاعل والمشاركة، وتابعت استشارى تعديل السلوك أنه من المهم قبل التفكير في طريقة التعامل مع الطفل الانطوائي معرفة أسباب ميل الطفل للانطوائية، وأوضحت عدة أسباب قد تكون وراء ذلك:
رفض الوالدين للأصدقاء:من أبرز أسباب ميل الطفل للانطواء أن يقوم الآباء بتحذير الطفل من التعامل مع الأصدقاء وإقامة صداقات والانخراط في علاقات معهم وتجنب الخروج والرحلات واللعب معهم، خوفا أن يكتسب سلوكيات غير مرغوب بها، أو لطبيعة الأسرة بكونها لا تميل إلى تكوين علاقات مع الآخرين.
افتقاد الدفء الأسريقد يميل الطفل إلى الانطواء والعزلة لأنه افتقد المشاعر الدافئة بالحب والحرمان من العطف داخل الأسرة، فالعنف والقسوة تجعلان الطفل في حالة انسحاب من المجتمع والميل إلى العزلة والانطواء.
الألعاب الإلكترونية والانطواء:تعد الألعاب الإلكترونية سببًا لانطواء الأطفال وميلهم للعزلة لأن الطفل يلجأ إليها ويندمج معها بدلا من التفاعل مع المحيطين به.
طرق التعامل مع الطفل الانطوائي: التشجيع على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية:على الوالدين إشراك الطفل في بعض الأنشطة الاجتماعية المناسبة وتشجيعه لخوض تجارب وتفاعل مع من حوله.
عدم السماح لأحد بالسخرية منه:حين يقوم بعض المحيطين بالطفل بنهره والسخرية منه لأنه يميل إلى العزلة، فإن هذا يجعله يفضل العزلة أكثر، لذلك ينبغي على الوالدين ألا يسمحوا لأحد، حتى لو لأفراد الأسرة الآخرين، أن يسخروا من ميل الطفل للعزلة.
تدعيم الطفل وإكسابه الثقة بالنفس:إعطاء الطفل مساحة للتعبير عن نفسه وحرية الرأي وتعزيز ثقته بنفسه يساعده في الاندماج التدريجي مع الآخرين وعدم الانسحاب من المناقشات العائلية والتحدث والتعبير عن نفسه ورغباته.
عدم إجبار الطفل أن يكون اجتماعيًا:يمكن بالتدريج أن يشارك الطفل مع والديه واسرته بعض المناسبات ولكن يحب تجنب إجباره على المشاركة رغما عنه وخاصة في المناسبات ذات الطابع الاجتماعي الصاخب كالأفراح او أعياد الميلاد والتجمعات الكبيرة.
الحوار الهادئ:بلا شك تبادل أطراف الحديث وأخذ رأى الطفل في بعض الأشياء والكلام معه بطريقه هادئة يشجعه على المشاركة مع أفراد أسرته.