أكدت مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام السرطانية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة أن المستشفى "ليس ربحياً" فيما أشارت الى أن حكومات الدول المتقدمة لا تستطيع تغطية نفقات علاج مرضى الأورام السرطانية.
[اشترك]
وقال مدير المؤسسة الدكتور حيدر حمزة العابدي في مقابلة تلفزيونية تابعها "الائمة الاثنا عشر"، إن العتبة الحسينية المقدسة تريد أن تكون كلف العلاج في المستشفى أقل من الكلفة التشغيلية للمستشفى، اذ إن أجور وكلف العلاج في المستشفى لا تسد نفقات تشغيلها، وبالتالي فإن العتبة لا تربح شيئاً بل على العكس تماماً تدفع مبالغ إضافية الى المستشفى لتوفير الخدمات الطبية.
وأضاف العابدي، إن المؤسسة هي الأولى من نوعها في العراق المتخصصة بعلاج الأورام السرطانية، اذ توجد في العراق وحدات وشعب لعلاج الأورام في المستشفيات، لكن كمؤسسة متخصصة لعلاج الأورام السرطانية فالمؤسسة هي الأولى على المستوى الوطني.
وأوضح، ان المؤسسة توفر كافة الخدمات الطبية التشخيصية والعلاجية لمرضى الأورام السرطانية، ولديها تنسيق وانفتاح على المؤسسات والمراكز الرائدة في معالجة الأورام السرطانية في المنطقة، وتم توقيع مذكرات تفاهم مع تلك المؤسسات.
ولفت مدير المؤسسة، الى أنها ستكون بديلاً ناجحاً للمريض العراقي عن المؤسسات المتخصصة في علاج السرطان خارج العراق (...) اذ ينفق المواطن العراقي مبالغ كبيرة على العلاج خارج العراق، كما أن علاج الأمراض السرطانية مكلف مادياً.
الدول المتقدمة وعلاج السرطان
وأشار الى ان "حكومات الدول المتقدمة لا تستطيع تغطية نفقات علاج مرضى الأورام السرطانية، اذ تتحمل الحكومة جزء من نفقات العلاج، وجزء تتحمله شركات التأمين، وجزء يتحمله المريض".
ومضى بالقول، ان المريض العراقي كان يضطر الى السفر للخارج وإنفاق مبالغ مالية طائلة، وقد يضطر الى بيع ممتلكاته للحصول على العلاج.
وتابع العابدي، إن مريض السرطان يخضع لبرنامج علاجي طويل يستمر لشهور عدة يتضمن الفحص والعلاج والعملية الجراحية والجرع الوقائية والعلاج الوقائي الكيمياوي أو البيولوجي، أو العلاج الإشعاعي، فليس من السهل على المريض السفر الى الخارج والبقاء لأشهر طويلة أو عام خارج بلده وبعيداً عن عائلته وعمله.
وبين، إن العلاج في داخل العراق سيوفر على المريض كلف وأعباء مالية تساوي أو تزيد على كلف العلاج، ككلف السفر والمصاحبة وترك العمل والخدمات الفندقية والترجمة وغيرها.
وتابع قائلاً، إن الكثير من المرضى لا يستطيعون إكمال العلاج خارج العراق، مما يضطرهم الى العودة الى العراق للبحث عن البديل لإكمال العلاج داخل البلد، فجاءت المؤسسة لتخفف عنهم هذه الأعباء، وتحافظ على أعمالهم وعوائلهم، وتخفف عن كواهلهم الكثير من الجهد والعناء والنفقات.
العلاج في الخارج.. أموال طائلة
وتبلغ سعة المستشفى 126 سرير بنظام الغرف المفردة لكل مريض بخدمات كاملة، وتشمل الأسرّة كافة التخصصات بما فيها أسرّة علاج الوقاء الكيمياوي، وأسرّة العمليات الجراحية، وأسرّة الأطفال، وأسرّة النظائر المشعة ذات التصميم الخاص.
وتضم المستشفى أيضاً 200 غرفة فندقية لسكن المرافقين والمرضى خصوصاً من المناطق البعيدة، إذ يحتاج المريض وقت وسكن لحين إكمال عمليات الفحص الطبي ويتخذ القرار العلاجي من لجنة طبية متعددة التخصصات، وهذا يوفر له الجهد والوقت في التنقل من مدينته الى المؤسسة في كربلاء.
