غير أن الملاحظ هو: أن بعض هؤلاء الإخوة يفقدون السيطرة على عواطفهم، فيتعاملون مع الآخرين بشيء من الانفعال، الذي يجرهم لإطلاق كلمات لا تتحملها أجواء الحوار الهادئ والصريح.. ولربما تُتَّخَذُ ذريعة لصد الناس عن السماع منهم، والأخذ عنهم.. بل قد تكون أحياناً من وسائل توجيه الاتهامات الظالمة للمذهب نفسه، ولعلمائه..
فلا بد من ضبط النفس، وعدم الانجرار إلى المواقف التي يريد الآخرون جرهم إليها..
كما لا بد من توفر عنصر الحكمة في الدعوة إلى الله، واختيار الكلمة، والمعنى، والأسلوب الأمثل، والاستفادة من ذلك كله في الموقع المناسب..
إضافة إلى أن من الضروري إقامة علاقات احترام مع رموز الفكر لدى الآخرين، وأن يكون هناك سعي حثيث لفتح القلوب أولاً، بالكلمة الطيبة والهادئة، وبالموعظة الحسنة، فإن القلوب إذا فتحت أمكن الوصول إلى الحق.. وأمكن الاعتراف به، والبخوع والخضوع له..
والأهم من ذلك كله أن يشعر من تحاوره بأنك مخلص له غيور عليه، تحب له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك..
على أن من الضروري أن يكون هناك انتقاء مدروس للموضوعات التي يتم التداول فيها، فقد ورد أن العلم كثير، فخذوا منه ما أهمكم..
كما أنه يجب أن لا يكون طرح المسائل والدخول إلى المنتديات عشوائياً، بل لا بد من هدف محدد، ومن دراسة وسائل الوصول إلى ذلك الهدف، من خلال الإمكانات المتوفرة..
ثم إنني أحب أن أطلب من إخواني الكرام الذين ليس لديهم باع طويل في الموضوعات المطروحة أن لا يزجوا بأنفسهم فيها، فإن ضرر ذلك قد يكون أعظم من نفعه..
حفظ الله جميع الإخوة العاملين، والغيورين على الإسلام، وعلى الإنسان، وسدد خطاهم، ووفقهم لكل خير، وصلاح، ونجاح، وفلاح، إنه ولي قدير.