الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لـ «موقع الأئمة الاثني عشر».
أظهرت دراسة علمية جديدة أن الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي ضد فيروس كورونا بعد الإصابة به لا تدوم طويلاً في جسم الإنسان، مما من شأنه أن يحطم استراتيجيات الدول القائمة على تحقيق مناعة القطيع في مواجهة فيروس كورونا.
تُشير الدراسة المنشورة بدورية Nature Medicine الأحد 21 يونيو/حزيران 2020، إلى أن الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي ضد فيروس كورونا ربما يكون عمرها من شهرين إلى ثلاثة أشهر فقط.
لا تعيش طويلاً: وفي مقارنة مع الأجسام المضادة لأنواع سابقة من فيروسات كورونا، كالسارس والميرس، التي تدوم لمدة عام تقريباً، درس الباحثون الصينيون أشخاصاً لم تظهر عليهم أعراض المرض، وقارنوهم بعينة مماثلة لأشخاص ظهرت عليهم الأعراض، في إقليم "وان تشو" بوسط الصين.
أظهرت عدة محاولات بحثية أجراها الباحثون أن من ظهرت عليهم الأعراض بوضوح قد كونوا أجساماً مضادة للمرض، إلا أن الذين لم تظهر عليهم الأعراض كونوا أجساماً مضادة كانت أضعف بالمقارنة بمن ظهرت عليهم الأعراض.
والأهم أن مستويات الأجسام المضادة في الدم لدى الأشخاص الذين لم تظهر عليهم الأعراض انخفضت لدرجة لا يُمكن رؤيتها بالفحوصات الطبية، بينما لم تتجاوز قوة الأجسام المضادة في الأشخاص الذي ظهرت عليهم الأعراض أكثر من 13% من قوة الأجسام المضادة لمصابين بفيروسات كورونا سابقة كالسارس مثلا.
استراتيجيات تتطلب المراجعة: تُلقي نتائج الدراسة بظلال الشك على مقترح "جوازات المناعة" الذي قدمه خبراء منهم من يتبع منظمة الصحة العالمية (WHO).
وعبر "جوازات المناعة" سيُسمح للأشخاص الذين تأكد اكتسابهم مناعة لفيروس كورونا، إما باختبارات الأجسام المضادة أو تعافيهم من المرض، بالعودة إلى حياتهم الطبيعية.
الفكرة هي أن هذا سيسمح للأعمال التجارية بالعودة لطبيعتها والاقتصادات بالتعافي دون التعرض لخطر موجة ثانية من الفيروس، فكل من سيعود إلى العمل والخروج سيكون محصناً من الفيروس نظرياً.
فكرة أخرى تقوضها هذه الدراسة، حسب الموقع، هي نظرية "مناعة القطيع". يقوم هذا المبدأ على إكساب جزءٍ كافٍ من السكان مناعة من فيروس كورونا، وأن الفيروس حينها لن يتمكن من الوصول إلى من لم يكتسبوا المناعة.
لكن هذه الدراسة تقول إن هذه الأفكار لن تنجح لأن الأجسام لا تحتفظ بمناعتها لوقتٍ طويل.
لكن دراسات أخرى تظهر أن الأجهزة المناعية للمتعافين يمكنها محاربة الفيروس بوسائل أخرى، لكن سيكون تهوراً الاعتماد على هذه الدراسات وحدها، خاصة أن العلماء ما زال أمامهم الكثير ليتعلموه بشأن المرض.
تشير الدراسة إلى أنه "ربما النهج الأكثر مسؤولية في التعامل مع الجائحة هو التركيز على حماية الناس من الإصابة بالمرض في المقام الأول، وتزويدهم بمعدات الحماية، وتوفير المساحات وأماكن العزل لمن أصيب بالمرض بالفعل".
كورونا حول العالم: الإثنين 22 يونيو/حزيران، أشار إحصاء لرويترز إلى أن أكثر من 8.96 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم كما أن 467 ألفاً و390 شخصاً توفوا جراء الفيروس.
فيما تم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أول حالات في الصين في ديسمبر/كانون الأول عام 2019.
وتصدرت الولايات المتحدة القائمة مسجلة 119916 حالة وفاة ومليوني و289021 حالة إصابة، فيما جاءت البرازيل في المركز الثاني مسجلة 50617 حالة وفاة ومليون و85038 حالة إصابة، وجاءت روسيا في المركز الثالث مسجلة 8111 حالة وفاة و584680 حالة إصابة.
المصدر: عربي بوست