ومن المهم هنا أن نعرف أن هناك فرقاً واضحاً بين البخل وبين الاقتصاد، وهذا الفرق يفهمه العقلاء والواعون ..
فالبخل صفة سيئة نهى عنها الشارع الأقدس، والاقتصاد صفة حسنة حث عليها الشارع الأقدس، فلا للبخل، و نعم للاقتصاد !!
شراء السلع الغالية جداً :
تقوم بعض النساء، وبعض الرجال أيضاً، بشراء أمور بأسعار غالية جداً، بل بأثمان خيالية أحياناً، بحجة أن هذا الشيء (ماركة!) أو ما أشبه ذلك ..
ومن تلك الأمور: الملابس بأنواعها، الشنط اليدوية، الإكسسوارات، المكياج، الأقلام، الساعات... إلى آخره ..
ونحن هنا لا نريد أن نقول: لا تشتروا الشيء الجيد الثمين نهائياً، وإنما نريد القول :
إن بعض الأسعار الفاحشة التي تُدفع في مقابل بعض الأمور التي قد لا يحتاجها الإنسان احتياجاً مهمًا، مما لا يرضى به الشرع الأقدس ..
و مثل هذا التعامل مع الأموال يحتوي على أخطاء ومضار كثيرة ..
منها: الإسراف المنهي عنه ..
ومنها: استنزاف "جيب" الزوج، أو "جيب" الزوجة نفسها !! أو كلاهما معاً ..
ومنها: تضييع نعمة المال في غير موردها، والحال وجود موارد أكثر أهمية وأزيد فائدة لصرف تلك الأموال الطائلة ..
وغير ذلك من المضار الكثيرة
قال تعالى: { ولا تبذر تبذيراً * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين }
سورة: الإسراء، آية: 26 و 27
وورد عن أمير المؤمنين عليه السلام :
التبذير عنوان الفاقة
منتخب ميزان الحكمة، ص 69 باب: التبذير
بمعنى: أن التبذير نتيجته هي الفقر والفاقة -والعياذ بالله- ..
وإذا كنت -أخي المؤمن-، أو إذا كنتِ -أختي المؤمنة- ممن يحب التفاخر أمام الناس والأصدقاء بلبس وحمل الأشياء فاحشة الغلاء، فاسمعا هذا الحديث الوارد عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام :
مَن افتخر بالتبذير احتُقر بالإفلاس !!
منتخب ميزان الحكمة، ص 69 باب: التبذير
الإسراف في ماء الغُسل والوضوء :
من الموارد التي ربما يقع فيها الإسراف كثيراً : الوضوء والغُسل ..
فبعض الناس عندما يدخل إلى الحمام، فإنه لايخرج إلا بعد مرور فترة طويلة من الزمان !! وفي هذه الفترة يصب كميات كبيرة من المياه ..
وهو بذلك يُتلف نعمةً من نعم الله تعالى، ويسقط في مستنقع الإسراف -والعياذ بالله- ..