ثلاثة أطراف للجريمة: من قتل الإمام الحسين (ع)؟!

السيد أبو الحسن الموسوي
زيارات:683
مشاركة
A+ A A-
إنَّ كل جريمة القتل قد يتعدد أطرافها، وبحسب الرؤية الشيعية فأن جريمة قتل الإمام الحسين (عليه السلام) لها ثلاثة أطراف:

اشترك بقناتنا ليصلك كل جديد

الطرف الأول: الممهد بالتمكين من قتاله

لا يخفى إنَّ قيام فرد أو جماعة بسلوك معين يكون سببا لوقوع الجريمة ويتمثل مصداق ذلك لمّا قام جماعة اجتمعوا على كتابٍ كتبوه في المسجد الحرام وتعاهدوا عليه لئن مضى محمد لا يكون الخلافة في بني هاشم ولا يولّوها عليّاً [انظر الأصول الستة عش للعصفري ص144]. 

وقد روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إذا كتب الكتاب قتل الحسين) [الكافي للكليني ج ٨ ص١٨٠].

قال المازندراني: شبه (عليه السلام) يوم قتل الحسين (عليه السلام) بيوم كتب فيه الكتاب في كونه مصيبة عظيمة وبلية شديدة على الهاشمين والعلويين والشيعة أجمعين لكونه أصلا ليوم القتل وسببا له إذ لو كانت الخلافة في بني هاشم ولم ينقلوها منهم إلى بني تيم وبني عدى وبني أمية لم يقع قتل الحسين (عليه السلام) (فقد كان ذلك كله) أي كتب الكتاب وقتل الحسين (عليه السلام) وخروج الملك من بني هاشم [شرح أصول الكافي ج20ص421].

فهذه الرواية تبيّن إنَّ أساس قتل الإمام الحسين (عليه السلام) كان كتابة تلك الصحيفة الملعونة وقد أُشير لهذا المعنى في بعض فقرات زيارة يوم عاشوراء فهم من أسس أساس الظلم والجور على أهل البيت، وهم الممهدين لهم بالتمكين من قتاله (عليه السلام).

الطرف الثاني: أمر يزيد بقتله (عليه السلام).

ذكر المؤرخون لما توجه الحسين (عليه السلام) إلى العراق بعث يزيد عبيد الله بن زياد واليا على العراق، وأمره أن يأخذ البيعة من الحسين وأمره إن أبى أن يقتله، ويبعث اليه برأسه [انظر: تاريخ اليعقوبي ج2 ص242-مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص178 -180 ومناقب آل أبي طالب ج4 ص88 والفتوح لابن أعثم ج5 ص10].

الطرف الثالث: تنفيذ عبيد الله بن زياد أمر يزيد.

ولمّا جهز ابن زياد جيشا لقتال الإمام الحسين (عليه السلام) كتب إلى قائد الجيش عمر بن سعد: إني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتعتذر له ولا لتكون له عندي شافعا، انظر فإن نزل حسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إلي سلما، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون، وإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره .. [الإرشاد ج ٢ ص ٨٨].

والمحصل: أنَّ المسئولين عن جريمة قتل الإمام الحسين ثلاثة أطراف:

1- المسبب وهم أصحاب الصحيفة الملعونة.

2- الآمر وهو يزيد بن معاوية الأموي.

3-  المنفذ وهم ابن زياد وجيشه.

المقال رداً على سؤال: سؤال يتردد كثيرا في الأذهان من الذي قتل الإمام الحسين (عليه السلام) حسب الرؤية الشيعية؟
مواضيع مختارة