ولفت العابدي الى أن "إحدى المستشفيات في المنطقة دخلت إليها أموال من المرضى العراقيين خلال عامين فقط بما يعادل كلفة إنشاء مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام السرطانية".
ومضى بالقول، إن كل جهاز من أجهزة المستشفى يعمل عليه خبراء متخصصين في مجالهم لا تقل خبرتهم عن 15 سنة، وأمضينا 4 أشهر نبحث عنهم في الدول لذلك ترى منهم عراقيين وعرب وهؤلاء ليس من السهل التعاقد معهم.
وأوضح مدير المؤسسة، إن المستشفى ملزمة بكلف مالية طائلة لصيانة وضمان الأجهزة والمعدات الطبية، وتوفير الماء والكهرباء والخدمات، وبالتالي الحفاظ على المؤسسة ان تكون في تطور دائم والحفاظ على الخدمة الطبية ليتمكن المريض العراقي من الحصول عليها.
أحدث المعدات الطبية
وقال، ان جميع الأجهزة الطبية الموجودة في المستشفى بل حتى الكرسي الذي يجلس عليه المريض هو من مناشئ أوروبية رصينة، بل قد يكون ليس من المجدي اقتصادياً أن يستوردها من يريد أن يربح، لكن قرار العتبة الحسينية المقدسة أن تكون الخدمة متوفرة بأفضل وأحدث الأجهزة الطبية.
وكشف العابدي، عن عزم العتبة الحسينية المقدسة على افتتاح مستشفى مشابهة يجري العمل فيها حالياً في مدينة البصرة لعلاج الأورام السرطانية ضمن مشروع علاج مرضى الأورام السرطانية الذي تبنته العتبة الحسينية المقدسة.
وتابع قائلاً، إن العتبة الحسينية المقدسة قررت توفير أحدث جهاز للعلاج الإشعاعي والذي لا يتوفر منه في الشرق الأوسط سوى جهاز واحد في أحد المستشفيات التركية وهو جهاز الإشعاع الحديث (CyberKnife).
وبين، أن المستشفى تعاقدت مع الشركات العالمية الرصينة المصنعة لأدوية معالجة السرطان على توريد الأدوية الى المستشفى لضمان جودتها ونقلها وخزنها بطريقة صحيحة، وحتى تصل المريض بدون كلف إضافية، كما إن العتبة الحسينية المقدسة تتحمل جزءاً من تكاليف الأدوية عن المريض وتدفعها الى المستشفى.
خطط مستقبلية
ووفقاً لمدير المستشفى، فإن العراق يسجل سنوياً 30-35 ألف إصابة جديدة بالسرطان من الإصابات المسجلة، وبالتالي فأن المستشفيات بمرور السنوات لن تستطيع استيعاب المرضى بسبب طاقتها الاستيعابية.
وتخطط العتبة الحسينية المقدسة لتوسعة المستشفى لتضم ردهات العناية التلطيفية لمرضى السرطان من ذو الإصابات المتقدمة والتي يحظى المريض فيها بعناية خاصة للدعم النفسي والتغذية الصحي تمهيداً للعلاج.
وفي الـ 15 من أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة عن تكفلها بعلاج مرضى السرطان من الأطفال بشكل مجاني في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام في كربلاء المقدسة.
وافتتحت العتبة الحسينية المقدسة في آب / أغسطس الماضي، مستشفى وارث لعلاج الأورام في كربلاء بمواصفات متطورة وحديثة ومزود بأحدث اجهزة معالجة السرطان في العالم.
ومنذ بدء التشغيل التجريبي للمستشفى، قدمت العتبة الحسينية المقدسة خدمات طبية وعلاجية لمرضى السرطان من مختلف محافظات العراق بقيمة تجاوزت 3 مليار دينار، وفقاً لرئيس الهيئة الدكتور ستار الساعدي.
وبحسب الساعدي، فإن علاج الأطفال المصابين بالسرطان سيكون مجانياً في المستشفى، فيما سيكون علاج كبار السن بسعر التكلفة ومدعوماً.